5 نوفمبر، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

مجلس حسيني ـــ انحراف المجتمع وعقوبة السماء

مجلس حسيني ـــ انحراف المجتمع وعقوبة السماء

بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.. (26 المائدة)

معنى كلمة تائه في مفردات اللغة العربية هو من محيت الصورة من ذهنه فيكون تائه متحير في الطَّريق، ضالّ عن المكان المقصود, وحين يتيه الانسان , فانه يمشي (على غير هُدًى أَو لا اتِّجاه له). يعني المسالة تصيب العقل والهداية تكون معكوسه .. وهذا ما يشير اليه القران, الكتب السماوية المقدسة تعتبر التيه نوعا اكبر واوسع .. ضلّ عن الطريق السوي او الطريق الحق يعتبر تائه .

في كلا الحالتين يصاب الانسان بالحيرة عند التيه . مثلا نقول فلان ,تاه في الأرض أي تحيّر ، يتيه وتيهانا ونقول فلان تيّه نفسه اي جانب بعيدا عن الحق . فالتيه عن المكان والطريق امر ينزل علينا عنوة ,تغيب صورته من الذاكره( نقول لشخص نعرفه ولا نتذكره تيهتك) التيه الثاني عن الحق والدين ورسالة السماء يكون تيها باختيارنا,

“الأصل الواحد في معنى التيه” هو التحيّر في طريق الاهتداء” يقول العلماء من اكبر حالات التيه هو التكبّر والتعالي على الناس والدين والحق لانّ المتكبّر يظهر من نفسه ما لا في حقيقته، تائه عن حقيقة نفسه ، غافل عن وظيفته .يشق لنفسه طريقا ويسير عليه دون وجه حق.

لماذا يعاقب الله الناس بعد ان نصرهم واستجاب دعائهم , بعد ان كانوا يتضورون من الظلم كثيرا كانوا يتوجهون الى الله في كل يوم وفي كل صلاة ان يرفع الغمة عنهم, وحين نصرهم ولبي مطالبهم , يعود ويعاقبهم مرة ثانية اكثر مما كانوا يعانونه , هل هذا بسبب الانحراف الاجتماعي او سنة الهية او اشياء اخرى ..؟ ثم لماذا عاقب الله بني اسرائيل اربعين سنة اليس هذه عقوبة صارمة ..؟وما هو الذنب الذي اقترفوه..؟

*** اختلف المؤرخون المسيحيون وبعض العلمانيين الذين كتبوا عن خروج بني إسرائيل من مصر: في النصوص المقدسة ووثائق التاريخ في الكتب المقدسة التي تحكي عن تلك الفترة المهمة .

خروج بني إسرائيل من مصر، بقيادة موسى(ع) من الأحداث المهمة في التاريخ عند الديانات الإبراهيمية الثلاثة. وهي نصوص دينية مقدسة، مثل العهد القديم والقرآن الكريم، وهي مصادر تمدنا بالمعلومات والتفاصيل بما جرى في تلك الواقعة المهمة. اما لبقية الباحثين، يقولون أن واقعة الخروج ليس لها قيمة تاريخية , فصاروا يشككون في حدوثها كونها وردت فقط في النصوص المقدسة؟ وهم اساسا لا يعترفون باي نص مقدس, وقد وقف علم الأثار القديمة في مصر موقفًا بالغ التشدد والتحفظ، إزاء النصوص القرآنية التي سردت أحداث خروج بني إسرائيل من مصر. ويقولون كونها لم تذكر في كتب التاريخ المصري فنحن لا نعير اهمية لما ورد في القران والتوراة.

هذا الرأي وجد كثيرًا من المؤيدين بين العلماء اليهود. فقالوا أن حادثة خروج العبرانيين من مصر لم تقع،لأن اليهود لم يدخلوا مصر بالأساس، وان كلمة إسرائيل لم تُذكَر إطلاقًا في أي وثيقة في إلى التاريخ المصري القديم، نعم الحالة الوحيدة التي قيل فيها إن هذه الكلمة ذُكِرَت،في «أنشودة النصر» التي دُوِّنَت فيها انتصارات الفرعون على الشعوب الأجنبية. اذن من اين جاء بنو اسرائيل الى مصر..؟

** بين دخول مصر والخروج منها: لو رجعنا إلى النصوص المقدسة التي تناولت حادثة خروج بني إسرائيل من مصر، لوجدنا أن هناك اتفاقًا في الأحداث التي وقعت اثناء دخول بني إسرائيل مصر وخروجهم منها. حسب العهد القديم، فإن المدة التي قضاها بنو إسرائيل في مصر، تتراوح بين 400 عام الى 430 كما ذكر (سفر الخروج). بينما القران ذكر سبب دخولهم مصر ولم يذكر المدة .كون العبرة بالتيه وليس المدة.

