23 ديسمبر، 2024 1:58 ص

مجلس حسيني ـــ ام البنين المجاهدة حاملة لواء الاسلام

مجلس حسيني ـــ ام البنين المجاهدة حاملة لواء الاسلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}(العنكبوت69)،

يقول البعض أنّ الخطابَ موجهٌ إلى المؤمنين من الرجال حصرًا؛ لكونِ سياقِ الآية جاءَ بصيغةِ جمعِ المذكر (جاهدوا).إلا أنَّ هذا الراي ليس حجةً؛ المراد من الاية مخاطبةُ الجنسين رجال ونساء، ووعده لهم بهدايتهم الى الرضا .. في القران ايات كثيرة تؤيد ما ذهبنا اليه .. كقوله تعالى{{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} الخطاب واضح يخاطب الجنسين بتكليف الصلاة. وقوله:{ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت} ونحن نعلم ان الآية خصت امرأة هي الزهراء{ع} .. فكيف حدث ذلك ..؟

** خطابات القرآن الكريم للناس على ثلاثة أنواع :

النوع الأول : موجه إلى الرجال خاصة دون النساء ،كقوله تعالى :{وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ}وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ثم آيات الجهاد بالنفس وإقامة الحدود . هذا النوع الخطاب موجه للرجال فقط دون النساء .

** النوع الثاني : موجه للنساء . وهي أحكام خاصة بالنساء ، كآيات الحجاب { يدنين عليهن من جلابيبهن }وعدة المتوفي زوجها.{يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}ومحادثة المرأة الاجنبية بانفراد يقول:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }. وقد يكون الحكم عاما للرجال والنساء ، الا ان الاية موجهة للنساء كقوله تعالى..{وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الأحزاب/33.

** النوع الثالث : موجه إلى الرجال والنساء جميعا ، فهذا {ياتي بلفظ الذكور} وهو يشير الى الجنسين معا . كقوله تعالى : (يابني آدم) وقوله (يا أيها الذين آمنوا) .كذلك التي جاءت بـ (واو) الجماعة كقوله :{ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}. هذا التعبير موافق لأساليب اللغة العربية والبلاغة .

** اذن الاية الكريمة التي تقول :{ {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}..اختصت للجنسين في الجهاد . ولكن للجهاد اقسام اتعرض لها بايجاز .

اولا جهاد النفس :يُسمّى الجهادِ الأكبر، وأشارَ إليه الله (تعالى) في كتابه الكريم بقوله:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُون}.فجهادُ المرأةِ لنفسِها بالعفة وعدم اقترافِ الذنوب هو جهادٌ في سبيل الله لأنّه يُريدُ بعبادِه الوصولَ إلى الكمال ،وجهادُ النفسي تعتبرّ فأسًا يُهدِّمُ مملكةَ الأنا والتكبر، والنفاق والرذائل الأخلاقية، حتى يُصبِحَ القلبُ ساحةً خاليةً لا يتعلّقَ فيهِ إلا الخوف من الله { قصة الامام علي وعقيل} ” ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه، أتئن من الأذى ولا أئن من لظى” هذا جهاد النفس لان كثير من الناس يضعفون. تمحو صورة الايمان من قلوبهم اذا عرض عليهم ارتكاب حرام. حتى لو كانت الأدلة العقلية تقودك إلى الإيمان بالله؟ لكنك لا تجد لذة الشعور بالإيمان، خاصة في القلب , عقلك يعتقد بالله وكتبه ورسله وحلاله وحرامه , بينما القلب يدفعك لكل مغريات الحياة اذن نحن امام مشكلة وتقاطع بين العقل والقلب يقول تعالى:{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}..

ثانيا الجهاد بالمال: قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُون}. هذه الاية تشمل المرأةِ ألتي تجاهدَ بمالِها بدفعِ الحقوقِ الشرعيّة المُترتبةِ في ذمتِها او كفاراتِ تأخير صومٍ، أو إفطارٍ متعمّدٍ، أو حنثِ يمينٍ أو عهدٍ، أو خمسٍ، أو ديّةٍ، أو ردّ مظالم، فأداءُ تلك الحقوق هو جهادٌ من المرأةِ بمالِها. اما غير ما فَرَضَتْه الشريعة لا يجبُ عليها الجهادُ المالي، لكنّه يدخلُ ضمنَ باب الاستحباب كمساعدة الفقراء والمحتاجين، قدر الإمكان او تزويج مؤمنٍ، أو صرف علاجٍ لمريضٍ، أو إقراض مؤمنٍ لبناءِ بيتٍ وغيرها. فالسيّدةُ خديجةُ جاهدتْ بمالِها حينما ساهمتْ بالتجارة مع زوجها النبي محمد (ص)،هذا مصداقٌ لجهادِ المرأة بمالِها.

