18 ديسمبر، 2024 9:54 م

مجلس حسيني ــــ العرف وأثره في الأحكام الشرعية

مجلس حسيني ــــ العرف وأثره في الأحكام الشرعية

بسم الله الرحمن الرحيم
{خُذ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(199 الاعراف)
للأعراف مكانَة في تاريخ الإنسانية قديمًا وحديثًا؛ فالعُرْف هو الفهم الاجتماعي والعادة المهيمنة في التصرفات في جميع حالات التعامل بين الأفراد، وهي تَشمَل جميع المُجتَمعات البشرية , ولكن تختلف بين بلد واخر , بل مدينة واخرى ,وغالبا ما تتبدل الاعراف بين فترة واخرى, هناك حكمة يسندوها لأمير المؤمنين(ع)” وهي غير صحيحة . إنما هو قول سقراط او احد المتكلمين..

لفظه : ” لا تكرهوا أولادكم على آثاركم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم “.يذكره في ” الملل والنحل” للشهرستاني (2/144) .هذا الكلام بهذا الإطلاق غير صحيح, لانه يتعارض مع الآداب الاسلامية . لان الآداب الشرعية والأخلاق (لا علاقة لها بزمان أو مكان) .

هناك اية قرانية تقول: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} { ألا يتعارض هذا النص مع التطور الذي تعيشه البشرية.؟}الجواب :يقول العقلاء هناك ثوابت انسانية كلها رائعة برسالة محمد(ص) لا يمكن للعقلاء تبديلها مهما تعاقبت الدهور منها : خشية الله ,الصدق والأمانة ،الرفق بالانسانية , التواضع .

فلا خير في تقدم الحياة والحاكم يسرق ويكذب . البغض يقابله حب الخير للأخرين, واحترام الجار , وعدم الغيبة وخيانة الوطن والناس, كل الامور التي جاءت بمنظومة الاخلاق الاسلامية, لا علاقة لها بالزمان والمكان ، بنسبية الأخلاق عندنا، ونسبية الخير والشر نتمنى الخير ان يسود واقعنا اذن هذا ملف الاخلاق الاسلامية يقول النبي(ص):( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ) ولو كانت جميع الاخلاق موجودة فلا معنى لقوله ( لأتمم) او قلنا انها غير موجودة , فهذا جفاء للناس.

في العرب ممن تحقق فِيْهِم الأَخْلَاقُ التي تستحق الاحْتِرَامَ وَاخرى جاهد في الاسلام لازالتها, مثل العفة للذكر والانثى ووأد البنات, والربا والقمار والتبرج وعشرات الممارسات الاخلاقية التي عارضها الاسلام , ولا زال الى يومنا هذا يجاهد المسلمون الحقيقيون لإصلاحها.

لَمَّا جاء الإسلام لم يقبل بكلِّ عرف ؛قَبِل بعضها ورَدَّ بعضَها. مثلا : صفات التفاخر بالكرم وذم البخل).لماذا الكرم ذلك الزمان صفة محببة , جاء رجل الى النبي (ص) وقال يا رسول الله انا رجل املك مالا كثيرا .علمني كيف انفق منها ما يفيدني..هذا يريد ان يتعلم اداب الكرم فقال له النبي(ص) اولا الوالدين, ثم الاقربون والجيران وابناء البلد . واوصاه بكل كريمة تمدح فيها دنيا واخرة , واوصاه الوسطية في العطاء دول بخل او اسراف . لانه لا بد ان يكون العطاء لله . وتلى قوله تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ كَفُورًا* الان اختلفت حالات الكرم ,وحل في بعضها الاسراف .

** الاسباب في الكرم كثيرة منها في بعض الأحيان يكون الانسان اثناء السفر وحيداً في صحراء لا ماء ولا طعام , عندئذ لا يكون أمامه سوى النزول ضيفا على أهل القرى ,فيكون استقبال الضيف واكرامه مسألة حياة أو موت، والتقاعس عن الضيافة يعنى تعريض حياة الضيف للموت جوعا وعطشا، ولذلك اصبح إكرام الضيف والقيام بحقه واجبا من الانسانية ،

**: اذن العرف هو” ما اعتَادَه الناس أو طائفة منهم، وساروا عليه، من قول أو فعل بشرط ان لا يُخالِف الشريعة الإسلاميَّة”. لذلك العُرْف غير ثابت؛ يَتَغيَّر من زمنٍ لآخر، ولا يُشتَرط فيه اتِّفاق كلِّ الناس بل يَكفِي أغلبهم، وليس له شروط اجتماعية عند بعض الناس .

