من مبلغ الاسلام ان زعيمه* * * قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغي بات بموته طرب الحشا* * * و غــــدا لمأتمه الرشاد مقيما
ملقى على جسر الرصافة نعشه* * * فيه الملائك أحدقوا تعظيمــا
لا تألفي لمسرة فهر فقـــد* * * أضحى سرورك هالكا معدومـــــا
منح القلوب مصابه سقما كما* *منع النواظر في الدجى التهوينا
الدهر لهموم يا ويلي جسرها ///////ويا كيد الكـسر ساكه جسرها
عليك يون يبن جعفر جسرها////////// وينادي يا إمام الـرافـضية
قبل الحديث عن سيرة وجهاد الامام الكاظم{ع} يجب ان نفرق بين دور الائمة بصورة عامة ودور الرسول محمد{ص} لانهم من الناحية العملية هم امتداء لوظيفته التبليغية التي تستوجب مرة الجهاد بالسيف والدم. ومرة بالتبليغ والسلم .لا ان ننظر ما حققوه من النتصار او وصل بعضهم الى مرحلة السلطة. هذا ليس دورهم بل واجبهم الأساس . -صيانة الإسلام (نظرياً) وتطبيقه الصحيح في الأمة (عملياً) من خلال قيادتهم المعصومة. سواء كانوا في السجن او بظروف تعيسة كالإمام زين العابدين{ع} الذي اشتغل بقيادة الامة من خلال تحصين افكارهم بالأدعية المعروفة.
وهذا يرتب على من يعتبر نفسه انه يتلقى دينه ومذهبه من خلالهم ان يتحمل مسؤولية شرعية واخلاقية .ولا ينأى احد بنفسه من قيادة المجتمع بنفس الوقت يحب ويتبع المعصومين {ع} هناك اربعة من أصحاب الإمام الصادق (ع) يقول فيهم الإمام: (إِنَّ أَصْحَابَ أَبِي كَانُوا زَيْناً أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً وعدد اسماءهم {زُرَارَةَ وَمُحَمدِ بْنَ مُسْلِمٍ وَلَيْثٌ اَلْمُرَادِيُّ وَبُرَيْدٌ اَلْعِجْلِيُّ، هَؤُلاَءِ اَلْقَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ هَؤُلاَءِ اَلْقَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ وَهَؤُلاَءِ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ `أُولٰئِكَ اَلْمُقَرَّبُونَ) هنا وصفهم الإمام بما ورد في سورة الواقعة من أوصاف السابقون السابقون اولئك المقربون ..يقول (ع) في رواية أخرى:(بَشِّرِ اَلْمُخْبِتِينَ بِالْجَنَّةِ ويريد بهم هؤلاء الاربعة.ثم يصفهم بدور الانبياء. فيقول:أَرْبَعَةٌ نُجَبَاءُ أُمَنَاءُ اَللَّهِ عَلَى حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ، لَوْلاَ هَؤُلاَءِ اِنْقَطَعَتْ آثَارُ اَلنُّبُوَّةِ وَاِنْدَرَسَتْ) ثم يضفي عليهم شرفا فيقول :هؤلاء خريجو مدرسة أهل البيت (ولا عجب لو قام النبي (ص) في يوم المحشر وقال: اللهم اشهد على هؤلاء الأربعة الذين حفظوا دينك ثم كافئهم على ذلك، وقد تشبهوا بالحسين (ع) في كونهم حفظوا دين النبي من الاندراس. وهؤلاء لم يحاربوا ولكنهم بلغوا بلسانهم وحفظوا دين الله.
فكان من ابرز ما تحدث به التاريخ هو موقف وخطاب الامام الكاظم(ع) وصفاته الانسانية كمدخل للربط مع سيرته الجهادية والعلمية والتبليغية فضلا عن صفات اخرى كالعبادة تعنونت بها حياته الشريفة ,كذلك تفقده لفقراء المسلمين وقضاء حوائجهم العينية في الأزمات، مستحضرا حاجة المجتمع بذلك حافظ الامام على هيكلية المدرسة الشيعية التي تعرضت لهجمة اقصاء تام من قبل العباسيين , بعد ان لاحظوا ان مدرسة وعلوم الامام جعفر ابن محمد الصادق{ع} اكتسحت الشارع الاسلامي كله.