**ثالثا: الجهادُ الفكري: الفكر هو مقياس عطاء ــ يرقى بالإنسان أو يهوي به ــ . ورد في س المدثر:﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) وقال تعالى ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) في ختام الاية يقول:{ ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار﴾ .

ومن مظاهر الجهاد الفكري يكون خارج البلد الاسلامي وداخله .وكثير من المهاجرين فقدوا بوصلة دينهم بسبب عدم وجود عقيدة راسخة عندهم وعند عوائلهم, فضاعوا واصبحوا يحملون عقيدة اخرى .خاصة في بلدٍ يختلف بالدّين أو المذهب وحتمًا المرأةُ مشمولةٌ بهذا الجهاد، فكمْ من امرأةٍ انحرفَ فكرُها عن مبادئ دينِها ومذهبِها منذُ أولِ يومِ هجرةٍ لها لأماكنَ تعتقدُ بخلافِ اعتقادها دينًا ومذهبًا، حتى من تصمد ولكن اختلفت الرؤى.

هناك عوائل اساسا عندهم الفكر الديني ضعيف سواء عند الرجل او المرأةِ أو كلاهما .. والسبب ضعف العقيدة .. لان العقيدة يجب ان تكون لها دعامتان هما الفكر والقلب.. وحين يكون في العقل والقلب رؤية راسخة للدين فان المراة تكون مؤهلةً للجهاد؛ فإن لم تستطعْ حرمُ عليها المكوثُ في تلك الأماكن؛ حيث تعتبر تلك ُ الهجرة من الكبائر بل “من أعظمِ المعاصي، وتُسمّى (التَعرُّب بعد الهجرة)، والمقصود به الانتقالُ إلى بلدٍ ينتقص فيه الدّين ويضعُف فيه إيمان المسلم ولا يستطيع أنْ يؤديَ فيه ما وجبَ عليه في الشريعةِ المقدسةِ أو يجتنبُ ما حرَّم عليه..

وأحيانًا يتطلبُ الموقفُ جهادًا فكريًا من المرأةِ وإنْ لم تكن مهاجرةً، وهي في بلدها، بل وفي قعرِ بيتِها، فبعدَ الانفتاح التكنلوجي باتتْ الشبهات الفكرية التي تحاولُ النيلَ من عقيدتِنا تغزو أفكارَ البعض، فهُنا لابُدَّ من تثقيفِ نفسِها ثقافةً عقائديةً رصينةً؛ كي تُنَجّي نفسها وذويها من الانحرافات، وتدافعُ عن دينِها ومذهبِها بدحضِ الشبهات، وإنِ استصعبَ عليها التعلُّم وجبَ عليها طرقُ بابِ أهلِ العلمِ من زوجها او ذويها أو ذوي الاختصاص؛ لتحصلَ منهم على جوابٍ لكلِّ شبهةٍ تُثارُ..

رابعا الجهادُ الأُسري : وهو على مراتب(اولها حسن التَبَعُّل)ر قال رسول الله {ص}”جهادُ المرأةِ حُسنُ التبعل لزوجها”، ومن مصاديق حُسنِ التبعّل خدمةُ الزوجِ بكلُّ ما يُرضيه ويصبُّ في مصلحةِ بيته. ضمن حدود الشرع ولاشكَّ أنّ المرأةَ التي أحسنَتْ التبعّلَ هي مجاهدةِ في سبيلِ اللهِ وهي في بيتها . في جميع الأحوال مثوبتُها عندَ الله عظيمةٌ إنْ أحسنَتْ ذلك.روي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنّها أتتِ النبي (ص) تسألُه عن جهادِ النساء، فقال لها: “إنّ حُسنَ تبعل إحداكنّ لزوجها، وطلبِها مرضاته، واتِّباعها موافقته يعدلُ ذلك كلّه..

واعطى الاسلام قيمة للمرأة ودورها لو ماتت اثناء الولادة فيكون لها اجر شهيد . وهذا الامتياز لم يعطه أي دين ولا شريعة في الدنيا. وهناك احكام في الشريعة تخص الام والاخت والزوجة والميراث لكل منهن.

