23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

مجلس حسيني ـــ حكم الجاهلية في رأي القران الكريم

مجلس حسيني ـــ حكم الجاهلية في رأي القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠ المائدة﴾

الآية الكريمة نزلت في جماعة من أهل الكتاب حكَّموا رسول الله (ص) في بعض أحكام التوراة وكانوا يرجون أن يحكم فيهم بخلاف ما حكمت به التوراة لانهم في سريرتهم يريدون الحكم لصالحهم , وليس كما امرا التوراة .. فقال بعضهم لبعض: «إن أوتيتم هذا – أي ما يوافق هواهم – فخذوه و إن لم تؤتوه أي بما يتناسب رغبتكم ألغوه».ولكن النبي (ص)أرجعهم إلى حكم التوراة فتولوا عنه وتركوا الالتزام بالحكم ..

** عندنا جماعة تميل نفوسهم إلى مثل ما يميل أولئك المستفتون من أهل الكتاب يريدون الحكم يتوافق مع رغباتهم ..كما بينت الآية عن بني إسرائيل ..(” أتذكر زارني رجل خمسيني وهو موظف في الدولة ومن حملة الشهادات ومعه ابنته يريد طلاقها ..ولم يحضر زوجها معهم , سالت عن زوج البنت , فقال إنهم متباعدون وبينهم مشاكل .وجاء لأطلق ابنته ..؟ واخبرني ان صديقا لي وذكر اسمه وهو صحفي معروف .. أخبرته ان الطلاق بيد الزوج فقط . الا في ظروف خاصة , وفي مذهبنا أن يصدر هذا الطلاق من مرجع التقليد , ولا يحق لغيره أن يطلق من يشاء من عباد الله .. فعرض مبلغا مغريا , ولما كنت مصرا على الحكم الشرعي , قال مستهجنا : انا اخبرني محامي ان القاضي يفسخ العقد بينهم .. قلت ان هذا الإجراء قانوني يمارس في محاكم الدولة .. ولكن تبقى المرأة معلقة بذمة الزوج واذا تزوجت فزواجها ( فيه إشكال حتى لو جرى العقد صحيحا) رفض كلامي وخرج وتم له مال أراد في المحكمة رفعت ابنته دعوى على زوجها تطلب .. وبعد سنوات سالت عنه .. فقالوا طلقها في المحكمة وتزوجت من رجل اخر ..!!! اذن هو انتقاء في القوانين لاجل المصلحة وليس رضوخا للحكم الشرعي .. لأنه لا يعير اهمية للشرع لو تعارض الحكم مع مصلحته ..الخلع هو الطلاق بفدية من الزوجة الكارهة لزوجها، وإذا كانت الكراهة من الطرفين كان مباراة، وان كانت الكراهة من طرف الزوج فهي رجعي ..

**أحيانا يأخذ الناس الحكم من جهة الأقوياء , حتى لو كان الحكم باطل .!! هنا يتدخل الهوى ورعاية جانب الأقوياء في الموضوع .لان القوي لا بد ان يكون حكمه لصالح نفسه وهذه المسالة مفروغ منها .. كما نرى ذلك بوضوح في قرارات الامم المتحدة حين تصدر قرارات ضد الدول الضعيفة .. فمن يوم تأسيس هذه المنظمة الى يومنا هذا لم يصدر منها قرار لصالح الضعفاء مطلقا . هذا يعتبر في فلسفة القران .. حكم الجاهلية.

