18 ديسمبر، 2024 10:03 م

مجلس حسيني ـــ قساوة القلب وعاقبة اليمين الكاذب

مجلس حسيني ـــ قساوة القلب وعاقبة اليمين الكاذب

بسم الله الرحمن الرحيم
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ,وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ}(74 البقرة)

يصف المفسرون كلمة القسوة تعني الامور التي لا تحتمل الا بشق الانفس ,وتحتاج الى صبر تحمل/ وقَسْوَةُ الْقَلْبِ تعني شِدَّتُهُ وعدم وجود رحمة فيه : كما أن الجسد يصيبه مرض ويحتاج إلى علاج فإن القلب أيضًا يصيبه المرض ويحتاج إلى العلاج، مرض القلب أشد من مرض الجسد وهو مرض القسوة //كيف نعرف ان قلوبنا مصابة بمرض القساوة.

هناك اعراض تظهر في النفس تبين ان الانسان مصاب بمرض قساوة القلب. منها : عدم تذوق الدعاء.. حين يصاب الجسم بمرض يفقد شهية الاكل, وتكون رائحة الطعام غير طيبة عنده . هذا الانسان حتما مريض بمرض عضوي, اما الروح حين تصاب بمرض ويكون القلب قاسي. فما هي العوارض التي تبين اننا مرضى ..؟

اولا: يعرف المريض نفسيا كون قلبه قاسي . حين يأنف سماع القرآن ويكره ضياع الوقت في الاستماع لكلام الله, بل تستفزه حين تقول له ذكر القران الحكم الفلاني..{ يرد عليك خلي القران جانبا}”لان القلب ينتشر على الجوارح انطباع العقل . فاذا كان العقل لا يعي معنى الموقف والكلمة فان القلب يمنع الجسم من العبادات ومن الاستماع للقران .{ حين يكون اغلب ابناء المجتمع عقولهم جاهلة ولا تحب ان تتحرر من الجهل فانهم يريدون من الخطيب الحسيني نواعي وبكاء} ولا حاجة لهم بفهم القران لان قلوبهم قاسية. فهم بعد موسم العزاء يرجعون الى عاداتهم.

ثانيا: المصابون بمرض قساوة القلب : لا يعيرون اهمية العبادات الواجبة كالصلاة والصوم والزكاة والحج, والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لأنه لا يتلقى أي اشارة من قلبه لان قلبه عاطل عن العمل, وقد ساعد على موت القلب بعض الخطباء اصحاب النعي والبكاء . احدهم يقول : اذهب لزيارة الحسين مشيا ولا تصلي. وانا أتساءل هل البكاء فيه ثواب. ومعرفة الاحكام ومعاني القران ليس فيه ثواب.. يقول النبي{ص} لعلي{ع} حالفًا بالله ” فو الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم وحمر النعم: هي الإبل النفيسة . أفضل أموال العرب…

وقال {ص}”مَنْ سلَك طرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سهَّلَ اللَّه لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ ” لان الله تعالى أنزل القران الكريم، وجعله مرجعاً للخلق في معرفة أحكام الدّين واودع فيه الأحكام الشرعية التي تُنظّم الحياة من بيع، وشراء، وزواج، وعبادة، وأخلاق، ومعاملات، قال تعالى-: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )،وقال(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ). بينما القاسي قلبه يحب الاشياء التي يرغبها بذاته دون كتاب الله والسنة.

ثالثا: قاسي القلب لا يهتم بالنافلة, وإذا سمع الموعظة ينفر منها كأنها لا تعنيه ولا ترتبط به، فهذا القلب أصبح قاسيًا، فلو كان منشرحًا لأقبل على النافلة، والدعاء، والموعظة، لكنه مبتلى بالمرض وإذا ابتلي به لا يحن على الفقراء والمحتاجين. ويتكبر بشهادته او موقعه الاجتماعي . ويعتقد انه محصن ومعصوم والناس كلهم دون مستواه ومستوى عائلته.

