بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}( النساء34)
من المؤكد أن ضرب النساء في القرآن لا يعني الضرب بالمعنى العامّي ، لأنّ ديناً بهذه الرِّفعة والرُّقي الذي لا يسمح بإيذاء قطة، لا يمكن أن يسمح بضرب وإيذاء وإهانة الأم والأخت والزوجة والابنة.
“من خلال المعرفة البسيطة للغة العربية نفهم المعنى للعقوبة للمرأة الناشزـ الاضطرار للعقوبات حين تفسد العلاقة في الاسرة تكون العقوبة تصاعدية البداية(بالوعظ والنصح والإرشاد)فإن لم تستجب.بآتي الهجر في المضاجع في سرير النوم وهي مرحلة العلاج الثانية كون الهجر لها خالة نفسية على المرأة والهجر هنا{في داخل الغرفة}. واذا لم تصلحها الحالتان تأتي الحالة الاشد وهي الابتعاد التام{ الضرب}كلمة(واضربوهن) ليست المعنى للضرب باليد (لأن الضرب هنا هو الابتعاد خارج بيت الزوجية).
** لنرجع الى معاني اللغة في القرآن ستجد كلمة (ضرب) في القران , وفي صحاح اللغة العربية أن الكلمة تعني حالات متعددة ..الاغلب منها {المفارقة والمباعدة والانفصال}خلافاً للمعنى المتداول لكلمة (ضرب). فقد تكررت لفظة ( ضرب ) في القرآن الكريم 58 مرة ،بمعاني متعددة يمكن حصر هذه الكلمة {بخمسة معان مختلفة} وكلها تشترك بمعنى واحد هو ( الحركة وليس الجلد).
الأول – استخدام الأمثال: وهو الاتيان بشبيه بعيد يشبه الموضوع لتقريب موضوع للفهم.( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً}.
الثاني/بمعنى السفر من مكان الى مكان( وهو حركة وابتعاد وقد ورد هذا المعنى 6 مرات بالقران{ ضرب في الأرض: أي سافر وابتعد ، {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ}النساء 101
الثالث – بمعنى ابعاد الصوت.{فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}وقوله:” فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْر”.فانفلق وابتعد
الرابع – بمعنى الجعل والصنع ( وفي هذا المعنى يتم الإتيان بشيء لم يكن موجوداً ووضعه في مكان ما لغرض معين)ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾ ضرب هنا بمعنى صنع وليس ضرب بيده. وجاء قوله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )..هنا الاتيان بالكلمة للمثل وجعل الموضوع اكثر واقرب للفهم .
الخامس – بمعنى تحريك أداة بقوة وإحداث صدمة توقع ضرراً أو تأتي بمنفعة مثل قوله وضربنا على اذانهم .. مثل واضرب بعصاك البجر ..الضرب هنا تحريك شيء من مكانه لأبعاده . وتأتي بمعنى ضرب الاعداء في حال الحرب ..{كلها لا تعني الجلد مطلقا}.فلماذا تجلد المراة فقط في كلمة واضربوهن, انظر للقران الكريم يصف الضرب بقوله( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله }. وجدت بعض المفسرين يصرون ان معنى ضرب المرأة الوارد في الآية لا يكون الا الضرب باليد او بالعصا يصفون من يبحث في كلمة ضرب انهم يريدون ارضاء خصوم الاسلام , فيحرفون المعنى يعتبرون ضرب المرأة سبة وعاراً . متناسين ان كلمة ضرب لها معان عديدة غير الجلد.{ اضراب عن الطعام هو الابتعاد)
**ورد في القران مفهوم مهم جدا في قوله تعالى :{ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} نقذف بالحق القذف الرمي ؛ أي نرمي الحق على الباطل . فيدمغه معنى الدمغ شج الرأس والدماغ ، الحق هنا القرآن ، والباطل الشيطان .. فهل كلمة دمغ الشيطان تعني شق راس الشيطان.؟ وراي اخر يصف الباطل من وصفوا الله بغير صفاته بالتثليث او جعلوا له ولدا . ولكن الحق هو الحجة والدليل, والدمغ أي شج راس الباطل وانتصار عليه .. فلا بد من معرفة المعاني بصورة صحيحة.
