راس ذبيـــــح وسيف ذابح وقفا *** نـــــــــــدا لبعض هما خصم هما حكم
قد كان خصما لأرض قبل ميتته ****** وحين مـــات اليه الارض تختصم
ان اتهمــــــــــــت بلا قلها مدوية **** وخلها تتوارث نفســــــــــــها التهم
ان الدم المر في مرقى الطفوف الى **** مـــــــــــرقاك يمتد افقا كله ورم
قالوا الم ينتقم من سيف قاتله *** قلنـــــا بميتته هــــــذي ســــــــــــينتقم
وانثر دم الرضع القتلى باوجههم *** فهم على صدرك المطعون قد جثموا
ننظر دماك ابا الاحرار دافقة *** ****يلظى بها المـاردان الصبر والشــيم
لم تحظ واقعة في الإسلام بمثل ما حظيت به واقعة (الطف) من اهتمام عند المسلمين وغيرهم . ولا نغالي انه لا توجد مكتبة اسلامية ليس فيها بحوث تتعلق بفاجعة كربلاء الا ما ندر. ولو اردنا ان نجمع كل ما كتب عن واقعة كربلاء . لتحولت تلك الكتابات الى اطنان من الكتب والمؤلفات .
السبب لأن ملحمة كربلاء أحدثت هزة في المجتمع الإسلامي والانساني ، وتحوَلًت الى نظرية ثورية مقابل كل سلطة غاشمة ظالمة. ومن ناحية اخرى ان ثورة كربلاء بقيت ثرية وطرية بعطاءها وثمراتها وتوقيتها والحكمة من وقوعها، وهي المقاصد التي ساقها وجاهد الامام الحسين {ع} من اجلها . لا ننكر ان بعض من كتب عن الواقعة بالغ في سرد حوادثها .. وهؤلاء ينقسمون الى قسمين ..
القسم الاول :هم وعاظ السلاطين المحسوبين على النظام الاموي والعباسي. هؤلاء دسوا سمهم الفكري في تراث واقعة كربلاء بعد ان فشل النظام الاموي والعباسي من الحد من تفاعل الجماهير مع ثورة كربلاء . حتى ان العباسيين اعتبروا زيارة الحسين {ع} خروجا على قوانين الدولة , ولذا قاموا بهدم القبر الشريف وحرث الارض المحيطة بالقبر. كما هو معروف في تاريخ القبر الشريف في كربلاء . ابتدأت تلك الاجراءات من زمن الطاغية المنصور الى هارون الى المتوكل الى ابناءهم . وبقي الامر الى نهاية القرن العشرين. حين كان زائر الحسين{ع} تلصق له تهمة ويعدم ويدفن بالمقابر الجماعية.
القسم الثاني : يذكر الشهيد مرتضى مطهري (رض) في كتابه الملحة الحسينية قال(لقد قتل الحسين ثلاث مرات ,الأولى : على يد اليزيديين بفقدانه لجسده، والثانية : على يد أعدائه الاعلاميين الذين شوّهوا سمعته وأساءوا لمقامه ،والثالثة : عندما {استشهدت أهدافه على يد بعض خطباء المنبر الحسيني، “هذا هو الاستشهاد الأعظم” فالحسين ظُلم بما نسب له من محبيه من أساطير وخرافات… وروايات قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يقبله العقلاء. ظُلم الحسين (ع) لأن بعض الروايات عتمت على أهداف ثورته ..ظُلم على يد الرواديد ومن اعتلوا منبره ونسبوا له ولأهل بيته حوارات ومواقف وهمية صوروه منكسرا لاستدرار الدمعة.
**الثائر الجسور الذي افتدى لمبادئه ودمه , صوروه يلتمس الرحمة من اعداءه . يطلب الماء بكل ذُلٍ ومهانة. صوّروا زينب العظيمة التي قادت الثورة صاحبة الموقف يوم دخلت على الطاغية يزيد وزلزلت الارض بخطبتها صوروها على أنها امرأة بكاءه، كأن دورها البكاء فقط . فتحولت البطلة الثائرة الى شعار { اه يا زينب} وامنوا بهذا الشعار.
