هــم الـقوم آثـار الـنبوة فـيهم***** تـلـوح وأنــوار الإمـامة تـلمع
مـهابط وحـي الله خـزان عـلمه *** وعـنـدهم سـر الـمهيمن مـودع
إذا جـلـسوا لـلحكم فـالكل أبـكم***وـإن نـطقوا فالدهر ، أذن ومسمع
أبـوهم سـماء الـمجد والأم شمسه* نـجوم لـها بـرج الـجلالة مطلع
ولا عـمل ينجي غداً غير حبهم**إذا قـام يوم البعث للخلق مجمع
ولـو أن عبداً جاء في الله عابداً****بـغير ولا (آل العبا) ليس ينفع
ما هو دور الامام الجواد (ع) في الحياة الاجتماعية والسياسية ..؟من المقدمات التي يلزم التنبيه لها أن أئمة أهل البيت (ع) جميعاهم أبواب مدينة علم رسول الله (ص)لا يختلفون في سعة العلم ، ولا تختلف أهدافهم ومواقفهم,إنّما الاختلاف والتنوع في الأدوار , حسب الظروف السياسية والاجتماعية والسلطوية التي تتحكم في مساحة تحرك كل إمام على الساحة الإسلامية، وفي صفوف الاُمّة.
** انبه على شيء ..! هناك دور مفروض للاَئمة (ع) في نصّ الشريعة الإسلامية ،هو صيانة الرسالة الاسلامية وتعميقها في الجماهير فكرياً وروحياً وسياسياً ثم المحافظة على حقيقة الدين من الانحراف.
وقد نجحوا في القيام بدورهم ,واستطاعوا الإبقاء على المعالم الدينية والحفاظ على هويتها الفكرية ..ومقاومة التيارات المنحرفة التي تشكل خطراً على الرسالة، هذا يبين إنّ الرسالة الاِسلامية تعنى بالإنسان فكريا واخلاقيا وعقائديا وتاخذ بيده في دنياه واخرته .
*** بعد هذه المقدمة نعود إلى سماحة إمامنا الجواد (ع) ونستلهم من فيض علومه واستقراء نشاطه العلمي خلال حياته القصيرة جداً، رغم التضييق والاِقامة الجبرية في بغداد ،إلاّ أن عطاءه ليس قليل نسبة إلى المدة التي عاشها (ع).
تعتبر امامة الإمام الجواد [ع] والنهوض باعباء الامة اولا واعباء الموالين لال البيت (ع) أعجوبة لم تعهدها الأمة الإسلامية. حين نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الرضا [ع] كان عمره تسع سنوات. وهذا أمر استدعى الاستغراب من قبل أتباع الإمام الرضا [ع] حين سئل عمن يخلفه، فأشار إليه وهو صغير. لكنهم عرفوا من خبر عيسى بن مريم وخبر يحيى بن زكريا عليهما السلام من قبل،كما ذكرهما القرآن الكريم لكن طبيعة الإنسان الركون الى المحسوسات, ويحكم على المألوف. لكنهم وجدوا آية الله حاضرة ناطقة، وجدوه رغم صغره لا يختلف عن ابائه واجداده.
ويبدو ان الضغط الحكومي على الائمة لتصفيتهم وهم في زهرة شبابهم فما ان قتل الامام الرضا . قتل الامام الجواد مسموما وعمره لم يتجاوز 25 عاما، حيث مات مسموما على يد زوجته التي سمته بتخطيط مع عمها الخليفة العباسي المستعصم.
ولذلك الإمام الهادي [ع] تولى الإمامة وهو صغير أيضاً ، لكن خبر تولي الإمام الجواد [ع] الإمامة وهو صغير انتشر ذكره، لأن سبب انتشار امامته صغيرا كان بسبب المناظرة في قصر الخليفة المأمون بين الإمام الجواد وقاضي القضاة يحيى بن أكثم..
