18 ديسمبر، 2024 6:40 م

مجلس حسيني ــ من تامر وقتل الامام علي {ع}

مجلس حسيني ــ من تامر وقتل الامام علي {ع}

 

مصاب دهى ركن الهدى فتصدعا ***وصاح به ناعي السماء فأسمعا

وضجت له الاملاك في ملكوتها ****وأوشك عرش الله ان يتضعضعا

وان يبكه الاسلام وجدا وحسرة** **فقد كان للاسلام حصنا ومفزعا

اه لو يعلم المختار ان حبيبه ******* بسيف عدو الله اضحى مقنعا

في التاسع عشر من شهر رمضان كل عام يتذكر المسلمون اغتيال الامام علي ابن ابي طالب{ع}ويكررون نفس القصة متهمين الخوارج وعبد الرحمن ابن ملجم المرادي بالاغتيال لانها القصة التي ظلت ماكنة الاعلام ترددها على مسامعهم حتى أصبحت حقيقة ثابته في اذهانهم متناسين حقيقة ان أبو ملجم لم يكن من الخوارج, بل كان الشخص الذي حمل نباء انتصار جيش الامام علي على جموع الخارجين عليه في النهروان . اذن ماهي القصة الحقيقة ومن هم المتآمرون على قتل الامام ؟.

لنتابع الخيوط للوصول الى جذور المؤامرة التي بدأت في محاولات اغتيال الرسول{ص} من مصادر المذاهب الاسلامية. ولم يجرأ احد ان يطعن بتلك المصادر. فقد ذكر” ابن هشام، السيرة النبوية 1: 368″ ان عمرُ بن الخطاب جاء يوما ما متوشّحا سيفه يريد قتل النبي{ًص}ومعه جماعة وفي الطريق لقيه نعيمُ بن عبد الله قال له: «أين تريد يا عمر؟» فقال: «أريد محمدا هذا الذي فرّق أمر قريش، وسفه أحلامها ،وسب آلهتها، فأقتله». فقال له نعيمُ: «أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلتَ محمدا؟! ثم ارجع إلى بيت اختك فتقيم أمرَهم؟» قال عمر: اخبرني ماذا حدث لبيت اختي..؟ » فقال: نعيم بن عبد الله زوج اُختك وأختك ، فقد أسلما، وتابعا محمدا على دينه» .وبقية القصة معروفة.

المحاولة الثانية: ليلة الهجرة. اجتمعت بطون قريش في دار الندوة تشاوروا فيما يصنعون بمحمّد{صْ}فاتفقت الآراءُ على قتله، علی أن يَخرج من كل بطن رجل من قريش ويضربون محمداً ضربة واحدة، حتّى يتفرّق دمُه في قريش فلا يسـتطيع بنو هاشم مناهضة قبائل . واخبر جبرئيلُ النبي فدعا رسولُ اللّه عليا{ع}وأمرَه أن يبيت في مضجعه. فسأله عليٌّ: «أو تسلم يا نبيّ اللّه؟» قال: «نعم». فأهوى عليٌّ إلى الأرض ساجداً شكراً وهو أوّل من سجد للّه شكراً- فاستلقی علی فراش وجعل السيف إلى جنبه.