علينا أن لانسطح الحسين بمواضيع هي من صناعتنا ظناً منا أنها ستزيد من شأنه ومكانته ورفعته ,هذا خطأ فادح نرتكبه فهو العملاق المتمرد حتى على تراب الأرض في كل ارض ,حتى يده الحمراء المبتورة الأصبع وهي في الضريح ولكنها تعانق المستضعفين وهي سلاح بيد الثوار صرع المستكبرين .**. يخاطبه الجواهري: فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ /تَنَوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ/ شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ/ نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ/ وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ / خَدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْرَعِ /وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ /جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ /وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ /بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ / وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ / بصومعةِ المُلْهَمِ المُبْدِعِ /كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ /حمراءَ ” مَبْتُورَةَ الإصْبَعِ” /تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنُوعِ /وَالضَّيْمِ ذي شَرَقٍ مُتْرَعِ / فيابنَ البتولِ وحَسْبِي بِهَا / ضَمَاناً على ما أَدَّعِي /ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها / كمِثْلِكِ حَمْلاً ولم تُرْضِعِ / ويابنَ البَطِينِ بلا بِطْنَةٍ /ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ / ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود /خِتَامَ القصيدةِ بالمَطْلَعِ. **,وقف في طف كربلاء واعلن موقفه من الظالمين بقوله( والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ,لا أقر أقرار العبيد) هذا وحده يكفى ليترجم لنا رحلته ومسيرة نضاله. يخاطبه السيد مصطفى جمال الدين: وتركت للاجيال حين يلزها / عنت السرى ويضيق فيها المهرب/ جثث الضحايا من بنيك تريهم/ ان الحقوق بمثل ذلك تطلب.
*** ردة فعل النظام الحاكم والاسلحة التي استعملت في المعركة : استعمل نوعان من الاسلحة ضد الملحمة الحسينية ..
القسم الاول: سلاح الاعلام ..حيث ان النظام الاموي والعباسي لم يبق فكره يمكن ان تطيح بثورة الحسين{ع} الا واستخدموها قبل الثورة واثناءها وبعدها الى يومنا هذا .. حين يخرج علينا من يسمي نفسه شيخا يجيب على سؤال : هل ان اكل الطعام الذي يطبخ لأحياء الثورة الحسينية يجوز اكله او انه محرم..؟ فيقول ذلك الشيخ ان الطعام المطبوخ للحسين يشبه الذبائح التي يذبحها المشركون على النصب في مكة وقت الحج.. ومن جانب اخر شيخ جاهل يقول: اذهب الى زيارة الحسين {ع} ولا تصلي لان زائر الحسين يضمن الجنة . لا يوجد في الدنيا اسلحة اعلامية الا استخدمت ضد ملحمة كربلاء . { لا يوجد مظهر من مظاهر الشعائر سواء المقبولة من الفقهاء او المرفوضة الا وهاجموها} ولم تكن تلك الاسلحة مجرد اعلام بل رافقها قتل وسجون ودماء ومنع اقامة مجالس في عاشوراء . حين يحل شهر محرم تتهيأ جميع الاجهزة القمعية لمنع وتحجيم تلك المناسبة .. ولكن قابلهم انصار الحسين{ع} ومحبيه بالعطاء والصمود وتقديم الغالي والنفيس من اجل احياء ملحمة كربلاء.
وملحمة المرحوم ياسين الرميثي يجب ان تبقى حية لان الشاعر المرحوم الحاج رسول محي الدين جسد تلك الفترة بقوله ” لا ينسي ولا يخفى” وعدد اساليب الطغاة من فرض ضريبة حب زيارة ابي عبد الله ان يدفع الزائر مائة دينار ذهب. ثم تطور الى قطع اليد . ثم قتل من يريدون قتله . الى عصرنا الحالي يقتلون كل عام بالتفجير والمفخخات.