أما المأمون، الذي اتجهت اليه أصابع الاتهام في قتل الإمام الرضا [ع]، حاول استقطاب ابنه الإمام الجواد [ع] واستمالته إليه، في محاولة لإسقاط التهمة وتبرئة ساحته من دم أبيه الرضا(ع). فقام باستدعاء الإمام الجواد من المدينة، وعرض عليه أن يزوّجه ابنته أم الفضل، أملا في أن تشفع له المصاهرة في نسيان دم أبيه. لكن قراراً كهذا جوبه بثورة من حاشية البلاط العباسيين بعث فيهم القلق على مستقبل العرش العباسي، بعد تجربة ولاية العهد لأبيه الإمام الرضا [ع] من قبل المأمون فحاولوا بشتى الوسائل إقناعه في العدول عن زواج ابنته للإمام ، لكنه لم يستجب لضغوطهم.
فتنازلوا بعض الشيء، ولكن طلبوا ان تكون بينه وبين قاضي القضاة مناظرة علمية. فإن فشل في الاختبار ،أخذ بمشورتهم. واذا نجح في الاختبار فله أن يمضي في قراره دون أن يكون لهم الاعتراض.وفعلا انتصر الامام علميا على يحيى بن اكثم الذي انبهر بسيل الاجبابات على سؤال واحد . هنا استغل المامون ذلك الانتصار لصالحه . فطلب من الإمام [ع] أن يسال قاضي القضاة ليمتحنه. فكان السؤال محيراً وأعلن القاضي عجزه عن الجواب وطلب من الإمام الجواب بنفسه عن سؤاله.رضيت الحاشية بالواقع الجديد على مضض، مترقبين ان يحدث للعرش انهيار،. وانتهى عهد المأمون، وتولى الخلافة أخوه المعتصم.
** لم يرق للمعتصم المكانة التي حظى بها الإمام الجواد [ع] سواء بين شيعته وأصحابه أو عند سلفه المأمون. لان العباسيين مغمورين لا يوجد فيهم من له سابقه في الاسلام , ولا يوجد عندهم أي مهاجر مع المهاجرين , ولا يوجد عالم منهم , ولذا يخافون ال بيت علي (ع) .
فظلّ المعتصم يعيش القلق لعروشهم العباسية. فلما وصل للخلافة ظل يتحين الفرص لقتل الإمام. وجاءته الفرصة مواتية حينما علم أن زوجة الإمام أم الفضل، ابنة أخيه المأمون، على غير وفاق مع الامام ، بسبب غيرتها من زوجته الأخرى ام الامام علي الهادي (ع) فطلب منها أن تدس السم إليه في العنب. ففعلت ذلك. وحينما رأت الإمام [ع] وهو يصارع الموت من شدة السمّ، ندمت على ما فعلت وانفجرت باكية .ودفن الى جوار جده الإمام موسى بن جعفر(ع) في الكاظمية بمقابر قريش.
ـــــــــــــــــ الإمام الجواد (ع) وجهاده في مواجهة الاحتواء..
تميّزت الفترة التي عاشها الإمام الجواد(ع) بعد استشهاد والده الإمام الرضا (ع) بهدوء سياسيّ نسبيّ، بعد أن تمّت تصفية الحساب بين الأخوين الأمين والمأمون بمقتل الامين وتفرّد امامون بالسلطة السياسيّة.
لما استقرت الأوضاع السياسيّة في بغداد،, تناهى إلى سمع المأمون أخبار أبي الامام محمد الجواد (ع)واحتفاء الناس به، وظهور كراماته وعلمه. أرسل المأمون خلفه استدعاه من المدينة إلى بغداد .ولهذا بدأ التحرّك السياسيّ للإمام الجواد(ع) من السنة التالية التي وصل فيها إلى بغداد، بعد أن أدّى مناسك الحجّ وعاد إلى المدينة، ليجمع أهل بيته وعمومته من الهاشميين لمرافقته إلى بغداد، وكان أول لقائه بالمأمون ومن تلك اللحظة بدأ الدورالسياسيّ، والاجتماعيّ، والعلميّ لحياة الجواد(ع) .