المؤامرة الثالثة: بعد معركة بدر بيسير، کان عمير بن وَهب الجُمحي – ممن يؤذي رسول الله وأصحابَه وهو ممن حضر بدراً مع المشركين واُسرَ ابنُه هذا عمير جلس مع صفوان بن اُمية في الكعبة فذكر صفوان مُصاب قريش يوم بدر .وقتلهم واسرهم. قال له عمير: «لولا دَينٌ عليّ ويالٌ أخشى عليهم الضيعة بعدي، لذهبت إلى محمد حتى أقتله، ولي عندهم حجة فإنّ ابني أسير في أيديهم» .فقال صفوان: «دَينُك عليّ أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي ما بقوا» .فاخذ عميرٌ سيفه وانقعه بالسم وقدم المدينة. عندما أناخ عُمير راحلتَه شاهدوه متوشحاً سيفه. أخبروا رسولَ الله بقدوم عمير، فأمرهم بإدخاله فاخذوا حمِالة سيفه ودخل خلفه جماعة عرفوا منه الشر. «ادخلوا على رسول الله فأجلسوه وهم حذرون منه فقال عمير «اَنْعِموا صباحاً». فقال رسول الله: «قد أكرمَنا اللهُ بتحيّة خير من تحيّتك هي ، تحية أهل الجنة». ثمّ سأله رسول الله: «ما جاء بك يا عمير؟» أجاب: «جئتُ في فكاك ابني من الاسر. فقال الرسول: «كذبتَ! بل جئت تقتلني» ثمّ أخبره رسولُ الله بکلّ کلمة تفوّه بها مع صفوانبن امية؟ فقال عُمير: «صدقت يا رسول الله! فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله». وردت في سيرة ابن هشام وتأريخ اليعقوبي 2: 40 . الطبرسي، إعلام الورى 1: وهناك مؤامرات كثيرة تعرض فيها الرسول للاغتيال ولكن اشهرها بعد تنصيب علي بن ابي طالب بالولاية في غدير خم . وتسمى مؤامرة العقبة وهذه {غير مؤامرة العقبة في السنة الثامنة عند الرجوع من غزوة تبوك}، هذه التي نقلتها مصادرُ الفريقين. في السنةَ العاشرةَ بعد الإجتماع في غدير «خم»، اثناء الرجوع إلی المدينة. وهي أنّ أربعة عشر نفراً من الصحابة المنافقين تآمروا على قتل النبي فاتّفقوا على أن ينفّروا بالنبي ناقته، وقعدوا له في {عقبة هَرْشى بين الجحفة والأبواء}سبعة عن يمينها وسبعة عن يسارها ليُنفّروا ناقة رسول اللّه (ص).فلما اقترب النبيُّ من عقبة هرشی ليلا أخبره جبرئيلُ لما دنا منهم ناداهم النبيُّ بأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول اللّه فرّوا ودخلوا بين الناس في بطن الوادي.لما عبر رسولُ اللّه عقبة هرشي جاؤوا إليه وحلفوا أنّهم لم يهمّوا بقتله فتلا هذه الآية: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ).اليقين لابن طاووس والعلاّمة الحلّي في كشف اليقين: 137

*** واخيرا المؤامرة التي تمكنوا فيها من رسول الله{ص} عرفوا انهم لا بد ان يتحركوا للتخلص من الرسول. وتم لهم ذلك عن طريق دس السم ثم منعوه من كتابة وصيته كما رواه البخاري واتهموا الرسول بأنه (يهجر) أي مخرف . وبعد مقتل الرسول منع المتآمرون من دفن جثتة بقيت متروكة في مكانها ثلاثة ايام لا يسمح بدفنها كما ورد في حديث رواه احمد ابن حنبل في مسنده عن عائشة انها قالت تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ اي ان جثمان الرسول ترك دون دفن ثلاثة ايام حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه..روى ذلك ابن الجوزي حيث ورد في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج10، ***عن عبد الله بن عباس، أن رسول الله{ص}لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه. تاريخ دمشق لابن عساكر.. فقال العباس إن رسول الله{ص}قد مات فادفنوا صاحبكم كل هذا وعمر ابن الخطاب شاهرا سيفه ويرفض ان يدفن الرسول مما اضطر اهل البيت المحاصرين في بيت الرسول الى دفنه حتى ان عائشة زوجته فوجئت بدفنه ليلا ..ذكر الرواية عن ابن اسحاق عن عائشة أنها : قالت والله ما علمنا بدفن رسول الله {ص} حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء وصحح الحديث ابن عبد البر في التمهيد وصححه الألباني..

