ذكرتُ محـل الرَّبـع من عرفـاتِ***** فأجريـت دمـع العيــن بالعبراتِ
وفـلُّ عُرى صبري وهاجت صبابتي*** رسـوم ديــار اقـفرت وعـراتِ
مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ *****ومـنزل وحـى مقـفر العرصــات
لآل رسـول اللـه بالخيـف من منى** وبالـرُّكـن والتعـريف والجمـرات
ديـارُ عـلـي والـحسيـن وجعفـرٍ**** وحمـزة والسـجــاد ذي الثفنـات
منـازل جبريل كان يؤمها ******** مـن اللـه بالـتسليـم والـرّحمـات
قفـا نسـأل الـدار التـي خـفّ اهلها* متـى عهدهـا بالصـوم والصلـواتِ
قبـور بكـوفـان واخـرى بـطيبـةٍ ****واخـرى بـفـخٍ نـالـهـا صلواتـي
وقـبـر بـبغـداد لـنفـس زكيةٍ ***** تضمنهـا الـرحمـن فـي العرصات
افاطـمُ لـو خـلـت الـحسين مجدلاً ***وقـد مـات عطشـانـاً بشـط فرات
للـطـمـتـي الـخـد فاطمٍ عنده *** واجريتـي دمـع العيـن على الوجنات
قومي يا ابنة الخير واندبي********** نجوم سماوات بارض فلاة
الإمام علي بن موسى الرضا(ع) هو ثامن الأئمة الأطهار{ع} ولد سنة 153هـ وتوفي سنة 203 هـ /وعاش في ظل إمامة والده خمساً وثلاثين مات وعمره الشريف 49 سنة.. عاصر دولة العباسيين من عهد هارون العباسي ثم الأمين وبعده المأمون واستشهد الإمام(ع) أيام خلافته.
بمناسبة ولادته من الضروري اخذ العبرة من حياته الكريمة .. لانه عاش في ايام فتن عظيمة اولها من الشيعة . فتعرضت ولايته لابتلاءات خطيرة تسبب بها أصحاب أبيه الذين رفض الكثير منهم الإقرار بإمامته لأنهم يدعون انهم أصحاب الحق والدعاة إليه.{ لان الامام الكاظم “ع” اسس للشيعة قضيتين. الاولى: هو الذي اعتمد على الوكلاء في المدن والقصبات والثانية : قام بتفعيل نظام الاخماس في المذهب الشيعي. لان المشروع كان معطلا . لسبب الفقر الذي كان يعيشه الشيعة آنذاك. وتأسيس نظام الوكلاء للائمة. حين كان الامام قابع في السجون.
لذلك لما مات الامام الكاظم قامت فتنة من قبل اصحابه الوكلاء, واصل الفتنة انهم كانوا يجمعون الأموال لحساب الامام..، وبما أنه عاش لفترات طويلة في السجون، وحين مات رفض كثير منهم ارجاع الامانات إلى الإمام الرضا(ع)،ووصل الأمر ببعضهم إلى الادعاء بأن الإمام الكاظم(ع) لم يمت لكي يبرر عدم رده للمال للإمام الرضا(ع)،من هنا نشأت الواقفة،
**{فكرة الواقفة} : نفت الفرقة الواقفية الشيعة إمامة الإمام الرضا{ع} بروايات من أبرزها قولهم : «هل سمع أحدا رواية من الإمام موسى الكاظم أنه قال: علي ابني وصيي أو إمام بعدي أو خليفتي قالوا: لا». واستطاعت هذه الفرقة جذب الاتباع لها بطرقها المختلفة،بلغ عدد رجالاتها (64) وكيل من مجموع اصحاب الامام الكاظم من مجموع (274) رجل، وهذا العدد يمثل تيارا ضخما لا يستهان به في تلك الظروف التي كان تغذيها السلطات العباسية . ودفعهم جشعهم لانكار امامة الرضا{ع} والفوا كتبا لأبعاد الناس عن ائمة اهل البيت{ع} .فسموهم الواقفية. هؤلاء استمروا لفترة زمنية طويلة حيث تذكر المصادر الشيعية أن الامام الحسن العسكري كان يجادل الواقفية. وحدثت البلبلة وانقسم الشيعة بسببها إلى من يعتقد بالإمام الكاظم(ع) ولكن لم يتعداه إلى الاعتقاد بإمامة الرضا(ع) ومن بعده، واستغل الحكام العباسيون هذه الفكرة وروجوها وتحدثوا بها لانهم وجدوا فيها فرصة ذهبية مهمة لتفتيت الشيعة.