*الإمام في مواجهة المشككين ــ قبل الحديث عن الحياة السياسيّة العمليّة للإمام ينبغي التوقّف عند ثلاثة أمور سياسيّة، ترتبط بالإمامة بدءاً من زمن الإمام الرضا وصولاً إلى ولده الإمام الجواد عليهما السلام، وهي:
*الأول: التشكيك في خليفة الإمام الرضا(ع) لقد عايش الإمام الرضا(ع) في أخرسنيّ حياته الشريفة ظروفاً صعبة من الاشاعات كان يثيرها بعض الواقفة والانتهازيين للتشكيك في إمامته..! لعدم إنجابه الولد؛ ذلك أنّه كان مركوزاً في الذهنيّة العامّة للمسلمين أنّ من علامات الإمام المعصوم أنْ يخلفه إمام من صلبه، إذ لا تكون الإمامة في أخٍ أو عمٍّ أو غيرهما. وقد سُئل الإمام الرضا (ع): “أتكون الإمامة في عمٍّ أو خالٍ؟ فقال: لا، فقلت: ففي أخ؟ قال: لا، قلت: ففي مَن؟ قال: في ولدي، وهو يومئذٍ لا ولد له” لان الذين تبنوا الافكار من الحركات السياسية الشيعية طعنت بالإمامة علنا واتهموا الامام الرضا(ع) ومن بعده من الائمة.ـ
ــــ الواقفية، هم الجماعة الذين توقفوا عند إمامة موسى الكاظم(ع) حين وفاته، انكروا إمامة ولده علي بن موسى الرضا(ع) ،وقالوا إنّ الإمام الكاظم حيّ يرزق، وهو القائم من آل محمد(ص) وأنّ غيبته كغيبة النبي موسى عن قومه، ولم يمت إنما سيعيش في غيبة وسيرجع حينما يأذن الله له، وهذه الجماعة هم الذين يُدْعَوْنَ بالواقفة؛ لأنّهم وقفوا عند إمامة موسى بن جعفر (ع) خلافاً للشيعة الإمامية القائلون بإمامة الاثني عشر، ولم تكن هذه الفرقة ناشئة عن شبهة اعتقادية واقعية ,أو بسبب فهم خاطئ وصل اليهم فقبلوه ,بل غالبيتهم انطلقوا من رغبات مادية وعوامل دنيوية أثّرت في نفوسهم فانحرفت المادة بهم عن الطريق .
** بالمقابل كان الامام الرضا(ع) يقف بحزم أمام شبهاتهم, ويجيب جواب الواثق المطمئنّ من نفسه بأنّ الليالي والأيام لا تمضي حتّى يرزقه الله ولداً يُفرّقُ بين الحقّ والباطل. وهذا ما نفهمه من رواية محمد بن يعقوب الكلينيّ، قال: كتب ابن قياما (وهو واقفيّ معروف)إلى الامام الرضا(ع) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟ فأجابه أبو الحسن(ع) “وما علمك أنّه لا يكون لي ولد؟! والله لا تمضي الأيام والليالي حتّى يرزقني الله ذكراً يُفرّق بين الحقّ والباطل” .
ثانيا: محاولة إضعاف موقع الإمامة: وهذا الدور قامت به السلطة الاموية حيث سعى المأمون بكل قوة ودهاء واستغل سلطته في أن يضعف موقع الإمامة، وذلك ان يجعلها جزءاً من السلطة التابعة له،كي تستظلّ بفيئه وسلطانه. وهذا ما نفهمه من سياسته مع الإمام الرضا حين عهد اليه منصب ولاية العهد.والغاية الاخرى حين يضعف دور الامامة وتصبح تابعة للسلطة الاموية فان المامون سيكسب ودّ ورضا الشّيعة المعارضين باعتبار ان الامام اصبح جزئا من السلطة العباسية ..
