23 ديسمبر، 2024 9:55 ص

مجلس حسيني ــ الاختلاف بين العزة والذلة في القران

مجلس حسيني ــ الاختلاف بين العزة والذلة في القران

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (المنافقون8)

 

وردت كلمتان متناقضتان في الآية المباركة هما ” الاعز. والاذل” فما معنى العزة والذلة وما الفرق بينهما..؟ النقطة الثانية التي تثير الانتباه في الاية هي. ان الله تعالى وصف العزة لذاته المقدسة ثم لرسوله الكريم محمد{ص} وللمؤمنين. وبين ان المنافقين لا عزة لهم , بل وصفهم في قمة الجهل. فقال: ولكن المنافقين لا يعلمون.

فما هي العزة, وما هي الذلة ..؟ لا شك فيه ان تعريف العزة لله تختلف عن المخلوقين كافة’ عزة الله لا يخدشها خدش , له ما في السماوات والارض, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير, فالعزة لله ثابته مطلقة.

اما العزة للمخلوقين . بما فيهم الانبياء . يتعرضون غالبا للضعف . وحالة الضعف تسمى ذلة. هناك دعاء للإمام علي{ع} يسمى دعاء التذلل.. يدعو فيه الامام بلسان الذليل الى الله تعالى. يقول: مَوْلايَ مَوْلايَ، أَنْتَ الْمَوْلَى، وَأَنَا الْعَبْدُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إلاَّ الْمَوْلى. مَوْلايَ مَوْلايَ، أَنْتَ الْعَزِيزُ، وَأَنَا الذَّلِيلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إلاَّ الْعَزِيزُ. مَوْلايَ مَوْلايَ، أَنْتَ الْخَالِقُ، وَأَنَا الْمَخْلُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إلاَّ الْخَالِقُ. الخ.

يقول تعالى عن تفاصيل معركة بدر.[ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]. وفي القران الكريم صفات رائعة جدا يصف فيها الانسان بالذلة وهذا منتهى رضا الله. يقول تعالى:[واخفض لهما جناح الذل من الرحمة] هنا تبين الآية ان اشرف واسما موقف للأبناء حين يشعر بالذل والانكسار بين يدي ابويه.. يقصف تعالى المؤمنين حين ينقص عددهم:{ترهقهم ذلة﴾ وقال: ﴿ضربت عليهم الذلة والمسكنة﴾ .هنا المسكنة ان يتحمل الذل والظلم دون ان يدافع عن نفسه حتى بالكلمة.

÷÷ ورد المعنيان في سورة مباركة جمعت بين العزة والذلة يقول تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ] .

**المذاهب الاسلامية يقولون: من يرتد منكم عن دينه “، اي من يرجع منكم عن دينه الذي هو عليه يغيره بدخوله في الكفر، إما في اليهودية أو النصرانية أو غيرها من صنوف الكفر ،لن يضر الله شيئا، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه يجيء الله بدلا عنكم، مؤمنين لم ولم يرتدوا، هؤلاء خير من الذين ارتدُّوا وابدَّلوا دينهم، يحبهم الله ويحبون الله. هذا الراي غير ناهض , لا وجود لدليل على هذا التوصيف.

** اما راي الشيعة في الاية المباركة ان المقصود بها أمير المؤمنين{ع} وشيعته (انظر تفسير فرات ص123) ومصاديقها ان عليا{ع} واصحابه حين قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وهو المروي عن “حذيفة وعمار وابن عباس. روي عن الباقر والصادق عليهم السلام [بحار الأنوار 36/32 نقلاً عن الشيخ الطبرسي.

** راي ثاني للشيعة: في بعض الأخبار ان المقصود بهم القائم{عج} واصحابه وورد في خبر عن الصادق{ع}ان المقصود بالقوم هم الموالين لأهل البيت{ع} انظر تفسير العياشي 1/326 ولا يمكن أن يكون المقصود بهذه الآية الصحابه الذين قاتلوا المرتدين لأنهم لم يقاتلوا المرتدين بل قاتلوا من امتنع من مبايعة الخليفة الاول كمالك بن نويرة وقومه الذين منعوا الزكاة عن أبي بكر لأنه ليس الخليفة الشرعي ولو سلمنا ان ابا بكر قاتل بعض المرتدين فان مواصفات القوم لم تثبت له ولا لأصحابه فاين محبتهم لله ومحبة الله لهم واين ذلتهم على المؤمنين ومتى كان جهادهم في سبيل الله. جاء في رواية عن رسول الله{ص}.