جاء في كتاب “الغيبة” للشيخ الطوسي احدهم لفكرة “الواقفية”، حيث قال: (كنت أرى عند علي بن الحسين بن فضال شيخاً من أهل بغداد وكان يهازل عمي ويمازحه فقال له يوماً “ليس في الدنيا شر منكم يا معشر الشيعة” فقال له عمي “ولم لعنك الله؟، قال: “إني متزوج من بنت أحمد بن أبي بشير السراج، فقال لي لما حضرته الوفاة، أنه كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر فدفعت ابنه عنها بعد موته وشهدت أنه لم يمت، فالله الله خلصوني من النار وسلموها لأبي الحسن الرضا، فوالله ما أخرجنا منها ولقد تركناه يصلى في نار جهنم).
** مؤامرة تفتيت المذهب بعقد ولاية العهد للإمام الرضا{ع}.كان لموضوع ولاية العهد عدة اهداف سياسية ودينية. منها الايحاء للمجتمع الشيعي ان الامامة اصبحت تابعة للحكومة ..
النقطة الثانية: سيكون الامام موظفا في البلاط وبهذا يسهل مراقبته من داخل القصر
ثالثا: محاولة ابعاد الجماهير الشعبية من اللقاء بالإمام بقدر الامكان . لان وجوده في قصر الحكومة لن يسمح للناس لقاءه متى شاءوا.. هنا جاء دور الامام(ع)..
**الإمام الرضا (ع) يُفْشِل المخططَ العباسي:. أثارت قضية ولاية العهد للإمام الرضا (ع)عاصفة سياسية وأزمة شديدة بين المأمون والعباسيين وصلت إلى حد التهديدات خاصة من قبل عمه إبراهيم بن المهدي، ولكن الأصوات الرافضة من قبل أفراد السلطة من العباسيين ذهبت أدراج الرياح أمام إصرار المأمون على تنفيذ ما أراده حتى تحوّلت إلى معارضة من قبل العباسيين ثم خلع المأمون عمه إبراهيم بن المهدي ـ أخو هارون المعروف بـ (ابن شكله) تدارك الموقف وقضى على حركة عمه إبراهيم سريعاً .ومجرد التفكير في الغاية التي أرادها المأمون من هذا العمل يرجعنا إلى الأساليب السياسية والسيرة الإجرامية لهذا البيت الدموي الذي امتلأ تاريخه بقطع الرؤوس والأعضاء وسمل الأعين والإحراق ودفن الأحياء والبناء عليهم والتعذيب والتشريد وغيرها من الأساليب البشعة .والملوية في سامراء خير شاهد على اجرامهم.
** الصراع بين المذاهب الاسلامية والشيعة فى العصر العباسي الأول:. الاسلام العباسي الذي نعيش تفاصيله في هذا الزمان . هو اسلام المذاهب الاربعة. لان مذهب الأوزاعي شيخ الأمويين انقرض تماما ، بينما بقيت المذاهب التي ظهرت في زمن العباسيين وشكّلت الإسلام الذي نعرفه الآن. واللاعب الأساسي في قيام هذه المذاهب هو الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور الذي حكم عام 136 – 157هـ). فمن هو عبد الرحمن بن عمر الاوزاعي. ما هو مذهب الامام الاوزاعي؟..
