19 ديسمبر، 2024 2:09 ص

مجلس حسيني ـــ الفساد ونتائجه في راي القران

مجلس حسيني ـــ الفساد ونتائجه في راي القران

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96 الأعراف )
تعددت أساليب القرآن الكريم في خطاب الناس ، ما بين ترغيب وترهيب، وإنذار وتبشير، والتهديد من الأساليب التي اعتمدها القرآن في خطابه؛ وذلك أن من النفوس البشرية من لا تستجيب لنداء الحق إلا إذا خوطبت بخطاب فيه تهديد ووعيد.

المتأمل في ايات القرآن الكريم يجد أن أسلوب التهديد لم يأت بصراحة فقط , بل جاء في عدة مرة بالتلميح ومرة بالتعرض وطرق أخرى نبينها فيما يلي:

*** جاء في سورة النمل اية 55 قوله تعالى:{ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا}فمعنى {ليكفروا} ثم يقول{فتمتعوا} ليس المراد منها الأمر بالكفر والتمتع بالحياة الدنيا، بل المراد حقيقة التهديد، وكأن المعنى: استمروا فيما أنتم عليه من الكفر والعصيان والتمتع بزخرف الحياة الدنيا، فسوف تعلمون يوم الحساب عاقبة هذا الكفر، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {قل تمتع بكفرك قليلا}.

ما هو الكفر وما معناه ..؟ من الناحية اللغوية معنى الكفر هو(وعاءُ طَلْع النَّخْل) .لانه يغطي حبيبات العثق.. فكل كفر هو ” كَفَرَ الشَّيْءَ : سَتَرَهُ ، غَطَّاهُ كَفَرَ عَلَيْهِ ” وحين نكفر باي قانون من قوانين الإسلام فإننا نغطيه , هناك إشكالية تحتاج توضيح بناء على هذا المعنى ــــ اذا كان الكفر هو غطاء الشعبد الحافظ البغدادييْ ـــ حتى في العقائد معنى الكفر هو شك والحاد بموضوع عقائدي …

*** إما كفر اهل الكتاب والموحدين … كلمة “كفر” وردت في العديد من المعاجم العربية ومنها “لسان العرب” لابن منظور تعني “غطّاء”، فتقول كفَرَ الشيءَ أي غطّاه، كفرَ الليلُ بظلامه أي غطى نورَ النهار وحجبه .. ويقال ليل كافر، والفلاح يسمى كافر كونه يحجب الحب تحت التراب .. كفر الفلاحُ الحبَ، جاء قوله تعالى: “كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ” أي أعجب الفلاحين .. كما أن “الكفر” يستخدم بمعني جحود النعمة وعدم شكرها .. { لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} هذا المعنى يتفق مع الذين حكم الله عليهم بالكفر من أهل الكتاب وهم الأحبار والرهبان الذين كانوا يعلمون بأن نبياً سيأتي من بعد عيسى (ع) ولكنهم كفروا أي غطوا هذه الحقيقة وحجبوها، ثم قالوا “إن الله هو المسيح ابن مريم”.وقالوا: “إن الله ثالث ثلاثة”

*** تطور معنى الكفر بعد فترة عند الناس, ليصبح الكفر نقيض الإيمان. .. أما الكفر عند المسلمين بينهم فهو يختلف بعنوان آخر . أليك الأمثلة .. يقول تعالى :”وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚفَانظُرْ كَيْفَ َكانَ عَاقِبَةُ المفسدين”.

**توضيح عن الكفر والجحود .. الكفر:لغة هو الستر والتغطية، أمّا اصطلاحاً، فهو عدم الإيمان بكل ما من شأنه الاِيمان به،كتوحيده سبحانه ورسالة نبيه وحساب القبر ويوم القيامة, والاِيمان بالضروريات فلو كفر بوجوب الصلاة والزكاة فقد كفر لان الايمان بالرسالة هو اِيمان بكل ما جاء بها .. اما الكفر هو خلاف الإيمان .. عندنا الشيعة الكفر هو عدم تصديق الرسول(ص) في جاء في رسالته من الضرورات .

