بسم الله الرحمن الرحيم
{لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار}…(22المجادلة )
توجه الإنسان ينقسم الى قسمين .. الأول , العقيدة والثاني الذات . فما هما …؟
**تعريف العقيدة: معنى العقيدة لغة َ(هي ما عُقد عليه قلبه واطمأنّ إليه، وحالتها كما يتديّن به الإنسان ويعتقد في الدين والأخلاق والسياسة وغيرها، وعادة تكون في حالة لا يقبل الشك فيها او المداهنة والا تحولت الى نفاق .
مثل الاعتقاد بوجود الله تعالى وإرساله للأنبياء ,..وهي مأخوذةٌ من عقد الشيء وهو نقيض التحللّ والشخص الذي لا يعتقد بعقيدة يقول انا متحرر من العقيدة. والحقيقة في المعنى انه متحلل من الالتزام الديني ..من الربط والشدّ هو متحلل. *أما في الاصطلاح فالعقيدة هي ما ينعقد عليه قلب الإنسان ويتخذه ديناً له ومذهباً .
ومن حالات العقيدة انه يخالف الحق فيُعتبرّ عقيدةً فاسدة، لقيام الدليل على بطلانها، كاعتقاد النصارى أنّ المسيح هو ابن الله، أو اعتقاد المشركين أنّ الأصنام آلهةٌ تعبد من دون الله عز وجل.. او العلمانية ان الحياة وجه واحد ولا اخرة ولا حساب .
*** أما تعريف الذات : ذات الإنسان انعكاس لما في داخله .وتتمثل بوجهة نظره في القضايا وطموحه وإبداعه ( ذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها وتنعكس على مستوى تأثره بالبيئة المحيطة به والحوادث ,(اعتقاد الشخص عن نفسه تقييمه قدرته العقلية ..مواطن قوته وضعفه وعلاقاته بالآخرين ..مثلا تظهر ذات الانسان من خلال ما ترسخ فيه من قناعات ..فلان مؤمن يؤمن بالله ورسوله ولكنه يكون ضعيف أمام الطعام .. أو أمام المال .. أو أمام النساء .. أو في مواقف التي يستلزم ان يكون قويا في الحق .. فتجده يضعف وتتبدل مواقفه . لان ذاته ضعيفة .
وأول من يكتشف ذات الإنسان الأصدقاء المقربون , من خلال تجارب متعددة يتبين موقفه , وصاحب الذات السيئة حتى لو تنبهه انه على خطأ , يعاند ويصر انه على حق. والانكى انه يتصور بانه غير محتاج تقييم الآخرين , فهو يرضى عن نفسه حتى لو قام بظلم الآخرين .. رضاه يجعله يشعر بالسعادة.,فهو لا يعرف نفسه .. وقيل : (من عرف نفسه فقد عرف ربه ).
** معناها (من عرف نفسه ضعيفة حقيرة . ولا يمكن ان تثبت على الحق ,عرف ان ربه في كل مكان وهو الحق .)انا نفسي لا اعرف مكانها. وهي بين جنبي..الذي يعصي الإله فهو لم يعرفه.قال النبي (ص)(أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه.).حين يدافع الإنسان عن عقيدة معينة إنما يتكلم ما تعكسه ذاته يعتبرها حقيقة .. سواء كانت وطنية او عشائرية او طائفية ..
** حالات أخرى: أحيانا يبحث الإنسان عن الحق لأنه لا يمكن ان نعرف الحق دائما .. يقولون انه يريد وجه الله .. بينما وجه الله والحق شيئا آخر , هنا لا يعرف الإنسان ما في نفسه.. فيميل الى خداع نفسه , مرة يميل الى البيئة التي نشأ فيها ..ولو نشأ في بيئة أخرى لتكلم بعقائد تلك البيئة ( هذا هو الفرق بين البصير والأعمى).