الأوزاعي: كان أول مذهب يعمل به أهل الأندلس زمن الامويين، وعمل به أهل المغرب أيضا إلى حين دخول المذهب المالكي المعتمد حاليا عندهم. بنى الأوزاعي مذهبه على الأخذ بتفسير السنة للقرآن وترجيح الرأي والاجتهاد والقياس غير أن مذهبه لم يعمر طويلا، وإن كانت آراؤه الفقهية لا زالت باقية في كتب فقه المذاهب الاسلامية .
وقد ظهر مذهبان من المذاهب الأربعة في عهد المنصور وبرعايته: أولهما المذهب الحنفي الذي ينسب للإمام أبي حنيفة وهو مذهب نما في بغداد واتسع بمؤازرة خليفة الدولة العباسية.
ثاني مذهب المالكي وقد لعب المنصور كذلك دوراً أساسياً في ظهوره وانتشاره.الغريب أن هذه المذاهب حرصت على استبعاد فقه الإمام عليّ وفتاويه.وهذا ما يحتاج لشرح حتى نفهمه؛ لأن هذا في رأيي كان تطبيقاً لرؤية المنصور للإمام عليّ وبنيه، والمذهب المالكي مثال جيد لذلك.
**كان من أخطر الثورات التي واجهها المنصور وتغلب عليها ثورة “محمد النفس الزكية”، حفيد الإمام علي{ع}الذي أعلن خلع المنصور سنة 145هـ ودعا لنفسه وتبعه أهل المدينة.لان المنصور كان قد بايع محمد النفس الزكية في اجتماع الابواء الذي قرران يكون الخليفة من ابناء الامام علي{ع} وهو محمد النفس الزكية .. في هذه الثورة وقف الامام مالك موقفا بعيد عن قرارات الابواء.. يقول الكتاب لعب الإمام مالك دوراً غريباً في هذه الثورة، فقد كان أهل المدينة يستفتونه هل يتبعون فكان يفتيهم بأنهم بايعوا كرهاً وليس على المكره بيعة.
** حادثة غريبة بين الامام مالك ووالي المدينة : يذكر الطبري في ج 5 حوارا جرى بين المنصور ومحمد النفس الزكية . قال فيه ان الله “بعثَ ا محمداً (ص} وله عمومة أربعة فأجابه اثنان أحدُهما أبِي (العباس) وأبي عليه اثنان أحدُهما أبوك (أبوطالب) فقطع الله ولايتَهما منه ولم يَجعل بينهما إلا ولا ذمَة ولا مِيراثاً. وأما قولُك: إنا بنو رسول الله فإن الله يقول: ”ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين”، ولكنكم بنو ابنتِه، وإنها لقرابة قريبة، ولكنها لا ترث الولاية، ولا تجوز لها الإمامة، فكيف تورث بها!..
وأما ما فَخرتَ به من عليِّ وسابقته، فقد حضرتْ النبيَّ الوفاةُ فأمر غيرَه بالصلاة، ثم أخذ الناسُ رجلاً بعد رجل فلم يأخذوه، طبعا هو لا يعرف ان النبي لا يصلى عليه جماعة حيا او ميتا. وكان جدك علي في الستّة (من أصحاب الشُّورى) فتركوه كُلهم دفعاً له عن الخلافة . وقدموا عليه عثمان، وقتل عثمان وهو به متهم، وقاتله طَلحة والزبير وعائشة وأبى سعدٌ بيعتَه، ، ثم بايع معاويةَ بعده. ثم طلبها بكلِّ وجه وقاتل عليها، وتفرق عنه أصحابه، ثم حَكّم الحَكَمين ورضي بهما، وأعطاهما عهدَ الله وميثاقَه، فاجْتمعا على خَلْعه. ثم كان بعده الحسن فباعها لمعاوية بِدراهم ولحق بالحجاز، وأسلم شيعتَه بيد مُعاوية...