اما الجحود: يقول علماء الشيعة:ان أهل القبلة هم كل من نطق الشهادتين يحكم بإسلامهم ظاهراً، وتترتب عليهم الأحكام الشرعية (كحل مناكحته والحكم بطهارته وحقن دمه وماله وعرضه وغير ذلك من الأحكام المذكورة في كتب الفقه.

*** على هذا الأساس نحن نلتزم بأن الخلفاء الثلاثة ممن يحكم بإسلامهم، حيث انهم نطقوا الشهادتين. اما من لم يؤمن بولاية أمير المؤمنين(ع) وإمامته وأحقيته بالخلافة فهو ليس مؤمن ولكن يصح أنه مسلم..

اما كفر الجحود فانه يطلق على ترك ما أمر الله عز وجل به، فقد قال تعالى: (( إِنَّا هَدَينَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )فسر الإمام الصادق(ع) الآية (اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر)، والكفر بهذا المعنى ينافي الايمان الكامل دون إيمان التصديق. وقد بين الامام الصادق (ع) بأن الجحود على وجهين،

الاول : الجحود بالربوبية وهو قول من يقول لا رب ولا جنه ولا نار… الثاني :.الجحود على معرفة: وهو ان يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده , قال تعالى ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا ) كمن يعلم ان الصلاة حق ولكنه لا يصلي .. هذا جاحد .. وهذا يعلم ان التعدي على الجيران محفوف بالمحرمات , ولكنه يعتدي فهو جاحد, والسفور عند النساء وشرب الخمر والزنا .. هذه كلها محرمات ولكن لا تخرج من ملة الإسلام .. وهذا الجحود يختلف عن انكار الله وانكار الرسول (ص) وانكار ما ورد في القران .

** حصيلة الكلام أنّ علم المسلم ان الامر الفلاني من الإسلام وجحد فيه باصرار وانكره بتعمد فهذا يوجب الكفر وقد وردت روايات عن أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ تركز على جحد المسلم على ما يعلم .. روى عبد الله بن سنان قال: سألت الصادق (ع) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الذنوب ، فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام، وإن عذب، هل يكون عذابه كعذاب المشركين، أم له مدة انقطاع؟

فقال (ع) “من ارتكب كبيرة من الكبائر( فزعم أنّها حلال، أخرجه ذلك من الإسلام)، وعذّب أشدّ العذاب، وإن كان معترفاً أنّه أذنب، ومات عليه أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام، وكان عذابه أهون من عذاب الأول… حاصل الموضوع ارتكاب الكبيرة بأنّها حلال يوجب الكفر، أمّا ارتكابها مع الاعتراف بكونها ذنباً فيخرج عن الإيمان دون ان يخرج من الإسلام. ..قال الباقر(ع) : “قيل لأمير الموَمنين(ع) من شهد أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله كان موَمناً. (رد عليه الإمام): (“فأين فرائض الله، وما بال من جحد الفرائض كان كافراً” .

(****) بعد هذا التوضيح نعود الى أجواء الآية المباركة .. إذ أردنا أن نقضي على الفساد و بؤره في المجتمع يلزم علينا أن نعرف الفساد و أسبابه، لنتمكن من محاولة الحل من الجذر، و الا كان العمل هباءً منثورا.وقد أعطانا القرآن الكريم تصوّراً متكاملاً عن الانحراف و نتيجته من الهلاك. و من تلك الأسباب:

أولا : البطر في المعيشة، قال تعالى: (و كم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها)لان البطر يوجب عدم رؤية شيء سوى المادة . واللذة وهذا يتبعه فساد عظيم حيث يكون الحصول على المادة من أي طريقة كانت .. حلال وحرام وهذه تدمر الاسرة والمجتمع . وتجعل المبطر يتجاوز على المال والاعراض والدماء ..وحين تتحقق النعمة والمادة عند الفرد المبطر فانه يعتبر ذلك حقا من حقوقه لانه متكبر ويعتبر ما استحوذ عليه حق من حقوقه ..خاصة ان من اقرب التعريفات للبطر هو ( البطر التكبر عند حلول النعمة . بطِر النِّعمةَ: استخفّها وكَفَرها ولم يَشْكُرها {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}. لا بد ان تاتي الهلكة والانتقام .. وحين يتحكم الجحود في النعمة الحلال .. ويتحكم في عقل الناس البطر .. تصل الحال الى ” بطِر حقوق الناس وعدم الاهتمام لمصير الفقراء والاستحواذ على المال بالقوة او بالقانون الوضعي .. عندها تشتغل السماء لتنتقم من المبطر وهو المتكبر على الحق الْحَقِّ وخاصة حقوق الناس ).

ثانيا الفسق في الدين : قال تعالى: “{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا }{الإسراء/۱٦} ، إنّ اللّه لا يأمر بالسوء والفحشاء فكيف يأمر بالفسوق؟ فهل أنّ اللّه يقصد : « أمرّنا » ففسق المترفون { فَفَسَقُواْ } ، { فَحَقَّ } ، { فَدَمَّرْنَاهَا } على الترتيب .

في احدى البرامج التلفزيونية لبرامج المسيحية يتّهم البرنامج الدين والقران وليس « القرية .. فيقول لا ذنب لهم ؛ لأنّ اللّه أمرهم ، ثم عذّبهم . (و إذا أردنا أن نهلك قريةٌ أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول) .. وقال تعالى:(ان الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها و جعلوا اعزة اهلها اذلة و كذلك يفعلون ).

مقدمة للجواب :ــــــــ { الملكية والاستبداد منشأ للفساد و الذلة } ، لأنها تجمع مصادر القوة أولا .. ويتقدم المتملقون ,…. ثم (يبعدون وينحّون المخلصين والشرفاء كي يتعاملوا بالرشوة) ،

ما رأي الإسلام بالرشوة والفساد المالي , ونتائجه ..( الرشوة هي كل مال يُدفع لذي جاه أو منصب لقضاء حاجة بالحق او الباطل .. والرشوة هي التعامل الذي لا يحل وتنقسم الرشوة الى عدة اقسام ..

**أولًا: الرشوة التي يصل بها صاحب الحقِّ إلى حقِّه، وهي رشوة لا يمكن لصاحب الحق أن يصل إلى حقِّه إلَّا بها، هذه محرَّمة على من يأخذها لا على من يدفعها.

ثانيًا: الرشوة التي يدفعها الإنسان مقابل أن يأخذ حقَّه وهو قادر على أن يأخذه من دون أن يدفعها فهذه الرشوة محرّمة على الطرفين.

ثالثًا: الرشوة التي يدفعها الإنسان خوفًا على نفسه (من أي خطر)، فهي حرام على الآخذ وهي من الكبائر التي يقترفها .. وتعتبر من اموال الحرام التي ياكلها وغير محرمة على من يدفعها. لانها سبب دفع البلاء عنه او ايجاد فرصة عمل .

رابعًا: الرشوة التي تُدفع لتسوية أمر ما مع السلطان، وهي أيضًا تحلُّ للدافع وتُحرّم لمن يأخذها، وصورتها هي الرشوة المحرمة على الآخذ والمعطي، كالرشوة التي تعطى للقاضي ليحكم له. ويأثم المعطي في إعطاء الرشوة على ذلك الوجه، ولو كان محقًّا في دعواه، ويأثم القاضي إذا حكم لذلك الرجل بناء على الرشوة التي أخذها، ولو كان الراشي محقًّا في دعواه، ويكون ملعونًا…

( قصة المرأة مع أمها في تكملة معاملة التقاعد وعلاقة المعقب بالموظفات وكيفية توقف الراتب مرة ثانية)( هناك جرائم كبيرة يقوم بها الكبار وتلقى براس ضحية وينتهي الامر.. هذا الظلم لا يتركه الله .( هنا ليس رشوة بل كارثة على الناس).