لذلك ضرب الله مثلا بالحجر الذي يكون فيه فائدة تعطي الحياة للناس وهو الماء . فقوله تعالى 🙁 وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) الراي الاول : هو كثرة البكاء من خشية الله ..لما يتفاعل القلب مع مظلوم او يقف مع حق ضد باطل( هذا التفاعل في القلب والنفس يخرج منه ماء يظهر في العين وهو البكاء. ولما كان القلب ينشر اوامره على جسم الانسان كله . فانه حين يتفجر الما واحساس للناس تنزل الدموع من المقلتين بدون بكاء وصوت الباكي. مجرد دموع ماء ينبعث من العين.

*الراي الثاني: اصحاب القلوب القاسية , لم ينظروا الى المعجزات لان عيونهم لا ترى وعقولهم لا تعي خلقة الله والهيمنه على الكون . كل هذا لم تنتفعوا به؛ كبعد وضوح هذه المعجزات وقلوبكم غلظت، لم يَنْفُذ إليها الخير، حتى صارت مثل الحجارة الصمَّاء، بل هي أشد منها غلظة؛

** الحجارة كثيرا ما تنفرج ويخرج منها الماء للبشر والحيوان والشجر والطبيعة . فتصير أنهارًا جارية وشلالات. ومن الحجارة ما يتصدع من خشية الله { لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله ..ومخازن الماء في الكون وضعها الله في الصخور .فتخرج منها العيون والينابيع نظيفة صالحة للشرب والاستعمال. ، ومن الحجارة ما يسقط من أعالي السماء مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. يسمى شهاب { إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ},

** الشهاب كوكب مضيء, وكلمة ثاقب يثقبه ويحرقه . ** قصة هارون مع احد الجالسين: حين عطس هارون سمته احد الجالسين , فرد هارون بتعالي . ومن انت حتى تسمتني..؟ فقال له يا امير ليس هناك من هو فوق النصيحة ولا من هو ادنى من النصيحة. فسكت وعرف انه مريض نفسيا وقلبه مملوء كبرا على الناس. الحكمة من قول (الحمد لله) بعد العطسة لأن القلب يتوقف عن النبض خلال العطاس والعطسة سرعتها 100 كلم في الساعة وإذا عطست بشدة من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك. وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج، فإنه يؤدي إلى ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة. ويجب غلق العينين لان العطسة وشدة ارتدادها في الجسم يحتمل ان تخرج العينين من محجريهما .. كل هذا يجري. أثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسية والهضمية والبولية بما فيها القلب، رغم أن وقت العطسة ثانية أو جزء من الثانية وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل، وكأنه لم يحصل شيء.

بعد هذه الجولة لمرض القلب .. لننظر الان على اسباب مرض القلب.

السبب الأول: {احتقار المعصية}. كثير منا إذا فعل الذنب يعتبر فعله امرا عابرا .ليس له ذنب يستحق العقوبة عليه.. خاصة بينه وبين نفسه بعيدا عن اعين الناس.لانه يخجل من الناس اكثر مما يخجل من الله. وان فعله أمر عابر لا يستحق مسائلة ..لأنه غير ظاهر مثلًا إذا استمع أغنية او جلس مجلسا فيه طرب واختلاط ورقص.. مثل بعض الحفلات بالاعراس.

فهو يبتعد عنها غالبا ولكن يوم فرحه يرمي بكل حكم شرعي جانبا.. هذا بسبب قساوة قلبه وعدم الخوف من الله . ومن الامراض الشائعة. النظر إلى امرأة أجنبية بشهوة، وهو لا يقبل ان ينظر احد الى عرضه . ولكنه يبيح لنفسه النظر كون قلبه لا يطيعه لانه قاسي ومريض. وهذا يسمى استصغار الذنب فهو يؤدي إلى قسوة القلب ورد عن النبي{ص} : ”أشد الذنوب ما استهان به صاحبه“ وورد عنه : ”من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن“ الذي يستاء ويتأذى من الذنب هو المؤمن والذي لا يتأذى من الذنب ويعتبره غير مهم وانه يجب ان يتمتع .هذا إيمانه ناقص وورد عنه : ”إن المنافق إذا أذنب كان ذنبه كذبابة مرت على أنفه فأطال وإن المؤمن إذا أذنب كان ذنبه كجبل أبي قبيس على صدره“ وعن الإمام زين العابدين : ”يا بنية اجتنبوا الكذب الصغير منه والكبير فإن الرجل إذا كذب في الصغير إجترأ على الكبير“. والان اصبح الكذب عندنا نوع من الدبلوماسية والخداع شطارة ..