فإن كان لكم فيها حقّ فقد بِعْتموه وأَخذتُم ثمنَه. ثم خرج عمُّك الحُسيَن على ابن زياد فكان الناس مع ابن زياد حتى قَتلوه، وأتوا برأْسِه إليه. ثم خرجتُم على بني أُمية، فقتّلوكم وصَلّبوكم على جُذوع النخل، وأحرقوكم بالنِّيرانِ، ونَفوكم من البُلدان، فأبيتم إلا الخروجَ علينا” .
عندما انتهت الثورة بقتل محمد النفس الزكية أرسل المنصور ابن عمه جعفر بن سليمان والياً على المدينة. واحتال جعفر بن سليمان حتى تمكن من إهانة الإمام مالك وجلده 70 جلدة! حتى خلعت يده . لما عرف الخبر كتب ابو جعفر المنصور للأمام مالك , انه لا يعرف الامر مطلقا. لن يصدق هذا الكلام؛ لأن ما حدث بالتأكيد كانت خطة مدبرة منه
وطلب المنصور من الإمام مالك أن يزوره في بغداد وكان قد انتقل إليها حديثاً ، إلا أن الإمام مالك استعفاه واعتذر من ذلك فأعفاه أبو جعفر المنصور وواعده اللقاء في موسم الحج القادم.وقد حدث اللقاء بالفعل حيث قال الإمام مالك بنفسه، كما في “الإمامة والسياسة” لابن قتيبة. وكان الإمام مالك منبهراً بعلم الخليفة وفقهه. فقال المنصور للامام مالك “يا أبا عبد الله دون هذا العلم ،وتجنّب شدائد عبد الله بن عمر ،وشواذ عبد الله بن مسعود ورخص عبد الله بن عبّاس، د، واقصد
أواسط الأمور، وما اجتمع عليه الصحابة لنحمل الناس على علمك وكُتبك، ونبثّها في الأمصار، ونعهد أن لا يخالفوها ولا يقضوا بسواها”.
عندها قال له عندما قال له الإمام مالك: إنّ أهل العراق لا يرضون علمنا، ، قال له أبو جعفر: “يُحملون عليه، بضرب هاماتِهم بالسيف، ونقطع طيّ ظهورهم بالسّياط، فتعجّل بذلك وضعها فسيأتيك ولدي العام القابل إلى المدينة ليسمعها منك، فيجدك قد فرغت من ذلك إن شاء الله”).
وكتب الإمام مالك كتابه “الموطأ” أساساً لمذهبه المالكي! وربما يعني بأهل العراق الذين يرفضون هم شيعة الإمام عليّ أي أنهم روافض.هنا التقى أبو جعفر المنصور والإمام مالك على أرضية واحدة، وهي رفض الفقه العلوي أو الشيعي، وبهذا لا تجد له أثراً في كتاب”الموطأ”. وبهذا اهتم العباسيون بكتاب الإمام مالك وقدّموه على غيره، ونشروه في الآفاق، بل وكانوا يدرسونه لأولادهم حتى قيل: أخذ الموطأ من الخلفاء المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** لمحات في ذكرى الإمام الرضا {ع} من خلال حياته الشريفة نعرج على اضطهاد الشيعة في العصر العباسي: لان تلك الفترة صفحة سوداء في التاريخ الإسلامي :.. بدأت الدولة العباسية بغدرة لم يقل خطرها على الإسلام عن غدرة السقيفة، كما لم تختلف شعاراتها الزائفة عنها، وقد اتخذت من الغدر بأصحاب الحق منهجاً وسبيلاً إلى الخلافة. فكما ادعى أصحاب السقيفة الخلافة بدعوى باطلة أساسها انتماؤهم إلى شجرة النبي وهو ما فنّده أمير المؤمنين (ع) بقوله في الرد على دعوى أصحاب السقيفة: (تمسّكوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة) وقال مخاطبا أبا بكر:
فإن كنتَ بالشورى ملكتَ أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرونَ غيَّبُ
وقد سلك بنوا العباس نفس المسلك في الوصول إلى الخلافة بادعائهم قربى النبي{ص} وقد جرت في ذلك الكثير من المناظرات والمساجلات والأشعار بين العلويين وشيعتهم من جهة، وبين العباسيين وشيعتهم ومن تزلّف إليهم من جهة أخرى، وفي الوقت الذي كان الأئمة الطاهرون من أئمة أهل البيت (ع) يبيّنون بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة على أحقيتهم بهذا الأمر من غيرهم، وإنهم المنصوص عليهم بالإمامة بعد النبي (ص)،كذلك شيعتهم من جانب اخر كان العباسيون يجابهونهم بالبطش والتنكيل والرد عليهم بسياسة الحديد والنار.