يقول تعالى {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، فطلب الرشوة إذاً حرام، وقبولها ودفعها حرام، كما يحرم عمل الوسيط بين الراشي والمرتشي. لو كانت الرشوة يتوصل بها صاحبها إلى ما ليس له،

** وأما الرشوة التي يتوصل بها المرء إلى حقه، أو إلى دفع ظلم عنه أو ضرر، فإنها جائزة عند الجمهور، ويكون الإثم فيها على المرتشي دون الراشي ..

عن علي (ع) قال : قد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام، وإمامة المسلمين البخيل… ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع … ويصف رسول الله (ص) الرشوة بالسحت – فيقول : يا علي! من السحت: (ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر الزانية، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن ) الإمام علي (ع): يقول: ” في قوله تعالى: أكالون للسحت ” هو الرجل يقضي لأخيه الحاجة ثم يقبل هديته .. والسُّحْتُ : ما خبث وقبح من المكاسب، فلزم عنه العار، كالرِّشوة ونحوها ..

أمَّا حكم الرشوة في الإسلام فهي كبيرة من الكبائر كونها باب للباطل، وهي اشهر نوع من أنواع أكل مال الحرام فلذلك حذّر الإسلام منها ومن كلَّ أشكال تداولها، جاء في الحديث عن رسول الله(ص) قال: “لعن رسولُ اللهِ الرَّاشي والمرتشي” ..

( حكم المال في الإسلام) رأي الإسلام انه لا ملكية حقيقية في الإسلام للإنسان بالمال , بل له ملكية اعتبارية لان المالك الحقيقي هو الله) .. وملكيتنا تزول بعدة أسباب موت او فقدان او خسارة .. فتسمى ملكية اعتبارية .” ” الاعتبارية مصطلح يعني اشياء معنوية اعتباريَّة: كشخصيَّة معنويّة ليس لها وجود خارجيّ محسوس وملموس ، ولكنَّه موضع اعتراف القانون والمجتمع والمؤسّسات والشَّركات.. .

غير ان البطر هو من يشعر انه صاحب حق جهادي او علمي أو بحكم وظيفته يعتبر ذلك حقا . فيقوم بذل الناس وفسادهم .ـولا يمكن القضاء على نتائج الفساد الا عبر التغيير في الواقع، ما دامت الأسباب مستمرة فالمسببات أيضاً مستمرة،قال تعالى: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).و ينبغي في عمليّة الإصلاح مراعاة عدة أمور للوصول إلى الهدف:

أولاً: نزاهة المصلحين : يتوجب في المصلحين النزاهة، و إلا فإن كلامهم يفقد أثره، بل يكون تأثيره عكسيّاً حيث إن الناس يقولون لو كان الكلام صحيحاً لعمل قائله به.

وقد نهى القرآن عن الـــقول من غير عـــمــــل واعتبره مـــقــتـــاً (لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)..

ما هي مظاهر الفساد وعوامل استمراره …؟ وكيف تكون الدولة الفاسدة؟

الجواب :الدولة الفاسدة هي التي فيها كثير من الأموال التي يجب أن تذهب من أجل التنمية للناس تجد نفسها إما تذهب لأغراض شخصية تخدم (الخادم) أو في ملاذات آمنة خارج البلاد ( بنوك خارج البلاد) وتكون هذه البنوك محمية من دول عظمى .

*** هذه الأموال : تكون لمتنفذين اختلسوا هذه الأموال،ووضعوها في بنوك خارج بلادهم لتكون في مامن . لا يمكن لاحد الوصول اليها ..بل عدم معرفة حجمها وارقامها .. وهذه البنوك في عالم الفساد تسمة” ملاذات امنة “.

**وهناك نوعان من الفساد، القسم الاول :أموال تختلس من قبل القادة والموظفين رفيعي المستوى والقسم الثاني .. تكون لهم شركات مسجلة باسماء اخرين , تشتري من خلال الرشا عقودا وغالبا عقود كبيرة، هذا هو جانب.

