عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾(الاسراء 70)
الآية المباركة تبين مبدأ عظيم من مبادئ الاخلاق والانسانية وهو مبدأر ينفرد به المسلمون من خلال نظرتهم لبني البشر عامة { وهي نظرة تكريم بني ادم كلهم دون النظر الى لونه وعقيدته وقوميته}. نعم هناك ممارسات يقوم بها الانسان تسقط قيمته من المجتمع. سنحاول ان نمر عليها.
** الاية الكريمة تتضمن ثلاث نقاط: تبين مبدأ التكريم للإنسان. وهما التكريم والتفضيل . غير ان الاسلام لم يسلم من اقلام الاعداء التقليديين حين يكتبون عن المفاهيم الاسلامية . فيرمون امراضهم الاجتماعية على التشريع الاسلامي, ويحاولون اقناع المغفلين من المسلمين بشعارات غير انسانية او لنقل ذات ( اهداف غير شريفة ولا انسانية).
** ما هو التكريم الالهي للإنسان .؟ : النقطة الأولى: .يَنْقَسِمُ تَكْريمُ الإِنْسانِ إلى ثَلاثَةِ أقسام، 1- تَكْرِيمُ اللهِ له في صورته. { ولقد خلقنا الانسان في احسن قويم} صورة وشكل؛ منتصب القامة، وهبه عقل دون المخلوقات واعطاءه حرية الاختيار ” احيانا تقوم جهات بتكريم شخص مبدع ويحشرون معه عددا من الفاشلين “.{هذا تكريم يدعو للسخرية ويعتبر الفاشل والمبدع على حد سواء.} بينما تكريم الله لبني ادم . انه خلقه بذاته. ابتداء خَلْقُهُ لَآدَمَ بِيَدَيْهِ،{ اليد الالهية هي القوة الربانية}التي منحته العافية وتَحْسِينُ صُورَتِهِ والعَقْلَ والنُّطْقَ، وجعل كل ما في الارض في خدمته وإِرْسالُ الرُّسُلِ، وإِنْزالُ الكُتُبِ، وغير ذلك.
2- تَكْرِيمُ الإِنْسانِ لِنَفْسِهِ،يكون بِالعِلْمِ والعِبادَةِ والطَّاعَةِ وتَزْكِيَةِ النَّفْسِ بِمَحاسِنِ الأَخْلاقِ. يتعلمها من العائلة ومن محيطه الاجتماعي ودينه ** واهمها حفظ اللسان** قال امير المؤمنين{ع}:لا شئ أعود على الإنسان من حفظ اللسان وبذل الإحسان).وعنه : (ع): زلة اللسان أشد من جرح السنان) عن الامام زين العابدين{ع}قال: “إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه، كلّ صباح، فيقول: كيف أصبحتم فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا ,إنّما نُثاب ونعاقب بِك.
قصة الشاعر ابن الرومي : قرر المقربون من البلاط العباسي التخلص من ابن الرومي سواء الوزراء والحاشية ارادوا ان يتخلصوا من لسانه المسلط عليهم، فقرر وزير المعتضد العباسي وخطط لقتل ابن الرومي مسموماً خوفاً من لسانه فدس السم في الحلوى المقدمة له في إحدى الجلسات عن طريق ابن الفراش، ولما تناول ابن الرومي السم، بدأ يسري في بطنه، شعر بألم فقرر ترك المجلس، فسأله الوزير ساخراً إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه: إلى المكان الذي بعثتني إليه! فقال له الوزير: سلم على والديرحمه الله، فأجابه ابن الرومي: ليس طريقي جهنم! ثم مات، ليس هو فقط هناك سبعة شعراء قتلهم لسانهم وهجاءهم …
**اذن يخلق الله الانسان في احسن تقويم ويرسل له الانبياء والكتب ولكنه يختار طريق الشيطان فينحرف .. ما هي انحرافات اللسان ..؟
اولا :الخوض في الباطل: يبين القران كلام اهل النار قولهم ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ ومعناها اهل جهنم يدخلون في الدنيا في أيّ حديث بلا حساب ولا تدبر ولا وعي ولا علم مجرد سمع الكلام من فلان .. خاصة اذا كان المتحدث اوربيا .ورد عن النّبيّ{ص}:”أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل” .والمصيبة اغلب الشباب في زماننا لا يقرئون ولا يفهمون . ولا يقبلون ان يفهموا.