***هذه الآية من أوضح الآيات التي تبين استحالة الجمع بين حب الله وحب أعدائه، (إذ لابد من اختيار طريق واحد لا غير)،رغم إنهم مؤمنين ولكن يجمعون في قلبهم حبين لأقرباء او إخوة .. وهذه تجدها عند التكتلات .. يحبون ويدعمون اصحابهم حتى لو كانوا منحرفين .لأنهم يصانعون الحق للمنحرف .ربما هم صادقين في رؤيتهم ولا يعرفون بانحرافهم ..ولكن عليهم سماع صوت الحق والدليل . فعليهم اجتناب حب أعداء الله، يقول تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخرين يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم. لا يجتمع حبان لمتضادين في قلب واحد، والذين يدعون إمكانية الجمع بين الاثنين، فإنهم إما ضعفاء الإيمان أو منافقون،
** في القران الكريم هجمة كبيرة على هؤلاء . وأدلة انهم منافقون لا يرتقون الى مصاف الرجال : يقول تعالى ( وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) كثير من الناس يؤمنون بشخص معين, يقومون بتنفيذ إراداته حتى لو كانت تتعارض مع الاسلام .. ولذلك نلاحظ في الغزوات الإسلامية أن جمعا من أقرباء المسلمين كانوا في صف المخالفين والأعداء، ومع ذلك قاتلهم المسلمون حتى قتلوا قسما منهم…. إن حب الآباء والأبناء والأخوان والعشيرة شئ ممدوح، إلا أن هذه المحبة حينما تكون بعيدة عن حب الله فإنها ستفقد خاصيتها.
*** سبب نزول الآية : ورد في سبب نزول الآية الكريمة أن احد الصحابة اسمه ” حاطب بن أبي بلتعة ” ما قصة حاطب ..؟ هذا الرجل صحابي بدري، أسلم في مكة وهاجر إلى يثرب، وشارك مع النبي محمد في غزواته كلها، وكان رسوله إلى المقوقس عظيم مصر… كان حاطب اللخمي حليفًا لبني أسد في الجاهلية،وقيل كان مولى لشيخهم زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، فكاتبه.يعلمه ان النبي يعد العدة لغزو المدينة وهذه تعتبر خيانه عظمى ..!.
كان حاطب يمتهن تجارة الطعام، كما كان على قدر من الغنى وله عبيد. أسلم وهاجرمع مولى له إلى يثرب .. واخا النبي (ص) بينه وبين رخيلة بن خالد. وشهد مع النبي غزواته كلها، وكان من الرماة المعدودين. كما شهد صلح الحديبية، وارسله رسول الله (ص) إلى المقوقس عظيم مصر،سنة 6 هـ..
وهو الذي بعث معه مارية القبطية وأختها سيرين هدية للنبي محمد. ولكنه قبل فتح مكة ظهر في قلبه حب اهله وبيته اكثر من الله ورسوله .. فقد بعث رسالة إلى أهل مكة يحذّرهم من هجوم المسلمين عليهم أرسلها مع امرأة.
فابلغ جبرائيل النبي (ص) بمفهوم الرسالة .. فبعث خلفها الإمام علي (ع) والزبير بن العوام، وقال لهما: «انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب، فائتياني بها»، فلقياها، وطلبا منها الرسالة، وهدّداها حتى رضخت وأخرجت الرسالة من بين شعرها. فدعا النبي محمد حاطبًا ليواجهه بالأمر، فاعترف. فسأله النبي: «ما حملك؟»، فقال: «كان بمكة قرابتي وولدي، وكنت غريبًا فيكم معشر قريش»، فقال عمر بن الخطاب: «ائذن لي يا رسول الله في قتله»، فقال: «لا، إنه قد شهد بدرًا، وإنك لا تدري، لعل الله قد اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم، فإني غافر لكم»،
ونزل في ذلك آية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} فتركه النبي (ص) لشانه بعد ان تبين ان إيمانه في جانب وفي قلبه حب لأهله حتى لو كانوا من الكافرين . وحتما سيكون حبه سببا في قتل عدد من المسلمين .. توفي حاطب في المدينة المنورة سنة 30 هـ، في زمن عثمان وعمره 65 سنة،وصلى عليه عثمان بن عفان ..
*** في رواية اخرى : قيل: إن هذه الآية نزلت في ” عبد الله بن أبي “،هذا كان له ولد مؤمن أراد الخير لأبيه، فرأى رسول الله (ص) يوما يشرب الماء، فطلب من رسول الله سؤره المتبقي في الإناء ليعطيه لأبيه، عسى أن يطهر قلبه، إلا أن الأب أمتنع من شربه وتجاسر على رسول الله بألفاظ . عند ذلك جاء الولد يطلب من رسول الله الإذن في قتل أبيه، فلم يسمح له بذلك وقال: ” بل ترفق به ” على أن يتبرأ من أعماله ونيته التي في قلبه).
