17 نوفمبر، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

مجلس حسيني – الهجرة إلى الغرب بين الواقع والحكم الشرعي

مجلس حسيني – الهجرة إلى الغرب بين الواقع والحكم الشرعي

بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97].

           الآية الكريمة نزلت في جماعة اسلموا  ولكنهم  تخلفوا في مكة ولم يهاجروا مع النبي{ص}فلما كانت غزوة بدر أجبرهم الكفار على الخروج معهم، وحضروا القتال فنزلت الآية فيهم لما قتل منهم، وإن قوله جل وعلا: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم). معنى ظالمي أنفسهم بالإقامة بين أظهر المشركين وهم قادرون على الهجرة،…

    ثم تنقل الاية حوارا بينهم وبين الموتى الذين ماتوا مع الكفار .. (قالوا فيم كنتم): يعني قالت لهم الملائكة فيم كنتم؟ (قالوا كنا مستضعفين في الأرض)، يعنون انها أرض مكة، (قالوا: ألم تكن أرض الله واسعة)، قالت لهم الملائكة: (ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها؟ فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا. إلا المستضعفين)..

سبب الغضب عليهم لأنهم أقاموا بين أظهر الكفار من دون عذر، وكان الواجب عليهم أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام، إلى المدينة المنورة، فلما أجبروا على الخروج وأكرهوا صار ذلك الإكراه عذراً لهم، ولكن بقاءهم كان سبباً لهذا الإكراه، وسبباً لهذا الخروج فجاء فيهم هذا الوعيد. لكونهم عصوا الله بإقامتهم مع القدرة على الهجرة، رغم إنهم لم يكفروا لكنهم مكرهون، أخرجوا إلى ساحة القتال ولم يقاتلوا لكن قتلوا، قتل من قتل منهم، أما لو قاتلوا مختارين راضين غير مكرهين لكانوا كفارا، لأن من ظاهر الكفار وساعدهم يكون كافراً مثلهم، لكن هؤلاء لم يقاتلوا وإنما أكرهوا على الحضور وتكثير السواد فقط،..

جاء رجل الى الامام السجاد في  الكوفة : قال يا ابن رسول الله انا خرجت مع ابن زياد , ولكن لم اسل سيفا ولم اطعن برمح , فما ترى في حكمي .؟ قال له الامام {ع}: ” تبوأ مقعدك من النار ” لانك اكثرت السواد بوجه ابي الحسين {ع} .. وهذا يعطي العلماء اراء واجتهادات باعتبار انهم كفروا ..

رأي أخر يقول : قال بعض أهل العلم إنهم كفروا بذلك، لأنهم أقاموا من غير عذر، ثم خرجوا معهم، وبإمكانهم التملص والخروج من بين الكفرة في الطريق، أو في حين التقاء الصفين، وبإمكانهم أن يلقوا السلاح ولا يقاتلوا، وبكل حال فهم بين أمرين: من قاتل منهم وهو غير مكره فهو كافر، حكمه حكم الكفرة الذين قتلوا، وليس له عذر في أصل الإكراه لأنه لما أكره باشر وقاتل مساعدة الكفار فصار معهم وصار مثلهم ودخل في قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، وقد أجمع العلماء على أن من ظاهر الكفار والمشركين وساعدهم بالسلاح أو بالمال فإنه يكون كافرا مرتداً عن الإسلام، ..

أما من أكره ولم يقاتل ولم يرض بقتال أهل الإسلام ولم يوافق على ذلك ولكن أجبر وأكره بالقوة والرباط والإكراه حتى وصل إلى ساحة القتال ولم يقاتل فهذا يكون عاصياً بأصل إقامته، ومتوعد على ذلك بالنار لأنه أقام معهم من دون عذر، ولهذا ذكر ابن كثير رحمه الله وجماعة آخرون من أهل العلم أن الإقامة بين أظهر الكفار وهو عاجز عن إظهار دينه محرمة بالإجماع، ليس للمسلم أن يقيم بين الكفار وهو يقدر على الهجرة، وهو لا يستطيع إظهار دينه بل ومغلوب على أمره، بل يجب عليه أن يهاجر بإجماع المسلمين لهذه الآية الكريمة، لأن الله وصفهم بأنهم ظلموا أنفسهم بهذه الإقامة وتوعدهم بالنار..