** يتفق العهد القديم مع القرآن الكريم أن دخول يعقوب وأبنائه إلى مصر، حدث في زمن المجاعة، وأنهم بقوا فيها عندما التقوا بيوسف الذي كان يشغل إحدى الوظائف الكبرى في الحكومة المصرية. ولكن حدث تغيُّر كبير في معاملة العبرانيين من جانب السلطة الفرعونية بعد وصول ملك مصري جديد إلى العرش.اسمه الوليد بن مصعب ( فرعون موسى). تذكر الكتب المقدسة نزول كوارث على العبرانيين انتقامًا وظلما كونهم ينتمون لموسى (ع) .ورد في سفر الخروج، قول يهوه لموسى،يهوه يعني الله..

يعطي امرا بخروج بني إسرائيل من مصر: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ فاخرج شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ» ما يعني أن عملية الخروج تمت بناء على أمر من الله لبني إسرائيل. وكلمة شعبي تعني هم شعب الله المختار.!!.

** تضارب الروايات** من أقوى الطعون التي تُوَجَّه إلى واقعة الخروج، هي التي تنتقد تعداد بني إسرائيل وقت الخروج. ففي سفر الخروج، نجد الروايات أن عدد الرجال الذين خرجوا مع موسى(ع),كان 600 ألف، وروايات اخرى تقول انهم ما بين 2 ونصف الى 3مليون شخص. هذأ العدد اثار اعتراضات المؤرخين المسلمين وغيرهم الذين قالوا بزيف الخبر في العهد القديم ويؤكد التحريف فيه .

لان عدد أبناء يعقوب وأحفاده الذين دخلوا مصر، كانوا بحدود(75 فردًا). فكيف تكاثروا ليصلوا إلى مليونين أو ثلاثة ملايين، في غضون أربعة أجيال فقط ..؟ بالرغم ان الروايات في التفاسير القرآنية تؤكد أن كثيرًا من أطفال اليهود قُتِلوا بشكل منظم يوم ولادتهم، بأوامر من فرعون، الأمر الذي يشير إلى قلة عددهم في مصر وقت خروجهم. سورة الشعراء, ورد راي فرعون وصفه العبرانيين بقوله: « إِنَّ هؤلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ»، دليلًا على قلة عددهم زمن موسى.

من المعجزات التي لم ترد في القرآن، معجزتا «عمود النور» و«عمود السحاب». ورد في اسفارهم( سفر الخروج) «وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلًا في عمود نار ليضيء لهم، لكي يمشوا نهارًا وليلا”. الغرض من ذلك العمود أن يقود الشعب العبراني ويحميهم من الحيوانات المتوحشة والطرق الوعرة وغيرها.

أما عن المعجزات المُتفَق عليها، أهمها معجزة «انفلاق البحر وعبور بني إسرائيل، ثم عودته إلى سيرته الأولى وغرق فرعون وجنوده». وهذا الخروج اعتبر عيدا عند اليهود, يُعرف بـ«عيد الفصح» أو «عيد الفطير» لانه يوافق خروج أجدادهم من مصر متعجلين ،لم تتح لهم فرصة تناول خبزهم، فأكلوه فطيرا غير مختمر. والاحتفال به سبعة أيام.

أما بعض المسلمين، يحيون تلك المناسبة من خلال صيام يوم العاشر من محرم، ويطلقون عليه صيام «يوم عاشوراء» ،وهذا ورد في صحيح البخاري، أن النبي(ص) لما هاجر إلى المدينة المنورة، وجد اليهود فيها، يحتفلون في ذلك اليوم نجاة موسى من فرعون، لذلك دعا المسلمين إلى صيام يوم العاشر شكرًا لله وتقربًّا إليه، وفسر ذلك بقوله: «نحن أولى بموسى منكم»، ويعني يهود المدينة.

**ما الذي فعله بنو إسرائيل بعد عبورهم خليج السويس يعني البحر الاحمر ونجاتهم من فرعون ؟يقول احد الكتاب الاسلاميين , قرات كثيرا عن شعوب متعددة ما رأيت أعجب من بني إسرائيل قوم يقف العقل أمامهم حائراً .. ما الذي فعله بنو إسرائيل بعد عبورهم خليج السويس ونجاتهم من فرعون ؟!. وما هي الانحرافات التي حكم الله عليهم بالتيه..؟.