(**) في الآية الكريمة حكم شرعي أخلاقي .. الحكم يبين أن الإيمان بالدين لا بد ان يتجسد إلى موقفٌ , ومن أوليات هذا الموقف ..ان يخلع المؤمن أي حب وتأييد ومداراة لمن حادَّ الله ورسوله وهذا الحكم يجري على الجميع {وَلَوْ كَانُواْ آباءهم أَوْ أبناءهم أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} فلا قيمة لصلة القرابة، مهما كانت قريبة، أمام العقيدة، فقد تفرض عليه العقيدة في مواقف التحدي أن يقتل الإنسان أباه أو ولده أو أخاه أو أفراد عشيرته إذا وقفوا في الموقف المعادي للإسلام وللمسلمين..
لا تتعجب من هذا الحكم فقد مارسه المسلمون في يوم بدر
*** هل يقف الإسلام ضد من لم يؤمنوا بالإسلام ..؟
الواقع تمتع غير المسلمين المقيمون في بلاد المسلمين بسلسلة من الضمانات التي منحها لهم المجتمع المسلم بهدي القران وسنة النبي(ص) وسأستعرض أهم هذه الضمانات، بشهادة التاريخ ونصوص الفقهاء،وكيفية تصرف المسلمين.
أولاً : ضمان حرية المعتقد:يعتقد المسلمون أن دين الحق ,وما عداه هي ديانات حُرفت ونُسخت بالإسلام وتحولت الى ضلالات وقع فيها الجهل بحقيقة الدين.
ولكن لم يفرض المسلمون طوال تاريخهم إلى إجبار الشعوب التي تحت ولايتهم، للدخول في دينهم .. لاعتقادهم إن التعدّد في المخلوقات وتنوّعها سنة الله في الكون وناموس ثابت، فطبيعة الوجود في الكون أساسها التّنوّع والتّعدّد. والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز واجبر الاخر على تبني عقيدته .. فقد ناقض الفطرة الإنسانية . الخالق له حكمة .. يقول تعالى:[لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة). قال المفسرون .. فطرة الاختلاف ليس من الله وليس معنى ذلك أنه راض به وإنما جعل ذلك متروك للحساب ” كسائر المعاصي”…لا يزال الناس مختلفون في أديانهم وأفكارهم إلا من رحم ربي , (من رحم ربي أي انه غير مختلف).
*** ثانيا : (مهمة المسلمين الدعوة إلى الله لا أسلمه الناس) هذه نقطة مهمة .. تبين واجب المسلم في المجتمع سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين .. نحن نعلم ان الأغلبية غير ملتزمين ومتعددين الرؤى, وأكثر الناس لا يؤمنون، فواجب الدعاة العمل في دعوتهم والبحث في أسباب هدايتهم.لان مهمتهم هي البلاغ فحسب.
الله يتولى حسابهم في الآخرة، قال تعالى:[فإن تولوا فإنما عليك البلاغ} تولوا أي أعرضوا عني .. فانت عليك البلاغ، .أما الهداية فإلينا”. ليس عليك إلا التبليغ ولا مسؤولية الإجابة منهم، لما بلّغتهم،علينا الحساب” فذكر إنما أنت مذكر.لست عليهم بمسيطر]. لذلك المسلم غير مسؤول عن الصراع مع شخص اعرض عن الدين .. {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}..
** احترام وتكريم غير المسلم :..يعتقد البعض ان غير المسلم غير جدير بالاحترام . والاحترام موكول لنا فقط للمسلمين .. هذا اعتقاد خاطيْ لان مبدأ عدم الإكراه سنة كونية في الخلقة الإلهية ..حين خلق الله آدم(ع) وأسجد له ملائكته جعله وذريته سببا في عمارة الأرض.. وفق هذه الرؤية كرم الله الجنس البشري على سائر المخلوقات[ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر].فلا تكن سببا ان تشوه الاسلام بتصرف غير مسؤول عنه . بل ردود فعله سيئة .
في رواية أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الذمة فقالا: إن النبي(ص)مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال:(أليست نفساً).. الداعي الى الله ان يبين دينه .. الله يتولى في الآخرة حسابه {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها} . فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه،..