*** لذلك اتخذت السلطات الاموية ثم العباسية عدة اجراءات لمد الوقف الشيعي واعتبرته خطرا يهدد امن الدولة, لذلك دور الامام ومنهم الصادق والكاظم{ع}ان يعرّف المجتمع الإسلامي حقيقة الاسلام من خلال علومه، وأزاحة الصدأ عن احكامه التي غيرها الصحابة ومعاوية وكتاب التاريخ الذين كتبوا روايات زائفة دمرت الفكر الاسلامي ..وهو سبب الانحراف الفكري في الاسلام واحكامه كما نراه اليوم.. وهذا ليس بالأمر السهل ان يقوم الامامان الصادق والكاظم{ع} بتغيير البنية الفكرية للامة .وهما خارج السلطة خاصة ان السلطة في تلك الفترة تبنت اراء ابي حنيفة في بغذاد ومالك في المدينة والشافعي في مصر .. ثم تلاهم احمد بن حنبل في سامراء. وما كان يقلق خلفاء بني العباس مجيْ وفو من العلماء يفدون الى المدينة للقاء الامام الصادق او الكاظم{ع}واحيانا الى بيته يريدون يتبينوا حقيقة الاسلام هل هو الذي عرفوه وتعبدوا به . او الاسلام الذي جاء به جعفر وولده موسى{ع} ويقولان هذا دين محمد{ص} الحق..
المصادر التاريخية تقول وقع للأمام الصادق حدثان هامان، الأول وصول نموذج {الكرة الجغرافية من مصر] وصلت الى بغداد، والحدث الثاني قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك { صاحب الخمر والمغنيات}برحلة إلى المدينة المنورة .وهي من الزيارات الرسمية التي تقترن بالأبهة والمراسم الملكية. كان الاعلام يصور الزيارة ان الخليفة داء من العاصمة الشام يتفقد ما أنجز في توسيع مسجد النبي (ص)، ومتابعة أعمال الترميم بنفسه، كانت مدرسة الإمام الباقر(ع) وحلقات دروسه تنعقد في مسجد النبي (ص) فدخل الوليد المسجد النبوي، شاهد بعض أعمال التعمير والتوسيع وكان معه جماعة من رجال السلطة بالمدينة.فجاء إلى مكان درس الإمام الباقر{ع}سلم على الإمام، فتوقف الإمام عن التدريس، فطلب منه الوليد الاستمرار بالدرس(كان موضوع الدرس الجغرافيا) فاستمع الخليفة إلى حديث الإمام، فكان كلامه غريباً على مسمعه. فسأل الوليد الإمام الباقر{ع}ما هذا العلم،لانه لم يسمع به.!! فأجابه، إنه علم الجغرافيا يتحدث عن السماء والارض والشمس والنجوم والبحار. فوقع نظر الوليد على الامام جعفر الصادق(ع) بين الحاضرين، ولم يكن قد رآه من قبل ،ولم يعرفه فسأل عمّن يكون هذا الصبي بين الرجال؟، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا جعفر بن محمد الباقر(ع)، اراد ان يتاكد هل ابناء الائمة يحملون نفس العلم من ابائهم وهل هو قادر على فهم الدرس واستيعابه وهو علم خاص لم يسمع به المسلمون؟، فقال عمر بن عبد العزيز: إنه أذكى من يحضر درس ابيه الباقر، وهو أكثرهم سؤالاً ونقاشاً .يبدو ان حلقات الدرس مخترقة من عيون السلطة. فسال الوليد الامام جعفر{ع}:ما اسمك؟ قال: اسمي جعفر .فسأله: أتعلم من هو صاحب المنطق؟ أجابه الامام الصادق{ع}: أرسطو ملقب صاحب المنطق لقّبه تلامذته وأتباعه .قال الوليد: ومن صاحب المعز؟ قال الامام: ليس هذا اسماً لأحد، هذا اسم لمجموعة من النجوم، وتسمى أيضاً (ذو الأعنة).استولت الحيرة عليه عاد يسأله: هل تعلم من صاحب السواك؟ .أجاب الامام: هذا لقب عبد الله بن مسعود صاحب جدي رسول الله (ص).فقال الوليد للإمام الباقر{ع} ولدك هذا سيكون علاّمة عصره.