بعدما نجى الله موسى(ع) وبني إسرائيل بمعجزة انفلاق البحر لهم فعبروا ثم انطبق على فرعون ومن معه انطلق موسى ببني إسرائيل في سيناء متجهاً لبيت المقدس وهم في الطريق رأوا أناس يعبدون الأصنام ,وبعدما أراهم الله المعجزات بدأت بالعصا واليد البيضاء وانتهت بإغراق فرعون بعد كل هذا يطلبون من موسى أن يصنع لهم صنما ليعبدوه كما يفعل هؤلاء فيتعجب موسى وينهاهم عن هذا الكفر ثم يكمل بهم المسير .

**أثناء مسيرهم جاءه التكليف بأن يتجه موسى وقومه إلى جبل الطور ليتلقي التوراة والتعاليم التي سيتبعونها . لما عرض الامر عليهم تكاسلوا من اكمال المسير , فسبقهم وأمرهم أن يلحقوا به ولكنهم خالفوه وقرروا أن ينتظروا مكانهم حتى يعود إليهم ــــ .لما ذهب موسى والتقى بربه وأعطاه الألواح حجارة عليها تعاليم لبنى إسرائيل ” التوراة ” وظل موسى أربعين يوماً في ذلك اللقاء طلب موسى من ربه أن يتجلى له لينظر إليه فكان رد الله لن تحتمل رؤيتي ولكن انظر للجبل ماذا سيحدث له فتجلى نور الله للجبل فدك الجبل ونسف فصعق موسى من المشهد . انتهى اللقاء الذي استمر أربعين يوماً عاد موسى لقومه ليجد مصيبة جديدة.

** ماذا فعل بنو إسرائيل في غياب موسى عندما خرج بنو إسرائيل من مصر.. كان معهم ذهبا حملوه اثناء هروبهم , ويقال انه كان استعارة دين

 

جاء رجل يسمى السامري أخذ الذهب وصنع لهم اله على شكل عجل له خوار صوتا كلما دخل الهواء من فتحات صنعها له وما أن رأى بني إسرائيل العجل حتى انبهروا وقالوا هذا إلهنا وبدأوا يعبدون العجل وهارون يحاول منعهم ولكنهم هددوه بالقتل إن لم يتوقف عن نهيهم ..

لماذا صدق بنو اسرائيل السامري خاصة انهم عاشوا تجارب الظلم وكيف كشف الله ظلمهم بعد سنوات من الدعاء والاخلاص لله , ورأوا المعاجز كلها ثم يرجعون لعبادة العجل.؟ هذا الامر يحتاج الى بحث خاص.!!

لو تتبعنا تاريخ الامم لوجدناهم لكل شعب وكل امة في اي زمان اله يعبدونه سواء شمس او قمر او صنم او بقرة وغيرها من الالهة .فاستغل السامري الترسباب الثقافية التي ترسخت في اذهان الامة الميتة التي لا تعرف ان تحرر نفسها من الالهة المزيفة .لذلك اثناء خروج بني اسرائيل ومعهم موسى وجدوا قوما يعبدون الاصنام , حنت قلوبهم للأصنام وطلبوا ان يجعل لهم صنما , هم بالاساس يعرفون ان الله موجود( يصلون ويصومون وهم مهاجرين في سبيل الله) ولكن الصنم مطبوع في قلوبهم , في تلك الاجواء يستغل من في نفسه كفاءة قيادة الجهلاء فيصنع لهم صنما يعبدونه ..

النقطة الأُخرى التي يجب الإِنتباه إليها ، هي أنّ السامري كان يعرف أن قوم موسى (ع) قد عانوا سنين عديدة من الحرمان والخوف، وباع اغلبهم عقيدتهم من اجل المادة والطمع .. يعني اليهود تغلب عليهم روح المادية ـويعطون المال اهمية اكثر من الدين ..يولون للحليّ والذهب والدولار احتراماً خاصّاً ، لهذا صنع لهم عجلا من ذهب حتى يستقطب إهتمام بني إسرائيل من عبيد الثروة.وفعلا مجرد ان غاب عنهم نبيهم , ليناجي ربه تركوا عقيدتهم وتبعوا شخصا يسمى السامري.. فمن هو السامري..؟