**قال امير المؤمنين{ع}: «قيمةُ كُلّ امرئ ما يُحسِنه» ماذا تعني هذهِ الكلمات؟ تعني أنَّ قيمة كُلّ انسان في علمه وفي أهدافِه تجاه المجتمع فيما يُريد، وما يعمل، وعلى المستويين الفردي والاجتماعي.فالواجبُ علينا أنْ نُثقِف أنفُسنا بالثقافةِ الإسلامية بالقدر الادنى على الاقل وذلك عِبر الاستماع إلى دروس في الفقه والتفسير والبحوث والتدبر في خطب نهجِ البلاغة ،والصحيفةِ السجادية وكتب التاريخ الاسلامي المعتمدة. لان فيها كنوز من العلوم مدفونه فيها . هي الثقافة وليس القصة والشعر.
ثانيًا: العمل والعبادة: قدسية العمل في النفوس: بعض الأفراد ينشئون في أسرة ذات ثقافة معينة، فتكون الثقافة والعمل سواء كانا هابطين او مقبولين كلاهما يربيان العائلة على ذات العمل سواء تربية دينية او عدم الاكتراث بالدين . واذا نشأ الإنسان على حب العمل تنشأ علاقة داخلية بينه وبين عمله، فيمارس العمل كعاشق له بينما بعض الأشخاص بالعكس من ذلك ،لسوء تربيته وسوء ثقافته، فتراه يقضي يومه في اللف والدوران في الشوارع المكتظة بالناس خاصة يطالع النساء , واذا اراد ان يجتمع مع اقرانه فنراه يقضي وقته في اماكن عليها الف علامة استفهام . يتناول الناركيله يتعود شيئا فشيئا للمخدرات وممارسة { ما احفظ ذكره هنا} حتى صار الاعلام عندنا يتباهى بالانحراف ويساعد هذا الحالة الشاذة عددا من المذيعين المدربين على قبول الممارسة الدخليلة على الاسلام والمجتمع ويحاولون جعلها بديلة لكل تربية والتحلي بالشرف.. { والا ماذا يريد المذيع من مقابلة المثليين او الراقصات او الخائنات لازواجهن } ولكن شبيه الشيء منجذب اليه. وحين نخاطبهم باية قرانية او حديث نبوي يتقبلونه مضضا على انفسهم دون الاقتناع به كالطفل المريض الذي يشرب الدواء وهو يصرخ منه.كما يعبر القرآن ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾ ثعم ثقافتهم لبس ثياب قرينة لثياب الاوربيين الذين عليهم الف علامة. بدلوا ثقافتهم بالرقص العام.
** الحالات التي تطيح بكرامة الانسان الذي كرمه الله هي الاكل . لان الاكل يفصح عن حقيقة وقيمة الانسان . وللأكل آداب تسمى اداب المائدة . صاحب الكرامة ان يتمسك بآداب المائدة والا لا قيمة له .آداب المائدة كثيرة منها: التسمية قبل الشروع بالأكل ، والأكل باليد اليمنى ، وتصغير اللقم ،والمضغ قبل البلع. وعدم الأكل على الشبع ، وعدم إمتلاء البطن لحد التخمة وعدم تناول الطعام من أمام الآخرين.
هناك جماعة يستغلون مناسبات الفواتح وتوزيع الثواب بمناسبات وفيات الائمة فتجده يشمر عن ساعديه كانه يريد الفوز باكبر نسبة من الطعام ,يقول امير المؤمنين{ع} من كان همه ما يدخل بطنه, فقيمته ما يخرج منها . فعلى الانسان ان لا يتحول الى بهيمة عند الاكل ,عن الصادق{ع} “من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم بدنه ويقسو قلبه».قال الامام الرضا{ع}«لو أنّ النّاس قصدوا في الطّعام لاستقامت أبدانهم» عن الـصادق (ع ) : لـيس شىء اضر لقلب المؤمن من كثرة الاكل , اذن الانسان هو الذي يختار لحياته ان يكون محتقر غير محترم بسبب اعماله واقواله وطريقة اكله.