كما مهّد العباسيون للمتزلفين من الشعراء الدعاية لهم بالباطل وأسرفوا في صرف الأموال الضخمة من أجل انتقاص العلويين والحطّ من شأنهم، فتحرّك الشعراء والمنتفعون وأخذوا يلفّقون الأكاذيب في هجاء العلويين، ومن جملة هؤلاء الشاعر الزنديق مروان بن أبي حفصة الذي دخل على الخليفة المهدي ذات يوم وأنشده قائلا: يا ابن الذي ورِثَ النبيَّ محمداً *** دون الأقاربِ من ذوى الأرحامِ .. أنى يكون وليس ذاك بكائنٍ *** لبني البناتِ وراثة الأعمامِ ..فأجازه المهدي على ذلك بسبعين ألف درهم تشجيعاً له ولغيره على الانتقاص من أهل البيت (ع).
هذا الخليفة (المهدي) الذي وصفه ابن أبي حفصة بـ (وريث النبي محمد) قد عُرف بالمجون والخلاعة، يقول عنه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (ص365): (ولقد استغرق المهدي في المجون واللهو وظن الناس به واتهموه بشتى التهم حتى قال عنه الشعراء انه كان يزني بعماته , وكان يلعبُ بالدفِّوف والطبول. وللمهدي هذا تاريخ إجرامي بحق أهل البيت وشيعتهم فكأنه لم يكتف ما فعله بهم من قتل وتشريد وحبس في السجون والمطامير، فأراد إنكار نسبتهم إلى رسول الله (ص)! قيس بن سعد بن عبادة يصف بني العباس وقد أوجز في وصفهم عندما خان عبيد الله بن العباس الإمام الحسن (ع) وترك الجيش الذي وكله به والتحق بعدوه معاوية. خان عبيد الله ابن عمه الإمام الحسن في ذلك الظرف الحرج الذي هو أحوج ما يكون إلى المؤازرة.يقول أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: (إن قيس بن سعد بن عبادة بعد أن رأى خيانة عبيد الله تولى قيادة الجيش وقام خطيباً فيه فقال: (أيها الناس لا يهولنكم ما صنع هذا الرجل المولّه بالمال. إن هذا وأباه وأخاه، لم يأتوا بيوم خير قط.
فأن أباه عم رسول الله خرج يقاتله ببدر، فأسره أبو اليسر الأنصاري، فأتى به رسول الله، فأخذ فداءه، فقسمه بين المسلمين. وإن أخاه ولّاه علي (ع) على البصرة، فسرق مال المسلمين. فاشترى به الجواري، وزعم أن ذلك له حلال. وإن هذا ولّاه علي (ع) على اليمن، فهرب من بسر بن أرطأة، وترك ولده حتى قتلوا، وصنع الآن هذا الذى صنع).
فبنوا العباس لم يكونوا اهلا للخلافة فهم بيت خامل ليس فيهم عالم ولا شجاع ولا مجاهد ولا من له سابقة في الاسلام .كما تدلنا مناظرة الإمام الكاظم (ع) مع هارون العباسي على أحقية أهل البيت بالخلافة من العباسيين وأن الأئمة المعصومين (ع) هم ورثة النبي (ص) وأولاده.