” في القران امثلة كثيرة تتحدث عن العرف , منها{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ}. لذا اشترط الفقهاء ان من يأمر بالمعروف ان يكون عارفا بالمعروف , لا يتكلم وكلامه يخالف الشرع . يخالف نصا دينيا حديث او اية قرانيه . غالبا يستند العرف الى الشرع في تحديد ملف الحياة. وهذا شرط ان يكون الداعية عارفا بما يقول .

لا بد في الآمر الناهي أن يكون عالما بما يأمر وينهى حتى لا ينهى الناس عما أحل الله أو يحرف عليهم أمرا مباحا ولا يسكت عن أمر محرم لذلك كانت أول شروط المبلغ اولها العلم .ويسمونه الحسبة ..

ما هي الحسبة ..؟ للحسبة معاني عديدة , منها حساب الأموال وغيرها او نقول: فلان ابن حسب ونسب حسب هو من تعددت حسناته على سيئاته ,ولو اردنا مدح شيء نقول: حسَب الأصول أي يتوافق مع القواعد الشرعية ويتبعها،( ..عند احتدام الخلاف بين العشائر يقوم شخص اكثرهم معرفة وخبرة بفض النزاعات الكبيرة يسمونه( فريضة) ويكون كلامه فرض لازم أتباعه .. والفرض هو الصلاة والصوم , بل كل ما أَوْجَبَهُ الله على عِبَادِهِ مِنْ حُدُودهِ التي بَيَّنها ان يلزموها . او ما نهى عنها .

***في الاسلام الفريضة يسمى الحسبة , وهي منصب ولاية دينية يقوم بها الحاكم , في بداية تأسيس الدولة الاسلامية , كان النبي (ص) يقول بولاية الحسبة , او من يمثله حين يرسله لحل موضوع معين , ثم الخلفاء والائمة (ع) كانوا يخرجون الى المناطق والشوارع احيانا متنكرين غايتهم الوقوف على تعامل الناس فيبدون النصيحة لمن يحتاج النصيحة , فهو يتولى مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لصيانة المجتمع وحماية للدين ** وقد القيت مسؤوليات بحكم القران اوسع ,فانيطت مسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاشخاص يحملون علم رسول الله (ص) ليبين الاحكام للناس, هناك نصوص في القرآن على مشروعية الحسبة ، منها :قوله تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ..وقوله سبحانه : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .وايات كثيرة .

النقطة الثانية : اشترط القران الكريم على من يامربالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون عالما بما يامر وينهي وان تتوافق أفعاله أقواله . جاء في قوله تعالى:”أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم” . وذم من خالف فعله قوله فقال:( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون). والسنة مليئة في ذم هؤلاء .

وقوله(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) المقت حالة كره تتحول الى نفور ,ثم مرحلة تسمى مقت, فوصفها ( كبر مقتا ) هذه تطلق على من ينصح الناس وهو لا يلتزم . لان الناس لو وجدوا العالم والقائد منحرفا فينحرف المجتمع كله . يقول الامام علي (ع)” اذا صلح الراعي صلحت الرعية” لو دققنا في تاريخ الانحراف نجد غالبا الحاكم هو سبب الانحراف ,فهو لا عهد له مع الله ومع الناس , كونه لا يصدق في كلامه .قال الإمام علي (ع) :لاَ تَكُنْ : مِمَّنْ يَنْهَى وَلاَ يَنْتَهِي .وَيَأْمُرُ : بِمَا لاَ يَأْتِي يقول تعالى(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ).

** العرف والاحكام الاسلامية: هناك أحكام تركها الاسلام ليحددها العرف ولكن للاسلام حكم فيها مثل قوله:﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ هنا مبلغ المخصص للطفل تركه القران يحدده الناس في تقدير الرزق والكسوة. ومنها قوله:(واتوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً , يعني :أعطوا النساء مهورهن عطيّة واجبة، وترك تحديد ( المبلغ المتفق عليه للعرف ) وكل ما يتفق عليه الناس في أي مكان الاسلام يعتبره زواجا شرعيا .والعرف من حدده.