** ومن اسباب ذهاب كرامة الانسان .. لسانه بالفحش والسّبّ واللّعن: عن الرّسول{ص}:”ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللّعان، ولا الفاحش، ولا البذيء”. وعنه. :”إنّ من شرار عباد الله، من تكره مجالسته، لفحشه” .وللامام موقف مع السب يوم صفين . سمع عددا من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حرب صفين قال لهم :{إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم. اللهم احقن دماءنا ودماءهم.. ومن حالات سقوط الانسان . السُّخرية والاستهزاء: السُّخرية من آفات اللِّسان، وقد نهى عنها ديننا، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ﴾. ومن الموبقات التي تسقط الانسان (إفشاء السّر): لان السّرّ من أعظم الأمانات وإفشاؤه خيانة، والله لا يحبّ الخائنين. ورد في الحديث النَّبويّ .قال رسول الله{ص}لأبي ذرّ (رض): “يـا أبـا ذرّ، المَجـالِس بِالأمـانَةِ، وإفشَـاءِ سرّ أَخِيكَ خِيـانَة” .ثم الكلام الكاذب ..الكذب:من أعظم الخطايا، قال أمير المؤمنين{ع}”أعظم الخطايا اللِّسان الكذوب”.لان الكذوب يفتري على الله قال تعالى ” الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ” واعتبر القران الكذاب خارج الملة . قال تعالى:{ أنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} قرن عدم الايمان بالكذب . واخيرا اذكر قضية سيئة في المجتمع هي الغيبة: ورد النَّهي عنها في القرآن الكريم: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوه} روي عن الإمام الصَّادق{ع}أنّه قال: “من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروءته، ليسقطه في أعين النّاس، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشَّيطان فلا يقبله الشَّيطان” .
** ـــــــ نعود للاية المباركة .معنى التفضيل لغويا :هو {ترجيح بين شيئين} لو قارنا بين مجموعة من المخلوقات فيفضل نوع معين لوجود سبب تفضله. واذا فاضلنا بين الناس .يكون التفاضل بمزايا لدى شخص دون وجودها في شخص اخر . العدالة الالهية خلقت الناس بشكل واحد ولكن الانسان هو من يتحكم بذاته ا, فيكون ذو فضل او بمستوى الحيوان او ادنى{ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}يقول المفسرون الآية تبين مستوى بعض الناس الذين فضلهم الله يتسافلون حتى يشبوا الحيوان في الاكل والشرب والتفكير. في اية اخرى{ ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات }
اذن التكريم يكون لمن امن وعمل الصالحات فقط. فما هي الاعمال الصالحة التي فضل الله بها انسان على انسان .؟ ..{فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما} .تبين الاية منزلة المجاهد في سبيل الله وتميز بين المجاهدين والقاعدين.. ويفضل الاسلام بين من يبذل المال والنفس في سبيل الله وبين من يقعده البذل لسبب .
وردة كلمة في القران ” { فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة”. عبارة ” درجة ” جاءت في الآية على صيغة النكرة، “تؤكد كتب الأدب بأن النكرة في مثل هذه الحالات تأتي لبيان العظمة والأهمية” أي أن درجة المجاهدين من الثواب والرفعة عند الله لا يمكن للبشر معرفتها بصورة كاملة تبين شيء يجهل قيمته البشر. **التفضيل بين الصحابة وفق مدرسة الصحابة : ورد سؤال على لجنة الفتيا يقول: هناك اراء تدل على أن بعض الصحابة يلج النار ويخرج منها، كبقية عصاة المسلمين. فما هي درجة التفضيل بينهم .؟ الجواب : تفضيل جمهور العلماء أن كل واحد من الصحابة {أفضل عند الله من كل واحد ممن جاء بعدهم} ومحل النزاع عند بعض العلماء هو فيمن لم يحصل له من الصحبة إلا مجرد المشاهدة للنبي{ص} أما من حصل له من الصحابة الذب عن النبي{ص}والسبق في الهجرة، والنصرة فهو أفضل مطلقا بلا إشكال. قال ابن حجر في شرح حديث للنبي{ص}: خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ..يعني هذا الحديث أن الصحابة أفضل من التابعين، والتابعون أفضل من أتباع التابعين.