معاني الضرب في اللغة : الصفع: إِذا ضرب بِجُمْعِ كَفِّه قفاه، وقيل: هو أَن يَبْسُطَ الرجل كفه فيضرب بها قفا الإِنسان أَو بدنه ,الصك: إذا ضرب على الوجه, واللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ بالكفّ مفتوحة ،واللكم الضرب باليد مجموعةً.
هناك آيتان تتحدثان عن الضرب ، الاولى ضرب النبي أيوب زوجه في قوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) ذلك أن أيوب {ع}كان قد أقسم أن يجلد امرأته مئة جلدة{قال يجلد} ما قال يضرب..! ، فأوحى الله تعالى إليه ان ياخذ رزمة من اغصان وحشائش الارض , فيضربها ضربة واحدة خفيفة ، وذلك كي لا يحنث بيمينه التي أقسم . كلُّ ما جُمِع وقُبِض عليه بجُمْع الكَفّ .يسمى{ ضغث) أما الآية الثانية:..فانها تتحدث عن ضرب الملائكة وجوه وأدبار الكفار لحظة موتهم (الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبرهم) وهذا يعني أن يتجنب الرجل ضرب الوجه أو الدبر وأن لا يستخدم أية أداة في الضرب كالعصا أو نحوها ، فلا يبقى له في هذه الحالة إلا أن يضرب يدها بيده لا أكثر ، السؤال:
هل يجوز للرجل أن يضرب زوجته؟: الجواب: لا يجوز الضرب واذا أدى الضرب الى احمرار البدن يجب على الزوج دفع الدية لذلك السؤال: ما حكم الزوج يضرب زوجته؟ ..الجواب: يقول :..لا يجوز للزوج أن يضرب الزوجة إلا في مورد واحد وهو ما اذا نشزت وخرجت عن طاعته بعد الوعظ والارشاد ثم الهجر بشتى صوره فإنه يجوز له أن يضربها ضرباً خفيفاً إذا إحتمل أن يؤثر في العود الى رشدها وأن لا يكون بقصد الانتقام وأن لا يوجب إحمرارا أو إسودادا فإن ضربها باي سبب وادى الضب الى احمرارا أو اسودادا فلها أن تطالب بالدية.
في معاجم اللغة والنحو لو تابعنا كلمة ضرب نرى معنى قول:(ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم(ضرب عليه الحصار)أي عزله عن محيطه .و(ضرب عنقه) أي فصلها وابعدها عن جسده. فالضرب إذن يفيد المباعدة والانفصال والتجاهل. كما ناشد موسى ان يباعد بين الماء . اضرب بعصاك البحر. وكيف باعد بين الاصوات والسمع . فقال: فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا “ أي باعدنا بينهم وبين الصوت. وقوله {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ}أي يسافرون ويبتعدون عن ديارهم طلباً للرزق. ويُقال في الأمثال (ضرب به عُرض الحائط) أي أهمله وأعرض وابعد عنه. هذه المعاني كلها تعني الابتعاد يسمى الضرب. وذلك المعنى هو المقصود في الآية{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}:الآية تحض على الوعظ ثم الهجر في المضجع والإعتزال في الفراش لا يجمع بينهما فراش واحد ، وإن لم يُجْدِ ذلك ولم ينفع ، فهنا (الضرب)اي المباعدة والهجران والتجاهل التام.
** / كتب المفكر الفرنسي روجيه كارودي وأنصف الإسلام فقال: “إن القرآن {من وجهة نظر اللاهوتية} لا يُحدّد بين الرجل والمرأة علاقة من التبعية المطلقة كما هي عند الفلاسفة .. قال: المرأة في القـرآن توأم وشريكة له… والقرآن لا يُحمل المرأة المسئولية الأولى للخطيئة” بل بينها انها من الرجل: فادم هو من استجاب لوسوسة ثم استجابت زوجته {طمعًا في الخلد ومُلْكٍ لا يَبْلى}، قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} وتبين الايةِ انه اول من استجاب للوسوسة : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} ثم تقول الاية :{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}..