****اما في باب الجهاد تاريخنا يشهد ان هناك نسوة نصرن الرسول{ص} ولهن مواقف مشهودة وقيادة مؤثرة في مسيرة الرسالة , ومن اهمها القيادة الدينية في عصر النبوة حين كان يحاربه الناس .. فقد ورد في السنة والسيرة أن مولاتنا خديجة الكبرى،أول امرأة تقابلنا في التاريخ بوصفها زوجة النبي{ص}،ودورها ناصع في تاريخ الاسلام الشريف..

هناك نساء لأنبياء وقفن ضد ازواجهن مثل زوجة نوح وزوجة لوط {عليهما السلام}, وهذا دليل عدم قناعتهن برسالة زوجها .. بينما هنا انظر لهذه المرأة التي كرست حياتها في نصرة النبي بحركة لا تهدأ , تعضده وتساعده وتعمل بكل محاولات الجهاد في مصلحة الاسلام. اضافة الى كونها انصرفت لإدارة بيتها وأعباء المنزل؛ الا انها كانت سعيدة في قمة السعادة لأنها في خدمة النبي {ص} كانت تعيش في حب بكل كيانها . حب واخلاص للرسول .

*** عن عائشة قالت: كان رسول الله (ص) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها، واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوَّضك الله من كبيرة السن .قالت: فرأيت رسول الله (ص) غضب غضبًا شديدًا، فسقطت في يدي، فقلت: “اللهمَ إنَك إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت. قالت: فلمَا رأى رسول الله (ص) ما لقيت قال: كيف قلت؟، والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، ورزقت منّي الولد حيث حرمتموه.قالت: فغدا وراح عليّ بها شهرًا …

وفضلًا عن ذلك كله، فهناك العديد مما يدل على علو مقام السيدة خديجة (ع) نشير إلى بعضها: انها كانت • أول امرأة مسلمة. بل هي لم تكن وثنية فقد كانت على دين أبيها إبراهيم الخليل (ع)، قبل أن يُبعث الرسول الكريم وكانوا يُعرفون بالحنفاء، فهي موحدة , ولذا آمنت في اليوم الأول من بعثة المصطفى كما جاء في الحديث الشريف: “أوّل من آمن بالنبي من الرجال علي (ع)، ومن النساء خديجة (ع).وهي اول امراة مصلية في الارض. وقد ارسل الله عدة مرات اليها سلاما مع جبرائيل.. لعظم شانها.

{يُجمع المؤرخون على أنّ الرسول الأكرم (ص) قد أولى علياً (ع) رعاية خاصّة منذ نعومة أظفاره، فقد حمله إلى بيته منذ كان صغيراً وعلمه تربية وعلماً، ولم يتعرف عليّ (ع) في تربيته الا على أخلاق الرسول (ص)، فقد لازمه ملازمة الظل يذهب معه إلى كلِّ مكان حتى عندما كان الرسول يخلو إلى ربه في تعبده وانقطاعه لله تعالى. في تلك الاثناء عصفت ضائقة مادية ببني هاشم خاصة وتاثر بيت عمه ابي طالب{ع} بالضائقة الاقتصادية التي حلّت به وذلك لكثرة عياله .. هذه الظروف دفعت الرسول{ص}إلى الإقدام على تكفّل عليّ ومحاولة ردّ الجميل لعمه الذي تكفّل طفولته..

*مما حدا بالرسول(ص) إلى أن يقترح على عمّيه حمزة والعباس التخفيف من أعباء اخيهم أبي طالب ، وقد احتفظ أبو طالب بعقيل إلى نفسه وسمح لهم بباقي أولاده فأخذ العباس طالباً وأخذ الحمزة جعفراً وتكفّل النبيّ (ص) علياً. أن تكفل النبيّ لعلي (ع) لم ينحصر بسنة واحدة أو سنتين بل امتد لسنين طويلة، وكان يرافق النبي (ص) حتى في أماكن تعبده، كما أنّ العلاقة الاستثنائية التي حظي بها الإمام من لدن النبيّ وام المؤمنين خديجة عطف وحنان واهتمام {لا يمكن تفسيرها بأنها محاولة لرد الجميل لأبي طالب ..لقد كان رسول الله يحب علياً حباً لم يحبّ به أحداً غيره. إنّ هذه الرعاية الخاصة التي أولاها النبيّ لعليّ منذ كان صبياً إنما كانت إعداداً له لكي يكون وزيره وناصره في المستقبل وليكون منه بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة. يتحدث الإمام عن هذه الفترة من حياة الرسول قائلاً: “ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كلِّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به” وكانت خديجة مربيته وحاميته كما حمت رسول الله{ص} فاي امراة عظيمة تلك التي رعت الرسالة والامامة ..