شرح معنى الغربة :….مفهوم الغربة واسع ومتعدد ، أخفها وطأةً الغربة عن الوطن والابتعاد عن الأهل،.. هذه الغربة يعتبرها العلماء الاجتماعيون أسهل حالات الغربة .. لأنه كم شخص يعيش في بلده ويتحمل أقسى أنواع الغربة … وكم إنسان يعيش مع أهله ووسط عائلته ومع ذلك يشعر بغربة قاسية قاتلة ، .. كم شخص يعيش في بيئته وفي مسقط رأسه ويشعر بالغربة …وإليكم أمثلة:

أرملة او مطلقة تقيم بين  أهلها  وجاراتها، لكن لا أحد يهتم عن حالها ولا من يسأل عنها، أو يعرض مساعدته عليها، سواء رجل أو امرأة ..فهم يعيشون الغربة…

موظف (شريف) يعمل ضمن مجموعة من الموظفين (الغير شرفاء) ،يحاربونه في كل مظهر ويحسبون عليه كل عمل ويتجسسون عليه للإيقاع به أو للشماتة .. فهو يعيش في غربة….

— إنسان متدين عرف ربه يريد أن يؤدي شعائره الدينية في وسط لا يستطيع أن يجاهر حتى بإيمانه ولنا في زمن الطاغية  أيام عاشوراء وما تقوم به السلطة من إجراءات ضد الشعائر فهو في غربة…

 طفل يتيم، يشاهد أقرانه وهم يلعبون، يمرحون بين أهليهم، لا أحد  يشعره بفرح بثوب او مصروف او طعام الا ما ندر , يعيش من طفولته مع يتمه وفقره ، فهو في غربة…

رجل او امرأة عجوز احدودب ظهرها , وخارت قواها وكانت تعتمد على ابناءها , وزوجتهم كلهم البنات والأولاد .. وأخيرا وجدت نفسها وحيده وربما مرمية في دور الرعاية للدولة هؤلاء في غربة…اتذكر كنت اقدم برامج في احدى محطات الراديو , وكان موضوع الحلقة عن الخلافات بين زوجات الابن والعمة , وكنت ميالا للزوجات اكثر فاتصلت بي امراة ابكتني : قالت : يا شيخ لي ابن واحد مات ابوه في الحرب العراقية الايرانية , وتقدم كثير من الناس للزواج مني ولكني رفضت لاجله فقط .. تنازلت عن رغبتي وعن حقي الانساني , وزوجته وبسبب الحصار ذهب إلى الأردن للعمل , هي ارادت سببا ان تعيش مع اهلها , فكان يتردد على البصرة يزورني كل سنة يوم واحد لا تزيد عن ساعة .. بقيت سنتين لم يزرني , كنت قلقه عليه , جاءت جارتنا يوما تزورني وسالتني عن احواله , قلت لها لم يزور البصرة منذ سنتين , قالت انا رايته مع زوجته قبل شهر في بيت اهلها وقد اشترى سيارة وكان يخرج مع زوجته واهلها كل ليلة …واجهشت بالبكاء … هذه تعيش الغربة .. — بنت تعرضت للغدر والاغتصاب وتخلى عنها المجتمع ولم يغفر لها زلتها، بينما ذلك (الذئب) يشار إليه بالبنان ويتسلم منصبا رفيعا، فهي تعيش في غربة…

— مريض لم يذق طعم الكرى، يتأوه من شدة الالم، يتمنى من يأتي ليؤنس وحدته ويخفف كربته، كل المستشفيات الحكومية والخاصة رفضته لأنه (مقطوع من شجرة)، فليس له معين إلا الله (ونعم المعين )، فهو في غربة…  مسجون اتهم ظلما وعدوانا بالقتل أو السرقة أو غير ذلك، وثبتت عليه التهمة من قبل قضاة لا يخافون الله , فهو داخل سجنه في غربة وربما تستمر معه الغربة حتى بعد خروجه!!