*** راي الشيعة في التفضيل : اجمع المسلمون أن النبي محمد{ص}هو أفضل خلق الله تعالى على الإطلاق، وقد خصه الله تعالى بخصائص لا توجد لغيره من الأنبياء، من ذلك قوله :وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
÷÷÷÷ فقرة التفضيل ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾. الآية المباركة لم تقل: وفضلناهم على جميع من خلقنا، بل قالت: على كثير من خلقنا، ولست بصدد الدخول في التفاسير المختلفة، وإنما أذكر تفسيرًا واحدًا فقط. وورد عن الصادق{ع} قال: ”ما بعث الله نبيًا إلا بثلاث:{ صدق الحديث، وحسن الخلق، وأداء الأمانة للبر والفاجر}“، يقول الإمام زين العابدين{ع} عن هذه المقالة: ”والله لو أن قاتل أبي الحسين ائتمني على السيف الذي قتل به والدي ما خنتُه فيه“ .هذه الروائع عبارة عن مقالات في قمة الانسانية والحضارية وردت عن أئمتنا ، تقرّر أصالة الاحترام للانسان فالآية المباركة: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ تشير إلى الكرامة التشريعية كما تشير إلى الكرامة التكوينية…
** الأمر الثاني: الثياب والاخلاق: يحاول الناس ان يعرفوا هل ان ارتداء الثياب له علاقة بالأخلاق.. وما راي الدين في الملابس التي تتعتبر من ثياب الشهرة ..؟ وما هي الجهة التي تحدد ثياب الشهرة . لان مقبولية الالوان ونوع الثياب تختلف من بلد الى بلد.. مثلا الافارقة يرتدون ثيابا فيها الوان كثيرة. وبعض الاديان في الهند تسمح للمرأة ارتداء ثياب يظهر فيها بطمها وجزء كبير من ظهرها . وفي دول شرق اسيا يقبل العرف للرجل ان يرتدي لباسا يظهر فيه ساقاه لفوق الركبة .او يرتدي بنطلونا يضعه اسفل المكان المعتاد ..! او ثياب ممزقة .. وفي اوربا هناك حملات مناهضة للحجاب . فما هو الحكم الشرعي في الثياب..؟
ـــ موضوع الثياب اقتنع فيه عدد كبير من غير المتدينين , وممن لا يعرفون الحكم الشرعي لثياب الشهرة ” لباس الشهرة ..هو مصطلح إسلامي وُرد ذكره في السنة النبوية، ويُعرف بأنه هو اللباس الذي إذا لبسه الإنسان {افتضح به واشتهر بين الناس}، قال رسول الله {ص}” من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة” يقول الحنابلة يكره ارتداء لباس الشهرة اما عند الشيعة هل يجوز للمؤمن ان يلبس لباسا يسبب له الهتك والاذلال والسخرية والازدراء.؟ الجواب: يحرم عليه لبس يظهره المؤمن في شنيعة وقباحة وفظاعة عند الناس، لحرمة هتك المؤمن نفسه واذلاله اياها من خلال الثياب.
** ما علاقة الثياب بالاعراف الاجتماعية : ضابط لباس الشهرة هو ما خرج عن المعتاد في البلد ، ارتفاعًا أو انخفاضًا، أو صفة الثياب كالممزقة تظهر ما تحتها ، فمثلاً إذا لبس إنسان لباسًا مخالفًا لعرف البلد، فهذا من لباس الشهرة،كمن يلبس البنطلون ونحوه في بلد لا يلبس أهله إلا الثياب والقمص، فهذا من لباس الشهرة. او ارتداء الثياب الحاكية لجسم المراة تظهر قياساتها كاملة . او ارتداء ثوب فيه صور والوان وكتابات لا يعرف من ارتداها الصورة في قميصه ولا معنى الكتابة في ثيابه. من يحدد هذه المفاهيم ..؟ الجواب العرؤف هو من يحددها .. وهذا ليس متروكا في الاسلام . قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} قوله ( خذ العفو ) أي خذ من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تحسس. وكان رسول الله{ص} لا ينتقم من احد قط. … اما معنى العرف ..؟ العرف هو ما استقرّت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقَّته الطبائع بالقبول”؛ ويكون مقبولاً عند ذوي الطباع السليمة، بشرط ان لا يكون مخالفا لنص شرعي . لان النصوص الشرعية لا يمكن تجاوزها . {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا}، ويقول كذلك في نفس السورة: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا}..
*** تفضيل الاراضي في الاديان السماوية : الارض تكون(مقدسة او ملعونة بسبب الحوادث التي تقع عليها)مثلا عند النصارى بيت صيدا موقع مهم، لأنه مسقط رأس ثلاثة من رسل المسيح(ع) ولكن السيد المسيح لعن مدينة بيت صيدا لأن سكانها رفضوا التوبة .فهي كانت طيبة ثم لعنت .وهناك مدن لعنت فى الكتاب المقدس والقرآن الكريم، من هذه المدن: * **بابل ينظر اليهود إلى بابل بأنها مدينة لعنت فى التوراة بسبب اضطهاد اليهود وتدمير مدينتهم وأخذهم أسرى إلى بابل فيهتم اليهود ببابل لأنهم يعتبرون أنفسهم مرتبطين ببابل لوجودهم فيها لفترات طويلة.وهناك اراضي كثيرة محرمة على اليهود بنص العهد القديم . مثل اريحا وهناك ارض ذكرها القران مدينة “قوم لوط” سدوم التى تجمع الكتب السماوية، ما حدث لها، حين جعلها الله وأهلها اية للناس ولم ينج منه سوى النبى لوط وعائلته، باستثناء زوجته، وفق ما روى القرآن. أثرا وموعظة للأجيال، بقوله: “ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون”. ومدينة النبي صالح{ع}هى أرض قوم ثمود، الذى كفروا بالنبى صالح وقتلوا ناقته، في رواية عن تلك الارض قالوا: مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ{ص}عَلَىَ الْحِجْرِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ : “لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ. حَذَراً أَنْ يُصِيبَكُم مِثْلُ مَا أَصَابَهُم” ،هذا النهى لما مروا مع النبى {ص} بالحجر وهي “ديار ثمود”.