وقد كتب من قبله فقهاء مسلمون عن حقوق المرأة من وحي القران والعقيدة الاسلامية : منها : ـ(جعل حقَّ الأمّ في البرّ أكثر من حقّ الأب)، وقد بيَّنَ الرسـول{ص}حين قال له رجل: يا رسول الله، مَنْ أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أُمُّك». قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: «ثُمَّ أُمُّك». قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: «ثُمَّ أُمُّك». قال: ثم مَنْ؟ قال: «أباك» .
ومن خصائص الاسلام العظيمة ــ ان العقيدة الاسلامية لا تنظر إلى الرجل والمرأة على أنَّ كلًا منهما بديل عن الآخرــ وإنَّما يرى أنّهُما يُكَمِّلان بعضهما البعض، /هذا مراعاة لمبدأ توزيع العمل والواجبات التي اقتضتها الحكمة الإلهيّة، حيث تُعوّض المرأة جوانب النقص في الرجل، ويُوفّر الرجل ما تفتقر إليه المرأة..
ثانيا: المفاضلة :ـ لم يُفَاضِل الاسلام بين الرجال والمراة في الأجر؛ إذ بيَّن الله تعالى أنه لا يضيع جهد مَنْ عَمِلَ عملًا صالحًا{ ذكرًا كان أو أنثى. قال تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} وقوله تعالى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ).
ثالثا : الحماية العامة للمجتمع : وهذا العنوان يشمل كثير من القوانين التي تعطي الرجل والمرأة كرامتها .يسميها الفلاسفة المسلمون { مبدأ حماية المجتمع} وهناك تشريعات عديدة لصالح المرأة .منها الاهتمام المفرط من قبل {القرآن والسُّنَّة على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف} لتشعر بكرامتها واهميتها في بناء الاسرة والمجتمع . وهناك اية تساوي بين الرجل والمراة في الكرامة {حين كانت في كلّ الأوساط المتحضّرة و الجاهلة مُهانةً وَضيْعَةَ القدر , لا شأن لها في الحياة سوى انها لُعبة الرجل ووغايته الجنسية والمادية في الحياة . فجاء الإسلام و أخذ بيدها لقمة الانسانية والعفة والشرف,( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾ وقوله:(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
،رابعا : ** في تاريخ بيلاروسيا: “تم تطوير مفهوم الحقوق المتساوية للمرأة لأول مرة في أواخر القرن السادس عشر”. وأعطوا شيء من الكرامة لها وصار يتم الاحتفال بعيد الحب واعتبروه تكريما للمرأة وتم تعميم الاحتفال في كل اوربا , واطلق عليه الاوربيون اليوم العالمي للمرأة.
** كتبت-كاتبة إيطالية، من أعلام الاستشراق الأكاديمي- تقول: للإسلام انصافـ للمرأة مهما تقولنا اننا منحنا حقوق للمراة .. فتقول: “إذا كانت المرأة قد بلغت -من وجهة النظر الاجتماعية في أوروبّا- مكانة رفيعة -فإنّ مركزها الشرعي-{أقلّ استقلالًا من المرأة المسلمة في العالم الإسلامي}. إنّ المرأة المسلمة تتمتع بحقّ الوراثة مثل إخوتها، ولو بنسبة أصغر، كما يحقّ لها ألا تُزفّ إلى أحد إلا بموافقتها ومن حقّها ألا يسئ زوجها معاملتها، كما تتمتع -أيضًا- بحقّ الحصول على مهر من الزوج، ولها أنْ يُعيلها حتى لو كانت ثريّة وذات مال، ولها الحقّ -إذا كانت مؤهلة شرعًا- في إدارة ممتلكاتها الشخصية” .
ويذكر القرآن بالتعظيم لنماذج نساء ارْتَقَيْنَ بطاعتهن لله، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِندَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةِ ) وتحدث القران عن مريم .. قال تعالى :{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} اذن الاسلام يقف من جميع النساء بخط واحد مع الرجال ويفضل المرغاة التقية على النساء الاخريات وحتى بعض الرجال…. يقول عن مريم (ع) { وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}وهو مقياس الأفضليّة في الإسلام، التقوى والطاعة.