**(ينقل الكتاب عن الصاحب بن عباد كان يقول: لم يظهر في الاسلام بعد وفاة رسول الله(ص) شخصية علمية بعظمة جعفر الصادق(ع)، والصاحب بن عباد علماً ومنزلة سياسية لا يقول إلا حقاً، ولا يجامل في حكمه ورأيه، فهو وزير البويهيين والشخصية العلمية الفريدة في عصره،)قال الشيخ الصدوق{قدس)قال أبو حنيفة: دخلت المدينة فأتيت جعفر بن محمد{ع} فسلّمت عليه وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى{ع} في دهليز قاعداً في مكتب له وهو صبي صغير السن فقلت له : يا غلام ، أين يحدث الغريب عندكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إليَّ ثمّ قال : يا شيخ اجتنب شطوط الاَنهار ، ومسقط الثمار، وفيىء النزَّال وهو المكان الذي ينزل فيه المسافرون، وأفنية الدور{ وسطها}، والطرق النافذة ، والمساجد ، وارفع وضع بعد ذلك حيث شئت .معنى ارفع” رَفَعَ مَلابِسَهُ في صُنْدوقٍ : خَبَّأَها فيهِ”..قال : لمّا سمعت هذا القول منه ، كبر في عيني وعظم في قلبي، فقلت له: جعلت فداك ، ممّن المعصية ؟فنظر ثمّ قال : اجلس حتى أخبرك ، فجلست بين يديه.فقال: إنَّ المعصية لا بدَّ من أن تكون من العبد أو من خالقه أو منهما جميعاً، فإن كانت من الله تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله، وإن كانت منهما فهو شريكه والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الاَمر ، وإليه توجّه النهي ، وله حق الثواب ، وعليه العقاب ، ووجبت له الجنّة والنار.قال أبو حنيفة : فلمّا سمعت ذلك قلت:( ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
*** فتنة بني العباس: لما كان علماء البلاط العباسي لا يجارون علم الائمة المعصومين اثاروا فتنة مفادها ان الحسن والحسين {ع} ليسا ابناء رسول الله{ص} لانهما ابناء فاطمة وعلي{ع}بينما العباس عم النبي{ص} وهم ابناء عم النبي..استدل بكلام القوم:[ورد في مستدرك الصحيحين : 3 / 166 قول رسول الله{ص}ما رواه سلمان المحمدي{رض}قال :سمعت رسول الله{ص}يقول : الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني، ومن أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار .هذا الموضوع من جملة المواضيع التي شقت عصا المسلمين قرون عديدة وباعدت بينهم الاواصر الفكرية وأجاب عنه العلماء الأعلام إجابات مختلفة لكن أفضل إجابة على هذا السؤال هو ما أجاب الإمام موسى بن جعفر{ع} حينما طرح عليه هارون العباسي هذا السؤال ،فكانت الإجابة منه على شكل حوار جرى بينهما كالتالي :قال هارون العباسي للإمام الكاظم(ع) : لِمَ جوّزتم للعامّة و الخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله(ص) يقولون لكم : يا ابن رسول الله ! و أنتم بَنو علي ، و إنّما يُنسب المرء إلى أبيه ، و فاطمة إنّما هي وعاء ، والنبي(ص) جدّكم من قِبَل اُمّكم ؟ .فقال الكاظم (ع): ” يا أمير لو أنَّ النبي(ص) نشر وخطب إليك كريمتك هل كنت جيبه “؟قال هارون : سبحان الله ! و لم لا اُجيبه بل أفتخر على العرب و العجم و قريش بذلك .قال الامام (ع) : ” لكنّه لا يخطب إليَّ و لا أُزوجه “.قال هارون : و لم ؟قال الكاظم (ع) : ” لأنّه ولدني و لم يلدك ” .فسكت هارون ثم قال: كيف قلتم نحن ذرّية النبي( ص) والنبي لم يعقب ،إنّما العقب للذكر لا للأنثى وانت ولد الإبنة التي لا يكون لها عقب له .فقال(ع) : ” أسألك بحق القرابة و القبر و من فيه ، إلاّ أعفيتني عن هذه المسألة ” .يعني قبر النبي{ص}فقال هارون : لا ، أو تخبرني بحجّتكم فيه يا ولد علي !
وأنت يا موسى يعسوبهم و إمام زمانهم ، كما اُنهيَ إليَّ ، لست أعفيك في ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب الله ، و أنتم تدّعون معشر ولد عليّ أنّه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا و او إلاّ تأويله عندكم ، و احتججتم استغنيتم عن رأي العلماء و قياسهم .فقال الكاظم (ع) ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم﴿وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟فقال هارون : ليس لعيسى أب .قال الكاظم (ع) : ” إنّما ألحقناه بذراري الأنبياء (ع) من طريق مريم (ع)كذلك اُلحقنا بذراري النبي محمد{ص}من قبل اُمِّنا فاطمة{ع}) ، أزيدك يا أمير المؤمنين ” ؟قال هارون : هات .قال(ع) : قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ وصف القران الحسن والحسين ابناء رسول الله{ص}ولم يَدَّع أحد أنّه أدخل النبي{ص}تحت الكساء وعند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب ، و فاطمة ، و الحسن و الحسين ، فأبناءنا الحسن و الحسين ، و نساءنا فاطمة ، و أنفسنا عليّ بن أبي طالب (ع) ، على أنّ العلماء فد أجمعوا على أنّ جبرئيل قال يوم اُحد : يا محمد ! إنَّ هذه لهي المواساة من علي قال : لأنّه مني و أنا منه .فقال جبرئيل : ” و أنا منكما يا رسول الله ” ثمّ قال :لا سيف إلاّ ذو الفقار * و لا فتى إلاّ علي إنّا نفتخر بقول جبرئيل أنّه منّا ” فقال هارون : أحسنت يا موسى ! ارفع إلينا حوائجك .ولذلك كانت دروس الائمة من ال محمد قرينة القران لا يدانيهم أي مخلوق . فيقع حبهم في قلوب المؤمنين . وهذا جعل بني العباس كما الامويين يخشون اذاعة علومهم لانها ترثر في القلوب. فكانت اجهزة الدولة تتابع كل نشاط عندهم خاصة النشاط الفكري لان هذا يؤسس لقاعدة شعبية رصينة فاهمة .