رد الشمس للامام علي{ع}روي جويرية بن مسهر قال:« أقبلنا مع أمير المؤمنين{ع}بعد معركة الخوارج حتى وصلنا أرض بابل، حضرت الصلاة، فنزل أمير المؤمنين و نزل الناس، فقال:: أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذبت في الأرض ثلاث مرات، وهي أول أرض عبد فيها وثن، و إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فليصل، فمال الناس عن جنبي الطريق وركب هو بغلة رسول الله{ص}ومضى». قال جويرية « قلت: و الله لأتبعن أمير المؤمنين. ولاُقلّدنّه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه، ما جزنا جسر سوراء حتى غابت الشمس، فلما عبرنا جسر سوراء نزل وتوضأ وصف قدميه يصلي .. والله كنت انظر الى لحيته يعبث بها الريح وشفتاه تتمتم بدعاء بالعبراني،فسمعت هديرا في السماء فنظرنا واذا الشمس عادت الى كبد السماء .. وقد صدعت عقلية ابن ابي الحديد بقصيدة يؤرخ الحادثة :.. يا من له ردّت ذكاء ولم يفز /بنظيرها من قبل إلاّ يوشع/ يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن / خوض الحمام مدجّج ومدرّع/ يا قالع الباب الّذي عن هزّها /عجزت أكفٌّ أربعون وأربع / أنا في مديحك ألكنٌ لا أهتدي/وأنا الخطيب الهبرزيّ المصقع /أأقول فيك سميدعٌ كلاّ ولا/ حاشا لمثلك أن يقال سميدع /بل أنت في يوم القيامة حاكمٌ /في العالمين وشافعٌ ومشفع/….
اما تفضيل الاراضين .. اجمع المسلمون ان افضل بقعة في الارض هي المدينة المنورة لانها حوت جسد رسول الله{ص}. ومكة المركرمة وبيت المقدس .. وهناك ارض تفوقت على جميع الاراضي هي كربلاء.. عن علي بن الحسين{ع}(أتخذ الله أرض كربلاء حرماً مباركاً قبل أن يخلق ارض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام, وإذا بدل الله الأرضين رفعها كما هي برمتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روض من رياض الجنة، وهي أفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون). عن عبد الله بن يعفور قال سمعت الصادق{ع} يقول لرجل من مواليه: (يا فلان أتزور قبر الحسين بن علي (ع)؟ – الى أن يقول – ويحك أما تعلم أنَّ الله اتخذ كربلاء حرماً آمنا مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرما.).
وجعل الله استجابة الدعاء تحت قبة الحسين.. وجعل الشفاء في تربته. ورد في الرواية الشريفة: “السجود على التربة يخرق الحجب السمع”.مولاَ بتربته الشفاء … وتحت قبته الدعاء من كل داع يسمع ..//// أصبحت هذه التربة الطاهرة وكربلاء قبلة للأحرار ومقصدًا لزوار الوافدين من كل جهة ومكان، كربلاء هذه البقعة الطاهرة التي حظيت بالإهتمام من الشعراء والأدباء، ( أصبحت مستشفى الاسلام يوادي كربلاء )
يلي تناشدني عليمن تهمل العين ** كل البكا والنوح والحسره على حسين* حبّه بقلبي وتظهره بصبها دموعي**مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي* يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي **ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن **ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه** انحب وأساعد عالبكا الزهرا لزكيه ** لا زال تندب يا ذبيح الغاضريه ** يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العين .. جواب الامام لشيعته ومحبيه ..لو تشوفوني يشيعة علترب طايح جريح ** خدي متوسد ترايب والدما مني يسيح.. كم عضيد وكم ولد لي كظى كبلي ذبيح .. ذاك يبقى على الشريعة .. وهذا احمل جثته .**** … شيعتي واللي كسر ظهري ونحل مني الكوى.. وحدتي من طاح يم النهر شيال اللوى .. وصلت يمه ولن مخه ودمومه سوى …
الشيخ عبد الحافظ البغدادي