18 ديسمبر، 2024 10:10 م

مجلس حسيني ــ العصمة في القران والمذاهب الاسلامية

مجلس حسيني ــ العصمة في القران والمذاهب الاسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:٣ ـ ٤].

 

هناك فرق في فهم الآيات القرآنية عند المسلمين فيما يخص التبليغ والعصمة عند النبي(ص) والائمة الاطهار(ع), لان النظريات والفلسفات التي دخلت على اصول الاسلام كثيرة , اثرت في افكار المسلمين رضينا ام رفضنا تأثرت افكارهم بالمقولات الوافدة عليهم,(منها موضوع العصمة الذي يثار عليه في الاونة الاخيرة اشكالات عديدة , وجدت القائلين بها من اشباب غير مستوعبين ما يتحدثون به . تنقصهم ثقافة القران.

** ما هي العصمة ..؟ العصمة معناها شد عنق القربة كي لا يخرج منها الماء واصبح كل شيء معصوم هو المحافظة على ما فيه . والعصمة في اللغة هي الحفظ والوقايةــ وفي المصطلح العقائدي وعلماء الكلام هي ملكة اجتناب المعاصي والخطأ. لكن العصمة لدی الشيعة لها مفهوم اعم واشمل، لأنها من الامور العقائدية عندهم. فهم يعتقدون بعصمة الانبياء ويعتقدون بعصمة الأئمة الإثنا عشر باعتبارهم الامتداد للرسالة .

**العصمة مجزأة منها :عصمة البطن من الاكل الحرام ,لان الطعام الحرام يدمر الجسم كله. وعصمة اللسان من الخطأ والشتائم, وعصمة النفس من الخوض في الباطل,ومجمل الخوف من الله في اقتراب الزنا والسرقة والغيبة والنميمة. هذه العصمة متفاوتة عند الناس , من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب, كما في حديث” كل بني آدم خطائون, وخير الخطّائين التوابون”.), ولكن ذلك لا يعني ان نستمر في الخطأ ..

فالإنسان مأمور بتصحيح خطئه. والجملة الثانية من الحديث ترشده إلى طريق الخلاص والتوبة ..تفتح له باب الأمل” وخير الخطائين التوابون”. وكذلك قول الله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}. ولكن في الانبياء والاوصياء تختلف النظرية كون وظيفتهم تستوجب معرفة ان الزلل والخطأ لو ارتكبه المعصوم سيفقد وظيفته القيادية .

** توضيح العصمة وحالاتها: لا توجد في الخلقة التكوينية ان جعل الله حالة شبيهة (بالجهاز في الانسان) ينبه المعصوم لو اراد ان يخطأ .!! ولو وجد مثل هذا الجهاز للأنبياء والأولياء, ذلك ينفي العدل الالهي كونه اعطى هؤلاء دون غيرهم,{انما العصمة هي درجة من الالتزام يعرف من خلالها المعصوم . نتائج عمله ببصيرته , فلا يقرب الذنب.

اليك امثلة : في قصة يوسف وزليخا” وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِۦ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَٰنَ رَبِّهِۦ” ما هو البرهان .؟ البُرْهان : الحُجَّة البيِّنة الواضحة والبُرْهان ( على راي المناطقة . هو حالة ينتقل فيها الذهن من قضايا مسلَّمة الاعتيادية الى حالة أخرى تنتُج ضرورةً ..في ذلك الموقف مع توفر جميع مستلزمات الانحراف , جاء البرهان ( التفكير العقلي) من يوسف (ع) انه من المسلمات في الانحراف سيكون انسانا منحرفا, والمنحرف لا يصلح لمنصب الامامة. هذه هي العصمة. وقد ذكرت زليخا ذلك الموقف وبينت للنساء عصمة يوسف(ع) قالت امرأة العزيز ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ﴾.

** في خطبة للإمام علي(ع)”والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة والله ما استغفل بالمكيدة. معنى قوله: ” بأدهى مني ” الدهاء الراي الصائب يقال: رجل داهية وهو الذي لم يغلب عليه أحد في تدابير أمور الدنيا. او بتعبير اخر لا تغلبه امور الدنيا على امور الاخرة .فوصف موقف القيامة,ان الغدر وراءه كفر, ووراء الكفر راية يعرف بها الكافر يوم يوم القيامة, ثم قال كلمة عظيمة , لا تستغفلوني بالمكيدة . هذه هي العصمة, لذلك قالوا العصمة اصطلاحاً فهي: (لطف يفعله الله سبحانه بالمكلف؛ بحيث يمتنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليها”.هكذا كانوا يمتنعون من كل رجس.