حححححححححححح عن عمرو بن غزوان، عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة، فقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري، فسمعته يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله و بركاته، فقالت له: وعليك السلام من أنت ؟ فقال: أنا الحسن البصري، فقالت: فيما جئت يا حسن؟ فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول الله(ص)في علي بن أبي طالب(ع) فقالت أم سلمة: والله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله ورأته عيناي ووعاه قلبي سمعته يقول لعلي : {يا علي ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن}، قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين، فلما خرج قال له أنس بن مالك: مالي أراك تكبر؟ قال: سألت امنا أم سلمة أن تحدثيني بحديث سمعته من رسول الله{ص}في علي، فقالت لي كذا وكذا، فقلت: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن، قال: فسمعت أنس بن مالك يقول: أشهد على رسول الله(ص) انه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات..

لما فتح امير المؤمنين(ع)البصرة اجتمع الناس عليه فيهم الحسن البصري ومعه ألواح كلما لفظ أمير المؤمنين, كلمة كتبها، فقال له الامام بأعلى صوته – : ما تصنع ؟ قال : اكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم. فقال له امير الامام:اما وان لكل قوم سامريـاً وهذا سامري هذه الامة، أما إنه لا يقول (لا مساس)لكنه يقول لا قتال”.وهذا كلام موسى للسامري .

(معنى لا مساس أي تعيش بعيدا عن الناس تعيش معزولا عن المجتمع لان كلامك تمس ِحُقُوقِ الناس ).

اذن يمكن ان يكون في كل زمان سامري يضل الامة. ليس شرطا ان تتبع كل الامة ذلك السامري .. بل جاهلهم خاصة من ليس له ايمان راسخ بالله ورسوله , يلج الى السامري وهذا الى الساحر وتلك الى العرافة وهم سامري الامة في زماننا الحالي .

عندما عاد موسى ورأى المشهد اشتد غضبه وألقى الالواح ثم عنف أخيه وبدأ يوبخ بني إسرائيل ثم توعد السامري ” إن لك فيها أن تقول لا مساس ” ودعا عليه فأصابه مرض خطير جعل الجميع ينفر منه ولا يلمسونه فعاش معزولا وحيداً حتى مات ثم انطلق موسى نحو العجل والغضب يملأه فألقاه في النار ثم نسفه في البحر وبعد نسفه للعجل بدأ العقاب فأصدر موسى القرار على بني إسرائيل بأن يقتلوا أنفسهم أي أن من لم يعبدوا العجل يقتلوا من عبدوه ثم نزلت توبة الله عليهم فعفى عنهم.

هدأ موسى(ع) وأخذ الألواح ووقف يخطب في بني إسرائيل وابلغهم تعاليم الله لكم فآمنوا ثم جاء الرد منهم, قالوا يا موسى لن نؤمن حتى نطلع على اوامر الله , إذا كانت سهلة نفذناها وإذا صعبة تركناها وهنا يأمر الله الملائكة أن ترفع الجبل فيرتفع يظلهم ثم يهددهم موسى إن لم تؤمنوا سينزل هذا الجبل فوق رؤوسكم فيسحقكم ,هنا امنوا بعد جدال كبير تقول الروايات أنهم سجدوا وأثناء سجودهم كانوا ينظرون للجبل منتظرين أن ينزاح ليرتدوا من جديد. ..ثم يبدأ موسى (ع) رحلة جديدة.

** قصة السبعين رجلاً .. اختار موسى من بينهم سبعين رجلاً هم صفوة بني إسرائيل فأخذهم للقاء ربه ليستغفروه وعندما وصلوا وصعدوا على الجبل ارتج الجبل من غضب الله فبدأوا يستغفرون ويبكون يقولون إنا تبنا وهدنا ذكر بن مسعود أنهم سموا باليهود لأنهم استغفروا ربهم بقولهم ” إنا هدنا ” فاستقر الجبل وبدأ موسى يكلم ربه وإذا بهؤلاء السبعين ” الصفوة ”يقولون لموسى بعد كل هذه المعجزات لن نؤمن لك إيمان كامل حتى نرى الله جهرة. فغضب الله عليهم وأنزل عليهم الصاعقة فماتوا جميعاً ولكن موسى بدأ يتذلل لربه ليحييهم مرة أخرى فهؤلاء هم أفضل من في بني إسرائيل فأحياهم الله من جديد وعاد موسى ومن معه إلى بني إسرائيل واستكمل بهم المسير وأثناء سيرهم نفذ طعامهم وشرابهم فأرسل الله عليهم غمامة من السماء تظلهم وأنزل عليهم المن وهو سائل كالعسل جميل الطعم والرائحة وأنزل عليهم السلوى وهي من أنواع الطيور لذيذة الطعم ثم ضرب لهم موسى الأرض ففجر لهم إثنتي عشرة عينا علي عدد قبائلهم لتشرب كل قبيلة من عين وعلى الرغم من أن الله أنزل عليهم أشهى الطعام إلا أنه لم يعجبهم وذهبوا لموسى ليدعو الله أن ينبت لهم الفول والبصل والثوم والعدس فكان رد موسى عليهم : ” أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ” .ثم جاء التكليف الجديد لموسى..التيه.