يذكر المفسرون انه سأل النبي{ص} عن هؤلاء الذين ذكرهم الله في الاية وكان سلمان جالساً قريباً من النبي فضرب النبي (ص) بيده على كتفه وقال هذا وقومه والذي نفسه بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس. تفسير الأمثل 16/402.

ــــــ هناك اية يستدل البعض بها البعض هي قوله تعالى:[ محَمَّد رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعا سُجَّدا یَبۡتَغُونَ فَضۡلا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰناۖ سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ] فمن هم الصحابة الذين مدحهم القران بقوله والذين معه..؟ هذا القول يتشبث فيه اصحاب مدرسة الصحابة , ولكن الاية واضحة لا تشمل كل الصحابة. لانها حددت الذين معه ووصفتهم بانهم اشداء على الكفار رحماء بينهم . يقول المفسرون لم يثبت أي من الخلفاء في المعارك التي خاضها النبي{ص} والمسلمون, كانوا اول الهاربين من المعركة, فاين شدتهم.؟ ثم انهم تقاتلوا فيما بينهم وبعضهم تطاول على منصب الرسالة في زمن النبي وبعده ,**عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ{ص}قَالَ 🙁 لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَاقُولَنَّ أي رب رَبِّ أصحابي أصحابي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) رواه البخاري ومسلم . ما رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {ص}أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا) قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَه ) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ،قَالَ: ( فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ؛ أُنَادِيهِمْ : أَلَا هَلُمَواّ . فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا ) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ{ص}يَقُولُ : ( إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ مِنْكُمْ ، فَلَيُقَطَّعَنَّ رِجَالٌ دُونِي ، فَأَقُولَنَّ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَلَيُقَالَ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ) رواه أحمد وصححه المحققون .

** هذا يعني ان النبي{ص} هل كان يعلم ان بعض الصحابة منافقين, او انه لا يعلم بهم حتى تبين انهم منافقين , ثم تحدث عنهم بما ورد انهم يرجعون على اعقابهم.!! مثال على ذلك :.. مثلاً أنا الآن طبيب جراحة، أدرس العملية الجراحة كزرع عضو في البدن، ادرسها دراسة نظرية وأستاذي عنده وسائل ايضاح مقطوعات مصورة من خلالها أنا طالب أدرس كيفية العملية الجراحية لوضع صمام صناعي للقلب،

بعد الدراسة أصبح عندي معلومة عن هذه العملية ، بعد ذلك جاء مقام التطبيق أصبحت طبيب أمارس عمليات جراحية لنفس العملية التي درستها من قبل، أنا لست جاهلًا بها لو لم أكن عالمًا لما طبقتها صحيح؟ فأنا عندي علم بالعملية الجراحية قبل أن أقوم بتطبيقها، لما قمت بتطبيقها علمت بها أيضا علمًا ثانياً بصورة أخرى، أنا علمت العملية بصورة نظرية اولا ثم علمتها بصورة عملية، {معلوم واحد تعددت صوره} فيقال تعدد العلم به، فلو جاء شخص قال لي: لم تكن تعلم بالعملية الجراحية قبل اليوم. أقول له كلامك صحيح لم أكن أعلم لأنني كنت أعلم بها بصورة وأصبحت أعلم بها بصورة أخرى. تعدد الصور في الواقع ليس تعدد العلم، المعلوم شيء واحد تعددت صوره, فحين اعلم جبرائيل النبي{ص} ان اصحابه سيرجعون القهقري . كانت عنده معلومة نظرية. ويوم الدار حين قالوا عنه انه يهجر. تحول العلم النظري الى علم تطبيقي. فاينهم من تفسير محمد والذين معه .. واين شدتهم على الكفار..؟

ـــــــــــــــــ والعزيز من أعزّه الله تعالى، ولذلك يقول الإمام سلام الله عليه: «وأعزّني». أي إلهي أطلب العزّة منك.{{{ إذا استطاع الإنسان أن يمسك زمام نفسه، فيخضع كلّ تصرّفاته ورغباته لمبادئه وعقيدته، أمكنه أن يخطو الخطوة الأولى في الاتجاه السّليم لحركة العزّة والكرامة في الحياة، فلا يقف في المواقف التي تجعله يشعر بالحاجة إلى الخضوع للآخرين، أو الانسحاق أمام رغباتهم أو شخصيّاتهم.