من مناظرات اصحاب الامام الصادق والكاظم{ع} :قال الشعبي : كنت بواسط ، و كان يوم عيد أضحى ، فحضرت صلاة العيد مع الحجاج ، فخطب خطبةً بليغة ، فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته ، فوجدته جالساً مستنفرا ، قال : يا شعبي هذا يوم أضحى ، واحب أن أضحِّي برجل من أهل العراق ، وأحب أن تسمع قوله ، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به .فقلت : أيها الأمير ، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله(ص) وتضحي بما كان يضحي به ، وتدع ما تريد أن تفعله به في هذا اليوم العظيم فقال : يا شعبي ، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله ، و إدخاله الشبهة في الإسلام .قلت اعفيني من ذلك ؟ قال : لا بدّ ان تسمع منه .ثم أمر ببساط ، وبالسيّاف فأُحضر .ثم أحضروا شيخا، فإذا هو{يحيى بن يعمر}، فقلت في نفسي : و أي شيء يقوله يحيى ما يوجب قتله ؟لآني اعرفه من طلاب الامامين الباقرين الصادقين(ع).قال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق ؟ قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق قال : فهل من فقهك زعمت أن الحسن و الحسين (ع) من ذرية رسول الله (ص) قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قلت الله قال :بآيات الله قلت ؟قال : بكتاب الله عز و جل .فنظر إليَّ الحجاج ، و قال : اسمع ما يقول ، فإن هذا لم أكن سمعته من قبل، أتعرف أنت في كتاب الله أن الحسن و الحسين من ذرية محمّد( ص) ؟فجعلت أفكر في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئاً يدل على ذلك .وفكر الحجاج ملياً ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله تعالى:﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾ وأن رسول الله (ص) خرج للمباهلة معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) .{ المذاهب الاسلامية لما تركت التفسير الباطني لأهل البيت ضيعت حقيقة علمية ضخمة لا يمكن ان يعرفها جميع علماء الامة الا اهل البيت{ع}قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سروراً ، قلت في نفسي : قد خلص يحيى ، وكان الحجاج حافظاً للقرآن .فقال له يحيى : والله ، إنها لحجة بليغة ، ولكن ليس منها أحتج بما قلت .فاصفرَّ وجه الحجاج ، و أطرق قليلاً ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إن جئت من كتاب الله بغيرها فلك عشرة آلاف درهم ، و إن لم تأت بها فأني في حلٍ من دمك .قال يحيى بن معمر : نعم .
قال الشعبي : فغمَّني قوله ، فقلت : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى و يرضيه ويتخلص منه حتى رد عليه و أفحمه ، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو .فقال يحيى للحجاج : قوله تعالى ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ) من عنى بذلك ؟قال الحجاج: إبراهيم (ع) .قال يحيى : ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟فقرأ يحيى(وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)قال يحيى : ومن قال الحجاج : ﴿ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى) ثم قال للحجاج من أين كان عيسى من ذرية إبراهيم(ع) ولا أب له ؟ قال الحجاج :مِن قِبَل أُمّه مريم (ع) قال يحيى : فمن أقرب مريم من إبراهيم (ع) أم فاطمة (ع) من محمّد.(ص)؟ قال نظرت الى وجه الحجاج كأنّما ألقمه حجراً . ثم قال :أطلقوه قبَّحَه الله ، و ادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله فيها .هنا زبدة الرواية يقول الشعبي :ثم التفت الي الحجاج وقال له{ قد كان رأيه صواباً ولكنّا أبيناه لانهم يغيضهم فضل وكرامة امير المؤمنين وابناءه .