***ثالثا ً: حرية ممارسة العبادة وضمان سلامة ممارسيها ..لم يجبر الإسلام أحداً على الدخول فيه؛ وترك للناس حرية ممارسة عبادتهم،وسلامة دور العبادة. هذا ضمان المسلمين في عهودهم التي أعطوها للأمم التي دخلت في عهدهم، فقد كتب النبي(ص) لأهل نجران أماناً شمل سلامة كنائسهم وعدم التدخل في شؤونهم وعباداتهم ، ..وقرر الفقهاء المسلمون حقوق رعاياهم في العبادة، فقرروا أنه “يحرم إحضار يهودي في سبته، وتحريمه باق بالنسبة إليه،لنفسه .. أما أمان الذمي فيشمل نفسه وعرضه وماله ، والمال حتى لو كان خمراً أو خنزيراً .
**هل يجيز الإسلام جميع ما يقوم به الكتابيون تحت شعار الحرية المدنية ؟ رأي للإمام مالك: “إذا زنى أهل الذمة أو شربوا الخمر فلا يعرض لهم الإمام؛ إلا أن يظهروا ذلك في ديار المسلمين وينشروا ضررهم فيمنعهم الحاكم من الإضرار بالمسلمين”.( الآن ممارسة الشعائر في الغرب تجري وفق هذا)..
*** ما هي واجبات أهل الذمة مقابل موقف الإسلام ..؟ يعتبر البعض ان الجزية المقررة على أهل الكتاب نوع من الضريبة وهذا إجحاف .. فما هي حقيقة الجزية .؟
(المال الموجود فوق الأرض الإسلامية وتحتها يعتبر مال المسلمين , وحين تعمر الدولة البنى التحتية فان أهل الذمة يمارسون جمع الفائدة منها تبليط الشوارع وبناء المدارس ورواتب التعليم والشرطة في نشر الأمن والمطارات والسكك وتوفير الماء والكهرباء وجميع الخدمات تعتبر مشتركة وهي من مال المسلمين .
فكان على أهل الذمة أن يدفعوا الجزية على الموسر 48 درهمًا، وعلى متوسط الحال 24 درهمًا، وعلى الفقير 12 درهمًا ..ويُشترط عليهم في عقد الجزية شرطان: واجب ومستحب، الواجب هل الذمة تحقيقها، احترام القرآن والرسول(ص)، وعدم القدح في الإسلام، وألا يصيبوا مسلمًا بزنا ولا بنكاح، وألا يحولوا مسلمًا عن دينه، وألاَّ يعينوا أهل الحرب….. أما الشرط المستحب تتعلق بثيابهم ان تكون مختلفة عن ثياب المسلمين وأن تكون مبانيهم أقل ارتفاعًا من مباني المسلمين، وألاَّ يُسمِعوا المسلمين أصوات نواقيسهم وتلاوة كتبهم، وعدم المجاهرة بشرب الخمر أو إظهار الصُّلبان والخنازير، وإخفاء دفن الموتى وعدم النَّوْح عليهم، وعدم ركوب الخيل مع السماح بركوب البغال والحمير، وكان على أهل الذمة ألاَّ يحدثوا بيعة أو كنيسة، ولكن يجوز بناء ما تهدم من بيعهم وكنائسهم القديمة، كما كان على فلاحي أهل الذمة العناية بالطرق والجسور والأسواق والإرشاد وضيافة أبناء السبيل.
وحين أخل بعض حكام المسلمين بهذه العهود اعتبر المسلمون ذلك ظلماً، منه أن الوليد بن عبد الملك لما أخذ كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكا إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم، فاسترضاهم المسلمون، وصالحوهم، فرضوا. لما شكا النصارى إلى عمر بن عبد العزيز في شأن كنيسة أخرى في دمشق كان أمراء بني أمية أقطعها لبني نصر، فردها إليهم. ومن أمارات تسامح المسلمين مع غيرهم أنهم لم يتدخلوا في الشؤون التفصيلية لهم ، ولم يجبروهم على التحاكم أمام المسلمين وإن طلبوا منهم الانصياع للأحكام العامة للشريعة المتعلقة بسلامة المجتمع وأمنه.
ــــــــ *** الولاء يختلف عن الحب، ( الحب: هو الميل النفسي لشخص أو جماعة لجاذبيتهم إليك، (إذا وجدت صفة جذابة في شخص أحببته يعني مال قلبي إليه)، شخص فيه صفة صفة معينة وشكل معين هذا يعبر عنه بالحب، أما الولاء فهو أكبر من الحب وأعظم من الحب.