ــــــــ بعد التخلص من الرسول{ص} بقي امام المتآمرين عقبة تقض مضاجعهم وهي وجود الامام علي{ع} الذي رفع الرسول يده امام مائة الف مسلم ويزيدون وقال ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) لذلك كان يجب ان يتم التخلص من علي ابن ابي طالب .كان (ابو بكر) مترددا في قتل علي فهو يامر مرة ثم يعود عن قراره فقد ذكر أبو بكر الخلال في كتاب ” السنة ” الجزء 3ص505 دراسة وتحقيق الدكتور عطية الزهراني, أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عنه فنرى ان ابا بكر كان يأمر بقتل علي ثم يتراجع والسؤال هنا لماذا كان ابو بكر يتردد في قتل علي؟ الجواب نجده في كتاب الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء تأليف بن قتيبه هنا يأتي من ابن قتيبة يذكر ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم فاطمة نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة … وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو {نضرب عنقك} ! فقال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله !قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا !وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه . لقد ادرك ابو بكر ما فات عمر فقد ادرك ان وجود فاطمة الى جانب علي سيجعل قلوب المهاجرين والانصار تهفو اليه لذلك نطق بالكلمات التي قتلت الزهراء لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة الى جانبه . وهي الكلمات التي تلقفها عمر مدركا ان ابا بكر لن يقدم على حسم الامر مادامت فاطمة موجودة .

. كانت كلمات (ابي بكر ) تلك حكم قتل بحق السيدة (فاطمة الزهراء ) وهو ماتم لاحقا ليبقى الميدان خاليا لاستهداف علي ابن ابي طالب{ع} ولكن تردد ابي بكر عطل التنفيذ . بعد مقتل ابي بكر تولى عمر ابن الخطاب الحكم تغيرت الظروف ..جعلت من المستحيل قتل علي داخل المدينة دون اثارة مشاعر المسلمين لذلك تم اختيار أداة التنفيذ وهو ( عبد الرحمن ابن ملجم المرادي ) الذي تم ارساله الى مصر ليكون تحت رعاية (عمرو ابن العاص) وبتوصية خاصة من الخلافة بالمدينة.. الذي ارسله مصر واوصى عمرو بان يراعي ابن ملجم باعتباره من العباد. ولكن مقتل عمر ابن الخطاب على يد (ابي لؤلؤة فيروز) أدى الى تأخير العملية مرة ثانية . كانت فترة استلام عثمان ابن عفان الاموي الحكم فترة استراحة فقد اطمئن الحزب الاموي الى ان الحكم سيؤول لهم بعد وفاة عثمان الذي كان شيخا طاعنا في السن لذلك لم يعد هناك حاجة الى قتل علي . ولكن الثورة التي قام بها المسلمون ضد عثمان ومقتله على يد الثوار خربت كل المخططات التي كانت تحلم بانتقال السلطة الى الحزب الاموي فقد اختار المسلمون عليا{ع} لتولي الحكم . هنا تم استعادة الخطط القديمة للتخلص من العقبة الأخيرة بين الحزب الاموي والحكم .فتم ارسال ابن ملجم من مصر الى الكوفة لينضم الى جيش علي ابن ابي طالب وشهد معه صفين وكان ابن ملجم في جيش الامام علي الذي قاتل الخوارج في النهروان كما ذكر كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي … وبلغ فرح ابن ملجم بانتصار جيش الامام لذلك سبق الجيش ودخل الكوفة، فجعل يبشر أهلها بهلاك الخوارج .:

**اما الروايات الكاذبة التي تقول بمؤامرة لاغتيال معاوية وعمرو بن العاص هذه محاولات ذر الرماد في عيون الشيعة للخلاص من تاريخ المؤامرات والاغتيالات التي حدثت بين الصحابة. نعم كان هناك تنظيم تابع الى الملآ المكي انهم هيئوا فريقا ولكل واحد دور في عملية الاغتيال فقد اشترك وردان ابن مجالد في الهجوم على الامام كان يسكن في تيم لرباب، وهو حي بالكوفة .. هذا اللعين كان أبوه وعمه من الخارجين على علي{ع} وهناك شخص اسمه شبيب بن بجرة بعد تنفيذ عملية القتل هرب الى الشام الى معاوية ثم عاد الى الكوفة بعد ان استقر الامر لمعاوية وبقي فيها فكيف يتلائم ذلك مع قصة اجتماع الخوارج على قتل الثلاثة .