÷÷÷ هذه الممارسات من المؤكد انها بتخطيط استراتيجي لأبعاد الجماهير عن الشعائر الحسينية. وفي العصر الحديث {يشن العلمانيون يوميا سيلا من التهائم على كل مظهر حسيني وديني شيعي}لم يبق مظهر للإسلام الا رموه بسهامهم.. واشتغلت الماكنة الغربية والعربية لإلهاء الجماهير عن المحاضرات الدينية , في وقت اصبح واضحا قصور الخطباء .
** بالمقابل اهتم الائمة المعصومون{ع} لظاهرة الاعلام المعادي, فكانت احاديثهم مصدر فكري لشيعتهم: يقول الامام الصادق(ع):”من سرَّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين (ع).اذن، موائد النور تستضيف يوم القيامة زوّار الحسين{ع}. جاء في مصباح الزائر قال: قال الصادق(ع))من خرج من داره يريد زيارة قبر الحسين(ع) ان كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه بها سيئة, حتى اذا صار في الحائر كتبة الله من المفلحين, حتى اذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين, حتى اذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: ان رسول الله يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى).
عن الامام الحسن بن علي عليهما السلام، قال: كنّا مع أمير المؤمنين أنا وحارث الأعور، قال: سمعت رسول الله{ص}يقول: (يأتي قوم في آخر الزّمان يزورون قبر ابني الحسين{ع} فمن زاره فكأنّما زارني، ومن زارني فكأنّما زار الله .ألا ومن زار الحسين .كأنّما زار الله في عرشه). وفي كامل الزيارات والبحار والمستدرك وجامع الأحاديث: عن أبي عبد الله{ع} قال: (إنّ فاطمة الزهراء{ع} تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين{ع} فتستغفر لهم ذنوبهم). وعشرات الاحاديث التي ترد على اعلام الاموين والعباسيين.
** أراكَ بحيرة ملأتك دوما// وشتَّتكَ الهوى بينا فبينا//فلا تيأس وقرْ باللهِ عينا //إذا شئت النجاة فزر حسينا //لكي تلقى الإله قرير عينِ //إذا علم الملائكُ منك عزماً // تروم مزاره كتبوك رسما//وحُرِّمت الجحيمُ عليك حتما //فإنَّ النار لا تمسُّ جسما //عليه غبار زوار الحسينِ)..
***القسم الثاني: من اسلحة الاعلام التي استخدمها العدو ضد الحسين{ع} يوم التقى العدوان التقليديان منذ نزول الوحي.. وقف البيت الأموي ومعهم الطلقاء استطاعوا وبما يملكون من وسائل قوة وترغيب وشراء الذمم وبث الخوف في المجتمع ونشر الشائعات بأن الإمام الحسين{ع} خارجي خرج على إمام زمانه فلقى جزاءه, وهذا الدور قام به رجال الدين قديما وحديثا . وادى ذلك إلى تضليل الناس. اغلب ابناء المجتمع لحد ألان لا زالوا يقدسونهم بسبب اعلامهم المضلل , تضليل ومكر ودهاء , تمكنوا ان يمارسوا السقيط للمصلحين ,كما حصل في ايام الثورة العباسية كانوا يحملون رايات الحسين الخضراء والسوداء ويلطمون ويطبرون ويرتقون المنابر ويلقون القصائد ..وفي اليد الأخرى يحملون معول التهديم كل قضية تتعلق بحق اهل البيت{ع} ومنعوا ان يصل هذا الفكر للناس بأي وسيلة واستخدموا نفوذهم السلطوي وحركوا العساكر والمرتزقة لذرب أي شعيرة تشير الى حق اهل البيت(ع)هذا حصل فعلا في عاشوراء ويحصل الان.. وقد سمعنا قبل سنوات جماعة من مسخ الشباب يشتمون الشيخ احمد الوائلي . وذاك يريد اسقاط المرجع الفلاني. والحبل على الجرار.