** توضيح : لو رأيت اطفالا يلعبون على سطح بيت عال وليس فيه شرفه سياج يقيهم من الوقوع, فان موقفك يدعوك ان تنبه اهلهم خوفا من وقوعهم , لان الطفل لم يصل الى مرحلة معرفة ( البرهان) الذي لو عرفه يمنعه من الوقوع وربما يموت او تتكسر أضلاعه .اما لو وجدت رجال كبار في السن يشتغلون في نفس المكان , فلن تهتم لانهم يعرفون ان خطر الوقوع من السطح له عواقب وخيمة. هكذا الانسان حين يلاقي مصلحة خاصة ولكن فيها سخط الله, البعض يمتنع والبعض يغدر ويفجر .فهو مخير بين ارتكاب المعصية او تركها, … دليل اخر من القران .

**اغلب المسلمين يسارعون إلى أداء الطقوس الدينية، مثل الصلاة يوميا، وصوم شهر رمضان، وحج بيت الله ، وغير ذلك من المناسك والطقوس هذا لا اعتراض عليه ولكن يبدو أن اغلب من يفعلون ذلك يتصورون أن أداء الطقوس هو ضامن لدخول الجنة.

**الحقيقة أن القرآن لم يعط ضمانا على الإطلاق بدخول الجنة لمن يمارس هذه الطقوس، على العكس القرآن أعطى أولوية لأمور أخرى، غفل عنها الكثيرون في العالم الإسلامي . بل قال هناك عقبة. .وبين اساليب اجتيازها وصفت الآية الكريمة “اقتحامها” فقالت في سورة البلد: “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ… وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ… فَكُّ رَقَبَةٍ… أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ… يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ… أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ .. اذن أول عقبة تعيق الإنسان عن دخول جنات الجنة يكون “اقتحامها” من خلال فك رقبة (أي تحرير إنسان من العبودية والرق).

قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان : (إنّ الأمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبس بالمعصية والخطأ، وبعبارة أخرى علم مانع عن الضلال،… كما أنّ سائر الأخلاق كالشجاعة والعفة والسخاء كل منها صورة موجبة لتحقق آثارها،.. فما قيمة الانسان الذي يصلي وصلاتهلا تمنعه من التلبس بالذنوب, ما قيمة المتدين وهو ذليل خانع , او متهور على الناس بقوته وسطوته . او انه يرفع شعار هيهات منا الذلة وهو لا يعرف ما هي الذلة .. مثال على ذلك:.

بعض الناس في ايام الفواتح يريد من مناسبة الفاتحة ان يبين انه كريم, فيسرف بطبخ الطعام, وهو لا يعرف الفقراء والجياع الا ما ندر , ولا يهتم بهم ,.الاية واضحة تقول:.} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ .فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} ..

معناها.. أو إطعام في يوم مجاعة شديدة، واليتيم من ذوي القرابة يجتمع فيه فضلان الصدقة وصلة الرحم، أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده, اذن يريد الله ان نتفهم الاحكام التي تجعلنا نعتصم بأقواله وليس في الشعارات فقط, الان في موسم الصيام او شهر محرم وصفر , اغلب التجار يصومون ويصلون, ويرفعون الشعارات والسواد والرايات الحسينية, واغلبهم يرفعون سعر المواد الغذائية الضرورية للصائم, واذا حدثت ازمة مرض للماشية او الدجاج يستغل الفرصة ويرفع سعر اللحوم والدجاج, المهم الربح على حساب جوع الفقراء … بينما نقرا عن المعصوم وكيف يختلف عن غيره من الناس , (أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ .أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ ‏قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَع وَاجْتِهَاد، [وَعِفَّة وَسَدَاد].من هنا من يهدي المجتمع للمثل الانسانية والدين الحقيقي من يمتلك العصمة ,يامر بالمعروف وينهى عن المنكر, وهو اول من يجري المعروف على نفسه, وهذه ادلة على عصمة الائمة….فكيف بشخص يدّعي الهداية وهو غير معصوم ويميز نفسه على الناس او يتقرب للسلطان الظالم . يريد ان يهدي الناس وهو لا يعرف الهداية.