ـــــــ السبب الثاني : هناك علاقة وثيقة بين صلاح القلب وفساده، وبين طعام العبد وكسبه، فإن الكسب إذا كان حرامًا وتجرأ العبد على أكله ، فإن القلب يفسد بلقمة الحرام ، قال رسول الله{ص}”الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما المتشابهات ” المشتبهات هي التي تشبه الحلال والحرام”. عقب بقوله: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”. لان القلب بمثابة الملك، والأعضاء رعيته، وهي تصلح بصلاح الملك، وتفسد بفساده.

** التحذير من أكل الحرام: نهى الشارع المطهر أتباعه عن أكل الحرام، سواء كان المأكول أموالاً او حقوقًا للناس، أو طعامً حرم الله تناوله، يقول تعالى (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188].

**التّفسير: تعتبر هذه الآية من اهم الآيات في التشريع الاقتصادي الاسلامي.. وهي حاكمة على كثير من المعاملات الاقتصادية. وادخلها الفقهاء في جميع ابواب الاحكام الفقهية المتعلقة بالبيع والشراء .لذا نلاحظ أنّ الفقهاء تمسّكوا بنصوص الآية في مواضع كثيرة في الفقه الإسلامي وهو قوله: (ولا تأكلوا أَموالكم بينكم بالباطل). فما المراد من «الباطل» في الآية الشريفة فقد ذكر المفسرون لها عدّة تفاسير.

معنى الاكل :للأكل معاني عديدة . لو تحدثنا عن الحديد , نقول: يَأكُلُ الصَّدَأُ الحَدِيدَ, ينخره ويَقْرِضُهُ.. فلان يَأْكُلُ أمْوَالَ النَّاسِ كَذِباً وَبُهْتَاناً : يَأْتِي عَلَيْهَا، يَأخُذُهُا ويتصرف بها ..(النساء آية10) “إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً ” ونقول : الموضوع الفلاني :أكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ: تَعْبِيرٌ عمن طَالَ عَلَيْهِ الزَّمَنُ حَتَّى بَلِيَ وانتهى، .وأكَلَتِ النَّارُ الحَطَبَ: أَيْ حرقته وحولته الى رماد وفلان يقلب الحقائق لمصلحته نقول عنه: يَعْرِفُ مِنْ أيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ كي يستحوذ على اشياء لمصلحته . وفلان أكَل مالَ أخيه/ أكَل حقَّ أخيه: استباحه،..

**ما هي الاموال التي تشير اليها الآية الكريمة:{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ .

المعنى الاول: ذهب بعض المفسرين أنّ معناه(الأموال الّتي يستولي عليها البعض عن طريق الغصب والعدوان او القوة} يقول تعالى عنها (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) الان يسمونها فساد.

الراي الثاني: قد تكون اموال الباطل الّتي يحصل عليها الشّخص من القمار والربا وأمثاله. لان الاسلام حرّم كل لعب يخالطه قمار.. ولا يحل لمسلم أن يجعل من لعب القمار وسيلة{ للهو والتسلية} ناهيك ان يجعله وسيلة لاكتساب العيش. “والإسلام حرم القمار لأهداف انسانية منها أنه يريد من المسلم أن يتبع سننَ الله في اكتساب المال الحلال” أن يأتي البيوت من أبوابها ويحصل على الرزق من ابواب محللة . ينما القمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والأماني الفارغة لا على العمل والجد واحترام الأسباب التي وضعها الله للرزق الحلال. وأمر باتباعها . ولو نظرت الى كل عمل لوجدته يقدم مصلحة للمجتمع الا لعب القمار . يضر الناس ولمصلحته فقط لذلك حرم الله القمار. ما هي ادلة حرمة لعب القمار.؟.