. هكذا نشأ عليّ{ع} كغصن شجرة يتغذى من جذرين كريمين .. فتاثر من خلال الاخلاق الفاضلة التي اغدغتها عليه خديجة . ولذا جعل في مخيلته ان المسلم المؤمن لا بد ان يختار زوجة من بيت الشرف الرفيع , لان المراة اذا كانت من بيت عماده الاب والام وهما يلازمان الشرف والتربية السمحاء لا بد ان تاتي الثمار يانعة ندية , فخديجة اهدت الى الدنيا سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين , وفاطمة اهدت للدنيا الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. ولذا افصح عما في قلبه لاخيه بعد وفاة الزهراء {ع} فقال : ( ابحث لي عن امراة ولدتها الفحول من العرب لتلد لي غلاما ينصر ولدي الحسين يوم عاشورا ) ولذلك شرف تلك المراة ام البنين حين التقيا { بماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب} فيكون النتاج قمرا للعشيرة ابو الفضل العباس , واخوته عبد الله وعثمان وجعفر هؤلاء ابناء بين الرسالة , واقل من يقدمونه هو الجود بالنفس, لينالوا درجة عند الله . ولو جعل الله الامامة والعصمة في غير ابناء فاطمة الزهراء لنالتها فاطمة بنت حزام الكلابية وابناءها .

عبست وجوه القوم خوف الـموت والـ…..… ــــعباس فيهم ضاحك متبسم

قلب اليمين على الشمال وغاص في الـ…ـأوساط يحصد الرؤوس ويحطم

بطل تورث من أبيه شجاعة ………….… فيها أنوف بني الضلالة ترغم

ولــــــــه في الاقدام نزعة هارب …….. فكانما هو بالـــــتقدم يــــــسلم

&***لننتقل الى حياة هذه المرأة العظيمة .. وتحديدا في الكوفة ,هل كانت أم البنين مع الإمام (ع) في الكوفة إلى حين استشهاده؟. هذه المراة تعرضت لظلم كتاب التاريخ بسبب مواقفها من الاسلام الاصيل اولا وموقفها من علي وابناءه {ع} ولذا نقول لا نعرف تاريخها في الكوفة. ربما إنها لم تكن مع الإمام وإلا لحدثنا التاريخ عنها، فإذا لم تكن معه فما هو السر في ذلك، ولماذا لم يُحضرها الإمام معه؟ مع أنه قد اصطحب بعض أولادها كما ذكر التاريخ، فهل بقيت لتبقى دار الإمام ـ بحضورها ـ مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء..؟ هذا احتمال راجح . لا شك أن بيت الإمام في المدينة كان ماوى للفقراء والايتام .. كانت الدار بحضورها عامرة.

**التاريخ المدوًّن لم يذكر إلا جزء صغيرا جدا من أحوال الصحابة المخلصون الموالون لأهل البيت رجالا ونساءً.. لم يذكر التاريخ التفصيل عن حياتهن وأعمالهن وأدوارهن. وواضح جدا أنـــه لم يذكر دور أم البنين (ع) وعملها بعد قصـــة كربلاء بالشكل الكامل، نعم إنما ذكر بكاؤها وندبتها على أوجز وجه. وكتب عنها بعض علماء الشيعة عن دورها في تأسيس المجالس الحسينية بعد فاجعة كربلاء على مستوى العائلة ..