جَاءَه ابْنُ التَّيَّاحِ الى امير المؤمنين(ع) فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، امْتَلَأَ بَيْتُ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ، فَقَامَ ماشيا الى بَيْتِ المَالِ. ثم امر ان يأتي عرفاء الناس واشياخهم. فَنُودِيَ عليهم فَأَعْطَى جَمِيعَ مَا فِي بَيْتِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَقُولُ :غُرِّي غَيْرِي كان يعطيهم المال ويقول :يَا صَفْرَاءُ ،يَا بَيْضَاءُ ، غُرِّي غَيْرِي حَتَّى لم بَقِيَ فِيهِ دِينَاراٌ وَلَا دِرْهَمٌا ، ثُمَّ نضحه بالماء وَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثم انصرف الى داره.

لعلع ببابِ عليٍ أيها الذهبُ** وأخطفِ بأبصارِمن سَروا ومَن غضِبوا

وقـل لمن كان قد أقصاكَ عن يدهِ*عفواً إذا جئت منك اليوم اقتربُ

لعـل بـادرةً تبدوا لحيـدرةٍ** أن ترتضيك لها الأبواب والعُتبُ

فــقـد عهدناه والصفراءُ منكرةٌ** لعينــه وسنـــاها عنده لهبُ

مــا قيمة الذهبِ الوهُاج عنَد يدٍ** على الســواءِ لديها التبرُ والترُبُ

** علي (ع) يستطيع ان يأخذ ما يريد, ويشتري البساتين والضياع, ولكنه يفقد العصمة, حتى في طعامه يأكل كما يأكل اقل الناس فقرا .فالعصمة ملكة او لطف من الله تعالى تعطى لمن أخلص له، وتمسك بحبله. هي هبة إلهية لمن استحق هذه الهبة. واللطف يحصل عليه من وطّن نفسه على ترك المعاصي، وفعل الطاعات.(ملكة نفسية، “لا تصدر المعاصي” مع قدرته على اتيان المعصية.*هذه حقيقة العصمة التي يذهب الشيعة إلى شروطها في الإمام, ولذلفك من فقد ائمتهم هذه المنزلة العظيمة رفعوا أصواتهم، منكرين عصمة ال محمد , قالوا أنّ الشيعة يرفعون أئمتهم عن مستوى البشر. وهذا نوع من انواع محاربة أئمة الهدى(ع) . ـــــ

** راي المذاهب الاسلامية في عصمة النبي محمد (ص):

ورد عن الشيخ ابن باز في موقع ( فتاوى): قوله :أجمع المسلمون قاطبة!!(( هو لا يعير اهمية لراي الشيعة فيقول اجمعوا)). على أن الأنبياء (ع)لاسيما خاتمهم محمد (ص) معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله من أحكام، كما قال تعالى :”وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ” تبين الاية ان النبي (ص) معصوم في كل ما يبلغ عن الله من احكام(قولا وعملا وتقريرا)، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم. نعم هذا عليه اجماع .

ثانيا: (والكلام لابن باز) ذهب جمهور العلماء على ان النبي (ص) معصوم من الكبائر دون الصغائر ،”قد يقع منه ذنب صغير لكن لا يصر عليه”، بل ينبه عليه فيتركه. اذن عصمته جزئية عند المذاهب..

ثالثا:. أما في الحياة العامة فانه يقع بالخطأ ثم ينبه على ذلك وحفلت الصحاح بعدد من الروايات التي تبين انه اخطأ . منها مر على جماعة يلقحون النخل فقال: ما أظنه يضره لو تركتموه(دون تلقيح) فتركوه ثم صار شيصًا، فأخبروه فقال: إنما قلت ذلك ظنا مني، وأنتم أعلم بأمر دنياكم، أما ما أخبركم به عن الله فإني لم أكذب على الله رواه مسلم في الصحيح، فبين أن الناس أعلم بأمور دنياهم: كيف يلقحون النخل؟ وكيف يغرسون؟ وكيف يبذرون ويحصدون؟ أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك. وسال الشيخ ابن باز سائل . عن حديث الذباب: فقال هو حديث صحيح، كونه جاء في صحيح البخاري،انه أخبر به النبي (ص)فقال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم ينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ..ثم يقول عن الامام أنس بن مالك، احاديث كلها صحيحة، تلقتها الأمة بالقبول ومن طعن فيها فهو وجاهل لا يعول عليه .