{ أَدِلَّةُ تَحْرِيمِ اللُّعبِ بآلاتِ الْقِمَار- وَمِنْهَا الْوَرَقُ- كَثِيرَةٌ ، مِنْهَا نُصُوصٌ قُرْآنِيَّةٌ، وَمِنْهَا احاديث نَبَوِيَّةٌ، وَمِنْهَا أَدِلَّةٌ عَنِ الْأئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، كذلك إِجْمَاعٌ علماء الْمُسْلِمِينَ، قَالَ السَّيِّدُ الخوئي(قُدِّسَ سِرُّه) فِي ” مِصْبَاحِ الفَقاهة” :”حُرْمَةُ اللَّعبِ بالآلاتِ الْمُعَدَّةِ لِلْقِمَارِ مَعَ الْمُرَاهَنَةِ” لَا خِلَافَ بَيْنَ فُقَهَاءِ الشِّيعَةِ وَالسُّنَةِ انها يحرم اللعب بها وهي كل الة مُعَدَّةِ لِلْقِمَارِ مَعَ الْمُرَاهَنَةِ” وَمِنْها برامج الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ الْمَعْرُوفُ فِي هَذَا الزَّمَانِ, وهي نضير نَظِيرَ اللَّعبِ بِالْأَقْدَاحِ فِي زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ.

.ثالثا : يعتبر لعب القمار من فروع الميسر يورث العداوة والبغضاء بين المتقامرين كونهم دائماً بين غالب ومغلوب ..والخسارة تدفع المغلوب إلى المعاودة عسى أن يعوض ما خسره والغالب تدفعه لذة الفوز إلى التكرار ليصبح قليله كثير .هذا هو السر في كارثة الإدمان للاعبي الميسر. ومن أجل ذلك كانت الحرمة في الاموال وممارسة القمار كونها خطراً على الفرد والمجتمع لأنها تلتهم المال والانسانية. يقول العلماء ان من يستحوذ على مال صاحبه بالقمار . يصبح قلب المقامر بلا انسانية.

الراي الرابع: في الغالب ان من تستهويه الاموال المحرمة يتجاوز على جميع المقدسات . ليس انتقاصا بها بل لحبه الاموال{ وتحبون المال حبا جما} أي حبا شديدًا، وهو قوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى” معنى: جم هو الماء في الحوض، إذا كثر واجتمع.

** الراي الخامس : يرى بعض المفسرين انّها إشارة إلى الأموال الّتي يكتسبها الشخص بواسطة القَسَم الكاذب والحيل في المعاملات التّجاريّة. ومن اخطر الحيل التي تتجاوز على المقدسات هي:

ا- اليمين الغموس، وسمّي بالغموس لأنه يغمس صاحبه بالنار. هو الحلف بالله (تعالى) كاذباً او القسم بالقران الكريم , على أحداث وقعت فينكرها ويجعل اسم الله وكتابه ,وقاية من الجريمة سواء جريمة جنائية او لاجل الاستحواذ على مال وغيرها . فيحاول ان يعرض اسم الله ليكون وقاية له لتمرير كذبه. يقول تعالى: { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} معنى العرضة كل شيء يستعرضه الانسان للوقاية , فيكذب بأشرف المقدسات بسبب موت قلبه وعدم ترتب أي اعتبار لاسم الله او القران او الائمة . فيستسهل الكذب واليمين باسم الله تعالى والقران والنبي والائمة.

ب- . ومن أقسام اليمين الغموس. شهادة الزور. واذا وقع هذا يكون كلّ تصرّف في أموال الآخرين حراما لانه من طريق غير مشروع ورد في سورة النساء الآية 29 حيث تخاطب المؤمنين (يا أيُّها الَّذينَ آمَنوُا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوالَكُم بَينكُمْ بِالبِاطِلِ إلاّ تكونَ تجارةً عَن تراض مِنْكُمْ). ومعنى تجارة عن تراض ان يكون التعامل عن طريق مشروع وعقلائي.

*** ــــــ ما هي احكام ونتائج اليمين الغموس:..؟

معنى اليمين: اليمين تأْكيد يُعْلِنه شَخْص يُثْبِت به صِدْقه، أَو يَشْهد على صِحَّة واقِع، أَو ليَلْتَزِم بالوَفاء بِوَعْد أَو بِتَعهُّد، فيقَسَم، أي حَلْف.