وقد وصلت مكانة المرأة في الإسلام إلى درجة أنّ الله سمع شكواها فوق سبع سموات قال تعالى:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ التي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} .. وهناك امراة تشرف جبرائيل ان يسلم عليها (عن أبى هريرة قال: أتى جبريل النبى{ص}فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناءٌ فيه إدامٌ .فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشِّرْها بِبَيْتٍ في الجنّة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ» (البخارى ـ كتاب المناقب الأنصار.ص 726.
أمّا نظر الإسلام إلى النساء على أنهنّ ناقصات عقل ودين، فليس هذا قدح في النساء، وإنّما القصد من نُقْصان العقل أنّ عاطفة النساء أقوى؛ لأنّهن يُحكّمن العاطفة على العقل،
أمّا نُقصان الدين المعنى أنّها تُعفى من أشياء لا يُعفى منها الرجل أبدًا، فالرجل لا يُعفى من الصلاة، وهى تُعْفى منها في فترات شهرية، والرجل لا يُعفى من الصيام، بينما هي تُعفى كذلك عدة أيام في الشهر. وهذا تقدير من الله تعالى لمهمتها وطبيعتها، وليس لنقص فيها، مِصْدَاقًا لقوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} .إِذْن ليس قصد الإسلام أن يَوصف المرأة بالعيب، لكن يقصد وصف طبيعتها.
*** المرأة في الديانة اليـهـــوديــة: الديانة اليهودية ديانة سماوية نزلت على موسى (ع) ولكنها حرفت كثيراً من قبل كهنة اليهود ما أدى الى تشويه وتحريف حقوق المرأة التي ورد ذكرها في التوراة اليهودية التي كرمت المرأة كأم تحمل الأولاد وتربيهم، “وفصلت بين الجنسين في المعابد والحياة العامة درءًا للفتن والمفاسد (ولا تزال بعض هذه التعاليم موجودة إلى يومنا هذا إذ يفصل الرجال عن النساء في المعابد)، كما حرمت على الرجل النظر إلى المرأة الأجنبية والزنى شأنها في ذلك شأن الديانات السماوية الأخرى. إلا أن التحريف في التوراة وضع المرأة في درجة ومكان من الذل والهوان لا تحسد عليه،
فالمرأة في سفر التكوين يقولون انها سبب الخطيئة ،حين قضمت حواء الفاكهة المحرمة لما نصحتها الأفعى فكان عليها ان تتحمل مسؤولية عنف الغضب الإلهي الذي دفع البشر ثمناً له الطرد من الفردوس . وقد ورد في الكتاب المقدس: “قال للمرأة: لأكثرن مشقات حملك لما تلدين وإلى بعلك تنقاد أشواقك وهو يسودُ عليك”-يعني الرجل سيد عليها ووصفها الكتاب المقدس أنها (عقرب مؤذ) .. وجاء في كتبهم انها مساوية للموت ،ثم أصبحت مساوية (للموت) في سفرالجامعة ” “فوجدت أن ماهو أمر من الموت المرأة التي قلبها مِصْيَدة،وفَخّ. ويداها قيود” كما حرمت الديانة اليهودية لمس أو مجامعة أو الأكل مع المرأة الحائض، ورأت أن المرأة الحائض إذا مرت بين رجلين فهي لعنة وشؤم عليهما. واعتبرت المرأة في اليهودية ملكًا لأبيها ثم لزوجها ولذلك منعت من حق التملك. ولم يعط الفكر اليهودي حق للزوجة طلب الطلاق من زوجها .ـــــــــ
المرأة في الفكر المسيحي : يقول بولس على المرأة أن تغطي رأسها في الكنيسة كإشارة إلى تبعيتها للرجل “لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة” ولهذا يقول: “لتصمت نساؤكم في الكنائس.ولا يحق لهن أن يتكلمن، بل يخضعن للناموس ..كما هو معلوم بأن القديس الذي يحتل أعلى مرتبة قداسة في المسيحية هو امرأة، القديسة العذراء “مريم” وأول شخص رأى وتحدث مع السيد المسيح بعد قيامته من الأموات امرأة، “مريم المجدلية”.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن العقيدة المسيحية لا تُعلي من شأن المرأة ولا تضعها في مكانة واحدة مع الرجل الذي يستحوذ على القوة المطلقة، وتظل المرأة في مكانة التابع للرجل صاحب السلطة، والكاهن، والبطريرك أحياناً.