— فقير عاجز أثقلته الديون فهو يتقلب بين (ذل بالنهار وهم بالليل )، وأولاده يتضرعون جوعاً، بينما  الغني اتخم بالطعام ولا يلقي لجاره البائس أي اهتمام، فهذا المسكين في غربة… وهناك غربة لن ينجو منها أحد، سيتذوقها كل الملوك ، كل الأغنياء والفقراء، رجالاً ونساء…شيباً وشبانا، إنها غربة القبر… فلنعمل لأجلها كما نستعد لأي غربة في الدنيا..

ليس الغريب غريب الشام واليمن ….. إن الغريب غريب اللحد والكفن

لذلك الغربة التي يشعر بها المصلحون وما يعانونه من التيارات الانتهازية .. هؤلاء يشعرون بالغربة ولكنهم يصرون على الاصلاح فالغرباء هم الذين يصلحون إذا فسد الناس، قد يتهموا بالجنون أو التخلف، لكن … طوبى للغرباء…طوبى للغرباء..كلمة طوبى لها معنى لغوي ومعنى شرعي , فالمعنى اللغوي هو الدعاء بالخير والرحمة .. والشرعي هي الجنة ونعيمها .. اذن الغربة ليست غربة الوطن، ولا البعد عن الأهل، إنها….. غربة الروح حين يعيش الانسان مصدوما بسبب معين فهو غريب .ـــــــــــــــــــــــــ..

الهجرة بين عهدين عهد النجاشي والعهد الحاضر لدول أوربا …

معروف ان الرسول محمد (ص ) قد نزلت عليه الرسالة الإسلامية وهو يعيش في مجتمع يتفاخر بالغزوات والقوة والتحكم بالبشر كعبيد والنساء كجواري يأكل منهم القوي الضعيف يفعلون الفواحش دون تردد او قيود  لما يجري في ذلك الزمان ..ويعبدون أصنام تصنعها أياديهم من الخشب والطين . مجتمع الجاهلية اختصارا  تجارتهم معروفة الربا لديهم مستشري الى حد كبير . فكان أن نزل الوحي ليبشر النبي العربي محمد (ص) ليكون خاتم الأنبياء والرسل ولينزل عليه القرآن بآياته وسوره الكريمة لينقلها الى الناس كافة ــــــــــــــ ما أن بدأت دعوة الرسول للإسلام حتى امتعضت قريش وغيرها من قبائل المشركين وشنت حملة قاسية ضد الرسول (ص) وأصحابه . واشتد البلاء عليهم , يحبسونهم ويعذبونهم, بالضرب والجوع والعطش, ليجبرونهم على ترك دينهم ٬ فمنهم من تراجع من شدة البلاء وقلبه مطمئن بالإيمان٬ ومنهم من تصلب في دينه وعصمه الله منهم٬ فلما رأى رسول الله{ص} ما يصيب أصحابه من البلاء٬ وان إمكانياته لا يمكنه حتى لو كان يدافع عنه عمه أبو طالب٬ قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملًكا لا يظلم عنده أحد٬ وهي أرض عدل حتى يجعل لكم فرجا مما أنتم فيه»٬ فخرج عند ذلك المسلمون على الأقدام من مكه الى الحبشة ,  يتحملون اعباء سفر طويلة ٬ مخافة ظلم المشركين من  قريش وباقي القبائل ٬… السبب في هجرتهم {فرارا إلى الله بدينهم} وهذا سبب يختلف عن اي هجرة تقع اليوم ٬ فكانت أول هجرة كانت في الإسلام.اسست مبدأ ان الدين اهم من المال والعقار ..فتركوا بيوتهم ومزارعهم واموالهم وفروا بدينهم لمرضاة الله …

وصلوا الى ارض الحبشة وحاكمها الملك النجاشي الذي اشار اليه الرسول (ص) في بعض احاديثه حيث قال( وكان في الحبشة ملك صالح يقال له النجاشي لايظلم بأرضه احد )…