وقد استهدف سلاح الاعلام الحسين{ع} بذاته . حينما خطب يوم العاشر حاولوا عدة مرات قطع خطبته بأثارة ضوضاء حتى قال : اسمعوا قولي حتى اعظكم بما هو حق لكم علي . او اعتذر اليكم من مقدمي اليكم .سكتوا ولكنهم كانوا يردون عليه, في التاريخ شواهد كثيرة لهؤلاء عبيد الدنيا . الذين ضللهم الاعلام والمناصب الدنيوية . منهم عبيد الله بن الحر الجعفي الذي كان مواليا لأمير المؤمنين{ع}لما طلب الامام الحسين (ع) نصرته وهو في طريقه الى الكوفة امتنع وأهدى له سيفه وفرسه فرفضهما الإمام الحسين (ع) ثم ندم على خذلانه زار قبره. وانشد : فَـيـا لَك حَـسـرَةً مـا دُمـتُ حَيّاً// تُـرَدِّدُ بَـيـنَ صدري وَالتَـراقي// غداة حسين يطلب نصري // عَـلى أَهـلِ العَـداوَةِ وَالشَـقاقِ//وَلَو أَنّــي أُواســيــهِ ـنَـفـسـي//لَنِـلتُ كَـرامَـةً يَـومَ التَـلاقـي// فَقَد فازَ الأُلى نَصروا حُسَيناً//وَخـابَ الآخَـرونَ أُولو النِّفاقَ. ثم صار قائداً في جيش المختار .ثم انشق عنه والتحق بمصعب بن الزبير وقاتل مع الزبيرين ضد المختارَ واجهضوا ثورة المختار . ثم تمرد على مصعب مع جماعة من الجيش وغادر الكوفة. .. واليك مثال اخر شبث بن ربعي هذا كان في جيش أمير المؤمنين (ع) في صفين ثم سقط في فتنة الخوارج، بعدها كاتب الإمام الحسين (ع) طالباً منه المجيء الى الكوفة لكنه انخدع بمناصب ووظائف فالتحق بجيش بن زياد ,وكان قائداً للمشاة (الرجّالة) يوم عاشوراء وقد ذكره الإمام الحسين{ع}باسمه في خطبته يوم العاشر قال:(يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة) فانكر كلام الحسين وكذبه ..
ومن الحوارات يوم عاشوراء واحتجاج الحسين عليهم.{ اولم يبلغكم قول جدي رسول الله لي ولاخي هذان سيدا شباب اهل الجنة .فقاطعه الشمر قائلا ” ان كان يدري ما تقول” فقال له حبيب بن مظاهر: والله اني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك.
ويرتفع صوت من هناك “علي بالنار لاحرق بيوت الظالمين” وصلت الوقاحة بالأعلام الاموي ان يصف ابناء الرسول وسيد شباب اهل الجنة انه بيت الظالمين . وياتي رجل خرعه نتن ينادي بصوت عال” يا حسين يا كذاب اتعجلت بالنار قبل يوم القيامة..!!أي كلمة ارد على هذا الخنزير.
ثم أن القوم بعدما قتلوا الحسين{ع}فصلوا رأسه الشريف وقاموا بتنفيذ أمر ابن زياد في رسالته لعمر بن سعد التي أمره فيها {فازحف إليهم حتى تقتلهم، وتمثل بهم ، فإنهم لذلك مستحقون ، فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنه عاق مشاق ، قاطع ظلوم} ..
وجدت بحثا لشاب الماني له اهتمام عن سلالات الخيول. يقول بحثت لمدة طويلة عن اقوى الخيول .. فوجدت فصيلة قليلة من الخيول تسمى الأعوجيه صفات هذه الخيل ان تكن كل حذوه من حديد وزن ساقها اكثر من ٦٥ كيلو. .هذه الخيل يشدون لها حذوه لتكسير الشيء وطحنه. من هنا تذكرت رواية الخيالة الذين رضوا صدر الحسين{ع} قالوا كنا نسمع تكسر عظام صدر الحسين وساقه وذراعه .
*** التمثيل بالميت بعد قتله :التمثيل بالمقتول لم يكن معروفا عند العرب , فلو بحثت تاريخ العرب منذ ان خلقهم الله الى ملحمة عاشورا لن تجد فارسا داس بجواده جسد القتيل . او قطع راس مقتول الا في كربلاء .