وعلى الرغم من بعض الإيجابيات التي غيرت في الواقع الاجتماعي والثقافي للمرأة، الا ان المسيحية تأثَّرت بنظرة اليهودية للمرأة رغم محاولات “المسيح” {ع} للإعلاء من شأنها. لنتوقف قليلاً على موقف الديانة المسيحية من المرأة! اعتبر رجال الكنيسة ان المرأة هي السبب في انحلال المجتمع في العصر الروماني، وهي وراء انتشار الفواحش، حين منحوها الحرية الفاحشة التي تتمتع بها المرأة؛ وتمتعها باللهو والاختلاط بمن تشاء حتى أن بعض القديسين اعتبروا المرأة مدخل إبليس إلى نفس الإنسان، مشوهة لصورة الله أي الرجل. حيث يدعو الإنجيل المرأة إلى الخضوع للرجل بقوله “أيتها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب”. السبب وراء هذا الخضوع يكمن في أنَّ الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة، وهو مخلِّص الجسد.
بينما اعطى الاسلام قيمة مساوية للرجل في العبادات والاحترام والكفالة والاهتمام ..يقول النبي {ص}” خيركم خيركم لأهله ” وجعل الاسلام الموت من اجل العرض اشرف شهادة . وان تربية البنت تربية حسنة توجب الجنة, وقد حرص سيد الشهداء{ع} الى اخر لحظة في الاستمانة في الدفاع عن حرمه الشريف حين حالوا بينه وبين رحله قال كلمته المشهورة “يا شيعة ال ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد كونوا احرارا في دنياكم وارجعوا الى انسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون. قالوا ما تقول يا ابن فاطمة قال انا اقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم وجهالكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا .قال اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي .. فقد حان حيني وقد بانت لوائحه.
وكان الحسين شديد التعلق بها رغم صغرها ـ ذكرها ارباب المقاتل ان الحسين{ع}نادى باسمها في اخر وداع يوم العاشر عن ابي عبد الله (ع):ثم نادى (يا زينب ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا صفية يا أهل بيتي عليكنّ مني السلام). هكذا ورد ذكرها في واقعة كربلاء:
وبقيت حسرة حقيقية في قلب رقية ان يعود ابوها مرة ثانية, فكانت تسال عمتها متى يعود ابي.؟ فتقول لها ابوك في سفر, مداراة لشعورها وخوفا عليها من الجزع . فنامت ورات اباها في المنام وبعد ان انتبهت سالت عمتها واجابتها بنفس الجواب . فبكت وقالت الان كان ابي عندنا . هذه الرؤيا كانت سببا لموتها كمدا وحسرة على راس ابيها.
فزّت الطفلة اليتيمة وصوتها يبيد// صم الصخر ويذوب الحديد //أريدن أبوي الضيغم الجيد// جم دوب يا عمه المواعيد // والتمن عليها المفاجيد/ كلما يسمعنها البكا ايزيد//وصلت الصيحة المجلس ايزيد// نشدهم اشصاير حادث جديد// أسمع بواكي يزلزل الميد//گالوله خدامه والعبيد//طفلة حسين لعودها تريد //{{ قال لهم ابعثوا لها براس ابيها}} جابوا وشافتهم من ابعيد // صاحت هلا براسك يالعميد //يهلال عزنه ابليلة العيد//ليش اگطعت بينه يصنديد ـــــ يا والدي والله هضيمه// أصير من صغري يتيمه//والنوح من عكبك لگيمه// أتاري الأبو يا ناس خيمه//يفيي على ابناته وحريمه.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
4/1/2021