وقد نجد التّعبير الواقعيّ عن ذلك في كلمتين للإمام الصّادق (ع) أجاب بهما عن سؤالٍ واحد: كيف يذلّ الإنسان نفسه؟ قال: “أن يدخل فيما يعتذر منه، أو يتعرَّض لما لا يطيق” الكلمة الأولى ـــ تمثّل الموقف الذي يستسلم فيه البعض بسبب نقص في الشخصية ولعدم وجود موانع اخلاقية , يستسلم لبعض الرغبات فيتصرَّف تصرّفات غير مسؤولة، مثلا :يؤيّد من لا يستحقّ التّأييد, ويرفض مَن لا يستحقّ الرّفض،وهذه من الكوارث الاجتماعية .

مثلا في يوم عاشوراء نرى المتملقين الفاسقين يقومون باعمال التاييد لمن لا يستحق التاييد ويؤلب على من اوجب الله له التاييد . هؤلاء قال عنهم الامام الحسين{ع} في خطبته يوم العاشر.. [ ويحكم اهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون . اجل والله غدر فيكم قديم وشجت عليه اصولكم وتفرعت فروعكم فكنتم اخبث شجر شجا للناظر واكله للغاصب] . هنا يبين ان موقفهم هذا موقف ذلة , فيقول: [ الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ] ثم ياتي على سياق الاية فيقول: [ يابى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ــ ويبين من هم المؤمنون لان الكلمة مطاطية كل جهة تدعي انها مؤمنة.!! فبين صفاتهم التربوية واخلاق بيوتهم وعوائلهم. فيقول .[ وحجور طاب وطهرت, وانوف حمية ونفوس شجية من ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ] .هذا اولا.

ثانيا: ان يتحرّك في الاتّجاهات الخاطئة المنحرفة، على الاقل ان يقف موقفاً سلبيّاً في بعض الحالات التي تفرض عليه عقيدته ومبادئه أن يتّخذ موقف إيجابي، لا ان يتكلم بأمور غايته يضر بها غيره , حسدا وغيرة .

** الحسد من الآفات الأخلاقية :وتعني تمني زوال النعمة عن الآخرين، وقد جاء ذمه في القرآن الكريم وفي الروايات ,الحسد له آثار سلبية على هو اولا يؤثر في نفسية الإنسان الحسود والمحيطين به، واسباب الحسد هو مرض نفسي خطير له اثار في القلب منها : العداوة، والمقارنة بين نفسه وواقع المحسود والتكبر، والتعجب، والخوف من فوت المقاصد المحبوبة، وحب الرياسة، وخبث النفس وبخلها؛ فان الحاسد إنما يكره النعمة لغيره لأسباب: فيؤسس له عداوة، ويكون مبغضا للناس لا يحب الا نفسه ,كونه مريض نفسيا غير مؤمن بالله ورسوله :[فقد العزة بالله والرسول والمؤمنين] يتحرك ضمن دائرة المرض , ينقل عن زملاءه كلام غير دقيق. كلامه قيح على زملاءه . يختلق الكذب والفتنة ويعبر بما في قلبه من حقد على زملاءه. هذا انسان لا عزة له.

تصل الحال بالحاسد كما بين القران الحسد في مواضع عدّة أبرزها في قصّة ابْنَي نبيِّ الله آدم (ع) عندما تقبّل الله من هابيل ولم يتقبل من أخيه قابيل، فاشتعلت نيران الحسد في قلبه فسوّلت له نفسه قتل أخيه : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ..

