22 ديسمبر، 2024 6:11 م

مجلس حسيني ــــ من هو الشهيد في الاسلام؟

مجلس حسيني ــــ من هو الشهيد في الاسلام؟

مجلس حسيني ــــ من هو الشهيد في الاسلام؟

مجلس حسيني ــــ من هو الشهيد في الاسلام؟

مجلس خاص للشهيد السيد حسن نصر الله

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

سأحمل روحي على راحتي //// وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياةٌ تسر الصــــديق//// وإمــــا ممات يغيـــــــــظ العدا

ونفس الشـريف لها غـايتان//// ورود المنـايا ونيـلُ المنـــى

لعمـرك إنـــي أرى مصرعي//// ولكـن أَغُـــــــذُّ إليـه الخـطى

أرى مقتلي دون حقي السليب//// ودون بلادي هـو المُبتـغى

وجسـمٌ تَجَدَّلَ فوق الهضـاب ///// تُنَأوِشُـه جَـارِحات الفَــلا

فمنـه نصيـبٌ لِأُسْـــــــِد السَّما ////ومنه نصيب لأســد الشَّرَى

كسـا دَمُهُ الأرضَ بالأُرْجُوَان //// وأثقل بالعطر رِيْـحَ الصَّـبا

لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال ///// ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا

ونيت ونه بكلب خلصان /// واكول احاه ياونت الشبان ///اسم الله علا طاريكم يشجعان ـــــ اسم الله عليكم لا تونون /// ماهي وكت موته وتموتون /// بعيد البله بيكم يشيعون //ـــــ

طاح ومالكه واحد سند له /// هاي ادموعنه انكتبت سندله /// النصر الله الكاظم ليش ماعنده سند له! العراق اليوم كاعد للعزية ….

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 ال عمران ). الآية الكريمة نزلت بعد معركة احد . الامام الباقر (ع)يقول :

الآية المباركة توحي ان هناك اخطاء وقعت اثناء ادارة الحرب يتحملها المسلمون .فنزلت الآية تعزي المجاهدين .. لان في يوم احد حدثت حوادث من قبل المسلمين كانت هي السبب في استشهاد عدد كبير منهم , في مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسوله..

سبب النزول لقد وردت في سبب نزول هذه الآيات روايات مختلفة، ولكن يستفاد من مجموعها أن هذه الآيات تتبع الآيات السابقة التي كانت تدور حول غزوة ” أحد “.وفي الحقيقة تعتبر هذه الآيات تحليلا ودراسة لنتائج غزوة ” أحد ” وأسبابها… لكونها تمثل دروسا كبيرة للمسلمين، وهي في نفس الوقت تسلية للمؤمنين وتقوية لقلوبهم وتثبيت لأفئدتهم، لأن هذه الغزوة – كما أسلفنا – انتهت بسبب تجاهل بعض الرماة لأوامر النبي المشددة بالبقاء في الثغرة، بنكسة المسلمين، واستشهاد ثلة كبيرة من أعيانهم وأبطال الإسلام البارزين، ومن جملتهم ” حمزة ” عم النبي (ص). ** فقد حضر النبي مع جماعة من أصحابه تلك الليلة، وتنقل بين الشهداء وجلس عند كل واحد من الشهداء كرامة له وبكى عنده واستغفر له، ثم امر بدفن جميع الشهداء في ” أحد ” في جو من الحزن العميق، فكان المسلمون بحاجة – في هذه اللحظات – إلى ما يمسح عنهم الكآبة ويشد العزيمة ومرارة الإنكسار، ويقوي قلوبهم ويعطيهم درسا في نفس الوقت من نتائج النكسة وعبرها – فنزلت الآيات المذكورة هنا.