لو دققنا الأوضاع السياسية والاجتماعية  في وقت الهجرة الى الحبشة ٬ التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وغيرها من  المناطق المجاورة مثل الشام وإيران واليمن٬ لوجدنا أن أيا من سكانها لا يؤوون المسلمين لموقفهم من الإسلام ,  كون سكانها كانوا من المشركين والوثنيين وعباد الأصنام٬ وبالتأكيد أن هؤلاء كانوا سيمتنعون عن قبول المسلمين في أرضهم … لذلك لم يجد المسلمون مكانا لهم في تلك الدول والمناطق , بل ربما اكثر سيقع عليهم بلاء , ويفتنون في دينهم , لان أولئك سيحابونهم انتصارا لإلهتهم ودين أبائهم. هذا من جهة… من جهة ثانية فقد كان لقريش نفوذ قوي في هذه البلدان وتأثير كبير على القبائل فيها. وبالتأكيد فإن هؤلاء , أصنامهم عند قريش , وهم يعبدون تلك الاصنام , ومكة منطقة تجارية قوية يحتاجها جميع العرب .. لذا استقرء المسلمون الموقف وعرفوا ان المناطق المحيطة بمكة سيرفضون وجود المسلمين بينهم إرضاء لقريش. { بقيت منطقة مهمة ايظا وهي الشام , باعتبار ان الشام يحكمها النصارى ايظا … لماذا لم يهاجروا اليها ..؟

 الجواب : نظام الحكم في الشام يختلف من ناحية الحرية للشعب عن ملك الحبشة , وهؤلاء لا مانع لديهم ان يعيدوا المسلمين بصفقة تبادل تجاري حتى لو قتلوهم قريش , لأنهم يعيشون بنظام  دولة يحكمها العسكر أكثر من الحكم الديني , وهنا يبين إن الحكم الديني أكثر رحمة من الحكم العسكري لو صلح الحاكم الديني …فنفوذ لقريش في هذه المناطق وعلاقاتها التجارية كانت في الحسبان , وبهذا يمكن لقريش من المطالبة باسترجاع المهاجرين أو على الأقل إلحاق الأذى بهم.

اليوم كأن التأريخ يعيد نفسه مع العراقيين فهم على مدى أكثر من عشر سنوات ماضية يتعرضون لظلم وجور لم يسبق لهم ان تعرضوا اليه فهم دائما مهددون في كل شيء . في حياتهم والقتل قد أخذ مأخذا

منهم وبشكل يومي . فهم يعيشون الفقر والجوع . ولا مستقبل لهم ولا لابناءهم لان المستقبل بات مجهولاً  نتيجة لنقص التعليم . وفي كرامتهم فهم فاقدي الخدمات بشكل تام ويتحملون اعباء شغف العيش بشكل  قاسي بعد أن عمدت القيادات الحزبية الى نهب ثروات البلاد وزرع الفتنة بين العباد من أجل إدامة حالة عدم الاستقرار في البلد حتى تستمر عمليات استنزاف ثرواته فضلاً عن حالات القمع والظلم في السجون  والمعتقلات والبطش بالناس لمجرد الشبهات او المخبر السري او لسبب طائفي نتن ! الأعداد التي قتلت من العراقيين والتي تمت تصفيتها منذ الاحتلال الأمريكي وحتى اليوم لا تعد ولا تحصى  …… اليوم يتكرر عهد النجاشي { مع الفرق ان المسلمين المهاجرين طلبا للامان من ظلم بني جلدتهم } فحصلوا على كرم الضيافة من الملك الصالح . اما اليوم فالعراقيين المهاجرين يتعرضون لظروف قاسية جدا  من ظلم الأحزاب التي تقول إنها إسلامية ! فالبعض من المهاجرين اليوم يموت غرقا