الدليل الاقوى الموجود بين ايدينا ان الامام علي{ع} قد تمت مهاجمته من قبل ثلاثة اشخاص هم عبد الرحمن بن ملجم ووردان ابن مجالد وشبيب بن بجره بثلاثة اسياف تم نقعها بالسم في بيت قطام بنت الاخضر التميمية وهي امرأة اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكانت لها دليلة عجوز إسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن ، وكان أبوها واخوها من الخوارج ، وقد قتلاً معاً في معركة النهروان ،

وذكر معظم المؤرخين قصة قطام ودورها في تحريض ابن ملجم على قتل الامام وكذلك تحريض ابن عمها وردان ابن مجالد على المشاركة في القتل وان اختلفوا حول موضوع زواجها من ابن ملجم فمنهم من قال انه تزوجها ومنهم من قال انه لم يتزوجها ولكنهم اتفقوا على ان تخزين السلاح ومكان غرفة العمليات والانطلاق لتنفيذ الجريمة كان من بيت قطام في محلة تيم الرباب في الكوفة . عند هذه النقطة يجب ان نعرف لماذا تم اختيار ابن ملجم بالذات لتنفيذ الجريمة ؟

لمعرفة الجواب على هذا السؤال يجب ان نرجع الى تاريخ ابن ملجم الذي وصف بانه كان قارئ للقران وكان معلما وعرف بالشجاعة لنجد ان ابن ملجم عندما قدم من{نجران الى المدينة تعلم على يد معاذ ابن جبل} ومعاذ هو الذي قدمه لعمر ابن الخطاب الذي قرر ارسال ابن ملجم الى مصر مع التوصية بالعناية به وهناك انزله ابن العاص في منزل بالقرب من منزل عبد الرحمن البلوي احد قتلة عثمان ابن عفان . عند هذه المرحلة يختفي ابن ملجم من التاريخ ليظهر في الكوفة عندما اتخذها الامام علي{ع} عاصمة للدولة فيأتيه ابن ملجم مبايعا ويصبح واحدا من اشد المتحمسين لحرب الخوارج في النهروان ويكون هو الذي يحمل اخبار هزيمة الخوارج الى الكوفة وبنفس الفترة يتصل بقطام بنت الاخضر التي سبقت الاشارة اليها سابقا فلماذا قطام ؟ ولماذا في ذلك الوقت بالذات ؟

نبدأ بالسؤال الثاني ففي تلك المرحلة كان الامام علي{ع} قد تخلص من الخوارج الذين كانوا اشد من قبل بموضوع التحكيم في معركة صفين والذين خذلوا الجيش وحولوا النصر الى مؤامرة فكان القضاء عليهم في معركة النهروان واصبح الوضع جاهزا حتى يهيئ الامام جيشه مرة ثانية للقتال والقضاء على تمرد معاوية في الشام.. لذلك كان لابد ان تتحرك عيون معاوية في الكوفة وعلى راسها {الاشعث ابن قيس} الذي قال عنه الطبري كان المسلمون يلعنون الاشعث ويلعنه الكافرون أيضا وسماه نساء قومه عرف النار، وهو اسم للغادر عندهم . كان الاشعث حاقدا على الامام علي لعزلة من ولاية اذربيجان وقد عزم على اللحاق بمعاوية بعد عزله لكنه عاد واتجه الى الكوفة وهو الذي ترأس حركة المؤيدين للتحكيم في جيش الإمام وهو أول من خرج على أمير المؤمنين{ع}في حرب صفين والأشعث بن قيس ومعه جماعة من زمرته هم الذين قالوا‏:‏ القوم يدعوننا إلى كتاب الله وأنت تدعونا إلى السيف. كما ان ابن الاشعث ومعه أنصاره من أبناء اليمن اصروا على اختيار أبي موسى الأشعري ممثلاً للإمام في التحكيم.وصلت الامور بين الامام علي {ع} يروي أن الأشعث بن قيس دخل على امير المؤمنين فأغلظ له الامام .. فقام اللعين يهدد أن يفتك به ، فقال له الامام أبالموت تهددني؟! فوالله ما أبالي وقعت على الموت، أو وقع الموت علي..!!

كل هذه المحاولات حدثت في الكوفة ليشغلوا الامام من تعبئة اهل العراق وغيرهم من الناس لحرب معاوية.. فكان القرار من الشام لجميع اعداء علي{ع} ان يخططوا بسرعة للتخلص منه باغتياله ..