** الجانب الآخر : يسمى (الفساد المتدني حيث يطلب رجل دولة سواء موظف مدني او عسكري .. يريد رشوة مجرد دخولك في شباكه ومراجعته .اما اذا وقعت في خطأ فيعتبر انه سيد القانون .والنوع الاخر …إن أردت رخصة سياقه أو تملك سيارة أو أن تبدأ عملا تجاريا صغيرا عليك أن تدفع الأموال .. وكذلك الاعمال التجارية في الكمارك والمواني والمنافذ الحدودية . لا يمكن أن تنجز اعمالك إلا أن تدفع مبلغا ماليا .ومن يدفعون هذه الرشا غالبا ليس لهم دخل عالي ..وغالبا ما يدفعونه وهو نسبة من دخولهم حتى يمكنهم المعيش في بلد المسلمين ..

******* ما هو موقف الإسلام من الفساد ..؟ وهل يترك الله الفاسدين في الأرض دون عقاب ..؟ وكيف تحل الكوارث .؟ لماذا يكون العقاب جماعي ..؟ يقول تعالى :.. ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون.) ..

يذكر القران نموذجا في قصة هود(ع) وقومه وهم عاد. قوله تعالى: “كذبت عاد المرسلين” قوم عاد من العرب الأوائل كانوا يسكنون الأحقاف في جزيرة العرب لهم مدن وأراض خصبة و ديار معمورة فكذبوا الرسل و كفروا بأنعم الله (وطغوا فأهلكهم الله بالريح العقيم و خربت ديارهم و عفا آثارهم)..

* جاء في كتاب كمال الدين واتمام النعمة ، و روضة الكافي، عن الباقر(ع) قال نوح :”إن الله تبارك و تعالى باعث نبيا يقال له هود ويدعوا قومه إلى الله فيكذبونه وإن الله سيهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به ويتبعه فإن الله ينجيه من عذاب الريح. وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية في رأس كل سنة يكون يوم ذلك يوم عيد لهم ينتظرون فيه بعث هود بالرسالة ..

لما بعث الله هودا(ع) نظروا انهم اصحاب اموال كثيرة وعلم ومدارس علمية وكانوا ينتظرونه وحين بعث هود قالوا هذا من علمنا انه سياتي نبي اسمه هود .وقد بشرنا به نبينا نوح (ع) فصدقوه وآمنوا به واتبعوه فنجوا من عذاب الريح،..وهو قول الله تعالى:”و إلى عاد أخاهم هودا” وقوله: “إذ قال لهم أخوهم هود أ لا تتقون”.

– تشير الآيات إلى إجمال قصة صالح (ع) و قومه و هو من أنبياء العرب و يذكره القرآن بعد هود (ع). وهو قوله : “كذبت ثمود المرسلين “. هنا بدأ الانحراف في المجتمع الذي يتمتع بالخيرات كما في قوله تعالى:”في جنات و عيون . الخ؟

بيان تفصيلي للخير الذي عندهم اضافة لبناء البيوت والمدن.. “و تنحتون من الجبال بيوتا فارهين” قال الراغب: الفره -أي حاذقين يعطي جمال وابهة البناء , وهذا من اثر النعمة .. هنا بدأ الانحراف والاسراف والفساد والظلم الاجتماعي يبينه القران بقوله تعالى: “و لا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون” الظاهر بالأمر هذا النهي ( ولا تطيعوا” لانهم ظلموا بعظهم بعظا طاعة للفاسدين وتابعوهم في أعمالهم و سلوكهم , فانحرف المجتمع كله. المراد بالمسرفين هو حال أشراف القوم و عظماؤهم المتبوعين و الخطاب للعامة التابعين لهم و أما قادة المجتمع فقد كانوا مأيوسا من إيمانهم و أتباعهم للحق. بالمقابل قال: “و ما كان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون”: و قال: “أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”.. ويقول ” لان شكرتم لازيدنكم “.

خطب امير المؤمنين (ع) كما في نهج البلاغة،:” أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا و السخط ( يعني يتكتلون جميعهم اما بالرضا او بالسخط ) ثم قال:” إنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه: “فعقروها فأصبحوا نادمين”.ولكن بعد ان اختلط الحرام باجسامهم واولادهم واعراضهم .