أثناء هجرتهم هربا من بلدانهم , وقسم  يتعرض لابتزاز المهربين ومن يصل منهم تكتب له حياة جديدة كونه يجد أمامه شبيه النجاشي في الحلم  والكرم والعطف وكانت انجيلا ميركل . تلك المرأة الكبيرة في كل شيء والتي جعلت من بلادها نموذجا التطور والقوة هي اليوم تتألم للعراقيين وغيرهم من المهاجرين وتشاطرهم آلامهم وأحزانهم وكأنها تقول لهم , انتم في بلدكم عيشوا فيها بسلام كما قالها النجاشي لجعفر وجماعته من أصحاب الرسول فطوبى للنجاشي الذي حمى المسلمين وآواهم وحماهم من شرور المشركين وطوبى لأنجيلا ميركل التي بكت على أحوال المهاجرين ووفرت الأمن والأمان للعراقيين وغيرهم لتخلصهم من الأحزاب التي تتفنن في تدمير بلدانهم ونهب ثرواتهم وتدمير مستقبل أجيالهم . بدلا من ان نلوم المهاجرين على تركهم لبلدهم علينا ان نعالج أسباب جعلتهم يهاجرون بعيدا…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يختلف اثنان على أن ترك الأوطان أمر في غاية الصعوبة, فقد جُبل الإنسان على حب المكان والأرض التي ولد وترعرع فيها, ففيها جذوره وأصوله وأرحامه وذكرياته وطفولته, وقد عبر النبي{ص} عن ذلك الحب حين خرج من مكة إلى المدينة , قال : (وَاَللّهِ إنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَيّ وَإِنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَى اللّهِ وَلَوْلَا أَنّ أَهْلَك أَخْرَجُونِي مِنْك مَا خَرَجْت) .

إلا أن أسباب كثيرة تدفع الإنسان إلى ترك وطنه, أهمها:

1-طلب العلم والمعرفة التي قد لا تكون متوفرة وميسورة في بلده, وهذا شيء معروف لنا جميعا ان الغرب تقدم علينا في الدراسات العليا في جميع العلوم الإنسانية …

2- بسبب الحروب التي تطال المدنيين ولا تقتصر على المقاتلين في الوقت المعاصر, وما تسببه من خوف وذعر بين الناس على أنفسهم وأولادهم,فيتركوا بلدانهم ويهاجروا …

3- لطلب الرزق والتوسع منه والبحث عن أسباب الحياة التي قد تكون ضيقة وقليلة في وطن الإنسان,

4-الهجرة فرار بالدين, والتي تعتبر من أعظم أنواع وأسباب الهجرة قديما وحديثا, ومنها هجرة المسلمين إلى الحبشة والمدينة المنورة.

هذه هي الأسباب التي تحمل الإنسان على ترك وطنه وبيئته التي نبت فيها , وهي صعبة جدا على عليه , وإذا كانت الهجرة في سبيل الله فرارا من الفتنة في العقيدة والدين, وانتقالا من ديار الكفر إلى بلاد الإسلام محمودة ومأجورة, وقد حث الله تعالى عباده إليها بأكثر من موقع في القرآن الكريم وآية, قال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} النساء/100 ,..

ـــــــ   نقطة مهمة :… أن واقع هجرة المسلمين في هذا الزمان تختلف اختلافا جذريا عما كانت عليه في واقع المسلمين الأوائل, فبينما كانت الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام, أضحت اليوم من بلاد المسلمين إلى بلاد الغرب, وفي حين كان الغرب يرسل أبناءه لنيل العلوم والمعارف من بلاد المسلمين أصحاب الحضارة في ذلك الوقت, أصبح المسلمون يرسلون فلذات أكبادهم إلى بلاد الغرب للتزود بالعلوم الحديثة التي يفتقدونها في بلادهم.فتبدل الحال وتبدلت الغايات ……

فما هو حكم هذه الهجرة بمختلف أسبابها؟؟ وإلى أي مدى تتحمل الحكومات الإسلامية مسؤولية تزايد هذه الهجرة وتداعياتها الدينية والدنيوية؟؟ هذا ما سأحاول الحديث عنه في هذا المجلس :..