**ما معنى أن تكون عزيز النفس؟: عزة النفس لها مرتبات كثيرة يمكن لاي انسان ان يصل الى بعضها على الاقل: يقول امير المؤمنين(ع): صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها// تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ //وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً // نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ //وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ //عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ //يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ//ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ //وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ // إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ.. فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم //وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ //.. فما قيمة الانسان حين يعرف زملاءه واهله وعشيرته انه انزل بلوى في جماعة بسبب حسده وحقده على الشرفاء . ثم ياتي بعضهم بعد حين ليعتذر . فما فائدة العذر وقد اوقعت مصيبة على من تكره بدون سبب لكرهه الا نجاحه وفشلك.

** ما الفرق بين الحسد والبغض؟ الحقد والبغض هو الغل الشديد لأنسان بسبب وبدون سبب الا لآنه ناجح في عمله ومتفوق. او ان المجتمع يحبه ويرضى عن تصرفاته بينما المبغض فاشل ،خاصة اذا كان من نفس عمل المحسود…. هناك قضية نفسية تعتري أي انسان حين يرى زميله ناجحا في تجارته او في تربية ابناءه وسيرتهم , فاتمنى ان يكون لي من رزق الله الذي رزقه هذا يسمى في الاسلام { الغبطة} فما معني الغبطة في الإسلام وما هو حكمها، المتتبع لأحكام الشريعة يجد أنها دعت أفرادها إلي ضرورة العمل والسعي في طلب الرزق والعلم واباحت التجارة وكافة المعاملات المالية التى لا تخالف الشرع، ومنها الحسد حيث يتمنى الشخص زوال النعمة من عند أخية المسلم. وخير من عرف عزة النفس انها لا تقاس بالمنصب والانتماء الاسري بل تقاس بما في داخل النفس. هناك مثل يقول 🙁 لا تنكشف عظمتك بالأنوار التي تضيء حولك، بل بالنّور الذي يضيء بداخلك).. َ الحديث عن عزة النفس هو حديثٌ عن القيم الإنسانية الراقية، حديث عن قاعدة البناء الأخلاقي المتين التي تمنح الإنسان مناعةً نفسية وإحساسًا بالشرف، عزة الانسان تاتي من خلال تراكُمات إيجابية تنحت شخصية الإنسان عبر مراحل متعدِّدة.

اما في زماننا الحاضر تطورت حالة عزة النفس .. عزيز النفس هو من يقاوم الاغراءات النفعية, والمقاومة أمام الإغراءات المجتمعيَّة هذه المقاومة تؤدي الى تحصين نفس الانسان بدرعٍ واقٍ في ظل مجتمع يغرق ببحر المصالح . وتظهر نتائج مرض من لا عزة له ولا كرامة له . انه يتخلى عن شرف العقيدة.ويكون مؤمنا مزيفا .

** وسببه ان المنافق يعرف الخير والشر, ولكن تتصارع في نفسه حب الدنيا والاخرة تصارعت في نفسه فانتصر حب الدنيا على حب الاخرة . فانتزع كثيرا من ثوابت الدين والشرع في نفسه ويحاول بداية ان ينتقم من ابناء عقيدته . لذلكَ الفكرة التي عالجها الإمام الصّادق (ع) تقول لك: قبل أن تتَّخذ أيّ موقف في الحياة، وتقدم على عمل يجرك الى الندم ..فكِّر جيّداً؛ هل باستطاعتك تحمّل مسؤوليّته امام الله,, ماذا ستقول لمنكر ونكير لو سالك انت سببت اذى للمسلمين وغيرهم ..؟! هل في قدرتك الدّفاع عن موقفك أو لا؟ فإذا لم تجد في نفسك قدرة، فوفّر على نفسك مسؤوليّة الاعتذار، من اجل يوم لا ينفع المذنبين حين يقفون بين يدي المسائلة .

