18 ديسمبر، 2024 8:18 م

مجلس حسيني ــ تاريخ مكة قبل الاسلام وبعده

مجلس حسيني ــ تاريخ مكة قبل الاسلام وبعده

بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (النساء ـ 75)

القرية المشار اليها هي مكة المكرمة , وقد عرف عنهم انهم ظالمون, لانهم تعرضت مصالحهم للمنع حين حرم عليهم الإسلام اغلب معاملاتهم التجارية وسلوكهم الاخلاقي, ولا علاقة لأهل مكة وجميع من حارب الاسلام بعقيدة او رسالة سماوية .

** الدين هو ما شرعه الله لعباده من أحكام على لسان الانبياء منها العقيدة والأخلاق، والأحكام العملية.. فالذي جاء به نوح قومه كان شريعة

فالأنبياء جميعاً يتفقون على شيء واحد وهو التوحيد، ويختلفون في الشرائع والأحكام العملية، قال تعالى:{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}.. قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} وقال:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

** ما الفرق بين الشريعة والدين .؟ : الشريعة تعني الطريقة التي يتعبد بها الانسان او الجماعة نقول الشريعة الموسوية والعيسوية والابراهيمية ** اما الدين فقد تعدّدت تعاريف العلماء لمعناه ,قال البعض الدّين هو الشّرع الإلهي النازل عن طريق الوحيّ، وهو ما وضعه الله وانزله الى الرسول , وهو الحق في المعتقد، وسلوك الخير الذي يؤدي إلى خيري الدنيا والآخرة.. خلاصة الدين طاعة الله ورسوله ويتمثل بتقوى الله والبر والخلق الحسن. أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

** لماذا بنيت الكعبة في مكة..؟

من المعروف أن الكعبة بنيت على يد سيدنا ابراهيم(ع) بمساعدة ابنه إسماعيل(ع) بعد أمره الله عز وجل بذلك ويرجع وجود (موقع الكعبة في مدينة مكة لتصبح بذلك أول بيت للمسلمين)،ثم جاءت المرحلة المهمة لسيدنا إبراهيم (ع) عليه السلام في إتمام عملية البناء بعد أن أمره الله بذلك، وقام كل من النبيين ابراهيم وإسماعيل بعملية الحفر والبناء .

ووضع الأساسات حتى بدأ التعب على سيدنا إبراهيم فقال لابنه إسماعيل ان يرفع له الحجارة وهو يتم البناء الى ان يكمل بقية البيت.. كما ان هذه القصة مهمة جدا حيث تؤيد ان الكعبة المشرفة في مكة المكرمة هي أول مكان لعبادة الله، كما يوجد أيضاً العديد من الأسباب الأخرى وراء وجود الكعبة في مدينة مكة حيث تعد مكة هي مركز الكرة الأرضية وسرتها . وبعد تطور الاكتشاف وجدوا ان موقع مدينة مكة في منتصف العالم.

** من خلال علم الجغرافيا عرف أن موقع مكة يتصل بين قارات العالم السبعة، ومدينة مكة التي بنى فيها الكعبة مميزة، فهي في الوسط، كما قيل أن مكة وفي بيت الله حجر من الجنة وهو الحجر الأسود ، كما قيل أن ماء زمزم متصل من الجنة لهذا المكان علامات علمية أثبتت بناء البيت الحرام بمكة المكرمة بالتحديد واختيارها دون غيرها.

*** الشكل الحقيقي للكعبة:

كان شكل الكعبة خلال عصور ما قبل الإسلام بعد أن قام سيدنا إبراهيم ببنائها مع ابنه إسماعيل .. لما شيدوا الكعبة المشرفة كانت على شكل هيكل مستطيل بسيط بدون سقف، ولم تكن مربعة كما هي الان .. بقيت الكعبة على شكلها المستطيل فترة طويلة جدا , وبدون سقف عليها الى ان استقرت القبائل القرشية في مكة واصبحت بحكم الواقع مركزا تجاريا ومكانا دينيا بما وصل اليهم من نصوص من الشريعة الابراهيمية انها بيت الله. فكان اهل مكه يعتبرون ان بيت الله عندهم وهم مسؤولون عنه.