لنبدأ اغولا بوصية الامام امير المؤمنين{ع} لولده الحسن ليلة وفاته (بني حسن اذا عشت فانا ولي دمي. واذا مت فاضربه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل فاني سمعت حبيبي رسول الله{ص} يقول المثلى حرام ولو بالكلب العقور} انتهى.. اذن المثلى حرام قطعا حتى بالحيوان .. فكيف تم قطع رؤوس شهداء كربلاء . ومن هي الجهات التي عملتها قبلهم. ؟.
**اول من قطع راس في الاسلام هو خالد بن الوليد.. هذه القصة ذكرها ابن كثير وابن الأثير وكالعادة جاء الكتاب يبررون لخالد فعلته الشنيعة التي توارثتها الاجيال الى يومنا هذا فقالوا إن قتل خالد لابن نويرة انه تأول فيه فأخطأ ولذلك عذره أبو بكر.. والمصيبة ان الكتاب يقولون :أن الأسرى كانوا في مكان بارد فقال خالد أدفئوا أسراكم ففهم بعضهم أنه أراد أن يقتلوا فقتلوهم ولم ينتبه خالد إلا بعد فوات الأوان. .. وفي معركة حطين سنة(1187)، قطع صلاح الدين شخصيا بيده القائد المسيحي في الحملة الصليبية. ولو نظرنا الى تاريخ قطع الرؤوس نجد فئة كبيرة من المسلمين يجيزون قطع راس الاسير. لما غزت القوات العثمانية مدينة أوترانتو في كندا عام 1480 وحاصرتها، ووفقاً للرواية تم قطع رأس أكثر من 800 من سكانها – لانهم رفضوا اعتناق الإسلام – بعد القبض عليهم، وهم معروفون باسم «شهداء أوترانتو»، وحين أعلن محمد أحمد نفسه المهدي عام 1880، وقاد ثورة ضد الإمبراطورية العثمانية وحلفائها البريطانيين، قطع هو وأتباعه رؤوس المعارضين، المسيحيين والمسلمين على حد سواء، بمن فيهم جنرال البريطاني . اذن التاريخ لا يغطيه غربال . هذه الاساليب كلها استخدمت في كربلاء ضد نهضت الحسين{ع} .
** موضوع السهم المثلث : من الاسلحة الجديدة التي استخدمت في ملحمة كربلاء السهم المثلث الذي انهى مقاومة الحسين{ع}هناك سهام ثلاثة كانت حاسمة ومميته . الاول السهم الذي نبت في عين العباس{ع} اوقفه عن الحركة. وقتل على اثرها.. السهم الثاني الذي رماه حرملة بن كاهن في رقبة عبد الله الرضيع{ع} هذا اللعين اسمه «حرملة بن كاهن» ينسب إلى بني اسد؛ نظرًا إلى كون العرب ينسبون العبد لسيده. اصله من دول القوقاز.او من فارس. الاصح انه مقاتل فارسي أشتهر باستخدام النبال فضمه عبيد الله بن زياد للحرب. كان حرمله لا يتكلم في المعركه الا بالإشارة كونه لا يجيد العربية. ولكن عمر بن سعد اضاف له لقب الاسدي حتى يضفي الشرعيه لوجوده داخل ساحة المعركه لئلا يقال انهم اتوا بمقاتلين اجانب بيزنطيين وفرس حتى ان بعض المصادر لم تذكره بالاسم
فكتب احد المحققيثن الاسديين في العراق .. قال وجدنا اسمه الحقيقي هو {حرمله بن كاهن } وليس كاهل وهو لقيط تربى ضمن الكتائب الحمراء التابعة لمعاوية بن ابي سفيان في الشام ..لم يكن كوفيا ..شغل منصب امير كتيبة النبال وقد ارسله يزيد بن معاويه لعبيد الله بن زياد ليقود اصحاب النبال في الواقعة ..والكتائب الحمراء يعرفها المطلعون على التاريخ لا ينتسب لها الا اللقيط او من باع دينه بدنياه وكلهم قتله مجرمون وهذه الكتيبة عرفت بالبطش وتثبيت اركان دولة اميه .