لعلماء حول هذه المسألة وأهمها:

أولا: إن القاعدة العامة هي عدم جواز الإقامة في بلاد الكفر، وبين ظهراني المشركين، لقوله صلى الله عليه وسلم : (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) سبق تخريجه.

ثانيا: إن من اضطر إلى الإقامة في تلك الديار، فللضرورة أحكام، والضرورة تقدر بقدرها, ولا يجوز تجاوز هذه الضرورة.

ثالثا: أن على المقيم في تلك الديار ألا يكف عن البحث عن موقع في بلاد الإسلام يهاجر إليه.

رابعا: إن من غلب على ظنه أنه لا يقدر على وقاية نفسه وأهله في تلك الديار، فقد وجبت في حقه الهجرة.

خامسا: إن من الأسباب المبيحة للإقامة في بلاد الكفر كاستثناء:

· الخروج لأجل تحصيل علم نافع غير موجود في بلاد المسلمين.

· ممارسة الدعوة إلى الله لإدخال غير المسلمين في الإسلام.

· الخوف على النفس والمال من ظالم في بلده أو بلاد المسلمين وهو يجد الأمان في بلاد الكفر.

· الدخول لغرض التداوي والعلاج من الأمراض التي لا علاج لها في بلاد الإسلام.

· الدخول لغرض التجارة المباحة, فقد صرح به الفقهاء بناء على إقرار من الخليفة عمر رضي الله عنه دون مخالف له في هذا الإقرار، فمن أقوالهم ما قاله صاحب المغنى ابن قدامه الحنبلي رحمه الله: (إنه مازالت عادة جارية في دخول تجارهم – تجار دار الحرب – إلى دارنا، ودخول تجارنا إلى دارهم )

وعلى كل راغب من غير من سبق أن يستفتي فتوى خاصة ممن يثق بدينه وعلمه.

ولا فرق بين الهجرة السرية والعلنية في الحكم، وإن كانت الهجرة السرية فيها تعريض النفس للإهانة والصَّغار فيما لو قبض على الشخص, والإسلام ينهى المسلم أن يذل نفسه أو أن يعرضها للهوان.

أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.

2- أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.

3- أن يكون محتاجاً إلى ذلك لضرورة من الضرورات.

فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال والدين والاخلاق ويخسر اشياء كثيرة مقابل الامن والطعام … لعلاج, أو تلقي علم لا يوجد في بلده, وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به.

وعن حكم الإقامة في بلاد الغرب قال: الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه, وقد شاهدنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به, ولذلك فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين:

الشرط الأول: أمن المقيم على دينه {بحيث يكون عنده من العلم والإيمان} وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ.

الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ.

ثم بدأ الشيخ يفصل في الحالات الخاصة التي يجوز فيها الإقامة في بلاد الغرب ومنها:

1- الدعوة إلى الله بشرط تحقق القدرة في الشخص, وعدم وجود موانع منها أو من الاستجابة إليها.

2- الإقامة للتعرف على أحوال الكافرين وما هم عليه من فساد العقيدة، وبطلان التعبد، وانحلال الأخلاق، ليحذر الناس من الاغترار بهم ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم، معتبرا هذه الإقامة نوع من الجهاد.

3- الإقامة لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دولة الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله. فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة ويدرأ بها شر كبير.

4- أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة.

5- أن يقيم للدراسة  وطلب العلم … بشرط أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق، فضعيف الدين لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله · أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم. (7)

ومن خلال ما سبق يمكن القول بأن الركيزة الأساسية التي يستند إليها الفقهاء في إباحة السفر أو الإقامة في بلاد الغرب, هي إمكانية إظهار دينه وإقامة شعائر الإسلام هناك مع وجود الحاجة والضرورة لهذا السفر أو الإقامة.

واقع الهجرة إلى بلاد الغرب في العصر الحديث

الحقيقة أن هجرة المسلمين إلى بلاد الغرب في العقود السابقة – وحتى اليوم – تزداد يوما بعد يوم, يكفي أن نعلم أن عدد العرب المسلمين في الاتحاد الأوربي يقدر بحوالي 20 مليون في عام 2011م, وأن بعض التوقعات تشير إلى أن العرب في أوربا سيبلغ عددهم بعد 30 عاما إلى حوالي 25-65 مليون.