*** /كيف وصلت الاصنام الى مكة .؟: منذ أن بعث الله نبيه إبراهيم {ع} وأمره ببناء البيت ،استوطنت ذريته مكة، فكان معظم العرب يدينون بدينه، ويتبعون ملته فكانوا يعبدون الله ويوحدونه، ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف، وظل الحال على ذلك قروناً ثم بدأ الانحراف يدب إليهم مع تقادم الزمن. … وأول من غير ملة إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام، شخص اسمه عمرو بن لحي الخزاعي .. فمن هو عمر بن لحيي الخزاعي.؟.

** جاء في كتاب البداية والنهاية/ج2/قصة خزاعة وعمرو بن يحيى وعبادة العرب للأصنام (باب جهل العرب) قال: ثم أن غبشان من خزاعة وليت البيت دون بني بكر بن عبد مناة .وقريش إذ ذاك بيوتات متفرقون . فجاءت قبيلة خزاعة من اليمن يريدون الشام، فنزلوا بمر الظهران وهي ‏قرية قريبة من مكة‏ اولا ثم زحفوا نحو مكة وعملوا بالتجارة كونهم اصحاب مزارع كبيرة في اليمن . الى ان وليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم حليل بن حبشة الخزاعي، الذي تزوج قصي بن كلاب ابنته حبى، فولدت له بني أربعة: عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبدا. واستمرت خزاعة على ولاية البيت نحو ثلاثمائة سنة. وقيل: خمسمائة سنة، كان في ولايتهم في زمانهم أول عبادة الاصنام ثم تحولت الى اوثان وغيرها . وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي لآنه أول من دعاهم إلى ذلك وكان ذا مال جزيل جدا. وعادة زعيم القبيلة خاصة اذا كان غني المال حين يأمر عشيرته يمتثلون لأمره حتى في عبادة غير الله والخروج عن النصوص الشرعية الى يومنا هذا .

فكان عمر بن لحيي غنيا يقال: إنه فقأ أعين عشرين بعيرا دلاله انه ملك عشرين ألف بعير ،كان من عادة العرب أن من ملك ألف بعير يفقأ عين واحد منها، لأنه يدفع بذلك العين عنها. وذكر السهيلي: أنه يذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة، البدنة : ناقة أو بقرة مقدمة ذبيحة في مكة ويكسى عشرة آلاف حلة، في كل سنة يطعم العرب، اللحم والخبز والعسل ويطبخ لهم السويق.{ طعام يُصْنَع من مدقوق الحنطة والشَّعير}.

** وكان قوله وفعله فيهم كالشرع المتبع لشرفه فيهم، وكرمه عليهم. قال ابن هشام: أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم ارض البلقاء ،في الاردن الان وبها يومئذ العماليق، يقال: ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، رآهم يعبدون الأصنام، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطر، ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه؟ فأعطوه صنما يقال له: هبل، فقدم به مكة فنصبه، وأمر الناس بعبادته فعبدوه ..

قال الدكتور احمد صالح العلي استاذ علوم التاريخ في جامعة بغداد, انه كان مصابا بمرض القشرة الجلدية وذهب هناك ليستحم ببركة خاصة تشفي هذا المرض وشاهدهم يعبدون الاصنام , فترسخت الفكرة في راسه , بعد فترة سافر الى العراق والى منطقة تكريت بالتحديد فشاهد اهلها يعبدون الاصنام وحين سألهم عنها قالوا له نفس ما قال له اهل البلقاء , فقرر ان يشتري صنما, فشاهد صنما كبير الحجم سألهم عن اسمه قالوا (هبل)فعرض عليهم ان يشتريه ليعبده العرب, فاتفقوا على مبلغ معين وكانت يده اليمنى مكسورة, فحمله في عربه واوصله الى مكة , وصنع له يد من ذهب ووضعه على سطح الكعبة.