النقطة الثالثة : يجب ان يعلم الامر بالمعروف الناهي عن المنكر ان من يأمرهم بالمعروف يسمعونه ويطيعونه . والا سيعرض نفسه للخطر فلو غلب على ظنه حصول مفسدة له بالامر والنهي سقط وجوبهم دفعا للضرر. يقول تعالى :” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.( اتصل بي صحفي ايام غلق بوابة ميناء ام قصر في بداية الاحتجاجات. وطلب مني ان اذهب هناك واقنعهم بفتح بوابة الميناء لانسياب السيارات التي تنقل المواد . سالته من يضمن يسمعون كلامي ,ولا يعتدون علي لان (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر له مكان وزمان). وهذا تبينه الآية بكلمة ” وسع ” . لا يكلف الله نفسا الا وسعها

**(الوسع)تعني القدرة على التأثير ومعرفة الظروف المكانية والزمانية لغرض استيعاب الحالة المراد الامر بالمعروف فيها. من يستطيع ان يقول لشخص كلمة بناتك او زوجتك كذا يتصرفون او انت فاسد ومرتشي.

هذا يجلب عليه المصائب. مثال من القران الكريم :قال الله عز وجل لموسى وهارون)(إذهبا إلى فرعون انه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)عن الامام موسى بن جعفر(ع) قلت له رجل: اخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون )إذهبا إلى فرعون انه طغى، فقولا له قولا لينا، لعله يتذكر أو يخشى؟) فقال :قولا له قولا لينا – أي كنياه قولا له يا أبا مصعب وكان أسم فرعون:الوليد فيلقبونه أبا مصعب ، وأما قوله: لعله يتذكر أو يخشى فإنما في علم الله عز وجل (ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية الموت) هكذا الطغاة كلهم لا يسمعون الحق يقول تعالى:(حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت انه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)يقول تعالى:”{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”.

**هناك احيا وهم موتى . سئل عبد الله بن مسعود: مَن ميت الأحياء؟ فقال: “الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً”.(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) في عصرنا يتصرف بعض المسلمين بفساد ديني او سياسي وثقافي وانحراف اصاب قلوبهم , لا بسبب عدم التبليغ والامر بالمعروف والنهي عن المنكر , بل بسبب موت القلوب التي عزفت عن ذكر الله وشكر نعمه .عليه (الوسع) هو الامر الذي لا تتجاوز طاقة الأفراد درجة تحملهم

هناك موضوع يتعلق بين الشرع والعرف هو ختان البنات . ما هي الادلة عليه( المذاهب الاسلامية) اتفق الأئمة على مشروعيته، واختلفوا في كونه واجباً أو مستحباً أو مكرمة ومعنى المكرمة “كل عملٌ مُشرِّف، يَدْعو إلى التَّقْدير “فقالوا: الختان من سنن الفطرة، للذكور والإناث، إلا أنه واجب في الذكور وسنة ومكرمة في النساء..قال الشيخ بن باز: ختان البنات سنة.

قال الشيخ ابن عثيمين:حكم الختان محل خلاف، وأقرب الأقوال هو واجب في الرجال، وسنة في النساء .اذن علماء السنة يقولون (ختان الأنثى سنة). ما الفرق بين الواجب والسنة الواجب من نزل به نص في القران كقوله اقيموا الصلاة .. اما السنة * فهي عن النبي او الصحابة.

**أما أتباع أهل البيت (ع) اجمعوا على عدم وجوب ختان الانثى؛ لأنه وردت الاحاديث عن النبي (ص) والأئمة (ع) بأن(ختان الغلام سنة وختان الجواري ليس من السنة)وقد أفتى السيد السيستاني : اذا كان المقصود بختان الانثى هو قطع جلد الغلفة التي تغطي رأس العضو الانثوي(البظر) فالصحيح انه ليس سنة شرعية بل يحرم لو كان فيه ضرر عليها..

كيف تجتمع الامة على الاعراف وما علاقتها بالشرع..؟

يعتبر الشرع حاكما على الاعراف , ولا يمكن ان تتعدى الاعراف على نص شرعي, مثال: لو اجمع الناس على ان تتخلى النساء عن الحجاب, واصبحن سافرات, فهل يوافق الاسلام على هذا العرف..؟ الجواب كلا هذا التصرف مخالف للنص. خرج من عنوان العرف كونه خالف نصا شرعيا : يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ﴾.

راي المذاهب الاسلامية في سبب نزول الاية. قال السّيوطيّ في الدرّ المنثور : “كانت نساء النّبيّ (ص) يخرجن بالليل لحاجتهنّ وكان عدد من المنافقين يتعرّضون لهنّ فقيل ذلك للمنافقين فقالوا إنَّما نفعله بالإماء فنزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ…﴾ فأمر بذلك حتّى عُرفوا من الإماء . وذكر هذا الراي ابن جرير , ان النساء العربيات لم يرتدين الحجاب , وكان عدد من المنافقين يتعرضون لهن , فانزل الله الاية (وقيل ان عمر رأي امرأه متبرجة فضربها, فشكت لأهلها , وجاءوا لعمر فأذوه وشكوه لرسول الله(ص) فانزل الله الآية موافقة لراي عمر).