*** ما هي تاثيرات لقمة الحرام على حياة الانسان؟

لا شك في أن للطعام و الشراب آثاراً صحية وروحية ومعنوية كثيرة غير قابلة للإنكار سواءً علمنا بها أم لم نعلم، فمن يأكل طعاماً طيباً وطاهراً حلالاً ليس كمن يأكل الطعام الخبيث و النجس و الحرام قطعاً، ذلك لأن لطيب المأكل و المشرب و حليتهما أو حرمتهما آثاراً كثيرة على حياة الإنسان ، بل تتعدى أثارها إلى غيره أيضاً أو تنتقل إلى ذريته. وتحل عليه نقمات يذكرها الرسول (ص) وأهل البيت(ع).منها.

1. عدم استجابة الدعاء : الطعام و الشراب المكتسب حراماً، أو المحرم في الشريعة أكله أو شربه يشكل مانعاً لاستجابة الدعاء مهما ألح الإنسان في دعائه و تضرع إلى ربه. رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (ص) َهُ قَالَ: “طيِبْ‏ كَسْبَكَ‏ تُسْتَجَبْ دَعْوَتُكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَى فِمهِ حَرَاماً فَمَا تُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً” … وَ قَالَ (ص) .

قالَ اللَّهُ تَعَالَى‏: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ ﴾، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَقُولُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَ مَطْعَمُهُ مِنْ حَرَامٍ وَ مَكْسَبُهُ مِنْ حَرَامٍ ٍ، فَأَنَّى‏ يُسْتَجَابُ‏ لِهَ، وَ أَيُّ عَمَلٍ يُقْبَلُ منه، وَ هُوَ يُنْفِقُ فِيهِ مِنْ غَيْرِ حِلٍ‏”.

رُوِيَ عَنِ الْأَئِمَّةِ (ع) أَنَّهُمْ قَالُوا: “مَنْ‏ حَجَ‏ بِمَالٍ‏ حَرَامٍ‏ نُودِيَ عِنْدَ التَّلْبِيَةِ لَا لَبَّيْكَ ولَا سَعْدَيْكَ” ويكون اهل الحرام اصحاب قلوب عجاف كالحجر لا يتورعون سفك الدم , وعدم احترام أي محترم .. سالت زينب العقيلة(ع) الحسين كيف ضربوك.؟ قال لقد ملآت بطونهم من الحرام ..ناهيك ان الطعام يبني الجسم , فيكون كل جسم الإنسان من الحرام .. اما اذا اكل حراما وتكون الطعام مادة منوية . فأبناءه أبناء حرام . ومن اسوء نتائج اللقمة الحرام انها يكون فيها تأثير سيء على الذرية: رُوِيَ عن الإمام الصادق(ع) أنهُ قَالَ : ” كَسْبُ الْحَرَامِ يَبِينُ‏ فِي‏ الذُّرِّيَّةِ” ….

ــــــــ الناظر الى الناس يرى (حقيقة كم من الناس يربحون الكثير ولكنهم يعيشون في فقر وبلاء وضيق وأمراض وانحراف بابناءهم) ..من هنا لا بد ان نعلم ان القران الكريم يقول” أن صلاح القلوب لا يكون إلا بصلاح المطعم و المشرب” ( والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا ..والنبي(ص) يوضح لنا أن صلاح الأعضاء بصلاح القلوب و صلاح القلوب بصلاح المطعم و المشرب .

عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سمعت من سمع رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: ” الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا ُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ”.