ولغرض التخلص من الامام{ع} تمت الاستعانة بالبغي قطام . التي هي من عملاء عمرو ابن العاص وكانت تتجسس على انصار الامام علي{ع} في الكوفة لحساب ابن العاص والي مصر لمعاوية …يذكر التاريخ انها كتبت الى ابن العاص تبلغه بأسماء انصار الامام علي في مصر بعد مقتل محمد ابن ابي بكر عامل الامام علي على مصر وكانت مراسلاتها مع ابن العاص سببا في قتل العديد من شيعة الامام في مصر.. .كانت مهمة قطام هي ان تكون حلقة الوصل بين المخططين والمنفذين فتتلقى الاوامر من ممثل المخططين الاشعث ابن قيس وتوصلها الى المنفذين وهم كل من ابن ملجم وشبيب ابن بجرة ووردان ابن مجالد فقد تجهزوا بالسلاح في بيتها وغطت صدورهم بالحرير. وانطلق القتله من بيت قطام متجهين الى موقع الجريمة في مسجد الكوفة . كانت المثابة الاولى التي توقف فيها القتله بعد انطلاقهم من بيت قطام ذهبوا اولا الى مسجد بني اسد حيث قضوا الليل عند الاشعث ابن قيس فلما قرب الفجر نادى الاشعث على ابن ملجم ” النجا فقد فضحك الصبح” لتحريضه للاستعجال في تنفيذ الجريمة فانطلق القتلة الثلاث ابن ملجم وابن بجرة وابن مجاهد فلما راوا الامام علي عليه السلام في محراب المسجد للصلاة ابتدره شبيب ابن بجرة بالسيف فأخطائه الضربة عندئذ هجم عليه اللعين ابن ملجم فضربة على راسة فلما احس الامام بضربة السيف قال “فزت ورب الكعبة ” .

كانت المهمة الاخيرة للأشعث ابن قيس هي تامين هروب للمنفذين الا انه فطن الى ان عدي ابن حاتم الطائي رأه بصحبة ابن ملجم فخشي ان فشلت الخطة ان يتهم بالجريمة فارسل ابنه قيس ابن الاشعث ليتحرى الاخبار وكان قد هيء رجالا في المسجد لتسهيل هروب المجرمين وقد ذكر الاصفهاني في مقاتل الطالبيين ان عدي بن حاتم عدما سمع بخبر جرح الامام نادى على الاشعث ” قتلته يااعور “. بالنسبة للمجرمين فقد قبض المصلين على ابن ملجم اما شبيب ووردان فقد خلصهم رجال الاشعث فاما وردان فقد عاد الى بيته فراه ابن عم له وراى الحرير على صدره عرف انه كان مشاركا في الجريمة فقتله في داره . اما ابن بجره فقد فر الى معاوية كما ذكرنا

يذكر القاضي النعمان ان معاوية هو الذي بذل المال لتمويل قتل الامام يوكد على ان مقتل الامام موامرة بقيادة معاوية ,وافتخر شاعر بني امية بقتل الامام عندما تم جلب اسارى ال البيت امام يزيد في الشام.قال نحن قتلنا عليا وبني علي ** بسيوف هندية ورماح ** وسبينا نساءهم سبي ترك** ونطحناهم فاي نطاح .واخيرا لنعرف من فرح في مقتل الامام علي وتمنى الخلاص منه فافراح الشام كانت اشهر من ان تخفى ولكن كان هناك في المدينة قلوب فرحت “لما انتهى الخبر إلى عائشة قالت :فألقت عصاها واستقرت بها النّوى ** كما قرّ عيناً بالإياب المسافرُ ثم قالت فمن قتله؟ فقيل رجل من مراد فقالت :فشمتت والقت الشعر ومدحت القاتل *