قال ابن إسحاق: اما عبادة الاوثان فانهم يزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في اهل مكة حين يسافرون يحملون معهم حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم ،واين ما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة، فاستحسنوا . وكانوا يصنعون اصناما صغيرة من طين يحملونها معهم او من التمر, .. عن أبي رجاء قال: كنا في الجاهلية إذا لم نجد حجرا جمعنا شيْ من التراب، وجئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا بها.

** هكذا استبدلوا دين إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام) وغيروه فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما عبدت الأمم من الضلالات، ولكن بقي فيهم من بقي على دين الحنيفية وعهد إبراهيم(ع)يتمسكون بها من تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة والوقوف على عرفات والمزدلفة،

جاء عن الشيخ الطوسي في أماليه بعدّة أسانيد، منها عن الباقر(ع) عن آبائه عليهم السلام – في حديثٍ طويل – قال: كان العبّاس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قعنب جالسين ومعهم فريق بني هاشم وابناء عبد العزّى بإزاء بيت اللَّه الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين{ع} وكانت حاملة بأمير المؤمنين لتسعة أشهر وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت: أي ربّ،{إنّي مؤمنة بك وبما جاء به من عندك من رسلٍ وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي، الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك ودلائلك، لمّا يسّرت عليَّ ولادتي…قال العباس بن عبدالمطّلب سمعتها لمّا تكلّمت ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت فقمنا لفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ من اللَّه تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام .وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في مجالسهم ، وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ، وبعد ثلاثة أيّام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلي {ع}بين يديها.

*** ذمَّ الله الظلم والظالمين:. في مواضع عديدة في القرآن الكريم كقوله تعالى »وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار«، وقوله »وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا«، وحذر عباده من مساندة الظالمين وبين أنهم مهزومون لا محالة مهما طال الوقت.. فقال »ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”

** معنى الظلم هو مجاوزة الحق والوقوف ضده ، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وكل الآيات تنهى عن الظلم، وتحذر من المصير الذي ينتظر صاحبه، وبيَّن الرسول{ص}”أن الظلم ظلمات يوم القيامة”. والظلم ثلاثة أنواع:

* أولها ظلم الإنسان لربه، وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، قال تعالى» إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” ويعتبر التيار السلفي جميع الشعائر الشيعية نوعا من انواع الشرك بالله كنحر الذبائح بثواب فلان وفلان وتقبيل الاضرحة والسجود على تربة الحسين (ع) هؤلاء عقولهم لا تعمل الا بالظاهر .

**النوع الثاني: ظلم الإنسان لغيره من الناس كالغيبة والحسد والبهتان وهو ان تتحدث عن شخص بتهمة وهو لم يفعلها مجرد انك سمعت بها . التعاليم الاخلاقية التي جاء بها النبي(ص) تبين ” ان لا ينبغي للمسلم أن يظلم أخاه المسلم، بل عليه نصره إن كان ظالما بنهيه عن الظلم وإن مظلوما بالوقوف إلى جانبه، ويوضح النبي الكريم العلاقة بين المسلم وأخيه بقوله(الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ).. ولا يكفي أن لا تكون ظالما لأخيك بل عليك نصره إن وقع منه أو عليه ظلم. قال (ص)(انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا. فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا، كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ تَحْجُزُهُ وتَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ).وأول حالات الانتصار للمسلم هو الوقوف إلى جانبه إذا تعرض للغزو والاضطهاد في دينه. قال تعالى {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.