وهذه الامنية فوتها الامامان الرضا والجواد ان يجعلا منصب الامامة الالهي تحت يد السلطة العباسية وغيرها , وهذا اعطى زخما وعزيمة وايمان للشيعة … ومن جانب اخر قوي إيمان وعزيمة الشّيعة الثّائرين .فتحركت الفصائل الثورية الشيعية لتلهب الارض تحت السلطة العباسية الغاشمة في جميع الدول الاسلامية .. ومن أبرز الثورات في عهد المأمون:
اولا : ثورة أهل بغداد: اصبح المستشارون هم من يدير البلاد , ومن اخطر الثورات واكثرها دموية كانت بسبب الفضل بن سهل الذي اقنع المأمون باتخاذ مرو بخرسان ايران عاصمة له, وفعلا نقل العاصمة . ولما ظهر التذمر من القادة العسكريين لهذا الاجراء .. قام الفضل بن سهل بأقناع المأمون بإزاحة القادة العسكريين مثل هرثمة بن أعين وطاهر بن الحسين وتولية اخيه بغداد .ثار أهل العراق وخلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بن المهدي ولقبوه بالمبارك..واتهم أهل بغداد الفضل بنقل الخلافة إلى مدن الفرس ونعتوه بالمجوسي ابن المجوسي.
ثانيا : من الاعمال الخطرة التي قام بها الفضل بن سهل لما أخفى على المأمون أخبار الثورة غير ان الامام الرضا(ع) أعلمه بغش الفضل فلما تيقن المأمون عاد لبغداد .وفي الطريق إلى بغداد قتل الفضل بن سهل. لما عاد المأمون إلى بغداد .خلع أهل بغداد قائد الامين “المبارك” وعادوا إلى طاعة المامون بعدما شاهدوا قتل جميع القادة بما فيهم اخوه الامين . ومستشاره الفضل بن سهل وغيره من المسؤولين..
ثالثا : ثورة أبي السريا: من هو ( أبو السرايا ) ، أين ومتى ظهر ؟ أبو السرايا اسمه السّريّ بن منصور الشيباني .كان أول أمره يكري الحمير ، وقوى حاله فقتل رجلا من بني تميم بالجزيرة وسرق ماله فطلبه بنو تميم فأختفى وعبر الفرات الى الشام ،فعمل قاطعاً للطريق هناك ،ثم إلتحق بيزيد بن بأرمينية ،وقاتل معه , وبمرور الايام ،صار له شأناً . ثم نزل الانبار فالرقة وهناك التقى بمحمد بن ابراهيم من ابناء الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)الذي ظهر بالكوفة داعياً لآل محمد بابن طباطبا ، فبايع محمد بن ابراهيم ،ودخلا الكوفة واندلعت ثورة ابن طباطبا على المأمون العباسي سنة 199هـ ، وكان أبو السرايا قائدا ً للحرب في جيش ابن طباطبا .
** من هو ابن طباطبا..؟ : برزت شخصيات من العلماء والشعراء وجهابذة الفكر والفلسفة، أمثال أبي الطيب المتنبي، وأبي فراس الحمداني وبديع الزمان الهمذاني ، وغيرهم ممن تركوا أثراً خالداً في التاريخ العربي الإسلامي، فكان من بين هذه الشخصيات محمد ابن طباطبا العلوي . الذي يرجع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) أما لقب طباطبا؛ فهي صِّفة لحقت بابيه إبراهيم ,لأنَّهُ كان يلثغ بالقاف ..كانت به لكنة شديدة حتى كان لا يجري على لسانه حرفان من حروف الراء والكاف ..
** بعد فشل الثورة هرب أبو السرايا من الكوفة سنة 200هـ وأتى القادسية ثم أتجه الى الشوش بخوزستان فقتل هناك وبعثوا براسه الى المأمون العباسي ، ونُصبت جثته على جسر بغداد . واستمرت الثورات على العباسيين من قبل شيعة اهل البيت(ع) ولذلك كان الخلفاء يضغطون على الائمة ويجعلونهم في الاقامة الجبرية تحت انظارهم , وفي قصورهم ليتمكنوا من المراقبة عن قرب ,
**** من اخطر الثورات الشيعية التي حدثت في زمن إمامة الجواد(ع)
هي ثورة محمد بن القاسم يرجع نسبه الى الامام الحسين(ع) لقب بالصوفي؛ للبسه الصوف كان من أهل العلم والفقه ,ذكره أبو الفرج الاَصفهاني في مقاتل الطالبيين :خرج في منطقة طالقان التي تبعد ودعا للرضا من آل محمد فتبعه عدد من وجوه الزيدية ثم دعا الناس فتبعه خلق كثير. وتمت سيطرته على الطالقان مدة أربعة أشهر.