*** والعرب في كل تاريخهم لم يستعملوا سهما مثلثا.. قبل وبعد ملحمة كربلاء ولكن اوامر التعبئة التي اصدرها ابن زياد بوجوب المشاركة بالحرب . لم يبق بيت او شخص يملك سلاحا الا ارغموه للخروج. ويذكر السيد محمد صادق الصدر {قدس} انه ربما هناك شخص مغمور لا محل له من الاعراب كان يعمل تماثيل وتحف من خشب . ان عمل سهما مثلثا. وجاء الى كربلاء.. لم يشارك باي حملة لانه ليس شجاع ولا صاحب صولات.. وكان الحسين يقاتل اكثر من ساعة .
فوقف ليستريح فضربه ابو الحتوف بحجر على جبهته فسال الدم على عينه ووجهه فرفع ثوبه ليمسح الدم { غطى وجهه بعباءته} فجاءه هذا اللهين ورماه من قريب فاثبت السهم في صدره.. لما حس الامام بحرارة السهم مسكه واخرجه من قفاه { الهاء ضمير يعود للسهم} فانبعث الدم كالميزاب فوضع يده تحت الجرح حتى امتلأت دما فلطخ بها وجهه ولحيته وقال : هكذا سألقى الله وجدي رسول الله واقول له يا جد قتلني فلان وفلان واعياه نزف الدم اراد ان ينزل .. لما مال سقط من جواده على الارض. فعرف انه حانت منيته . جمع شيئا من تراب كربلاء كوسادة ووضع خده على التراب وصار يناجي ربه . ” الهي تركتُ الخلقَ طرَّاً في هواك، وايتمتُ العيال لكي اراك، فلو قطَّعتني في الحبِّ إرباً، لما مال الفؤاد إلى سواك”. الهي وفيت بعهدي . اوف بعهدك امة جدي .. شيعة ابي اعتقهم من النار.. فصار القوم في حيرة هل يمكن ان يقاتل او انتهت قوته . فقال شبث بن ربعي الرجل صاحب غيرة وحمية اهجموا على رحله .فهجمت الخيل على المخيم .. وخرجت زينب نحو التل وقفت عليه .. بينما الحسين يناجي ربه واذا بصوت يقطع عليه المناجاة.. اخي حسين.. نور عيني يا حسين .. ان كنت حيا فادركنا .. هذه الخيل وصلت الى المخيم ..
جاوب لسان الحال ومنه تصعد انفاس // يمخدرة حيدر ابونا عالي المراس/ خزيه كثر العتب شيفيد وي جثة بلا راس // ردي تراه ذاب كلبي يا حزينة/ تكله ودمع العين فوك الخد همال// شلون ارجع والمخيم حاطت بها رجال/ وان جان مني تعذرت يا سور العيال //بروح للي بالشريعة مكطعينه //يكلها كطعوا كبلي جفوفه //مطروح جسمه على النهر وعيني تشوفه ..
يصفهن ارباب المقاتل .. خرجن من الخدور .. على الخدود لاطمات .. وبالعويل نادبات.. والى جسم الحسين مبادرات . رمين انفسهن على الجسد الطاهر … لسان الحال :سكنه يعمه خل نجعده = او مابيني او بينچ نسنده بلكن يفك عينه وننشده =او نخبره علينه اشصار وسده / تگلها يعمه اشلون اجعده = او سهم الذي واگع ابچبده /أثاري الخرز ظهره تعده /تكلها وهو على هل مده/نكله الحرم صارت بشدة/.خويه أناديك ما يشجيلك أنداي – ولا تسمع عتابي ونجواي/بيمن بعد يحسين منواي/شتهيس يخويه بونتك هاي/ شنهو الذي ياذيك يحماي/يكلها الضهدني السهم بحشاي …وادري المصوب ينسكي ماي/والماي وينه بولية أعداي //وداري يخويه تعلم بحالي وداري/ انا اساجف عن يتاماكم وداري/ سميه دورهم تزهي وداري/ ضلت من عكب عينك خليه …