***سبب نزول الآية المباركة ,ورد في أسباب النزول أن الآيات نزلت في اليهود حين زنا منهم محصنان من أشرافهم، و أراد أحبارهم أن يبدلوا حكم الرجم الذي في التوراة الجلد، فبعثوا من يسأل رسول الله (ص) عن حكم زنا المحصن، وصوهم إن هو حكم بالجلد أن يقبلوه،وإن حكم بالرجم أن يردوه فحكم رسول الله (ص) بالرجم فتولوا عنه ولم يرضوا بحكم الله تعالى . فسأل رسول الله(ص) احد علماءهم واسمه ابن صوريا عن حكم التوراة في ذلك و أقسمه بالله و آياته أن لا يكتم الحق فصدق رسول الله (ص) بأن حكم الرجم موجود في التوراة القصة و سيجيء في البحث الروائي الآتي إن شاء الله تعالى. وسؤال النبي (ص) لهذا الرجل ليس من جهل بالموضوع .. ولكن ليبين للناس من خلال هذا العالم اليهودي وحدة الاديان في الحكم وكيف تغيرت الاحكام بسبب رغبة الناس ..

** هذا شأن الآيات القرآنية (حين نزلت لحوادث خاصة) ولكنها حوادث لا تختص بمكان او زمان , لأن القرآن كتاب عام دائم لا يتقيد بزمان أو مكان، و لا يختص بقوم أو حادثة خاصة، قال تعالى: «إن هو إلا ذكر للعالمين»وقال تعالى: «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». هنا نسال .. من الذي يوضع القانون ..؟ وهل يوجد قانون في الدنيا يضمن حقوق الناس بالعدل والإنصاف .؟؟ــــ لنتعرف على مفهوم التشريع .ـــــــــــــــــــ

*** التشريع مأخوذ من الشريعة, ويراد به سن الأحكام, ولكمة الجهة الفلانية شرعت معناه أنشأ شريعة وسنَّ قواعدها, ومنه قوله تعالى: [شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} والشريعة هي مجموعة الأحكام ، فإن كان مصدرها السماء أن نزل بها الوحي سميت شريعة سماوية، وإن كانت من وضع البشر سميت شريعة وضعية.والشرائع أياً كانت نوعها سماوية أو وضعية لا توجد إلاَّ حيث يوجد المجتمع البشري، لأن المجتمع يعيش بروابط بين أفراده، وهذه الروابط تحتاج إلى قوانين تنظمها، فإذا لم يوجد تشريع ولا قانون ,,لا سمكن المجتمع من العيش , وتفقد فيه الحقوق الاجتماعية والفردية..

**** حاجة الناس إلـى التشريع: الإنسان في حياته محتاج إلى تشريع؛ لأنه خلق ومعه قوتان قوة الشهوة التي تدفعه إلى الشر، فيتجاوز حدوده بانتهاك الحرمات والاعتداء على الغير، وقوة العقل التي تدعوه إلى الخير، العقل وحده لا يستطيع مقاومة الشهوة؛ لأن الدنيا مَلأى بالمغريات وعوامل الشر، فيندفع الإنسان إلى تحقيق رغباته التي لا تقف عند حد، والتاريخ أصدق شاهد على ذلك، فكم من حوادث وقعت أثارَتَها شهوة جامحة عجز العقل عن كبحها أعقبتها شرور وآثام…. هنا لابد للعقل من مُعين يسانده حتى تتغلب قوة الخير أو في الأقل تتعادل القوتان، ويصبح الإنسان -بحق- خليفة الله في أرضه يقيم حدوده ويرعى محارمه. (هذا المُعين هي القوانين التي تميّز الخير من الشر)، ويبين كل فرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات ..

*** لذلك القوانين الوضعية مهما ارتقت لا تحقق ذلك على أكمل وجه؛ لأنها نتاج الفكر الإنساني، وقد عجز العقل البشري عن مقاومة الشر، ولا أدل على هذا كثرة التعديل والتغيير فيها لتلافي عيوبها التي تتكاثر بمرور الأيام ..كلما طال زمن تطبيقها. ويرجع ذلك إلى تفاوت العقول البشرية في إدراكها للأمور وتختلف مقاييس الخير والشر في نظرها، وعدم معرفتها كشف ما يجيء به المستقبل من أحداث، وعدم عصمتها من الاندفاع وراء الشهوات، وغالبا خلوها من عنصري الدين والأخلاق الذين يرجع إليهما الفضل في تهذيب النفوس، وبهما يعم تنظيم ظاهر الإنسان وباطنه.

