قدست يومك والملائك خشع **** لك والسماء عيونها إذ تدمع
والأرض ترجف إن وثبت على العدا**ورؤسهم ذلت لعزك تخنع
يا سيد الشهداء أنت لصبحهم***شمس ورغم الدهر أنت المبدع
وزعيم أحرار الحياة وكلهم** *صاغوك في الأحداق نصبا يلمع
ومعلم الدنيا الإباء وزارعا* ***في أفقها الداجي صباحا يمرع
ومخوف للآن الحتوف وفتكها*****فإذا هدرت فكل موت يفزع
فالسيف يسجد إن لمست شفاره***وصلاته في قبضتيك تخشع
زينب لفت يم حسين… لـــــــــــچن گابعه بالهم..تـگله حسين يبن امي … عليـــمن هالفزع ملتم ..تعنت ليه للخيمــــــــه … وتفجر الصخر ونتهـا.. طبت كعدت اگبالــــــه … وعالخد تهل دمعتهـــا.. تـگله اعليك ضلع امك المظلومه او مصيبتها …هلوادم لفت شتريد … شـــــحنت كل فجاج البيد.. النا لو لعند يزيد …. وأشوف ابكثر عج الخيل…وادي كربلــــه غيم… ينور العين سولفلي عليمن تجر هل رايات.. واشوف الزلم عن الخيل تنزل فوك المسناة .. كلبي بوجل يبن امي عليك وعل هواشم بات.. ينور العين سولفلي .. كلبي خايف على اهلي .. هم وحده ابتلت مثلي.. عسن لا جيت للكوفة .. ولا هل شهر المحرم ..
اويلي من سمعها حسين هل وسالت دموعه .. يـگلها أخاف أسولفلـچ… او وجهـچ ينخطف لونه.. لـچتلى او چتل أهل بيتي… يختي الـگوم يردونــــه. بزينب لا تنوحيني. . فوگ الثره امـگطعيني .. وعينج عاليتامه النــــــــار لو شبت بالمخيــــــــم… تـگله ألكاتبك يحسيــن… من هالناس چـا وينه.. يـگللها ينور العيـــن… كلها انـگلبت أعلينه.. تـگل له حمل اضعونك … او سدر للوطن بينه..يـگل لها ما يخلوني…أسدر بعد بضعوني.. نيتهم يـچتلونـــــــي…ولابد ما تشوفينــــــي..او شيبي يـگطر امن الدم.
** وَسامَتْهُ يَرْكَبُ إحْدى إثْنَتَيْنِ – وَقَدْ صَرَّتْ الحَرْبُ أسْنانَها ..فَـإمّـا يُـرى مُـذْعِناً أو تَموتَ – نَفْسٌ أبا العِزُّ إذْعانَها… بجحافل غطى الفروج وغيطانها
وطا الوحشَ إذ لم يجد مهرباً … ولازمت الطيرُ أوكانها… شاعر اخر يصف هذه الليلة بقصيدة منها : جاءت وقائدها العمى ..إلى حرب الحسين يقودها الجهلُ ..بجحافلٍ في الطفّ أولها .. وأخيرها بالشام متصلُ..ملأ القفار على ابن فاطمة ..جندٌ وملأ صدورهم ذحلُ.
ــ نعيش الليلة مع تفاصيل الحوادث في كربلاء. نستقرأ عن الغاية التي من اجلها حضروا الى كربلاء. كل طرف يحمل هدفا يريد ان يحققه الجميع مشغولون تفصلهم ساعات قليلة عن فجر يوم العاشر.رغم ما كتبه الحاقدون الا انهم لم ينكروا ان الجمع الذي يقوده الامام (ع) كانت غايتهم ان يكتبوا أسماءهم في سجل الخالدين ويبينوا ان الحقوق لا يمكن ان تتحقق الا بالدماء.