خلاصة رايهم 🙁 انه عاتبه الله في عدد من الآيات .. ولا يكون العتاب إلا بسبب وقوع خطأ منه !! .قد يستعظم بعض الناس هذا القول ، زاعمًا أن ذلك ينقص من قدره ولكن الامر ليس كذلك فحق الله أعظم..!

هل الاصنام البشرية معصومة .وتمثل الاسلام.؟

في زماننا الحاضر يشكوا المجتمع الإسلامي من ظاهرتين , الاولى ظاهرة الالحاد التي انتشرت خلال مطلع القرن الحادي والعشرين ,والان ليس لي مجال في البحث في هذا الموضوع , لأني ارغب تكملة البحث في النقطة الثانية ’ وهي العصمة عند الانبياء والاوصياء من ال محمد(ص). جاءت جميع الاديان السماوية من ادم(ع) الى النبي محمد (ص) برسالة تتضمن (عبادة الله وحده ــ وتحرير الناس من العبودية)المنتشرة ذلك الوقت والعبودية للأصنام البشرية هي التي حولت عبادة الله الى عبادة الاصنام. وهم يتحملون السبب في ظهور الالحاد عند الشباب لان فكرهم لا يتناغم مع روح العصر ثقافيا. , لان قاعدتهم الفكرية غير رصينة ولا تستند على ادلة من القران الكريم, ولا من الكتب السماوية في الاديان الاخرى , لذا ثارت أوربا على رجال الكنيسة ممثلي الله في الارض.

***في تاريخنا الاسلامي ابتدأ رسول الله(ص) ومعه النخبة الطيبة بإزالة الفكرة من عقول الناس , قبل هدمها يوم فتح مكة ليلمسوا بحواسهم أنها أحجار لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا , ولا تستحق قدسية لا نها طين او حجر او خشب ,رغم ذلك كانت لها اسماء تعبد من خلالها , اسماء وصفات مثلا اللات أي الله. العزى هى كوكب الزهرة الذي راْه سيدنا إبراهيم جسدوه بصنم ..مناة وكان مختص بالمصير والقدر, هبل يعنى الشمس وكان من اْعظم الاصنام في مكة.. إساف ونائلة إله الحب وهما على شكل رجل وأمرأه…

** وفي زمن سيدنا نوح(ع)خمس أصنام هم ” ود وسواعاً ونسرا ويعوق ويغوث ” هؤلاء كانوا رجالاً يحبهم الناس فلما ماتوا قام اهلهم ومريديهم بصنع اصنام لهم , ووافق اهلهم باعتبار المجتمع يتبعهم كونهم رجاغل صالحين , فصنع لهم الفنانون تماثيل تشبههم , وبمرور الزمن بعد جيل او جيلين اصبحت هذه التماثيل تعبد من دون الله , ولم يستطع نوح(ع) ان يرفع الفكرة منه عقوله9م . لان العقل اذا تلوث من الصعب ازالة الشذوذ الفكري منه , بل يزداد رسوخا .

القسم الثاني من الأصنام التي تعبد فكريا : بعض الفلاسفة والمؤلفين يعتبرهم العلمانيون قدوة واسوة, ويعتبرون كل كلمة قالوها معصومة ويجب التمسك بها . ومريديهم ليس عندهم غاية ولا مشروع الا الانقضاض على الدين … قسم اخر يحسبون انقسم ممثلين للدين ويطلقون على انفسهم علماء يشتغلون في البلاط يسمونهم وعاظ السلاطين ,لهم دور كبير في سن القوانين الدينية وتغييرها بما يتناسب ومصلحة السلطان هؤلاء هم سبب البلاء في واقع الامة والبشرية بأجمعها.

** بالأمس انتشرت عبادة الاصنام المصنوعة من الحجارة وفي الوقت الحاضر الاصنام البشرية (وهم القادة والحكام وأرباب العقائد)اصبح تغيير في الاصنام من اصنام طينية الى بشرية وفي العهد الجاهلي كانت الاصنام تصنع باليد والان تصنع الاصنام بالاعلام والقنوات الفضائية .وتمكنت الفضائيات ان تصنع اكبر منظومة للاصنام , هؤلاء يستعبدون الناس ويملكونهم ويتفضلون عليهم براتب او وظيفة او قطعة ارض او منصب زائلة بديلا عن رضا الله , فاستعبدوا الناس باسم الدين وباسم الفانون فظلموا اقوامهم وبطشوا بهم مما جعل اقوامهم يتبعوهم ويطيعوهم في كل شيء خوفا منهم او رغبة في شراء رضاهم وان كان في ذلك عدم رضا خالقهم عليهم وسخطه .