في الآية الأولى من هذه الآيات حذر المسلمون من أن يعتريهم اليأس والفتور بسبب النكسة في معركة واحدة، وأن يتملكهم الحزن وييأسوا من النصر النهائي، قال سبحانه: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. الوهن هوالضعف أو النقص غير الطبيعي في القوة، احيانا يكون في الانسان مرض يسمى ولادي .. هذا اسمه وهن في الخلقة التكوينية . ومرة ياتي الوهن من خارج الجسم بسبب حادث مؤسف فيترك اثره في نفس الانسان . ويؤثر على جسده .. كثير من الناس اصحاء البدن ولكن لما يصابون بوهن خارجي تبدأ قسمات وجهه تتبدل وتذوب الابتسامة في وجهه . لذلك اغلب كبار السن حين يصاب بأعزاءه يصيبه الوهن فتجده يفقد قواه يوما بعد يوم . اذن الوهن مجموعة من الحوادث لظروف معينة تؤدي الى ضعف حقيقي في العضلات وفي تفاصيل الجسم كله .

الآية ترفع معنويات المسلمين توصيهم ان لا يهنوا ولا يحزنوا .. معنى الحزن يختلف من مخلوق الى مخلوق اخر.. اذا اطلقنا كلمة حزن على الارض: تطلق على مكان في الارض ما غلُظ ..مثلا الارض حين تعطش تتشقق وتكون فيها اخاديد . هذه الحالة ما بين التشقق والخشونة تسمى حزن. ولذلك الارض حين تكون روية تسمى سهلة .والسهل يختلف عن المرتفع. هذا المرتفع عطشان متشقق والسهل ارض لينة طينية .

اما اذا اطلقت على الدواب. تسمى الدابة التي يصعب قيادتها حزون. وتطلق كلمة الحَزْن من الناس: مَنْ خَشُنت معاملته .. والحزن يصيب الدابة التي يذبح امامهما وليدها .او الدابة التي تضرب لإفساد الزرع او لا تسير بطوع سائقها. يقال ان أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه ، فقضى النبي {ص}أن على أهل الحائط حفظها بالنهار ، وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها .

اما الانسان كثيره الحوادث التي تحزنه . واصعبها على قلبه موت الاعزاء قال معاوية لعنه الله لضرار بن ضمرة : صف لي عليا . فقال اعفني يا أمير المؤمنين ، قال بل تصفه لي ، لا أعفيك . قال أما إذ لا بد{ فإنه والله كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، ويتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب كان والله فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة له، ولا نبتديه لعظمته ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، وهو يقول : يا دنيا يا دنيا ألي تعرضت ، أم لي تشوقت ، هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ، ووحشة الطريق . قال فذرفت دموع الحاضرين ،واختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ، ولا تسكن حسرتها .

هذا الألم والحزن الذي تشعرين به ظاهرة حية، قال النبي{ص}مثل الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. اما المؤمنين عند الله . اشترطت الاية ان المؤمنين لا يصابون بالحزن ولا الهم .

لان عملهم ورؤيتهم تختلف عن الناس الاخرين. في أكثر من عشرة مواضع من القرآن الكريم، كلها تبشير من الله لأصناف من عباده المؤمنين، تقول الاية ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. تبشير باستحالة حدوث الخوف والحزن سواء في الدنيا أم في الآخرة، والخوف والحزن آفتان نفسيتان تنتابان كل الناس بلا تفريق في أوقات متفاوتة، ولربما متواصلة عند البعض لأسباب كثيرة بحسب حالة كل منها، وهي حالة ستكون أشد كارثية وفداحة على من كتب الله عليهم النار والعذاب المقيم والحزن الدائم، والخوف المستمر يوم القيامة، ولتجنّب هذه الحالة لان الله كتب عليهم عدم الخوف لوجود الايمان بالله.

وردت ايات تحمل البشرى للمؤمنين . يقول تعالى : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» وقوله تعالى:«الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» وقوله «إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» وفي سورة آل عمران“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون” «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ»: الخ.الفئات المذكورة ، ينطبق عليهم قول الله تعالى «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» لا خوف يعني في المستقبل في الآخرة ولا يحزنون في الدنيا وقد أتوا أعمالًا صالحة….

معنى الشهادة و الشهيد: الشَهِيْد هو من يُقتل في سيبل الله تعالى ، يسُمي شهيداً لأنه يكون يوم القيامة شاهداً على كل من ظلمه ويكون شاهدا على المنحرفين . قال العلامة الطريحي( رحمه الله ): قيل سمي شهيدا لأن ملائكة الرحمة تشهده على جرائم المنحرفين.. بمعنى مشهود .