*** لذلك ترى الإيمان بالقوانين الوضعية ضعيفاً، حتى في نفوس مؤيديه ..الخضوع له منشؤه الخوف من الوقوع تحت طائلة القانون فقط ، مثلا الجميع يعرفون ان المجتمع الأمريكي من أسوء شعوب الأرض , ولكنهم منتظمون في حياتهم لانهم يحكمهم قانون صارم .. فإذا أمن المرء عدم وقوعه تحت القانون ,لم يكن في نفسه أثر لهيبة قانون ولا احترام، فلا بد ان يكون هناك قانون محترم .والرجوع إلى القانون السماوي لأنه يملك مشاعر الناس باطنهم وظاهرهم فيقع الامتثال له عن رضا ورغبة لا خوف ورهبة..

*** رأي العلماء في القوانين الوضعية السائدة :..؟ : لا بد ان نبين الفرق بين القوانين الوضعية والقوانين السماوية ,.. الفرق بين الشريعة و القانون.. يختلف التشريع الإسلامي عن التشريع الوضعي من وجوه عدة هي :

الوجه الأول: أن القانون من صنع البشر، أما الشريعة فمن عند الله، وكلٌّ من الشريعة والقانون يتمثل فيه بجلاء صفات صانعه.هذا من صنع الناس وهذا من صنع الله..القانون من صنع البشر يتمثل فيه نقص البشر وعجزهم وضعفهم وقلة حيلتهم.. لذلك أصبح القانون عرضة للتغيير والتبديل، وحسب التطور، كلما تطورت الجماعة إلى مرحلة زمنية استحدثت حالات لم تكن متوقعه . فالقانون ناقص دائماً ولا يمكن أن يبلغ حد الكمال ما دام صانعه لا يمكن أن يوصف بالكمال، ولا يستطيع أن يحيط بما سيكون وإن استطاع الإلمام بما كانيعرفه ولكن هناك اشياء كثيرة لا يعرفها . وفاقد الشيء لا يعطيه. …..أما الشريعة: فصانعها هو الله، وتتمثل قدرة الخالق وكماله وإحاطته بما كان وما سيكون ,ومن ثمَّ صاغها العليم الخبير بحيث تحيط بكل شئ في الحال والاستقبال حيث أحاط علمه بكل شيء، وأمر جل شأنه أن لا تغير ولا تبدل حيث قال: {لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ} لأنها ليست في حاجة للتغيير والتبديل مهما تغيرت الأوطان والأزمان وتطور الإنسان.

الوجه الثاني: أن القانون عبارة عن قواعد مؤقتة تضعها الجماعة لتنظيم شئونها وسد حاجاتها. فهي قواعد متأخرة عن الجماعة، أو هي في مستوى الجماعة اليوم، ولكنها متخلفة عن الجماعة غداً، لأن القوانين لا تتغير بسرعة تطور الجماعة، هي قواعد مؤقتة تتفق مع حال الجماعة المؤقتة، وتستوجب التغير كلما تغيرت حال الجماعة. أما الشريعة فقواعد وضعها الله تعالى على سبيل الدوام لتنظيم شئون الناس فالشريعة تتفق مع القانون في أن كليهما وضع لتنظيم الجماعة.

ولكن الشريعة تختلف عن القانون في أن قواعدها دائمة ولا تقبل التغيير والتبديل. وهذه الميزة التي تتميز بها الشريعة تقتضي من الوجهة المنطقية:

أولاً: أن تكون قواعد الشريعة ونصوصها مرنة وممكنة بحيث تتسع لحاجات الجماعة مهما طالت الأزمان، وتطورت الجماعة، وتعددت الحاجات وتنوعت.