** أدلة اعتبارها من الكبائر : ورد عن رسول الله{ص}أن امرأ القيس اختصم مع رجل من حضرموت في أرض، فقال{ص} «ألك بينة؟»، قال :لا. قال:{ص} اذن بيمينه قال :إذن والله يذهب بأرضي. فقال{ص} «إن ذهب بأرضك بيمينه كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يـزكيه وله‌ عذاب‌ أليم»، قال: «ففزع الرجل و ردّها إليه». هذا قلبه لم يمت تماما. استشهد الامام الصادق{ع}على انها من الكبائر بقوله‌ تعالى في القرآن المجيد: {إنّ الذين يـشترون بعهد اللّه و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لاخلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم اللّه و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم}.. اما نتائج من يقسم بالقران كذبا . يقول الامام الباقر{ع} «قال رسول الله{ص}إياكم واليمين الفاجرة فإنها تدع الديار من أهـلها بـلاقع . تكون الاموال والبيوت بلقع بسبب اليمين والبَلْقَعُ المكان الخالي من كل شيء . وطريق بَلْقَعٌ طريق خالي من الشجر والبشر. وورد في الحديث الشريف { ان اليمين الكاذب نتائجها “تَدَعُ الدّيارَ بلاقعَ” قال الصادق{ع} «من حلف على يمين‌ وهو‌ يـعلم‌ أنـه كاذب فقد بارز اللّه‌ تعالى».

**أقسام‌ اليمين : اليمين إمّا من أجل الإثبات والتأكيد ـــ، أو من أجل الالتزام بأمر في المستقبل. القسم الاول الذي يعتبر من أجل إثبات وتأكيد مطلب‌ أو‌ خبر‌ فإنها عـلى أربـعة أقـسام:

اولا الواجب : وهو اليمين الذي يتوقف عليه حـفظ النفس أو كرامة للفاعل المسلم غيره.

الثاني :المستحب: تستحب اليمين إذا توقف حفظ نفس ومـال الفـاعل أو مال غيره من المسلمين وإنقاذه من شر الظالم‌ على‌ القسم‌.في إحدى الروايات أن زرارة قال للإمام الباقر عليه السلام: «إنـّا نمر بالمال‌ على العشّارين‌ فيطلبون منّا أن نحلف لهم، ويخلون سبيلنا ولا يرضون منّا إلاّ بذلك‌، فقال‌: «احلف‌ لهم فهو أحـلى مـن التـمر والزبد».

روي عن الصادق{ع} أنه قال: «قال‌ رسول‌ الله{ص}:من جلّ الله أن يحلف به أعـطاه الله خـيرا مـما ذهب منه‌ ».

ثالثا المكروه: سواء يتعلق بالماضي أو الحاضر أو‌ المستقبل‌،كأن‌ يـقول: (أقسم بالله حدث بالأمس كذا)أو (سيحدث‌ اليوم‌ كذا) وإن كان صـادقا فهو مـكروه، وإذا كان كذبا فإنه حرام .يقول‌ الصادق{ع}:«لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين، فانه يقول: {ولا‌ تجعلوا‌ اللّه عرضة لأيمانكم}.

رابعا: المحرم: القسم الذي يحرم‌ دائما‌ و في‌ جميع الموارد، هـو الحـلف بـالبراءة من اللّه‌ ومن‌ دين الإسلام مثلا يقول: «أبرأ من الله أو من دين الإسلام إن‌ كنت‌ فـعلت كـذا أو أفـعل كذا‌»هذا‌ القسم، على‌ العموم‌، باطل وحرام مطلق، سواء أكان فـي‌ مـقام‌ الخصومة وإثبات الحق، أو في مقام التعهد والالتزام أو بصدد‌ الإخبار‌ عن الماضي، وسواء أكان صدقا أم كـذبا.