** اما الولاء: هو ارتباط روحي وفكري بين الموالين ، أنا عندما أوالي شخصاً لا يعني أني أحبه فقط، او ان يكون قدوه لي في امر معين (الولاء هو ارتباط منهجي وليس مجرد ميل قلبي فالولاء يعني اعتبار الموالاة رمزاً ومثلاً وقدوة لذلك الولاء ينقسم إلى: ولاء مستتر. … وولاء بارز وظاهر تبعاً للظروف، قد تسمح الظروف بإبرازها الولاء وقد تمنع الظروف من إبراز الولاء.
** الولاء المستتر.الفرزدق الشاعر عبر عن الولاء المستتر والولاء البارز،حينما التقى بالإمام الحسين(ع) في الطريق سأله : ”كيف خلفت الناس في الكوفة“، قال: ”خلفتهم وقلوبهم معك وسيوفهم عليك“ هم يملكون ولاء ولكن ولائهم مستتر، الظروف تمنع من بروزة هذا المعنى أنشده وعبر عنه أمير الشعراء أحمد شوقي في منظومته .. قال: أحبُّ الحسين لكنما … حَبَسْتُ لساني عن مدحه …لساني عليه وقلبي معه… حذار أميةَ أن تقطعه … هنا ولاء مستتر ..
أما الولاء البارز أيضاً عبر عنه الفرزدق، جاء هشام بن عبد الملك يريد أن يستلم الحجر فلم يتمكن لأجل الزحام وجاء زين العابدين(ع) فنفرج الناس من بين يده حتى وصل الحجر واستلمه، لما رأى ذالك جلاوزة هشام قالوا من هذا الذي انفرجت الناس بين يديه، قال هشام لا أعرفه، قال الفرزدق أنا أعرفه وأنا أعرفكم به، هنا ظهر الولاء المعلن البارز .. قال :
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ ,,,وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،……… هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،………. بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه، العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ .
ما قال لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،……… لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها …..……. إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ ……. رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ، ……….جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
** أما أقسام الولاء؟ الولاء ينقسم إلى قسمين:
ولاء سلبي….الولاء السلبي المذموم، هو الولاء لكل جهة تعادي الإسلام أو تعادي أولياء الله بالموقف والفكر .. كتولي اليهود ضد المسلمين ..او تولي علماء الغرب الذين يحاربون الإسلام فكريا ..أو تعادي علماء المسلمين هذا مذموم، أي جهة تقف موقف العداء للإسلام أو لقادة الإسلام وألاولياء … ولاء هؤلاء مذموم، القرآن الكريم يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾ فكل كافر لا يمكن أن أواليه ..!
لا يكن بينكم وبينهم ولاء،وارتباط فكري .. لذا يجب البراءة من اعداء الدين واعداء ال محمد (ص) هذا يعتبر عندنا ركن من أركان الإسلام وهو التولي والتبري،يقابلها ولاية أولياء الله والبراءة من أعداءهم ..
** ربما يقول قائل هناك بعض البحوث كتبت تقول: عندما يدعوا الإسلام للتبري فهو يدعو للكراهية والحقد. ومبدأ التبري مبدأ يتنافى مع كرامة الإنسانية،يتنافى مع المحبة والترابط بين أبناء المجتمع ، لماذا يدعو الإسلام إلى التبري؟.
فهل يشجع الإسلام تأليب القلوب على أشخاص آخرين، اليس هذا نشرا للكراهية والحقد بين أبناء المجتمع ، فهذا مبدأ غير حضاري..
الاجابة على هذا الاشكال …. أولاً: هناك فرق بين محبة شخص لا يحمل عداءً للإسلام وبين ولاء لجهة تعادي الإسلام،لا يوجد مانع أن تقيم صداقة مع إنسان مسيحي أو يهودي أو علاقة مع إنسان ليس بمسلم هذا لا مانع مادام لا يحمل عداءً ولا كيداً للإسلام والمسلمين لا مانع من إقامة علاقة معه ..القرآن يدعو للعلاقة الإنسانية:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ وقال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾.