أراد هارون العباسي أن يجعل للخلافة العباسية ركيزة شرعية من خلال حوار أجراه مع الإمام الكاظم (ع)، لكن الإمام أسقط ما حاول هارون أن يقيمه من دليل واهي وحجج باطلة وجعله يتخبّط في عشوائه. قال هارون للإمام الكاظم: أخبرني لِمَ فُضّلتم علينا، ونحن وأنتم من شجرة واحدة، ، إنّا بنو عبّاس وأنتم ولد أبي طالب، وهما عمّا رسول الله (ص) فهما منه سواء؟ فقال الإمام: نحن أقرب. فقال هارون: وكيف ذلك؟ قال الإمام: لاَنّ عبدالله وأبا طالب لاَب واُمّ، وأبوكم العباس ليس هو من اُم عبدالله ولا من اُمّ أبي طالب.ثم استشهد الإمام ببعض القضاة المعاصرين لهارون والذين ولّاهم هو وقالوا بنفس قول الإمام .. …. عن صفوان بن يحيى قال : لما مضى الامام الكاظم{ع} قام ولده من بعده علي بن موسى الرضا{ع} فخفنا عليه وقلنا له إنا نخاف عليك من هذا الطاغية.. يعني هارون فقال{ع} “ليجهدن جهده، فلا سبيل له علي” ففقال: جوابي هذا ما قال رسول الله (ص): إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بنبيّ، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بإمام. .اما عن مصير البرامكة عن مسافر قال: كنت مع الامام الرضا{ع} بمنى، فمرّ يحيى بن خالد البرمكي مع قوم من آل برمك، فقال (ع):مساكين هؤلاء ﻻ يدرون مايحلّ بهم هذه السنة، ثمّ قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بأصبعيه. صفوان بن يحيى يحدث قائلا:
حين مضى موسى الكاظم (ع) وقام ولده من بعده أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) خفنا عليه.. وقلنا له إنك أظهرت أمرا عظيما.. وإنا نخاف عليك من هذا الطاغية.. يعني هارون العباسي .فقال (ع): ليجهدن جهده، فلا سبيل له علي ..عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (ع) بمنى، فمرّ يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك، فقال: مساكين هؤلاء ﻻ يدرون مايحلّ بهم في هذه السنة، ثمّ قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بأصبعيه .قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.25.
وقال عن تربته:هذه تربتي وفيها ادفن، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم إلاّ وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت.
عن أبي الصلت الهروي قال: لما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائيه الرائعه فيقول دعبل: لمّا أنشدتها للإمام الرضا {ع} وانتهيت إلى قولي:
خروجُ إمام لا محالــة خارج *** يقـوم علـى اسم اللهِ والبـركاتِ … يقول دعبل: فبكى الإمام الرضا بكاءاً شديداً وقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت فهل تدري مَن هو هذا الإمام الذي يقوم؟
قلت لـه: لا يا مولاي. فقال{ع} :يا دعبل الإمام من بعدي إبني محمد وبعده ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه القائم المنتظر في غيبته ،لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا.. ثم أكملها الإمام الرضا ببيتين قائلاً:وقبرٌ بطوس يالهـا من مصيبةٍ ألحّتْ على الأحشاء بالزفراتِ قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.
هي الدرة البيضاء في صدف النهى// هي الغرة النوراء في ظلم الدجى// ومشكاة انوار الهداية للورى// بأبنائها الغر الكرام أولي النهى //تشرفت الاباء في سالف الحقب
فإن لم تصدق ماأقول ولا تدري//فسل آية الوسطى وسل ليلة القدر//وسل آية الكبرى وسل سورة الدهر // وسل آية القربة وسل آية الاجر //وكانت لطه المصطفى الروح بالجنب.