/ ايها أبا الأحرار أي كريمة.. تبني الخلود، وليس منك لها أب.. أنت الذي أعطيت ما أعيا الورى..تصديقه، ووهبت ما لا يوهب.. ووقفت للتيار تشمخ هادرا..سيان أغلب موجه أو يغلب…دوى بآذان الزمان هديرك الصافي.. وضاءت من سناه الأحقب.. وتركت للأجيال حين يلزها.. تعب السرى ويضيق فيها المهرب..جئت الضحايا من بنيك تريهم..أن الحقوق بمثل ذلك تطلب..
كانت ليلة ثقيلة على الجيش الأموي ,كونهم يعلمون ان مجيئهم الى كربلاء لارتكاب جريمة ضد ال بيت رسول الله(ص) لان المجرم يشعر بالدونية بسبب( الدونية), فتحولوا الى مجرمين بكل تفاصيل الاجرام , كلهم بلا استثناء حاقدون بسبب الحسد الذي تحول الى عداوة ثم انتقام.. وقد عبر احدهم عما في نفوسهم فقال:(نحن قتلنا عليا وبني علي بسيوف هندية ورماح، وسبينا نساؤهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح).
وللدونية ظواهر وانعكاسات ,لا يتورع بإيذاء الاخرين بدون سبب ولا معرفة مسبقة بينهما.. عادة من يحمل عقدة الدونية يكون (تابع) غير متبوع ,واذا وصل الى موقع القرار , فان الكارثة ستحل بالأمة .هذا جلب على الاسلام الويلات الى يومنا , مثل هارون العباسي المنحرف يسجن الامام موسى بن جعفر(ع) ويحرم الامة من مؤهلاته وطاقاته.
** كل المرتزقة ينفذون مشاريع المنحرفين ويعرفون ان لا بقاء لهم الا ببقاء المنحرفين فيحافظون على الخليفة المنحرف بدمائهم وارواحهم , ولا يخرجون من المعارك الا بسد رمقهم..كل قاتل مرتزق ينظر الى ما يرمي اليه رب نعمته من فتات طعامه.انظر الى قائلهم :)املا ركابي فضة ام ذهبا * أنا قتلت السيد المحجبا.. قتلت خير الناس اما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون النسبا. ** لذلك تطوع عدد كبير من الكتاب التابعين للنظام ان يرموا جريمتهم على شيعة العراق) فكتبوا ان الذي قتل الحسين(ع) هم من شيعته الذين كاتبوه .. لننظر الى هوية الجيش وانتسابه الى أي جهة ينتسب.
.. قبل البحث في هويات المنتسبين , لنستمع الى الحسين (ع) يخاطب قاتليه بصريح العبارة: قال لهم:( ويحكم يا شيعة أل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد كونوا أحراراً في دنياكم ,وارجعوا الى أحسابكم ان كنتم عرباً كما تزعمون).وهذا دليل انه لم يعاتبهم كونهم شيعة ابيه او شيعته. حدد انتماءهم” شيعة اب ابي سفيان” وابو سفيان ميت ولكن الجيوش التي جرت لقتال النبي(ص) كان يقودها ابو سفيان, وبقي الفكر لابي سفينان ينتقل للاجيال الى يومنا هذا.!!
النص الثاني: يشهد ابن تيمية في كتاب ” منهاج السنّة النبوية ” ج4 ص 368 الذي صرّح بأنّ قاتلي الإمام الحسين(ع) هم من النواصب .
ثالثا: تصريح القوم كلهم بأنهم يقاتلونه بغضا لأبيه ، وهذا دليل صارخ على عدم تشيعهم :(إنا نقتلك بغضا لأبيك).
رابعا: في خطابهم لبرير بن خضير الهمداني جاء في خطبته نص قال فيه (وذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه قد حيل بينه وبين ابن رسول الله افجزاء محمد هذا.؟) فقالوا: ليعطش الحسين كمن عطش من كان قبله ويعنون عثمان بن عفان.
ــــ واقع الكوفة السياسي والاجتماعي:. في أمالي الطوسي(ص667) عن الصادق(ع)قال: سألته عن صوم يوم عاشورا فقال: ذاك يومُ قُتِلَ فيه الحسين (ع) فان كنت شامتا فصم.ثم قال: إن لآل أمية(لع) ومن أعانهم على قتل الحسين” من أهل الشام نذرا إن قتل الحسين” وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا يصومون فيه فصارت لهم سنة إلى اليوم في الناس، واقتدى بهم من يحبهم .