ثانيا : حقيقة الولاء في القران لأهل البيت… السبب لان ولاءهم يعني ولاء لله والرسول والمسلمين .. نركز على هذا الولاء الخاص، ولاء القيادة الرشيدة المتمثلة في أهل بيت العصمة له مظهران:
الاول مظهر المحبة : ولاء المحبة ولاء مشترك لجميع المسلمين بحكم القرآن ” ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾يقول الإمام الشافعي يقول: ”يا ركبا قف بالمحصب من منى, واهتف بساكن خيفها والناهض، سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى.. فيضاً كملتطم الغدير الفائض… إن كان رفضاً حب آل محمد.. فليشهد الثقلان أني رافضي“، هذا مظهر المحبة. والقران اخبرنا مرات عديدة .. ( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوةا عليه وسلموا تسليما.
الولاء الثاني : في مظهر الولاء بالامامة .. اختلف فيه المسلمون .. ذهب بعضهم لولاء الحب فقط .. وانفرد الشيعة بالاعتقاد ان الامام حجة الله ومنصب من الله والرسول (ص) وهو معصوم وهو حجة في قولة وفعلة وسكوته وكل ما يقوله حجة ومرجعية الإمام مرجع المرجعية الفكرية في الدين للأئمة الطاهرين،
وقد مارست المذاهب الإسلامية مبدأ الإمامة .. الا إن الاعتقاد بهم ليس دينيا بل سياسيا .. مثلا يكون الإمام بالانتخاب او القوة والغلبة .. والآن الإمامة السياسية انتهى وقتها، الإمامة: والظروف التي اعقبت وفاة رسول الله (ص) حين اختلف الصحابة حول السلطة السياسية،ظروف انتهت .. ولكن بقي الولاء لامير المؤمنين سواء وصل للسلطة او لم يصل .. لانه منصب من الله .. ولذلك الاختلاف برز من خلاله مدرستان.. مدرسة أهل البيت ووجود نص, ومدرسة الصحابة ,
فالإمامة المرجعية ليست مسألة سياسية، نحن لا نختلف خلاف سياسي نحن نختلف خلاف فكري،وهناك دليل عقلي من قوله: ” فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾.
وهناك اية تشتغل في قلوب المحبين ( قل لا اسالكم عليه أجراَ الا المودة في القربى )
والنقطة الاكثر اهمية .. الإمامية تقول بأن الإمامة أصل من أصول الدين؟ الأصول خمسة التوحيد والعدل ونبوه وإمامة والميعاد؟ ماذا يعني بأن أصول الدين خمسة؟ يعني الذي لا يعترف بالإمامة ليس له دين؟ ولا يقول علماء الشيعة بكفر من لا يرى ذلك العلماء أجابوا بأجوبة: الجواب الأول: بعض العلماء قال الإمامة أصل من أصول المذهب وليست مذهب من أصول الدين.
الجواب الثاني: أن هناك فرقاً بين الإمامة كمصطلح .. وبين الإمام، الإمامة تعني ولاية الأمر، منصب ولاية الأمر جرى في حديث الدار ويوم الغدير .. لا يختلف فيه المسلمون وجميع المسلمين يقر بمنصب ولاية الأمر.. ولكن الاختلاف بيننا في كيفية تعيين منصب ولمن ولاية الأمر ..
الجواب الثالث: أن الإمامة أصل من أصول الدين الواقعي وليست أصل من أصول الدين الاعتباري، ما هو الفرق بين الدين الاعتباري والدين الواقعي؟!
الدين الاعتباري: يتحقق بالشهادتين ,عن النبي «ص» قال: ”الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله به حقنت الدماء وجرت المناكح والمواريث“ وعنه : ”من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله حرم ماله وعرضه ودمه“ فكل من شهد الشهادتين تجري عليه أحكام الإسلام، إذن الإمامة ليست أصل من أصول الدين الاعتباري، من لم يقل بالإمامة مسلم لأنة ينطق الشهادتين.
أما الدين الواقعي: هي عقيدة الدين الذي عليه الثواب والعقاب، يعني الدين الأخروي وليس الدين في الدنيا وليس الدين في المجتمع الإسلامي، الدين الذي عليه الثواب والعقاب عندنا .. توحيد وعدل ونبوة وإمامة ومعاد، وعندنا رواية يتضح منها الكلام معتبره الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر قال: ”أن الله نصب علي علماً بينه وبين خلقه فمن قال به فهو مؤمن ومن أنكره فهو كافر ومن جهله فكان ضالاً“ ما معنى هذه الرواية؟من قبله فهو مؤمن واضح، الإنسان الذي أقام عنده الدليل والبرهان الواضح على إمامة الإمام علي(ع) فهو مؤمن، «ومن أنكره كان كافراً»الكفر هو الغطاء ( كفر) أي أنكره بعد قيام الدليل على امامتة ..