وجرت بينه وبين جيوش العباسيين وقائع وقتال واخيرا انهزم محمد بن القاسم , ولجأ الى قرية فوشي به وأُلقي عليه القبض، وقُيّد بالحديد وأُرسلوه إلى المعتصم في سامراء فأُدخلوه عليه في مجلس شراب ولهو وكان يوم نوروز، فأوقفه المعتصم حتى فرغ الغلمان والراقصات من الرقص، وكانت كؤوس الشراب تُدار في المجلس أمام ناظريه فلما رأى الوضع بكى ثم قال: اللهم إنّك تعلم أني لم أزل حريصاً على تغيير هذا وإنكاره .ثم سجن في سرداب ضيق واخيرا تمكن من الهرب ولم يعرف اثره واين مات . ولا يستبعد انهم قتلوه وقالوا بهروبه وموته . هذه الثورة حدثت بكل تفاصيلها من ابناء عمومة الامام الجواد ضد المعتصم العباسي ولذا نقول: “ان التضييق الذي مورس على الامام الجواد لم يمارس على غيره من الائمة قط” .
هذا واضح من خلال ترجمة تاريخ الامام الجواد .. وهو الامام الوحيد الذي ضاع تاريخه ومواقفه وجهاده لشدة الاحتواء عليه .. من خلال حوادث وقعت خلال سني إمامته، حتى انهم منعوا كتابة تاريخه, فهو اقل الائمة الذين وصلت الينا اخبارهم , وجميع ما كتب عن تاريخه لا يتجاوز كراس واحد , بعكس الائمة الاخرون الذين حفلت كتب المصادر عن حياتهم , هذا يدلل عن نشاط كان يرعب السلطات العباسية التي استنفرت جميع قواها لتحجيم دور الامام الجواد(ع) . ولعل اشهر رواية ذكرت عنه هي عن المناظرة بينه وبين يحيى ابن اكثم .. ولا اغالي ان نقول: انهم ارادوا ان نقيس علم الامام الجواد بعلم ابن اكثم,, او انهم يريدون ان يبينوا ان مجالسهم الموبوءة كانت تجري فيها المناظرات العلمية .
علما ان الحركات التي كانت ترتبط بخط اهل البيت (ع) ما كانت تنتهي بمجرد القضاء على العناصر الثورية .
وخير دليل على ذلك .. رغم قساوة الظلم والقتل والدماء لم يهدأ شيعة اهل البيت من مقاومة السلطة العباسية الغاشمة. فقامت ثورات في مصر في الاسكندرية والصعيد وغرب الدلتا , ولم تهدأ الثورات بمصر حتى خرج لها المأمون بنفسه وأعادها إلى حظيرة الدولة العباسية.
ومن الثورات المهمة هي ثورة العبيد بالبصرة (الزط) نتيجة سوء أحوالهم الاقتصادية ولم يقضى عليهم إلا في عصر المعتصم. فنفاهم إلى الثغور ثم نقلهم الروم إلى أوربا.
** من الواضح تاريخيّاً أنّ السنوات التي أعقبت استشهاد الإمام الرضا (ع(كانت مشحونة بالحذر والخوف من قبل الشيعة عموماً وال البيت(ع)، تُجاه السياسة التي اتّخذها المأمون في تقريب الإمام الجواد(ع)وهذا الترقّب والحذر واضح جدا , مما حدى بالمعتصم بعد قتل الامام الجواد بالسم الى اعتقال الامامين علي الهادي والحسن العسكري( عليهما السلام) وتلك الحقبة المظلمة كانت سببا لمتابعة الامام الحسن العسكري بشكل مكثف للقضاء على ولده الامام الحجة (عج) وكانت الحواث وردة الفعل هي السبب لكل ما جرى لتاريخ الشيعة ..
اما اظهار الاهتمام من قبل المامون للامام الرضا والجواد(عليهما السلام) ما هو الا جزء من الخطة للقضاء على الخصوم .. وكانت من قراراته ان فرض منصب الخلافة على التشريع, وهو ان يتبع الفقهاء اراء الخليفة بغض النظر عن عدالته او تدينه فرفض ائمة اهل البيت (ع) وشيعتهم هذا الاجراء , فكان الواجب التخلص من قيادة المعارضة الدينية .