*** الشهيد و حكمه الفقهي : اذا اخذنا القول ان الملائكة يعتبرونه شهيدا على مواقف الفاسقين والظالمين , يصح لنا القول ان كل مؤمن شهيد . لأن الله و ملائكته شهود له في الجنة ، وقيل لأنه ممن يشهد يوم القيامة مع النبي (ص) على الأمم الخالية ، لذلك يعتبره الله حيا لم يمت فهو شاهد أي حاضر ،ومن اجمل الآراء في الشهيد .. [ انه يشهد بشهادة الحق في الله حتى قتل] ، ويشهد ما أعد الله له من الكرامة و غيرها يوم القيامة ، [وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ قوله تعالى : ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون هذا مثل قوله تعالى في الآية الأخرى.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} وهناك يأتي الكلام في الشهداء وأحكامهم ، هل ان الله يحييهم بعد موتهم ليرزقهم – هنا لا بد أن يحيي الكفار ليعذبهم ـــ فيكون الكفار احياء بعد موتهم.. هنا يتسائل الفقهاء هل هذا الاحياء في عالم البرزخ في القبر باعتبار ان الله يجزي الشهيد في سبيل الله بكل خير . ويجزي الفاسق الكافر بما يستحق من عذاب {يكون هذا دليل على عذاب القبر} . والشهداء أحياء كما قال الله تعالى ، وليس معناه أنهم سيحيون كما في الحياة الدنيا, بل هي اشارة لما سيلاقيه الشهيد بعد الموت .اذا لو كان كذلك لم يكن بين الشهداء وبين غيرهم فرق إذ كل أحد سيحيا . ويدل على هذا قوله تعالى : ولكن لا تشعرون والمؤمنون يشعرون أنهم سيحيون . اذن كل الاحياء هم أموات وهم أحياء في عالم البرزخ….(( الشهيد و حكمه الفقهي))::

للشهيد حكم فقهي خاص من حيث التغسيل و التكفين ، فالشهيد الذي يسقط في المعركة ولا يدركه المسلمون ، أو يدركونه وبه رمق يسقط عنه الغسل و الكفن ، فيُصلّى عليه و يدفن بثيابه ، و أما من يسقط شهيداً خارج جبهة المعركة فإنه و إن عُدَّ شهيداً إلا أنه يُغسَّل و يُكفَّن . وهذا ما يجري على المرأة اثناء المخاض, اذا ماتت بسبب المخاض فان لها[اجر الشهيد] وتغسل وتكفن . بعد عودة رسول الله (ص) مع أصحابه لعبد الله بن رواحة من الشهيد من أمتي؟ فقالوا: أليس هو الذي يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر؟! فقال رسول الله (ص): إن شهداء أمتي إذا لقليل!، الشهيد: الذي ذكرتم، والطعين، والمبطون، وصاحب الهدم والغرق، والمرأة تموت جمعا، قالوا: وكيف تموت جمعا يا رسول الله؟ قال: يعترض ولدها في بطنها.

** فقال بعض القوم: يا رسول الله عجبا لعبد الله بن رواحة وتعرضه في غير موطن للشهادة، فلم يرزقها حتى يقبض على فراشه، قال رسول الله {ص}:ومن الشهيد من أمتي؟ فقالوا: أليس هو الذي يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر؟ فقال رسول الله{ص}: إن شهداء أمتي إذا لقليل، الشهيد الذي ذكرتم، والطعين والمبطون، وصاحب الهدم والغرق، والمرأة تموت جمعا. قالوا: وكيف تموت جمعا ؟ قال: يعترض ولدها في بطنها.

وقال رسول الله (ص): من مات على حب آل محمد مات شهيدا .وعن لإمام الحسين (ع): ما من شيعتنا إلا صديق شهيد، – قال زيد بن أرقم: – قلت: أنى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال: أما تتلو كتاب الله: * (الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) * ثم قال: لو لم تكن الشهادة إلا لمن قتل بالسيف لأقل الله الشهداء

لناتي الى كربلاء. لم يُقدَّر لأحد من أصحاب الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ما قُدِر لأصحاب الإمام الحسين، تلك الصفوة المخلصة التي بقيت صامدة في موقفها إلى جانب الحق، فلم تَحِدْ عنه ولم تنحرف، ورضيت بأن تُسفَكَ دماؤها أمام الإمام في كربلاء، ليكون الشاهد على وفائهم بعهدهم والتزامهم ببيعتهم في الجهاد والقتال عن الإسلام وأهل البيت(ع)، ومع كلّ شهيدٍ كان يسقط منهم كان يوصي إلى الآخر بالإمام (ع)، مع علمه بأنّ من يوصي إليه لاحقٌ به على الأثر.