هذه الظاهرة منتشرة بين جهّال القوم. نتيجة لهذه الكثرة ظن من وضعته الفئات الجاهلة موضع القدسية والتنزيه انه يستحق هذه المنزلة وهذ ما موجود فعلا في المجتمعات الجاهلة البعيدة عن الدين . ولا بد من نهاية لكل طاغية وفرعون {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي تغلغل الطغيان في ذاته المعقّدة .جعله يوحي إلى نفسه بأنه في موقع الإله الذي يريد من الناس أن يعبدوه ويطيعوه في كل شيء،

** ما ضرر الحاكم او القائد لما يتفرعن.؟. المسألة ليست مجرد حاكم او فرد ينحرف في فكره وتصرفه ،المشكلة تكمن في التأثير السلبي على حياة الناس في ما يمثله الانحراف من معنى يتعلق بالناس فيثير مشاكل في حياتهم ويفرقهم ويجعلهم بعضهم يقتل بعضا . {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }.هذا موقف الدين من الطغيان .ولذا جسد الحسين (ع) موقف المعصومين جميعا يوم عاشوراء , وقال كلمته المشهورة….

أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ ! أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ! يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ . أَلاَ وَإنِّي‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ . ثم انشد ..

فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً ** وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا ** وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ** مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا**إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ** بكَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا** فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا**وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا* فَأَفْنَي‌ ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي‌** كَمَا أَفْنَي‌ الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا** فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ** سَيَلْقَي‌ الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا..

مصيبة القاسم : لزمت ركابه سكينة وعمته بحلقه تشمه **ومن الخيم مدهوشة طلعت تنادي أمه **يبني يا جاسم هالوكت **حيلك لعمك ضمه ** لهل يوم أنا ذاخرتك مالك تخيب ظنوني ** هز الرمح وتجنى يا والده ددعيلي ** رايح انا يا والده من غير ما تكليلي .. عمي وحيد بكربلا المن اضمه الحيلي ** انت وعمتي زينب لمن اغير انخوني ..(قالها) أوصيك يمه وصيه ** تسمعين لفظ اجوبي …شبان لو شفتيهم بالله ذِكري شبابي … محروم من شمّ الهوا من دون كل صحابي عطشان أنا يا والده حين الشرب ذكريني ..

طلع جاسم من الخيمة واوجب يم علي الاكبر , لكاه مخضب بدمه وجسمه على الثرى مطبر . كعد يمه وجذب ونه وصب الدمع واتحسر .. يكله ضلتي شنهي وعمي واكف ومحتار … اجه العمه ووكف يمه وصب الدمع علخدين , يكله اسا درخصني حله موتي يعمي حسين .. وحك راسك لجولنها , لو تلتم علي صوبين , اريدن ثار ابن عمي اريد اليوم اخذ الثار ..يكله حسين يعيوني نيتكم اضل وحدي .. بس انت وابو فاضل ناصر ما بقى عندي .. وهاي الحرم مريوعه محسرة تضل بعدي .. انت وداعت الله روح , واحنا بالاثر خطار { جاء الى امه يبشرها}.

يكلها للمعركه رايح دكومي ودعيني ,, واتزودي مني كبل ما تفاركيني .. وداعت الله بعد لا تترقبيني .. رايح انا ولا ارجع للصواوين .. تكله يعكلي ثياب عرسك فصلتها , وجني اخسرت حسبات كلبي اللي احسبتها ,, كل الوسف زفة شبابك ما شفتها .. مثلك ولد يبني يلكي وين ..

يكلها يحره حجايتج هذي بعيده .. بثياب العرس تحجين واحنا بحريبه , عمري تكوض وكلمن يروح لنصيبه .. وانا اعتقد شخصي بعد ما تشوفين … شبكت عليه تقبله وتجذب الونه .. تكله يعقلي الموت ما لك بد منه .. وداعت الله يا شباب الما تهنه ..