**دورها في تأسيس مجالس الحسين{ع} .. نشير ان اللقاءات التي نسميها مجالس هي عبارة عن لقاء لمجموعة اشخاص يجلسون في مكان ما. غالبا في بيت من بيوت بني هاشم ويتذاكرون فيه أمر الحسين (ع) وحادثة كربلاء وهذا ما نسميه مجلسًا حسينيًا. وكانت المجالس على مستوى العائلة الهاشمية ’ ثلاثة مجالس رجالية وثلاثة نسائية .. الرجالية هم عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية , والنساء ثلاثة هن { زينب العقيلة وام البنين ورباب زوجة الحسين} وبعد عام بدات السلطة الاموية بغلق تلك التجمعات وعلى اثر امتناع زينب من عدم ذكر الحسين{ع} تم ابعادها الى ىالشام . اما ام البنين فكانت تخرج الى بقيع الغرقد وتعمل قبور رمزية وتجلس وتبكي. وتردد قصيدة معروفة:

تدعوني ويك ام البنين… تذكريني بليـــــــــــــــوث العرين

كانت بنون لي أدعى بهم…. واليوم أصبحت ولا من بنين

أربعة مثل نسور الربى…. قد واصلوا الموت بقطع الوتين

***(*) وقوله ان الله لمع المحسنين : فما معنى المعية وهل ام البنين تستحق ان تكون بابا من ابواب الحاجات تعريف المعية في اللغة يرجع إلى الاسم (مع )، ومعناه الصحبة والمصاحبة ، وضم الشيء إلى الشيء واجتماع شيئين. كقوله تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )قال ابن عاشور معنى (معه) : المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد.{ فهل اطاعه الصحابة وهل ثبتوا ولم يفروا..؟. وحين يتحدث عن نصر الله للمؤمن كقوله تعالى: ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} هنا المعية النصرة وتخليصهم من العدو لان الله معهم. وقوله ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) أي يعينهم ويوفقهم ويسددهم .. وقوله ان الله مع الصادقين .. وان الله مع المتيقن .. وقوله { ان الله لمع المحسنين} .

**ما معنى الاحسان:. الإمام علي{ع}ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا المحسن، يقول الله عز وجل: (إن الله لمع المحسنين) عن عمر بن يزيد قال : سمعت الصادق {ع} يقول: إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة… فقلت له: وما الإحسان؟ قال: فقال:إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك… وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا لله دون دنس .. وام البنين شاركت بكل هذه الصفات .

عن الأعمش قال: دخلت على الامام زين العابدين {ع} في الثالث عشر من جمادى الثاني، وكان يوم جمعة، فدخل الفضل بن العباس وهو باك حزين،فساله الامام ما يبكيك يا ابن العم ة.,. قال :ماتت جدتي أم البنين،// فلا حول ولا قوة إلّا بالله .ماتت مسمومة في الثالث عشر من جمادي الثاني سنة (64 هـ) عن الأعمش». كان دورها بعد مقتل الحسين (عليه السلام) دورا اعلامياً فعالاً مع بكائها وندبتها، فكانت بشاعريتها ولسانها الفصيح تجاهد ضد بني أمية وتفضح أفعالهم الشنيعة في قتل سيد الشهداء .ويذكر لنا التاريخ ان بني امية كانوا يستهدفون من يعاديهم ولو بلسانه، فيسقونه السم، ففي عهد امير المؤمنين (ع) قاموا بدس السم الى مالك الاشتر.وبعدها دس السم للأمام الحسن (ع).والسيدة ام البنين (ع) .

لما أراد بشر ان يخبرها بشهادة اولادها واحدا بعد الآخر لتخفيف الألم عنها، فقال لها: عظم الله لك الأجر باولادك عثمان وجعفر وعبد الله قالت وهل سمعتني اسألك عنهم .. فقال عظم الله اجرك بأبي الفضل العباس قالت ويحك لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين، أهو حي ام لا؟ فقال لها : يا ام البنين عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسين، فما ان سمعت بالخبر، صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية: لا تزار الدار الا بأهلها .. ثم توجهت الى دار ابي عبد الله .

تصيح بصوت اه يا فكد الاحباب … والله شموحشة يا دار الاطياب .. ولن هناك صيحة من ورا الباب انا ام عباس اجيتج لا تفزعين … بجت زينب ونادت تلكنها .. بله وياي كومن ساعدنها .. هاي ام البنين الراح منها .. ميامين اربعة وبالحرب نشمين … شلون ام البنين اصياح صاحت … تصيح حسين يبني روحي راحت .. تلكنها الحرم عجت وناحت … وزينب بالعزاء كسرت الصوبين … بجت زينب ونادت آه يا حزني … ولفتها ام البنين بضلع محني … تنتحب وتصيح اه يحسين يبني ..يا مفكود هم بيك الزمان يعود .. وهم طيب الليالي وترد لينا ردود .. هم ياتي الفرح وانزع الهدوم السود.. ..