وإذا كان سبب الهجرة إلى بلاد الغرب سابقا يتمحور حول أسباب التوسع في الرزق وأسباب الحياة الكريمة – اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا – التي يفتقدها كثير من المسلمين في بلادهم, بالإضافة إلى التعلم والعلاج واللجوء من ظلم وقهر بعض الحكومات, فإن سببا جديدا خطيرا قد انضم إلى لائحة أسباب الهجرة العربية الإسلامية إلى أوربا.

ويتمثل هذا السبب في اندلاع الحروب والمعارك والاضطرابات الأمنية في بعض الدول العربية والإسلامية ( العراق – سورية – ليبيا – مصر – اليمن ) والتي لم يجد المشردون منها في بعض الأحيان مكانا وملجأ لهم في الدول العربية والإسلامية, من خلال فرض الحصول على تأشيرة في معظم تلك الدول, الأمر الذي يدفعهم دفعا باتجاه الهجرة إلى الغرب.

لقد اضطرت – بسبب ما سبق – كثير من العائلات العربية المسلمة إلى محاولة الهجرة إلى الغرب بطرق غير شرعية في الغالب الأعم, مع ما في ذلك من مغامرة وخطر على حياة المهاجرين, حيث بلغ عدد ضحايا قوارب الموت في البحر المتوسط خلال الفترة الماضية من شهري تموز واب 2015 ما يقارب  2500 شخص , لا شك أن هذا الرقم يزداد في الايام القادمة بعد الذي حدث في الدول العربية.

هنا لا بد أن نقف أمام مسؤولية الدول الإسلامية في خلق الأجواء بين الأحكام الشرعية وإمكانية تطبيقها, وتهيئة الأسباب والعوامل الواقعية التي تساعد المسلم على الالتزام بأحكام دينه وتنفيذه للحكم الشرعي,والبقاء في وطنه ..والحالة الطبية المستمرة العلاجية والاقتصادية والاجتماعية.

فأمام غلق الأبواب أمام المهاجر من بلده – بسبب الحرب أو غير ذلك – ومنعه من الدخول إلى البلاد العربية والإسلامية, من خلال كثير من العقبات والإجراءات – تأشيرة دخول أو غير ذلك – ناهيك عن عدم توفر الحياة الكريمة في تلك الدول إن هو دخل إليها بأي وسيلة أو طريقة, فإن ذلك يدفع الناس دفعا إلى الهجرة إلى بلاد الغرب, على الرغم من معرفتهم بالحكم الشرعي لهذه الهجرة, ومخاطرها على نفسه وأهله وأولاده في حياتهم ودينهم وأخلاقهم.

فعلى من تقع المسؤولية الأكبر في عدم الالتزام بالحكم الشرعي: المسلم المهاجر أم حكومات الدول الإسلامية؟؟ الجواب :.. لو نظرت الى جميع حالات الهجرة سواء للانبياء او الناس العاديين , بل حتى الحيوانات والطيور تجد ان هناك شيْ قاهر دفعهم الى الهجرة , ولا يتبرأ الحاكم غالبا من الظلم الذي جعل الناس يهاجرون ويتغربون بعيدا عن اوطانهم …

ما معنى كلمة الغريب :.. غَريب: ( اسم ) الجمع : أَغْراب و غُرَباءُ ، المؤنث : غريبة ، و الجمع للمؤنث : غريبات … مرة تعني  : غير المعروف أَو المأْلوف  وأخرى تعني إن : الرجلُ ليس من القوم ، ولا من البلد … وأحيانا الغريب غير معقول ، فلان غريب الأطوار … اذن الحسين غريب كربلاء لانه ليس من القوم فكرا وموقفا ومنزلة فهو الغريب …