راي الشيعة:جاء في تفسير ” علي بن إبراهيم القمي ” سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله (ص) فيقعد الشبان لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن بالكلام فأنزل الله: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين –الخ .

• أن يكون العُرْف معروفا أو غالِبًا: بمعنى أن يكون معروفا بين الناس وشائِعًا انهم تَعارَفُوا عليه، فإذا أُطلِقت عنه كلمة ذهبت الأذهان له مُباشَرَة.وهناك عرف يسمونه عرف عشائري , وهذا فيه مخالفات كثيرة لنصوص القران والحديث والفتاوى. منها :

*زواج الفصلية : “زواج الفصلية” حين تكون المراة دية في العرف العشائري المنشر في عموم العراق باختلاف عادات عشائر الشمال عن الجنوب والوسط. هذا مخالف للشرع وتترتب على الفاعل ذنوب .

القتل : (القتل) فعل مبغوض بحالات خاصة منها الثأر أو الذود عن العرض والارض ,سال رجل مكتب المرجع السيستاني . قال: قتل لي اثنان من اقاربي وعرفت القاتل فهل يجوز لي قتله؟ الجواب: لا يجوز لك ذلك مطلقاً (ويوجب القصاص عليك وإنما ذلك لوليّه الشرعي )إذا ثبت القتل العمد عند الحاكم الشرعي. اذن لا مجال للعرف في قتل اقرباء القاتل وكتابة شعار مطلوب دم وغيرها من التهديد . اذن من اين جاءت هذه الاعراف ..؟

*** يبدو انه عرف بدوي جاءنا من البادية ….

يقول العارف العشائري قاضي البدو عندما يثار الرجل لنفسه ويقتل قاتل أبيه, أو ولده, أو أخيه, يكون قتله انتقاما للمقتول (من أهله وعشيرته) يشعر بارتياح عظيم ويغمس منديله أو ثوب المقتول الذي قتله ثم يرفع المنديل المغموس بالدم على عصاه أو سيفه ويتوجه الى مضارب عشيرته فتستقبله النساء بالزغاريد ويذكرونه بافتخار أنه (جاب الثأر بعيار ونار) أو (جاب الثار واطفى العار). هذا عرف جذوره جاهلية.

لان العرب وغيرهم يعتقدون أن الرجل إذا قتل خرج من رأسه طائر يدعى (الهامه) يحلق فرق قبره يصيح (اسقوني اسقوني) حتى يقتل قاتله أشار (ذو الإصبع العدواني) بقوله (يا عمر لم تدع شتمي ومنقصتي/ أضربك حتى تقول الهامة اسقوني) هذه أبطلها النبي (ص)(لا طير ولا هامة في الإسلام).بل وضع الاسلام شروطا مشددة الى حد قتل القاتل ..

اما العلم الاحمر فوق القبور والقباب ..كان العرب عندما يقتل شخص ولا يؤخذ بثأره يضعون على قبره علماً أحمر ولا يُرفع العلم إلا بعد أخذ الثأر وهذا ما نراه على قبة مولانا الحسين(ع) ـ اما العلم الاسود الذي نرفعه في اول يوم محرم الى انتهاء صفر. السبب في وضع العلم الأسود هو للدلالة على أن هذه الأيام هي التي قُتل فيها صاحب هذا القبر.يعني بانتظار صاحب الدم , ابن المقتول : يا مولانا يا صاحب الزمان أما آن لك أن تأخذ بثأر المقتول بكربلاء؟. أما آن لك أن ترفع هذا العلم الأحمر عن قبة جدك الحسين؟

راعي الثار مايظهر علامه****اوينشر لليتانونه علامه

نسه بمتون عماته علامه****ابضرب اسياط زجر وجور اميه

ثم تقرا رواية الصادق(ع) في زيارة الامام المهدي لجده الحسين (ع)

ايده يمدها بالكبر ضنوة المبرور .. من صوب نحر حسين ولا دمومة تفور .. يطلع رضيعه اللي بالسهم منحور.. يطلع رضيعه اللي انذبح بالغاضرية وتطلع الجثة بلا راس .. ويموج وادي كربلا من ضجة الناس .. ويمشي ابو صالح المهدي لكبر عباس .. يوكف على ذاك البطل حامي الشريعة ..ومن الضريح يكوم حماي الوديعة … ويشاهدون الناس كفينه كطيعه .. وتزيد ضرب الروس وتزيد الفجيعة .. وتصير ضجة توصل السبعة العلية