**رواية الكافي ان الذي قتل الحسين(ع) هم اهل الشام، الموالون لمعاوية زمن صفين. نقل معاوية سكنهم الى الكوفة وسكنوا دور الموالين لعلي(ع)الذين ابعد معاوية عوائلهم الى خراسان. وذكر الطبري بقوله :كان معاوية شديدا على اصحاب علي(ع) فاخرج الشيعة من الكوفة والبصرة ممن قاتل مع علي(ع) يوم الجمل وينزل في داره انصاره من اهل الشأم والبصرة وأهل الجزيرة (وهم الذين يقال لهم النواقل في الأمصار).
قال البلاذري في فتوح البلدان ج (3) ولى زياد بن أبيه الربيع بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان، وحول معه من أهل(الكوفة والبصرة) خمسين ألفا بعيالهم ). وفيهم من الصحابة وأسكنهم دون النهر هو نهر الدَّانُوب ثاني أطول أنهار اوربا يلقب نهر العواصم لكثرة الروافد فيه .وينبع من الغابة السوداء فى المانيا و يمر بعواصم اوروبية قبل أن يصب فى البحر الاسود.(اذن الشيعة كانوا يعيشون تحت الظلم والطغيان الاموي) واذا بقي في العراق شيعة فان السلطة كانت بيد الاموين واتباعهم . كانت خطة معاوية بعد شهادة الحسن (ع) بخطين الاول: ملاحقة الشيعة في كل بلدة، وتصفية جميع من قاتله في صفين وقبلها من قاتل في الجمل والثانية : وتفريغ العشائر الكوفية خاصة من الشيعة وابعادهم الى ايران وملئها بشيعة ال ابي سفيان من عشائر اهل الشام: ــــــــ ولذا كثر الكلام عن قتلة الحسين(ع) في واقعة الطف 61هـ واتهم المؤرخون شيعة اهل البيت(ع) من أهل الكوفة بقتله وهذا بعيد عن الحقيقة ..
لنتصفح التاريخ بعيدا عن التطرف والطائفية ومن باب الانصاف وندقق بتمحيص ما نقله اهل المقاتل من حوادث,لوجدنا ان الناقل اقل ما يقال عنه انه زور الحقائق ولم يكتب الحقائق .بل اعتمدوا على عناصر شاركت في القتال كحميد بن مسلم الذي كان مقاتلا وتحت أمرة ابن زياد .
اكبر كذبة الصقت بثورة الحسين (ع)ان عدد انصار لحسين(ع) (78) مقاتل فقط من أهل بيته وشيعته وانصاره.. لم يذكروا القادة الذين قاتلوا خارج مدن كربلاء, واكتفوا ان الثورة الحسينية تبدأ من عدم مبايعة الحسين ليزيد , اذا كان ذلك صحيحا كما يزعمون لماذا هيأت السلطة الشامية الاموية . جيوشا جرارة وكتائب كبيرة وخوارج ومرتزقه من غير بلاد المسلمين والعرب لا سبيل لعدهم أو أحصاء عدتهم ؟؟, فمن غير المعقول ان هذا الجيش الجرار والقادة والسلاح والعمل الاستخباري وجمع المعلومات اعدوا لملاقاة نفر قليل من اهل البيت (ع) وشيعتهم .
وذكروا ان المعركة لم تدم إلا ثلاثة ايام وفي احدى الروايات ساعات محددة من يوم العاشر. هذه الحقائق كانت مخفية ولم يعرف الناس المقتل الا من خلال مقتل ابي مخنف . والحقيقة غير ذلك. لان المعركة بدأت في اليوم الثاني من محرم. وحوصر الحسين بجيش الشام يوم العاشر وقتل بعد صلاة الظهر.