هذا الوفاء الذي لم تعهده التوارث، بل هو نتيجة عوامل إيمانية قوية راسخة كانت تحملها قلوب المجاهدين الصابرين المحتسبين، فيُذْكَرون حيث يُذْكر، ويُدعَى لهم حيث يُدعى له، ونحن نردّد دائماً وكما أوصانا أئمة الهدى{ع}: (السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين (عليه السلام).ولا نستطيع في هذه العجالة أن نتكلم عن تضحيات ومواقف كلّ واحدٍ منهم بالتفصيل، إلّا أنّنا نذكر نموذجاً واحداً لتقريب الفكرة، ولنكون أقرب إحساساً وشعوراً إلى الحالة التي كان يعيشها أولئك الأصحاب وهم متلهّفون لمواجهة القوم الظالمين الذين أبَوْا إلّا أن يقاتلوا الإمام (ع) مع علمهم بقربه الشديد من رسول الله (ص) وما يمثله في حياة الأمة.

إنّ ذلك النموذج الحسيني الكربلائي هو “عابس بن شبيب الشاكري” الذي وقف كما يقول تاريخ ثورة كربلاء أمام الإمام الحسين (ع) وقال: (ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليَّ منك، ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيءٍ أعزّ عليَّ من نفسي لفعلت، السلام عليك، أشهد أنّي على هداك وهدى أبيك)… مبارزته واستشهاده : يقول الربيع بن تميم الهمداني وكان في معسكر عمر بن سعد: لما رأيت عابسا مقبلاً عرفته، وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب، وكان أشجع الناس، فصحت: أيها الناس، هذا أسد الأسود هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ عابس ينادي: ألا رجل ألا رجل؟! (وهو يطلب مبارزاً لنفسه)، فلم يتقدم إليه أحد. فنادى عمر بن سعد: ويلكم! ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب. فلما رأى ذلك ألقى درعه، ثم شد على الناس. فوالله لرأيته يطارد أكثر من مئتين من الناس، ثم إنّهم تعطّفوا عليه من حواليه، فقتلوه، واحتزوا رأسه، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، ذُكر عابس في الزيارة الرجبية للإمام الحسين:”السلام على عابس بن شبيب الشاكري”.

شيخان والعوجة اعدلوها** وارواحهم كلها ابذلوها ** لريحانة الهادي فدوها .. يا حيف زينب ما احضروها … من يوم للطاغي خذوها وينك يبو فاضل يخوها …..تسمع باذنها شتم ابوها ..

شهر اصعب شهر بالنوح..حزنه ///// ومثل سجين باشط علي..حزنه

دموع ونوح والاهات..حزنه //// راحوا رموزك يا علي كلهم سوية

لكن ما يظل هالحال للدوم //// لابد يظهر الموعود فديوم

يگصد للبقيع الچان مهدوم // يبنيها المراقد بيد معصوم

منارات اربعه وبعلو الانجوم //يرد ويزور كلمن چان محروم

يجدي گوم هذا احسين مذبوح /// على الشاطي او على التربان مطروح

يجدي ما بگت له من الطعن روح // يجدي قلب اخويه احسين فطّر

يجدي مات محّد وقف دونه /// ولا نغّار غمضله اعيونه

وحيد ايعالج او منخطف لونه //// ولا واحد ابحلگه ماي گطّر

يجدي مات محّد مدّد ايديه //// ولا واحد يجدي عدل رجليه

يعالج بالشمس محّد گرب ليه // يحطله اظلال يجدي من الحر

يشيعه احسين صابه السهم ورداه

انذبح ما ذاق من الماي ورداه

تاجه انسلب يا كرار ورداه

وحريمه اتيسرت بالغاضرية