*** هناك مبدأ يبينه القران هو ان بعض الناس يعرف الحق اكثر من غيره ولكنه تتغلب عليه شهواته وطبيعة نفسه سيئة ,[فيأخذ العزة بالآثم] وكثيرا ما تمنع العزة بالإثم أصحابها من قبول الحق سواء كانوا من الكفار أو المنافقين أم من عصاة المسلمين.. فإذا دعي إلى الإيمان والتقوى أخذته العزة بالإثم، يرفض الانصياع للحق، يستكبر عن قبول النصح، وما منعهم من ذلك إلا عزتهم بالإثم قال تعالى﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ﴾

** جاء في تفسير السعدي :{ وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} ماذا يعني اخذته العزة بالاثم , التفسير: كثير من الناس توجه اليهم النصيحة حين ينحرف ولكنه يركب عقله , يبين انه اعلم من الاخرين , لا يقبل ان يعترف انه جاهل بلا كرامة ولا عزة نفس. خاصة اذا ذكر بتقوى الله تكبر وأنف،و{ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ } [فيجمع بين بالمعاصي بغباء ويتكبر على الناصحين. تقول الآية { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ } وهي جزاء العاصين والمتكبرين،اصحاب القلوب السوداء{وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }المهاد تعني الفراش مثل مهد الطفل .. بئس الفراش الممهد. وكلمة بئس تعني الشدة بالذل , نقول حياة بائسة التي يعيشها الانسان بذل وحقارة.

وتكررت كلمة بئس في يوم العاشر موقف الحر لما استأذن الحسين {ع} ضمن كلامه :{ وها هُم قد صَرَعَهُمُ العطَشُ، بِئْسَما خَلَّفْتُمْ مُحمَّداً في ذريَّتِهِ، لا سَقاكُمُ اللهُ يومَ الظَمَأ فحمَلَتْ عليهِ رَجَّالةٌ لهُم ترميهِ بالنَّبْلِ، فتقهقرَ حتَّى وقَفَ بين يَدَيِ الحسينِ [ع]. ثم تقدّم الحسين نحو القوم، واخذ مصحفا ونشره على راسه . ونادى بأعلى صوته: ” أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حقّ لكم عليّ، او اعتذر اليكم من مقدمي اليكم فان سمعتم قولي واعطيتموني النصف من انفسكم, كنتم بذلك اسعد وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكن امركم عليكم ثم اقضوا إليّ و لا تنظرون، إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين. وتحدث وابلغ في المقال : فسكتوا ولم يُكَلِّمُونَهُ. فنَادَى:” يَا شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ، يَا حَجَّارَ بْنَ أَبْجَرَ، يَا قَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ، ويا فلان الَمْ تَكْتُبُوا إِلَيَّ أَنْ قَدْ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ، وَ اخْضَرَّ الْجَنَابُ، إِنَّمَا تَقْدَمُ عَلَى جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ “؟!قالوا لم نفعل . قال بلا والله لقد فعلتم .. ثم قال فان كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الى مامني من الارض. فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ: وَلَكِنِ انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُرُوكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ.ولن يصل اليك منهم مكروه. فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ:انت اخو اخيك اتريد ان يطلبك بنو هاشم باكثر من دم مسلم بن عقيل .” لَا وَ اللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ، وَلَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ “. إِنِّي عُذْتُ( بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾

.لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا //فإذا هم لا يملكون خطابا/ يدعو ألست أنا ابن بنت نبيِّكم /وملاذكم إن صرف دهرٍ نابا /هل جئت في دين النبيِّ ببدعة / أم كنت في أحكامه مرتابا/او لم يوصِّ بنا النبيُّ /وأودع الثقلين فيكم عترةً وكتابا/إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا /احسابكم إن كنتم أعرابا/ فغدوا حيارى لا يرون لوعظه === إلا الأسنة والسهام جوابا///

وداع الحسين للعائلة ووداع زينب وسكينه :. رد وعياله امن العطش يومن/ وصاح بصوت للتوديع گومن/او مثل سرب القطا گامن يحومن / تطيح عليه وحدتهن او تعثر / اجت زينب وباقي الحرم يمه / وصارت للوداع عليه لمه/ يحب سكنه وهي كامت تشمه / وعلخد الورد ليلو تنثر. **يبويه انروح كل احنه فداياك / دخذنه للحرب يحسين وياك أهي غيبه يبويه واگعد اتناك / وگولن سافر ويومين يسدر/يبويه گول لا تخفي عليّه/ هذي روحتك يو بعد جيّه/ يبويه ان كان رايح هاي هيّه / اخذني اوياك عنّك مكدر اصبر .