اما ما كتبه المؤرخون من ان المأمون امر الولاة ان يذكروا فضائل امير المؤمنين في الصلاة بجميع البلدان, فهذا الاجراء سياسي له هدفان.
الاول: ان المقاومة التي زعزعت السلطة العباسية كانت جميعها من الموالين لال بيت النبوة, وهذا الاجراء كان سياسي وليس عقائدي لامتصاص النقمة من الثوار ولكي تنطلي القضية علىى السذج..
ثانيا: لا يوجد في بني العباس رجل ذو سابقة في الاسلام, لا يوجد رجل شجاع, ولا مشهور بالكرم , نعم فيهم من اشتهر بالليالي الحمراء . ومن كان بخيلا سمي بالدوانيقي.. ومن حفر قبر الحسين (ع) وشتم الامام امير المؤمنين.ولذا في زمن المعتصم تحقق حلم العباسيين حين تم اقرار المذاهب الاسلامية ( اعتبرت السلطة العباسية في زمن المعتصم المذاهب الاسلامية ممثلة للاسلام) واما مذهب اهل البيت فهم رافضة.
ثالثا: كذبة كبيرة انطلت على الامة , حين منحوا لقب ( حبر الامة) لعبد الله بن عباس وجعلوه ترجمانا للقران,هناك رسائل من الامام علي(ع) له ..مما جعله يهرب بالمال الى مكة . هرب ابن عباس من البصرة ب{6 ملايين درهما } تحت حراسة أقاربه من بني هلال حتى وصل مكة. واشترى 3 جوار حور ملاح بـ 3 آلاف درهم!المشكلة ان المسلمين المغيبين يقرؤون عن ابن عباس وفضله وعلمه وفقهه… ولا يعلمون أنه مجرد سارق محتال.إذا كان هذا حال حبر أمتهم وخير عالم فيهم وترجمانا لقرآنهم. فكيف حال صعاليكهم .. ام انه يجوز لابن عباس السرقة لأنه صحابي.
ولما اراد المعتصم التخلص من الامام الجواد وقتله عمد الى سجنه اولا , ثم اخرجه الى داره ولم ياذن لأحد بالدخول عليه. بعد ان كان الامام يرفض ان يزور مجالس المعتصم هذا دليل القطيعة بينهم ، إلى أن سنحت له الفرصة فدسّ إليه السمّ بواسطة ابنة عمه زوجة الامام ام الفضل التي كانت على خلاف مع زوجها الامام (ع),
ورُوي عن الإمام الرضا(ع) أنّه قال بحقّ ولده الجواد(ع): يُقتل ولدي غصباً فيبكي عليه أهل السماء، ويغضب الله على عدوّه وظالمه فلا يلبث حتّى يعجّل الله به إلى عذابه او عقابه الشديد. .وجرى السمّ في بدن الإمام (ع)وبقي يتقلّب في فراشه, يعاني حرارة السمّ في يومه وليلته, يتقيّأ ذلك السمّ , حتّى فاضت روحه الطاهرة ..
هـالـنـوح يا زهرة على منهو تنوحين** نوحچ على المسموم لو نوحچ على حسين حـنّـت ونـادت والدمع عالخد بادي** إن تـسـألـوني يا خلق كلهم اولادي لچن مـصاب حسين فتت أبفادي******كـل العزا والنوح والصيحة على حسين ابجي على اولادي ذبايح يوم عاشور** **وانصب عليهم ماتم بوسط الكبور// وانسيت ضلعي الذي بالباب مكسور *** واعظم مصيبة يا خلك مصيبة حسين/
لا تحسبوني للرضا في طوس ما جيت** ولا الى بغداد ما رحت وتعنيت / كلهم عليهم نوحت والجيب شكيت/ واعظم عليه لو ذكرت مصيبة حسين ..
منهم بسامراء ومنهم في خراسان / ومنهم بارض طيبة ومنهم بارض كوفان / واعظم عليه مصيبة المذبوح عطشان / حسين وين اللي يساعدني على حسين .