وقد وردت روايات‌ في هذا المقام عن النبي{ص} أنه‌ سمع رجلا يـقول: أنـا بريء من دين محمد {ص}.فقال له:«ويـلك، إذا‌ بـرئت‌ مـن دين محمد، فعلى دين‌ من‌ تكون؟» قال: فما‌ كـلّمه رسـول الله{ص}حتى‌ مات» .عن الصادق{ع} قوله‌ ليونس بن ظبيان: «يا يونس، لا تـحلف بـالبراءة منّا فإنّ من حلف بـالبراءة مـنا‌ صادقا‌ أو كـاذبا بريء مـنّا».

** في كربلاء حين خطب الحسين{ع} مع القاسية قلوبهم ضمن كلامه قال: أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا وَانْظُرُوا هَلْ يحل لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي.أَ لَسْتُ انا ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَابْنَ وَصِيِّهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَأَوَّل ِمصدق بالله وِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ؟ اولَيْسَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي ابي..اولَيْسَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ عَمِّي؟اوَ لَمْ يَبْلُغْكُمْ‏ قول جدي رَسُولُ اللَّهِ{ص}لِي وَلِأَخِي هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟..

فَقَالَ لَهُ شِمْرُ:وهُوَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ‏ إِنْ كَانَ يَدْرِي مَا تَقَوَّلَ‏ . فَقَالَ لَهُ حَبِيبُ بْنُ مُظَاهِرٍ: وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكَ تَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى سَبْعِينَ حَرْفاً، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ مَا تَدْرِي مَا يَقُولُ، قَدْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِكَ.ثُمَّ قَالَ الحسين(ع) فَإِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ هَذَا أَلقول افَتَشُكُّونَ أَنِّي ابْنُ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ؟!فَوَ اللَّهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ ابْنُ بِنْتِ نَبِيٍّ غَيْرِي فِيكُمْ وَلَا فِي غَيْرِكُمْ، وَيْحَكُمْ اتَطْلُبُونِّي بِقَتِيلٍ مِنْكُمْ قَتَلْتُهُ؟! أَوْ مَالٍ لَكُمُ اسْتَهْلَكْتُهُ، أَوْ بِقِصَاصِ جِرَاحَةٍ “؟! فَأَخَذُوا لَا يُكَلِّمُونَهُ .لذا ناداهم بأسمائهم ” يَا شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ، يَا حَجَّارَ بْنَ أَبْجَرَ، يَا قَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ، يَا زِيدَ بْنَ الْحَارِثِ، أَلَمْ تَكْتُبُوا إِلَيَّ قَدْ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ، وَ اخْضَرَّ الْجَنَابُ، وَ إِنَّمَا تَقْدَمُ عَلَى جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ “؟! فقالوا باجمعهم لم نفعل.. هنا اقسم الحسين{ع} قال بلا والله لقد فعلتم .. فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ: مَا نَدْرِي مَا تَقُولُ، وَ لَكِنِ انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُرُوكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ.فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: يقسم بالله :” لَا وَاللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ، وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ “.

لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا === فإذا هم لا يملكون خطابا

يدعو ألست أنا ابن بنت نبيِّكم === وملاذكم إن صرف دهرٍ نابا

هل جئت في دين النبيِّ ببدعة === أم كنت في أحكامه مرتابا

أم لم يوصِّ بنا النبيُّ === وأودع الثقلين فيكم عترةً وكتابا

إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا === احسابكم إن كنتم أعرابا

فغدوا حيارى لا يرون لوعظه === إلا الأسنة والسهام جوابا

وداع الحسين للعائلة ووداع زينب وسكينه :. رد واعياله امن العطش يومن/ وصاح بصوت للتوديع گومن/او مثل سرب القطا گامن يحومن / تطيح عليه وحدتهن او تعثر / اجت زينب وباقي الحرم يمه / وصارت للوداع عليه لمه/ يحب سكنه وهي كامت تشمه / وعلخد الورد ليلو تنثر.

**يبويه انروح كل احنه فداياك / دخذنه للحرب يحسين وياك أهي غيبه يبويه واگعد اتناك / وگولن سافر ويومين يسدر/يبويه گول لا تخفي عليّه/ هذي روحتك يو بعد جيّه/ يبويه ان كان رايح هاي هيّه / اخذني اوياك عنّك مكدر اصبر ……………. الحمد لله رب العالمين .