اذن الحقيقة غائبة والمصداقية معدومة بحقد وتخطيط اعلامي خطط له بأيادي خبيرة, وقلوب مملوءة بالكره وتهديم سمعة الشيعة. محبون ال محمد(ص)واختصارا للأمر وبيانا للحقيقة اذكر اسماء ممن شاركوا بمعركة الطف وتلطخت يدهم بدم الحسين واصحابه: وهم
01عبيد بن زياد : قائد الجيوش الزاحفة نحو كربلاء. روايات تشير ان لسانه فارسي .. وورد عليه اللعن بزيارة عاشوراء.
02عمر بن سعد بن ابي وقاص كان ابوه حاكما على جزيرة الفرات ايام المناوشات ضد حكومة الامام علي(ع) من قبل معاوية نصبه بهذا المنصب لأنه لم يبايع الامام بسبب مصالحه الشخصية .. ثم طردوه من وظيفته بعد وصول معاوية للحكم لذلك طمع ابنه عمر بميراث ابيه واوكلوا له قيادة الجيوش في كربلاء وتعويضه بملك الري(طهران).
03شمر بن ذي الجوشن :فارسي من الاهواز ومن قبيلة هوازن لا كلبي ليس لديه أي قرابة بلعباس بن علي كان ابوه نديما لكسرى فالبسه جوشنا فسمي بن جوشن.والجوشن معناه الدرع الذي يقي الصدر. دون الظهر.
04حرملة بن كاهل : قائد فرقة قادمة من اوزباكستان شاركت في قتل الحسين وانصاره . واغلبهم من النشابة وهي سهام صغيرة ضربوا بسهمهم عين العباس ونحر عبد الله الرضيع .. فهولا أسدي ولا عراقي .
05الحصين بن نمير السكوني الحمصي : من حمص قاتل في صفين وهو قائد (الفرقة الرومية) لا تميمي ولا عراقي اصلا . اما الكتائب :
اولا :الكتيبة الحمراء (الديالمه) وهم حاشية وحماية ابن زياد الذين جاءوا معه من البصرة الى الكوفة واستلموا قيادة الكوفة.
ثانيا: القوات التابعة للسلطة في الشام..
ثالثا: الأساورة : وهي قوات فارسية,اعيد تشكيلها بعد هزيمتها في ذي قار بقيادة الهامرز .اطلق على من بقى من جيشه اسم الاساورة. هؤلاء شاركوا في معركة كربلاء .رابعا: كتيبة الزط : مرتزقة الزط هم جماعات بشرتهم سوداء، أصلهم من الهند. نزحوا في عصر ما قبل الإسلام إلى فارس.ثم السبابجة والخوارج : وتاريخهم يشهد بعداوتهم لآل علي (ع).
وهناك قوات كان يقودها عمر بن سعد هي الفيالق من بخارى ايران وتضم كتائب عدة ومتلونة من مناطق اواسط اسيا ,وعدد كبير من المرتزقة : استعان بهم في ضبط الطرق لعدم وصول شيعة العراق الى كربلاء.
ـــــ من جانب اخر .. نذكر مشاهد تحدي الموت في هذه الليلة وما جرى في الطف: حفلت هذه الليلة بمواقف غاية في الأهمية كل موقف مدرسة للرجال .. وقف التاريخ الليلة يخط بشموخ جلسة جرت في جنبات مخيم الحسين{ع} صورة من أروع صور التاريخ .. ورد انه جمع الإمام أصحابه ليلة العاشر وطلب منهم أن يتركوه وحده، كونه مستهين بالموت وبإمكانه ان يقف وحده امام الجيش المرتزق المرعوب ، فقال لاصحجابه:
(اثني على الله أحسن الثناء، واحمده على السراء والضراء، الحمد لله الذي اكرمنا بالنبوة، وعلمنا القران وفقهنا في الدين وجعلنا لك من الشاكرين)، أما بعد فاني لا اعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً عني خيراً، إلا واني لأضن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، واني قد أذنت لكم جميعاً فانطلقوا (في حل ليس عليكم مني ذمام)، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً خيرا ,وتفرقوا في البلاد في سواد هذه الليلة حتى يفرج الله فان القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني ذهلوا عن طلب غيري).صار بعضهم ينظر لبعض، فنهضوا جميعاً وعيونهم تفيض دموعاً قائلين:(لا نفعل هذا؟ .لا أرانا الله ذلك أبداً). بدأهم القول أبو الفضل العباس وتابعته الفتية من أبناء الأسرة المحمدية، ثم التفت إلى أبناء عمه عقيل فقال لهم:(حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم) فارتفعت أصواتهم قائلين: ما نقول للناس؟ تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا ,ولم نرم معهم بسهم، ولم نضرب بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله لا نفعل، ابا عبد الله نفديك بأنفسنا وأهلينا، نقاتل معك حتى نورد موردك فقبح الله العيش بعدك). هؤلاء اهله وبنو عمومته.