وكان يخطب على منبر المدينة :” قال: ((يا أيها الناس، إنَّ الله طيبٌ، لا يقبل إلا طيِّبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثمَّ ذكر الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفرَ، أشعثَ أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومَطْعَمه حرامٌ،ومَشْرَبه حرامٌ، ومَلْبَسه حرامٌ، فأنَّى يُسْتَجَابُ له,

** الثانية التي تهم المجتمع .. ان الله يرفع البركة من اموالهم وارضهم وابناءهم ورزقهم .. ويرفع منهم الامن فيكثر فيهم القتل والدماء .. ويتقدم الرويبضة فيهم .. وهو السفيه الذي يتحدث في امور العامة .. ومن اخطر الحالات بالبلاء هو أنَّ الله لا يقبل أعمالهم الصالحة التي أنفقوا عليها من الأموال المحرَّمة؛ لقوله(ص) (إن الله طيِّبٌ، لا يقبل إلا طيِّبًا).فيعاقبهم على المال الحرام، ويحاسَبون عليه يوم القيامة؛

***ـــــــ عن الامام الحسن بن علي (ع) قال لجنادة احد اصحابه يا جنادة ، استعدَّ لسفرك ، وحصّل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك . ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه ، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك . واعلم أن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب ,.. تقول خَوْلَة الأنصارية أنَّ النبيَّ(ص).. قال: ((إن رجالاً يتخوَّضون في مال الله بغير حقٍّ؛ فلهم النار يوم القيامة). وعن جابر بن عبد الله الانصاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ(ص) قَالَ : ” لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، أي : من حرام “قال سفيان الثوري: “مَنْ أنفق الحرام في الطاعة، فهو كمَنْ طهَّر الثوبَ بالبَوْل، والثوب لا يَطْهُر إلا بالماء، والذنب لا يكفِّره إلا الحلال”.

***** اخيرا يصل المجتمع الى عدم قدرته واستعداده للتغيير .

الإصلاح لا يمكن أن يكون دفعة واحدة، بل ككل أمور الكون يكون بالتدريج و شيئاً فشيئاً، التغيير لا يكون كالانقلاب . المصلح يجب عليه أن يراعي حالة التدرج، فيكتشف في طريقه الخامات التي يمكنه الإعتماد عليها في عمليّة الإصلاح..ولا بد من وجود قائد مؤمن بالأصلاح .. قال الحسين (ع) ” انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي لامر بالمعروف وانهى عن المنكر “.

لذلك الإسلام حاول ان يهتم بالشباب وان يحافظ على أموالهم من خلال الحجر عليها خوفا من الضياع , وكذلك حافظ الإسلام على الأموال والأعراض والدماء .. ووقف اهل الباطل ضد هذه المشاريع العملاقة , ليحققوا مصالحهم الدنيئة .. لذلك أي صراع موجود اليوم هو بين الحق والباطل .. بين التشريع ومن يقف ضد التشريع .. هنا تظهر حقيقة الناس ومعادنهم ..

كان مع الحسين رجال حملوا الاسلام في قلوبهم .. حبيب عابس الشاكري .. وطفل كان يطرب نفسه بقوله { اميري حسين ونعم الامير } والنصراني : عبد الله بن حباب الكلبي : ان تنكروني فانا ابن الكلبي.. سوف تروني وترون ضربي ..

**** امر الحسين {ع} أصحابه ان يخرجوا نساءهم من المعركة .. كان مع علي بن مظاهر زوجته .. لما ذهب اليها ليخرجها استقبلته وبعد حوار عرفت انها معنية بالمغادرة رجعت داخل الخيمة وضربت رأسها بعمود الخيمة وقالت يا ابن مظاهر ما أنصفتني .. اتريد ان اترك زينب وحدها … انتم تنصرون الرجال ونحن ننصر النساء

ردّ لـلـشّهيد وعـبـرته بـخدّه يـهلها قـلّه وحـب إيـده يَـبن سـيّد رسـلها

مــا قِـبْلت الـحرّه نـوصّلها لاهـلها تـفـضّل مـواسـاة الـحريم الـهاشميّه

يا ريت كل أولادنا فدوه لرضيعه …. وإحنا فدايا اللي انذبح بجنب الشريعة

والله انفجعتي فاطمة الزهراء فجيعة….. في يوم واحد فاكده سبعين واثنين

……………………………………

أحدث المقالات

أحدث المقالات