ثانياً: أن تكون قواعد الشريعة ونصوصها من السمو والارتفاع بحيث لا يمكن أن تتأخر في وقت أو عصر ما عن مستوى الجماعة.والواقع أن ما يقتضيه المنطق متوفر بوجهيه في الشريعة، بل هو أهم ما يميز الشريعة الإسلامية عن غيرها من الشرائع السماوية والوضعية، فقواعد الشريعة الإسلامية ونصوصها جاءت عامة ومرنة إلى آخر حدود العموم والمرونة، كما أنها وصلت من السمو درجة لا يتصور بعدها سمو.

ولقد مر على الشريعة الإسلامية أكثر من ثلاثة عشر قرناً، تغيرت في خلالها الأوضاع أكثر من مرة، وتطورت الأفكار والآراء تطوراً كبيراً، واستُحدث من العلوم والمخترعات ما لم يكن على خيال إنسان، وتغيرت قواعد القانون الوضعي ونصوصه أكثر من مرة لتتلاءم مع الحالات الجديدة والظروف الجديدة، بحيث انقطعت العلاقة بين القواعد القانونية الوضعية التي نطبقها اليوم وبين القواعد القانونية الوضعية التي كانت تطبق قبل الف عام .

بالرغم من هذا كله، ومع أن الشريعة الإسلامية لا تقبل التغيير والتبديل؛ ظلت قواعد الشريعة ونصوصها أسمى من مستوى الجماعات، وأكفل بتنظيم وسد حاجاتهم، وأقرب إلى طبائعهم، وأحفظ لأمنهم وطمأنينتهم.

الوجه الثالث: أن الجماعة هي التي تصنع القانون، وتلونه بعاداتها وتقاليدها وتاريخها، والأصل في القانون أنه يوضع لتنظيم شئون الجماعة، ولا يوضع لتوجيه الجماعة، ومن ثم القانون متأخراً عن الجماعة وتابعاً لتطورها، وكان القانون من صنع الجماعة، ولم تكن الجماعة من صنع القانون. وإذا كان هذا هو الأصل في القانون من يوم وجوده، فإن هذا الأصل قد تعدل في القرن الحالي، وعلى وجه التحديد بعد الحرب العظمى الأولى، تغيرت القوانين في روسيا الشيوعية وتركيا الكمالية وايطاليا الفاشستيه .. فتبعتها الدول الاخرى مثل فرنسا وانكلترا .. فاصبح النظام العالمي القانوني يبحث عن مصلحة شعوبهم من خلال القيم والتاريخ والعادات .. ونحن أخذنا منهم قسما كبيرا من تلك القوانين..

**** هل يتوافق الإسلام مع القوانين الجديدة او انه يحرم الخروج عن النصوص التي وردت في التاريخ .. آيات قرآنية وأحاديث نبوية فقط ..؟ وما معنى قوله ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) هل نفسر هذا النص تفسيرا جامدا ..؟

*** الجواب يجب ان يكون واضحا ..! بداية , لقد أدت الشريعة وظيفتها طالما كان المسلمون متمسكين بها عاملين بأحكامها.فإذا هم في عشرين سنة سادة العالم وقادة البشر،لا كلمة تعلو كلمتهم، وما أوصلهم لهذا الذي يشبه المعجزات إلا الشريعة الإسلامية التي علمتهم وأدبتهم، ولكنها (أوجبت عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى، وحرمت عليهم الإثم والعدوان). هذا النص يحتاج الى تنظيم قانون ..

**** وهناك مستحدثات حصلت في العالم كله ومن ضمنها العالم الإسلامي ,وترد الى المراجع دائما أساله تتعلق بالارتباط ما بين الشريعة والقانون الوضعي .. وما راي الاسلام فيه. ويجيب المراجع على الأسئلة بشكل يوحي توافق القانون مع الشريعة .. مثلا:

التقيّد بالأحكام الشرعية والقوانين منها : توجد عبارات في بعض وسائط النقل تنصّ ُ على عدم جواز التدخين في السيارة ، فهل تجوز مخالفتها؟ الجواب: إذا كان ذلك بمثابة شرط ضمني على من يريد الركوب فيها ، أو كان قانوناً حكومياً عليه يجب الالتزام برعاية القوانين الحكومية ، والشروط الملزمة في كل التعليمات .. مسالة اخرى : هل يجب على المواطن شرعا تطبيق نظام الدولة التي لا تحكم بالاسلام ان يقف عند الاشارات المرورية . وقوانين العمل وأمثالها؟.. الجواب إشارات المرور يلزم التقيد بها مطلقاً ، لان عدم مراعاتها يؤدي الى ضرُر وهو محرم الإضرار به من محترمي النفس والمال. وكذلك بما يخص ايقاف عدّاد الكهرباء ، أو الماء ، او عدم دفع اجور الكهرباء أو التلاعب به حتى في الدول غير الإسلامية؟ الجواب: لا يجوز ذلك .

وورد سؤال الى مكتب المرجعية العليا يقول : هناك بعض الناس يفترشون الشوارع والارصفة العامة ليبيعوا بضائعهم مما يؤدي الي عرقلة سير المارة والسيارات فهل يجوز لهم ذلك؟ الجواب: لا يجوز مزاحمة الطريق والمركبات . لان الشوارع والارصفة تعتبر في الشريعة من الاراضي المشتركة ولا يجوز ان يخصصها الشخص لنفسه دون الاخرين .. ونحن نعلم ان لكل هذه الاسئلة الشرعية قوانين رادعة … وعشرات الحالات كالسرعة الفائقة في الطرق التي تؤدي الى ضرر على النفس والاموال .. والموظف الذي ياخذ راتبا على وظيفته ولا يؤدي دوره ولا يلتزم بساعات العمل .. انه انه ياكل او يصلي في وقت الدوام تاركا الناس ينتظرون ..

كل هذه الشرائح لا تقبل بالقانون ولا بالشريعة, ولا نرمي التهم على الإسلام انه هو السبب في عدم الالتزام بالقانون , حتى وصلت الحال ان الشخص الذي تنصحه ان يلتزم بأي قانون او شريعة يرد عليك باستهزاء .. وهناك من يتعالون على القانون والشريعة .. هذه هي العودة للجاهلية بل أسوء من الجاهلية ..

انقل لك سؤالا ورد الى المراجع , والجواب كان سببا ان يهاجموا المرجعية ويعتبروها مقصرة وغير جديرة بالقيادة .. بل جميع رجال الدين رجعيين وما يعرفون شي وعليهم عدم التدخل في أمور الناس بل واجبهم الصلاة والزيارة فقط .. لأنهم تكلموا الحق .

السؤال هو : هل يجوز للموظف أن يخرج من الدائرة الحكومية قبل انتهاء الدوام الرسمي بإذن أحد المسئولين إذا كان ذلك ضمن صلاحيته؟ فجاء الجواب لا يجوز لأي موظف ان يخالف الضوابط القانونية والالتزامات التي تعهد بها بموجب عقد توظيفه والمتخلف عن أداء وظيفته لا يستحق الراتب المقرر له بمقدار التخلف.ولكن يجوز ذلك فيما إذا كان ضمن صلاحيته القانونية .. هنا رجع الشرع الى القانون .. سؤال اخر :

*** قيام البعض باستغلال الوضع الذي يمر به البلد بالتحايل علي القانون والحصول علي أكثر من درجة وظيفية وفي أكثر من دائرة فهل يجوز لهم ذلك؟ وما حكم الراتب الثاني الذي يتقاضونه؟ وما حكم الرواتب التي استلموها سابقاً؟ ..الجواب: لا يجوز ذلك بتاتا. بل يكون آثما والراتب الآخر الذي يستلمه سحت وما استلمه من قبل إن لم يمكن إرجاعه إلي خزينة الدولة يعتبر نوعا من الاختلاس يجب إرجاعه أو التصدق به علي الفقراء. ـــــــــ