كما يجب الانتصار للمظلومين من غير المسلمين لعموم قوله تعالى {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ }. وظلم الإنسان لغيره يتخذ أشكالا جديدة كل فترة كلما تقدم الزمان وتعقدت العلاقات وتشابكت المصالح تجد ألوانا جديدة للظلم، نذكر بعضها للمثال:

1_ منع الناس من عبادة الله تعالى وهو من وكان من أشد أنواع الظلم قديما وحديثا الان اصبحت اجهزة الاعلام طريقة حديثة لمنع المسلم من عبادة ربه لانه تؤثر على عقليته وإيمانه بربه، قال تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا }.هذا الاسلوب استخدمه اهل مكة مع المسلمين من خلال تكذيبهم واتهامهم بالباطل.

2_ أكل مال الايتام والفقراء : الظلم بين الناس محرم كله وأشده ظلم القوي للضعيف وليس أجلى من ظلم الناس مثالا على ذلك.{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}نص على أكل الأموال خاصة لأنها عصب الحياة، وعن قهر اليتيم وعدم منحه حقوقه قال تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} وهذا من اكبر حالات الظلم ان يتاجر بعض الناس بدماء الشهداء ويتركون ابناءهم اليتامى بدون مورد مادي.

3_ غصب الأرض :ويكون ذلك بالزحف على أراضي الغير أو الاستقواء على الضعيف بالاستيلاء على أرضه وانتزاعها منه. عن سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ(ص)يَقُولُ (مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) وفي رواية أخرى(مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ).

4_ ظلم غير المسلمين :غير المسلمين يعاملون بالحسنى كما يعامل المسلمون بعضهم بعضا، ولا يصح البغي عليهم لمجرد عدم إسلامهم، والمسلم مطالب بالتصرف الحسن مطلقا مع الناس جميعا لعموم قوله تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} وفي تحريم الظلم والاعتداء عليهم يقول الرسُولِ {ص}(أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)وفي حديث عند البيهقي (وَمَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ)..

واخيرا منع أجر الأجير أو انتقاصه: عَنْ النَّبِيِّ(ص)قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي عهدا ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ) وللتنبيه على حق الأجير إليه قَالَ(ص)(أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ). لان ذلك يعتبر مماطلة في أداء الحقوق وعدم تسديد حقوق الناس.

**ـــــــــــ **:تفضيل كربلاء على الاراضي كافة: قال الإمام الحسين (ع) : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيق على الله تعالى أن لا يأتيني مكروب إلاّ ردّه الله إلى أهله مسروراً. مقدمة للموضوع . ما المراد بالسماوات السبع؟ قال تعالى:﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ظاهر التعبير أنّ السماوات السبع هي أجواء وفضاءات متراكبة بعضُها فوق بعضٍ ؛ لتكون الجميع محيطةً بالأرض من كلّ الجوانب ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ وفوقكم تعني الاية من يسكنون الارض والسماوات تحيط بهم من كل جانب . كما لا يخفى هناك اراضي فضلها على غيرها لأسباب. كونها تميّزت بما يفضلها من التعظيم،(كونها محلاً للعبادة وممارسة الشعائر، ومحلاً لقبول الدعاء، أو لاحتضانها أجساد الأنبياء والأولياء{ع}،ومؤمنين اعطتها امتيازات.

وهذه الامتيازات تتفاضل فيما بينها؛ تفاضلت فيما بينها وقد اختلف العلماء في البقعة الأفضل ـ هل هي مكة أو المدينة أو كربلاءـ أو غيرها من البقاع المفضّلة؟ـ تبعاً لاختلاف الروايات والأدلّة في ذلك. لان تحديد الافضلية يترتّب عليها آثار فقهية وأخلاقية ووجوب احترامها وتقديسها أكثر من غيرها، ثم قصدها لغرض العبادة والدعاء والزيارة، والإكثار من الطاعات فيها، ونحو ذلك من الأحكام . بحسب ما يتوفّر لدينا من أدلّة وقرائن وشواهد نقلتها مصادر الحديث عند المسلمين، من العامّة والخاصّة. نُحاول تسليط الأضواء فيه على نقطتين أساسيتين:

الأُولى: ما هي أفضل البقاع؟ أهي مكة أم المدينة أم كربلاء أم غيرها؟ الثانية: فضل تربة كربلاء، وهل يمكن إثبات فضلها من كُتب العامّة؟ بعد ثبوته في كُتب الخاصّة بشكلٍ واضح، سنتحدّث عن النقطة التي تتعلق بموضع الخلاف عند البعض وهي تفضيل كربلاء على بقاع الارض.