التيه والضياع أرسل الله إلى موسى أن يأخذ بني إسرائيل ويدخل بهم الأرض المقدسة ليحاربوا الجبارين يبدأ موسى في تنفيذ امر ربه وأمر بني إسرائيل أن يتجهوا نحو بيت المقدس ليدخلوه ويحاربوا الجبارين . فياتيه الرد الصادم :” قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ”في هذه اللحظة يبدأ إنتقام الله من بني إسرائيل فيكتب عليهم التيه حتى ينتهي هذا الجيل المجرم الذي تربى على الذل والاعوجاج ويتيهون بني إسرائيل في سيناء فكانوا كلما سلكوا طريق عادوا إلى المكان الذي كانوا فيه ظلوا على ذلك أربعين سنة حتى هلك ذلك الجيل وظهر جيل جديد .جيل عاش عبودية يبقى عبدا.!!

ومن اشهر اقوال الحسين (ع) يوم العاشر يخاطب عبيد الدنيا جاء شمر في جماعة من أصحابه فحالوا بين الإمام وبين رحله وعياله, فصاح.

(ويلكم يا شيعة آل سفيان, إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون المعاد, كونوا أحراراً في دنياكم هذه. وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون).فناداه شمر:ما تقول يا ابن فاطمة؟ فقال:إني أقاتلكم وتقاتلونني, والنساء ليس عليهن جناح. فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حياً .فقال شمر: لك ذلك يا ابن فاطمة- ثم صاح- إليكم عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه, فلعمري هو كفؤ كريم. فقصدوه بالحرب.

لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا **فإذا همُ لا يملكون خطابا* يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم*وملاذكم إن صرف دهر نابا ..هل جئت في دين النبيّ ببدعة*أم كنت في أحكامه مرتابا/أولم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـ *ـثقلين فيكم عترة وكتابا…//إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا*أحسابكـم إن كنتم أعرابا/ فغدوا حيارى لا يرون لو عظه******إلاّ الاسنَّـة والسهام جوابا.

فقدم كل شيء واخر سهم في كنانته طفله الرضيع عبد الله هو رسالتة الى الأجيال بأن الدين أعلى من كل شيء يستحق التضحية فكان الحسين بمنهى الحرية , والجهة الاخرى بمنتهى الانتهازية , فأستأصلهم من التاريخ الانساني . وسطع نور الحسين للأحرار في الدنيا .

فقتلوا رضيعه …….لسان حاله يقول: شِيعَتي مَهْما شَرِبْتُمْ عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكُرُونِي.أوْ سَمِعْتُم بِشَهيدٍ أوْ غَريبٍ فاندِبونِي /فأَنا السِّبْطُ الَّذي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ قَتَلُونِي .وَبِجُرْدِ الخَيْلِ بَعْدَ القَتْلِ عَمْداً سَحَقُونِي. لَيْتَكُمْ في يَوْمِ عاشُورا جَميعاً تَنْظُرونِي ..كيفَ أسْتَسْقِي لِطِفْلِي فِأَبَوْا أنْ يَرْحَمُونِي ثم عاد به الى عمته زينب .. .. خويه الطفل عني دغطيه.. انا مالي كلب يحسين اصد ليه.. اشوفه ذبيح وماد رجليه.. خفت من العطش لن يلحك عليه.. وهذا الخفت منه طحت بيه.. وكاني بامه .. يبني يعبد الله على فركاك.. صبري فنا ودرت ثداياك.. يا دين كلي لحرمله وياك نيشن عليك بسهم وارداك .. يبني التسر كلبي طلعته.. كسر خاطري مذبوح شفته .. شنهي الذنب يبني العملته .. عطشان ولسانك بلعته .. والماي حاضر ما شربته .

أحدث المقالات

أحدث المقالات