*** هناك جاهلية ورد ذكرها في القران الكريم .. وهو قوله { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ}الآية الكريمة نداء لنساء النبي(ص). وهي آداب أمر اللّه تعالى بها نساء النبي(ص)ونساء الأمة ” نساء المسلمين إذا اتقين اللّه كما أمرهن، فإنه لا يشبههن أحد من النساء ولا يلحقهن في الفضيلة والمنزلة، ثم قال تعالى: { فلا تخضعن بالقول}ومعناه ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال، ولهذا قال تعالى: { فيطمع الذي في قلبه مرض} أي دغل، { وقلن قولاً معروفاً} قولاً حسناً جميلاً معروفاً في الخير، ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم،لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها، وقوله تعالى: { وقرن في بيوتكن} أي الزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، الا لضرورة ..

جئن النساء إلى رسول اللّه(ص) فقلن: يا رسول اللّه ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل اللّه فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين .؟ فقال(ص)(من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل اللّه) ثم قال :(إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها) ..

وقوله تعالى: { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}:كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية أي امام الرجل .. تمشي بتكسر وتغنج فنهى اللّه تعالى ذلك، وقبل ان التبرج : أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ليواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك منها وذلك التبرج، ثم عمت الآية بالحكم لنساء المؤمنين في التبرج.

** فترة الجاهلية الأولى والثانية : هل هناك فرق بين الجاهلية الأولى والثانية ..؟ وهل تغيرت احكام المراة في ذلك الزمن عن زماننا هذا .. وهل لتقادم الزمن تاثير على الحكم الشرعي ..؟ الجواب :.. كانت المرأة فى الجاهلية الأولى تلبس الدرع من اللؤلؤ، أو القميص من الدر غير مخيط الجانبين ، وتلبس الرقاق من الثياب ولا توارى بدنها، فتمشى وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال . فجاءت الاحكام التي وجدناها في القران تبين ان هناك جاهلة اولى وجاهلية ثانية ..

*** مهما يكن من شىء فإن الجاهلية الثانية المتصلة ببعثة النبي(ص) ما كانت بهذا الشكل الفاحش ،ومظاهر البذخ ، الذي يصل إلى العرى الكامل في بعض الأحيان . ذكر التاريخ ان المرأة كانت تطوف بالبيت وهى عريانة وفي الاكثر أنها كانت تلبس عددا من سيور-فتقول : من يعيرنى تطوافا–تجعله على جسدها وتقول : اليومَ يبدو بعضُه أوكلُّهُ * فما بدا منه فلا أُحِلُّهُ فنزل قوله تعالى { يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}والتطواف هو مجموعة من الاعواد يشد بعضه بعضا كالطوافه او النجاده في الماء ..

ووصف التبرج بأنه تبرج الجاهلية الأولى ، لا يعنى أن المنهي عنه هو ما كان على هذه الصورة الفاضحة ، بل هذا الوصف لبيان (الواقع لتبرج النساء والرجال ويراد به كل خروج عن الفطرة والانحراف نحو التخنث والمثلية وغيرها من امور الانحراف) .. الاية تتشدد بالموقف من النساء والرجال على حد سواء .. فلا مجال للآراء والاجتهادات نحو قولنا : إن التبرج بسيط معفو عنه اذا كانت البنت صغيرة او إن الولد شاب مراهق ويقلد البنات بممارسات معروفة ولكن يكبر ويعقل وتتبدل مواقفه نحو الرجولة .. بل هو أمر الهي يجب الالتزام به .. ومن لم يلتزم فهو عاصي لله والرسول وأهل البيت (ع) .

كل ثياب فاضح حسب الشرع والعرف الذي يحدده ، كمثال : قوله تعالى في الربا {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} فالمراد حكم شرعي مطلق حتى لو كان شيئا بسيطا، لكن ذلك هو ما كان عليه العرب كمظهر من مظاهر الجشع والاستغلال .