**تقول العقيلة زينب كان ابي يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد ابن جعفر.. فلما كانت ليلة التاسع عشر من رمضان كان افطاره عندي يسجل لنا التاريخ حوار هذه الليلة والساعات الأخيرة .فلما حان افطاره قدمت له طبق فيه لبن وخبز شعير وملح . فنظر اليها وقال بنيه متى رايتي اباك ياكل طعامين في طبق واحد.. اردت ان ارفع الملح فاشار ان ارفع اللبن .. ففطر امامنا هذه الليلة بقرص شعير وماء وملح ومسح على بطنه وقال ” بعدا لمن ادخلته بطنه النار” ثم قام الى الصلاة وكان يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وهو يقول : « والله ما كَذبت ولا كُذبت هي الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله » .ثم يعود الى مصلاه ويقول : « اللهم بارك لي في الموت ، اللهم بارك لي في لقائك » ويكثر من قول « انا لله وانا اليه راجعون.. ويستغفر الله كثيراً » .تقول مولاتنا زينب : لما رايته كثير الذكر والأستغفار أرقت معه ليلتي . . وقلت : يا أبتاه مالي اراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ يا أبا مالك تنعى نفسك ؟ .قال : بنيّة قد قرب الأجل وانقطع الأمل.. قالت : فبكيت : فقال لي : يا بنيّة لا تبكي فإني لم أقل لك ذلك الا بما عهد اليّ جدك .ثم انه نعس واراد ان ينام قليلا .. بينما هو نائم انظر في وجهه .. فتح عينيه ثم استرجع كثيرا.. سالته ابه اراك اكثرت الاسترجاع .قال بنيه هومت عيناي فرايت ملكا اخذ حجرين من جبل ابي قبيس وجاء بهما الى الكعبة فضرب احدهما بالآخر فلم يبقى بيت من بيوت المحبين الا ودخله من تراب ذلك الحجر.. قلت وما تفسير رؤياك. قال ان صدق ظني فان اباك مقتول هذه الليلة . فلما لاح الوقت أتيته اناء فيه ماء ، فأسبغ الوضوء ،ولبس ثيابه ، لما اراد ان يخرج .. خرجن وراءه اوزات قد اهديت للحسن صحن في وجهه لم يحدث ذلك من قبل ، فقال: « لا اله الا الله صوائخ تتبعها نوايح وفي غداة غد يظهر القضاء .فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟قال : يا بنية ما منا أهل البيت من يتطير، ثم قال :يا بنية بحقي عليك الا ما أطلقي من لا يقدر على الكلام ، اذا جاع أو عطش ، بنيه خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض .فلما وصل الى الباب فعالجه ليفتحه ، فانحل ميزره فأخذ يشدّه وهو يقول : أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا ..ولا تجزع من الموت * اذا حــل بناديكا, كما أضحكك الدهر* كذاك الدهر يبكيكا

ثم قال : اللهم بارك لنا في الموت ، اللهم بارك لي في لقائك .قالت: وكنت أمشي خلفه فلما سمعته يقول ذلك ، قلت: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك هذه الليلة ! قال : يا بنية ما هو بنعاء ولكنها دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضاً . . ثم فتح الباب وخرج .وكان لا يخطو خطوة الا ذكر الله تعالى حتى وصل المسجد .. وسار يجلس النائمين وهو يقول الصلاة الصلاة يا عباد الله .. وحان وقت الاذان فاعتلى الماذنة ورفع الاذان ونزل متوجها نحو المحراب .. انزل ذوابة من عمامته وشرع في صلاة النفل سجد السجدة الاولى ورفع راسه .. ثم سجد السجدة الثانية . واذا باللعين يعلوه بالسيف على راسه . فسقط على الارض وهو يقول ” فزت ورب الكعبة” وسمع صوت الهاتف بين السماء والارض تهدمت والله اركان الهدى انفصمت والله العروة الوثقة . قتل اتقى الاتقياء قتله اشقا الاشقياء .

يناعي بشجه طور النعي هات … يا سامع الثكلى بالاصوات

نادي يا العرب حيدر علي مات .. يا عيدها وفرحة السشمات

ثم رفعه ابناءه الى داره جنب المسجد الاعظم فكانت ابنته زينب واقفه بالباب لما رات اخوتها يحملون اباهم ..‏صدت او صاحت يالمجبلين ـــ هالشايلينه اويـاكم امـنين ـــ اسمع هضل واصياح صوبين ـــ خـوفي انچتل عودي يطيبين ـــ لـمن سمعها الحسن وحسين ـــ صاحوا يزينب زيدي الونين ـــ أبـوچ انطبر والراس نصّين ــــ صاحت او هلّت دمعة العين ـــ يـا عـيد الأگشر عالمسلمين ـــ عگبـك يبويه اوجوهنه وين ///……
الشيخ عبد الحافظ البغدادي