** لا شك ان افضل واطهر مكان على هذه الارض هي المدينة المنورة لأنها تضمنت جسد النبي(ص) ويكون التشريف بالاستصحاب.

النقطة الثانية: فضل تربة كربلاء: الحديث عن فضل تربة كربلاء ينقسم إلى قسمين: الأول: الحديث عن فضلها في كتب العامّة… الثاني: الحديث عن فضلها في كتب الخاصّة الشيعة. اليك البيان :روى العامّة في كتبهم الحديثيّة وكتب التاريخ، كثيراً من الأحاديث والروايات التي تتحدث عن إخبارات النبيّ(ص) بقتل الإمام الحسين(ع)، وعن الأرض التي يُقتل فيها، واسمها كربلاء ونينوى، وأرض الفرات وغيرها ، وأنّ جبرئيل أخبر النبيّ (ص) وأراه تراباً من البقعة التي يُقتل فيها، وأنّه أودع ذلك التراب عند زوجته أُمّ سلمة، عن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أُمُّ سلمة أنّ رسول الله(ص) اضطجع ذات ليلة للنوم، فاستيقظ وهو حائر،وفي يده تربة حمراء يُقبِّلها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل(ع) أنَّ ولدي الحسين يُقتل بأرض العراق فقلت لجبريل: أرني التربة التي يُقتل بها. فهذه تربتها. محلُّ الشاهد فيه: «وفي يده تربة حمراء يُقبِّلها».روى هذا الحديث عدد كبير من علماء جمهور المسلمين .وتقبيل النبي{ ص} لهذه التربة يُفهم منه عُرفاً فضل التربة وقداستها؛ إذ تقبيله{ص} يدلُّ على رجحان التقبيل، (ولا معنى لعمله إلّا كونها مباركة ومقدّسة).

هذه الأحاديث تُفيد أنّ هناك بقاعاً يُستجاب فيها الدعاء، وأنّ الله سبحانه يُحبّ أنّ يُدعى فيها، كما دلّ على ذلك صريحاً الحديثُ أنّ الدعاء يوم عرفة فيها يُستجاب حتماً من البرّ والفاجر. اما احباب الحسين يقولون:

/لما مررت بكربلا تجارى مدمعي هتن.. لميت بلا غسل ولا كفن … بالله يا وادي بارضك هل دفنوا .. ما زرت ارضك الا ضاق بي شجن .

/ يا ابن النبي المصطفى ووصيّه ..وأخا الزكي ابن البتول الزكيه ..تبكيك عيني لا لأجل مثوبة.. لكنما عيني لأجلك باكيه ..تبتلّ منكم كربلا بدمٍ ولا.. تبتلُّ مني بالدموع الجاريه..

**يلي تناشدني عليمن تهمل العين// كل البكا والنوح والحسره على حسين //حبّه بقلبي وتظهره بصبه دموعي //مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي//يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي // ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن//ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه// انحب وأساعد عالبكا الزهرا الزكيه// مازال تندب ياضحايا الغاضريه // يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العين..ـــــــــــــــــ جواب الحسين لزواره ومحبيه .

لو تشوفوني يَشيعه عْلى الثّرى مرمي طريح // خـدّي متوسّـد ترايب و الـدّمــا مـنّي تسـيح//جم عضيد و جم ولــد لـيّـه قـضى قـبلي ذبـيــح // ذاك

يبقى على الشريعة وهذا احمل جـثّـتـه// شيعتي و اللي قطع ظهري و نحل منّي القوى //وحــــــدتي مـن وقــع يم النّـهـر شــيّـال اللوا //وصّلت يمّـه و لـقـيـتـه ادمـومـه و مـخّه سـوا….