** التبرج المنهي عنه في الإسلام هو كشف العورة التي يختلف نوعها باختلاف من يطلعون عليها ، فمع المحارم كالأب والابن والأخ ، هي ما بين السرة والركبة، ومع الرجال الأجانب هى جميع البدن ما عدا الوجه والكفين ،وعورة المرأة مع المرأة كعورتها مع المحارم . وليس من المحارم ابن العم وابن العمة وابن الخال وابن الخالة والحمو أخو الزوج وكل أقاربه ما عدا والده . وفي حال كشف الوجه مع الأجانب … فليكن من غير أصباغ ومغريات فاتنة ، فالمقصود من النهى عن التبرج هو عدم الفتنة وسد باب الفساد .

وإذا كان النهى موجها . إلى نساء النبي فغيرهن أولى، لعدم وجود ما لديهن من الشرف الحصانة والانتساب للرسول والبيئة الصالحة . ويعتبر كشف العورة لين الكلام والتعطر والخلوة والتلامس وكل ما يدعو إلى الفتنة . لان ذلك يعطي نسبة من التسامح..

((عن سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، بالإسناد إلى جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( ص) : ” يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض و مغاربها ، ذاك الذي تسأل عنهم …. وعن الامام احمد بن حنبل عن النبي (ص) قال : ثلاثة لا تسال عنهم {رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا, وأمة أو عبدا أبق فمات, وامرأة غاب عنها زوجها, قد كفاها مؤنة الدنيا, فتبرجت بعده . وثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله, عز وجل, رداءه, فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة, ورجل شك في أمر الله, والقنوط من رحمة الله مان ” ينابيع المودة : 2 / 593 ..

وفي حديث عن ابي ذر قال : أيها الناس إنكم تقرءون قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وإني سمعت رسول الله(ص) يقول: ” إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ( أوشك )؛ يعني أحرى، وقرب أن تعمهم العقوبة إذا رأوا المنكر وهم قادرون على أن يغيروه فتركوا تغييره، فإن هذا يكون سببا لعموم العقوبة أن يعمهم الله بعقاب من عنده، سيما إذا كانت المعاصي ظاهرة مشاهدة، فإن العقوبة عليها عامة. وفي حديث آخر: إن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت ولم تغير ضرت العامة ؛ يعني الذين يقدرون على أن يغيروا ولكنهم لم يغيروا. فيضرهم؛ يعني تنزل العقوبة بهم جميعا، وقد استُدِل على ذلك بقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً: أي تعمهم وتعم غيرهم؛ تعم الظالمين وتعم الساكتين. ولا شك أن السكوت مع القدرة ومع التمكن من الإزالة يكون سببا في إقرار المنكر، ثم سبب في فشو المنكرات وكثرتها وتمكنها في المجتمعات الإسلامية، والعجز بعد ذلك عن السيطرة عليها والقضاء عليها؛ لأن المنكر إذا تساهل فيه لأول الأمر فإن أهله يتمكنون، ثم يزيدون ويزيد شرهم إلى أن يصير لهم قوة ومنعة وتمكن فيصعب بعد ذلك إزالة هذا المنكر، وربما يصبح كما ورد في حديث غربة الدين يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة، وإذا غيرت البدعة قالوا: غيرت السنة، وهذا ظاهر كثيرا في هذه الأزمنة. لا شك أيضا أن عقوبة الله تعالى إذا نزلت تعم الصالح والطالح، وقد وردت أحاديث كثيرة وآيات فيها الحث على الأمر والنهي، والإلزام بترك المنكرات والمحرمات، وصف الله تعالى المؤمنين قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} . صلاة والزكاة، وهو دليل على مكانة هذه الوظيفة وأهميتها. قدم الأمر والنهي عن المنكر .======

*** ما هي الأسباب التي دعت الحسين للقيام بالثورة ..؟

السبب الأول: الدفاع عن المظلومين ذهبت نفس الإمام الحسين أسى على ما عانته الشيعة في عهد معاوية من اشكال المحن والبلاء، فقد أمعن معاوية في ظلمهم وفتك بهم فتكاً ذريعاً، وكان يقول للإمام الحسين: (يا أبا عبد الله علمت أنا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم وكفناهم وصلينا عليهم ودفناهم).وبذل قصارى جهوده في تصفية الحساب معهم. بحق كل من يوالي علياً (ع) أمثال (حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق الخزاعي وصيفي ابن فسيل وغيرهم).كان يامر بصلبهم على جذوع النخل. ودفن عددا من النساء والرجال والصغار والكبار أحياءً. وأمر بهدم دور الشيعة في الكوفة والبصرة.