** الإمام موسى بن جعفر وجسر الرصافة والطبيب النصراني .”كتب طبيب نصراني عراقي يقول كنت أمشي وصديقي في بغداد، فوصلنا جسر الرصافة وأخذت أنظر اليه مطولاً، فسألني صديقي: ما بك أيها الطبيب، لماذا توقفت هنا فقلت: آه آه، أتعرف إمام الشيعة موسى بن جعفر؟فأجاب نعم، لكن سمعت أنهُ قد مات. هنا الطبيب تقمص دور الطبيب النصراني الذي كشف على الامام .. فقال :نعم قُتلَ مسموماً، دعني أخبرك ما حدث. في مثل هذا اليوم قبل سنين مضت وقفتُ على جسر الرصافة ببغداد كما نقف اليوم، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب، رأيت الناس تهرع والمنادي ينادي هذا أمام الرافضة.كانت هناك جنازة يحملها أربعة من جلاوزة بني العباس، بدأت الناس تتجمع وتقترب من الجنازة وهم يبكون، وُضعت الجنازة وسط الجسر، ثم نادى المنادي من البلاط العباسي: “هذا إمام الرافضة، وقد مات حتف أنفه، فليأت كل من يريد النظر اليه” فكان الناس يتفرّسون في وجه الإمام استجابة لنداء البلاط وتأكيداً لمدّعاه بأن الإمام لم يمت مقتولاً، كان من بين هؤلاء جمعٌ من فقهاء بغداد ووجهائها ليؤكدوا لهم بأن الإمام مات بشكل طبيعي دون تقصير من سلطة هارون، وكنت أنا من بين هؤلاء.نظروا ولم يجدوا أثراً لجراح وأشهدهم السندي بن شاهك، قاتل الإمام في السجن وظالم الشيعة وإمامهم ، فشهدوا على ذلك. بعد أن اقتربتُ أنا من جنازة الإمام الكاظم، ، ونظرت في راحة كف الامام وقلت بصوت عال :هذا الرجل قُتل بالسمّ، فقولوا لعشيرته أن يطالبوا بدمه. هنا انفجرت قنبلة بوجه هارون العباسي واتباعه، فتدارك الأمر وألقى بمسؤولية الجريمة على السندي بن شاهك، ثم أخذ يلعنه يبين للرأي العام براءته من الجريمة، فاستدعى سليمان بن جعفر وهو أبرز السفاحين في حكومة هارون، وأمره بأن يكرم جنازة الإمام لامتصاص نقمة الجماهير، فأخذ الأخير بإظهار الحزن فنزل من قصره ورمى عمامته وشقّ جيبه وأمر غلمانه وشرطته بإبعاد السجانين من حول الجنازة، وأمر المنادي بأن ينادي: “من أراد أن ينظر إلى الطيب ابن الطيب، والطاهر ابن الطاهر، فليحضر جنازة موسى بن جعفر” وكان هذا بعد مرور ثلاثة أيام وجنازة الإمام الكاظم (ع) على جسر بغداد..انما عمل هارون ذلك لان الشيعة تكاثر عددهم واخترقوا البلاط بوجودهم.كان ذلك يتم ضمن تنظيم دقيق وسرية تامة، ولعل الاسم بين هؤلاء؛ (علي بن يقطين) أحد أبرز الوزراء في بلاط هارون العباسي…
وكان الامام قد ارسل رسالة الى ابنته معصومة {ع} يخبرها بمصيبته/// شنهو اخباركم ياماي العيون ــــ لبوكم بالسجن شو ماتمرون// يابويه الضواكم گلبي مشتاگ ///صار سنين وسط الظلمة مسجون// يجي الليل وأمد ذكراكم افراش// تفز جروحي وبروحي تنامون //اعد اجروحي وأحسب بيكم أحساب// ياهو عدل بيكم ياهو مدفون ..فاجابت فاطمة المعصومة ع : يابويه حرت شكتبلك اجواب//ضل البيت فارغ من الاحباب عفتوني وحيده بوحشة الليل// أنام شلون وانتم عني غيّاب //أناطر بلكي واحد منكم يعود// أگضّي اليوم كله مگابله الباب// بعد هيهات ترجع ذيچ الأيام/// أفترگنه وما يلمنه بس التراب
نعي مفجع للامام الكاظم ع لسان حال الزهراءع
اجيتك حافية وا لطـم على الـراس ـــ وصيحن عـلجسر دلوني ياناس
ابني الكاظم سمته الارجال //// ابزنزانه ولفض وحـده آخر انفاس
وجابوه للجسر أربعة حـــراس// لا الحسين اجاله ولاجه عباس