هناك جماعة لا ينتسبون للحسين بالدم , ولكنهم ينتسبون بالعقيدة والحب لم يخطر في بالهم شيء اسمه موت ــ.اول من قام , مسلم بن عوسجة ودموعه تنحدر على وجهه وخاطب الإمام قائلاً:(نخلي عنك، وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله لا أفارقك حتى اطعن في صدورهم رمحي، واضرب بسيفي ما ثبت قائمه في بيدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك.. وتكلم سعيد بن عبد الله الحنفي قائلاً: (والله لا نخليك أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيا ثم احرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا افعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً).وقام زهير وقال:والله وددت أني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت حتى اقتل ألف مرة، وان الله عز وجل يدفع بذلك القتل عنك وعن هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
تحولت كربلاء من ذلك الموقف الى مدرسة للصمود والفداء . اعلنت مدرسة الحسين”ع” الليلة :الترحيب بالموت في سبيل الدين والمذهب فجزاهم الإمام خيراً، وأكد لهم جميعاً أنهم سيلاقون حتفهم فهتفوا ورفعوا اصواتهم بالتهليل وبارك احدهم للاخر هذا الموقف .. ارتفعت اصواتهم بشعار يمثل عقيدة (الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرفنا بالقتل معك، أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله؟)).قال محمد بن بشير الحضرمي وكان قد بلغه أن ابنه قد اسر بثغر الري، فقال :ما أحب أن يؤسر ابني وأنا أبقى بعده حيا، فاستشعر الإمام منه رغبته في إنقاذ ابنه من الأسر فأذن له قائلاً: أنت في حل فاعمل في فكاك ولدك، فقال: ابا عبد الله (أكلتني السباع حياً أن فارقتك.).
تحولت خيام الحسين(ع) الليلة الى ثورة وموقف ومدرسة مشرقة تجلت في كربلاء . تحولت خيام الحسين (ع) الى كعبة للاحرار تلوذ به قلوب الثوار. اصبحت كل مواقف الجهاد في الدنيا تقتات من موقف ثوار كربلاء واصبحت كربلاء نشيد الجميع، وفاض حب الموقف الى اليوم .
صورة من طقوس المجاهدين هذه الليلة:ترجم انصار الحسين الموقف الليلة الى مدرسة جديدة في الفداء ظاهرة سعيد بن عبد الله الحنفي هي ظاهرة فريدة في التضحية من أجل الحسين وخدمته . انه جعل نفسه درعا للإمام يتلقى الموت من خلال سيل السهام التي وجهها القوم للإمام مستغلين انشغاله بالصلاة, … هنا وجد سعيد فرصة حاضرة التضحية , أن يدفع عن الإمام الموت بنفسه ونحره.فصار يتلقى الموت على جرعات نبتت في جسمه عدة سهام . سهام تنغرز ببدنه فاعطى صورة للعالم كيف يكابر المجاهد بالموت ويختار الموت لنفسه ويدفعه عن امامه ..ولكن الموت كان يزحف في جسمه بذعر وتوجس , فلم يقدر أن يتحمل أكثر , لما انتهى الامام من صلاته, سقط سعيد على الأرض. أراد أن يتأكد أن عمله مقبول ,التفت للإمام وقال : سيدي أوفيت يا ابن رسول الله ..؟ لم يلتفت إلى السهام ولا إلى الجراح ونزف الدماء . فبشره الحسين {ع} قبل موته بلحظات: قائلا له : ” نعم أنت أمامي في الجنة وابلغ جدي رسول الله , وقل له إني تركت حسينا في الأثر ” أي استخفاف بالموت في هذه الليلة وآي فداء يحملونه وهل هناك دروس أعظم من مدرسة الحسين(ع).هكذا لون الحسين بثورة الفداء .. عابس بن شبيب الشاكري يرمي سيفه ودرعه فيخاطبه اصحابه اجننت يا عابس. فيجيب ان حب الحسين اجنني.. تكلم بهذا وهو بين صليل السيوف ورمي الرماح . إلقاء الدرع والمغفر حالة من حالات “التبرع” والتنازل عنها حتى يطمع العدو “الجبان” في منازلته أن يقاتلوا عابساً حينما تخلى عن كل آليات الدفاع ليسهل قتله ,فعابس اعطى صورة في الوقوع على الموت..