عدم قبول شهادة من يوالي علياً عليه السلام في أي قضية.وحرمان الشيعة من العطاء. ترويع النساء والأطفال من الشيعة. إذاعة الذعر والخوف في جميع أوساطهم. إبعادهم عن ديارهم وأوطانهم إلى الصحراء.وغير ذلك من صنوف الإرهاق الذي عانوه.

وقد ذعر الإمام الحسين عليه السلام مما حل بأُمّة جدّه المصطفى (ص) حين عادت الجاهلية بأشكال متعددة , واخطرها العقائد التي ادخلها الامويون في الاسلام .. ومن اهمها محو ذكر أهل البيت(ع) في المجتمع الإسلامي واستئصال مآثرهم ومناقبهم وقد استخدم معاوية في هذا السبيل أخبث الوسائل منها:افتعال الأخبار في الحط من شأنهم وشأن أمير المؤمنين(ع) واستخدام أجهزة التربية والتعليم لتربية الأجيال على بغض أهل البيت(ع) ومعاقبة من يذكر مناقبهم بأقصى العقوبات وأشدّ الجرائم. وسبّ أهل البيت(ع) على المنابر والمآذن وخطب الجمعة أكثر من (٧٠) عاماً.وأمر الكذّابة بالرواية كذباً عن النّبي(ص)وايجاد بدلاء لاهل البيت(ع) حتى يضعف امرهم ويتبدل قول النبي (ص) اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي, وفعلا اوجدوا شخصيات مقابل اهل البيت(ع).

*** ومن مظاهر الجاهلية :أشاع الأُمويون الفرقة والاختلاف بين المسلمين فأحيوا لعصبيات القبلية، وشجعوا الهجاء بين الأسر والقبائل العربية حتى لا تقوم وحدة بين المسلمين، وقد شجّع يزيد الأخطل على هجاء الأنصار الذين آووا النبي(ص)

وفعلا عادت الجاهلية وتحولت البوصلة لبني امية واعداء الاسلام من جديد فكان يقول للناس يوم عاشوراء ( انسبوني معرفة من انا … الخ ) وبينوا حقيقتهم في قتاله بابشع صورة .. وحرق خيامه وهروب نساءه من الخيام ( عمه فروا على وجوهكم في الصحراء) (سمعت سكينة صوت الحصان * طلعت بكلب مسرور فرحان* ولن سرجه خلي ويسحب بالعنان* صاحت صوت يا بويه طحت وين * تصيح بصوت يا عمه تعالي* رد ميمون ابوي حسين خالي* اجت زينب تنادي بصوت عالي* دخبرني ابن امي وكع وين).

سكنه يعمه خل نجعده === او مابيني او بينچ نسنده

بلكن يفك عينه او ننشده === او نخبره علينه اشصار وسده

تگلها يعمه اشلون اجعده === او سهم الذي واگع ابچبده

أثاري الخرز ظهره تعده ….. تكلها وهو على هل مده ….. نكله الحرم صارت بشدة …خويه اناديك ما يشجيلك انداي – ولا تسمع عتابي ونجواي … بيمن بعد يحسين منواي ….شتهيس يخويه بونتك هاي … شنهو الذي ياذيك يحماي .. يكلها ضهدني السهم بحشاي …وداري يخويه تعلم بحالي وداري … انا اساجف عن يتاماكم وداري… سميه دورهم تزهي وداري … ضلت من عكب عينك خليه …