ــــــــ إنكار الإمامة ابتدأ سياسيا في السقيفة, وفي معركة الجمل,وفي صفين .. ثم تم تكفير ال البيت وشيعتهم في النهروان ..في كربلاء .. خاطبهم الحسين (ع)
(الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم. أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمّد (ص)ثم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتباً لكم ولما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، ((هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعداً للقوم الظالمين)).
أيها الناس: انسبوني من أنا، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمّي؟أو لم يبلغكم قول رسول الله (ص) لي ولأخي: (هذان سيّدا شباب أهل الجنّة)، فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت، أنّ الله يمقت عليه أهله، ويضرّ به من اختلقه، وإن كذّبتموني، فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟).
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول…
. لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا…فإذا همُ لا يملكون خِطابا.. يدعو ألستُ أنا ابنَ بنتِ نبيِّكم…وملاذَكم إنْ صرفُ دهرٍ نابا .. هل جئتُ في دين النبيِّ ببدعةٍ…أم كنتُ في أحكامه مرتابا..أم لم يوصِّ بنا النبيُّ…وأودع الثِقلينِ فيكم عترةً وكتابا .. إنْ لم تَدينوا بالمعاد فراجعوا…احسابَكم إن كنتمُ أعرابا ..فغدوا حيارى لا يرون لوعظِه…إلا الأسنةَ والسهامَ جوابا..
وكلف هذا الموقف أهل البيت ومواليهم كثيرا .. جرت منهم بحر من الدماء , واين ما يممت وجهك تجد قبورهم .. قبور بكوفان وأخرى بطيبة .. واخرى بفخ نالها صلوات .. قفا نسال الدار التي خف اهلها .. متى عهدها بالصوم والصلوات ..
الى ان يقول : افاطم لو خلت الحسين مجدلا .. وقد مات عطشانا بشط فرات .. اذن للطمت الخد فاطم عنده .. واجريت دمع العين علوجنات ..
(” دومج يزهره وبس بالماتم تنوحين .. ما ينطظي نوحج وتعدادج على حسين .. وانتي مدى الايام ما يخلص نواحج .. بس في انين في مساج وفي صباحج ..
والبكاء الثاني زين العابدين .. دخل عليه ابو حمزة الثمالي :..قال له :ألم يقتل جدّك ّ بسيف ابن ملجم؟ ألم يقتل عمّك الحسن؟ فالتفت إليه الإمام وقال: يا أبا حمزة، هل رأت عيناك أو سمعت أذناك أنّ علويّة سبيت لنا قبل يوم عاشوراء؟ قتل الرجال لنا عادة، ولكن هل سبي النساء لنا عادة؟ هل حرق الخيام لنا عادة؟ والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهن يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء ومنادي القوم ينادي، أحرقوا بيوت الظالمين وهنّ يلذن يبعضهن وينادين: واجدّاه وا محمّداه..
قلبي يبو حمزة تراه تفطّر وذاب ***** مثل المصيبه اللي دهتني محّد انصاب
ذيك البدور اللي ابمنازلهم يزهرون ****** والليل كله من العبادة ما يفترون
سبعة وعشرة عاينتهم كلهم اغصون فوق الوطية مطرّحين بحرّ التراب
ريتك تره جسم العى المسناة مطروح **** وذاك الشباب اللي بصباح العرس مذبوح
لو شفت الاكبر ما لمتني بكثرة النوح ….. كلمن طلع من خيمته في كربلاء راح
وأعظم مصيبة زيّدت حزني عليّه ***** شاهدت جسم حسين تحت الاعرجية
كلبي انكسر من ركبو زينب مطية …… حسرى ومن كثر المصايب راسها شاب
ما نكست راسي لاجل فقد الأماجيد ما گصروا بالغاضريّة زلزلوا الميد
نكّس راسي دخول زينب مجلس ايزيد كاني بها تنادي انا منين ابو فاضل اجعده واركب جفوفه فوك زنده واكله الحرم صارن بشدة