واضح التركي ظاهرة جديدة دخلت الدنيا من بوابة كربلاء حين سقط مضرجا بدمائه غشي عليه من شدة الضرب والطعن . عاد اليه وعيه فحس ان خدا وضعت على خده.. افتخر وتبسم وقال من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي.. ابحث في جميع سجلات الخالدين والعظماء وضع خطا تحت حالة تبسم وافتخر .. انه يقول للعالم ( ان حب الحسين جعلني الغي ذاتي ولا ارى ان اوافي الحسين الا بحياتي ودمي “..
ـــــــ قريب فجر ليلة العاشر خرج الحسين يستطلع الاكمات والمرتفعات , فسمع صوتا خلفه , سأله من هذا .؟ قال انا هلال بن نافع الجملي .. قال من أخرجك ..؟ قال : سيدي انا أخاف ان يغدر بك العدو .. قال : تريد حياتي , قال نعم .. قال له اذن انجو بنفسك اسلك بين هذين الجبلين , فوقع هلال على قدمي الإمام يقبلهما , وهو يقول :” سيدي سيفي بألف وفرسي بألف والله لا أتركك حتى يكلا عن جني ” فشكره .
ثم رجع الى المخيم فدخل خيمة العقيلة زينب فأثنت له الوسادة واجلسته وسالته: اخي ابا عبد الله هل قالت زينب لأخيها الإمام الحسين ع: «أخي هل اختبرت من نيات أصحابك ,أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة”. فقال الحسين(ع) اخيه بلوتهم لهثتهم فما وجدت فيهم إلّا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بمحالب امه .
سمع هلال فركض نحو خيمة حبيب يخبره بما جرى بين العقيلة والحسين من كلام فجمعهم حبيب وجاء بهم الى خيمة العقيلة ونادى. يا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة هذه سيوف فرسانكم ابوا الا ان يغمدوها في جماجم اعداءكم ..فقال الحسين (ع) لزينب قومي وكلميهم.
فوقفت بازاء الخيمة ونادت وعليك السلام يا عم يا حبيب انصفوني معرفة من انا , انا ابنة الضارب بالسيفين , انا ابنة الطاعن بالرمحين الله الله بنا يا مقضين الليل بالعبادة فسمع الهاشميون صوتها فخرج ابو الفضل العباس حافي القدمين مكشوف الراس ودخل على زينب واحتضنها وقال اتخافين وانا اخوك..
تكله انا خايفه وبشاربك لا تكول مدري .. انا خايفه ينهتك ستري .. يا عباس يا صيوان خدري .. يكلها وحك عيناج لا يصفر لونج . شحدهم يزينب يوصلولج.. انا اخيج وقرت عيونج..
ثم خرجت الى خيمة الحسين ونادت وا اخاه واحتسيناه.. : تعالي يا سكنة ويا ام ام كلثوم .. تعالن للبواجي وكثرة اللوم .. تراه اخوتي خطار اليوم . وباجر علينه العسكر يحوم ..