    ولكن هل الحسين غريب عن الناس كافة …؟ لننظر الى احد الكتاب اللبنانيين , زار كربلاء عام 2014 وكتب عن ملحمة زيارة الاربعين – بعد وصولي الى المطار تقاطعت بنا السبل ليس امامي الا المسير سيرا الى كربلاء , لم اكن متهيأ لمثل هذه المسيرة الطويلة ..ولكن أثناء المسير رأيت المشاة (كباراً وصغاراً ونساءً) يمشون لمسافة طويلة في رحلة تستغرق أياما في طريق طويل يمر بمضايف واستراحات تعكس الكرم العراقي وحبهم لخدمة زوار العتبات المقدسة بمدينة كربلاء. اضطرت أن أمشي مع المشاة حاملاً حقيتي الكبيرة. وكانت تجربة جميلة وممتعة رغم التعب ومشقة السفر. أحسست بروح تدب في أوصالي تدفعني شوقاً للمسير نحو الحبيب، وإرادة قوية نفضت عني التعب . ورغم برودة الطقس وقسوته إلا أن عموم الشعب العراقي بمختلف طوائفه وعشائره يتشرف بالمشاركة بهذه المسيرة الطويلة، هي رحلة دينية طويلة تذكرني بالمسير في الحج الأكبر أو بتلبية النداء لصاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر روحي فداه.

ملايين تزحف نحو كربلاء الثورة الحسينية , نحو العلامة التاريخية الواضحة التي رسمت ملامح الإسلام حين انتصر الدم على السيف ,ولكن خلقت في قلوب المحبين حرارة لن تنطفئ أبدا.. هو الحب في أجلى صوره، حب خالٍ من الأنا وأبعد من الذات وأكبر من المصلحة، حب يجعلك تذوب بحبٍ صافٍ فتسمو روحك للسماء، فتعانق الموقف , تعانق الدماء وكم تتمنى ان تكون معهم لتنصر الحسين {ع} .

لمحت من بعيد القبة الذهبية للمقامين انتفض جسدي برعشة غريبة وزادت ضربات قلبي وأخذني الحماس والفرح العارم.. ذلك هو الحسين .. حسين غايتي ورسالتي ومبدئي . فعندما يقرر المقاوم دخول المعركة أو الميدان وهو مدرك بأن موته حياة وشهادته لوجه الله تعالى، وكذلك زيارتك لسيد الشهداء فهي تزرع في نفسك معنى الحب والعشق الحقيقي والفداء والتسليم المطلق.. حرارة ونور يشع في قلبك فلا تعرف سره أو مصدره الا الحسين هو السبب في كل ذلك الحب !!..

 افكر في صاحب القبر .. هل هو هذا الذي بكاه جده الرسول (ص) وبكاه ابوه وامه فاطمة .. الهذا المكان وهذا القبر اصبح حزن الزهراء سرمدي دائم يعيشه المحبون ..؟ من هذا المكان ظهر  الدور الثوري للسيدة زينب (ع) في كشف زيف الإعلام الأموي، وكيف عاشوا بعدها في محنة الأسر والحزن والشقاء الطويل، وقضى أئمة أهل البيت (ع) نحبهم بين المطاردة الأمنية والسجن أو الاستشهاد في سبيل الله تعالى.  في كربلاء تتأمل موقف آخر أئمة أهل البيت (ع) الإمام المهدي (ع) الغائب الذي ينتظر العالم ظهوره لنشر العدل وحكم الأنبياء والانتصار لثأر الإمام الحسين (ع) وسيادة دولة الاسلام , أليس هو القائل روحي فداه بدعاء الندبة نادباً الإمام الحسين (ع): ” لأبكين عليك بدل الدموع دماً..” حرقة قلب تجعلك تتألم بشدة ويعتصرك الألم واللوعة لطول الانتظار وغربة سيدك وقائدك وإمامك.. إنها لحظة الفرج القريب وهو آت حتماً. في كربلاء يتجلى لك موقفه {ع}  وهو يقدم الضحايا من الأبناء آل رسول الله {ص} لنصرة دين الله , لذا انتصر حسيننا على يزيدهم بالدم والموقف … فمن يريد أن يرى مكانا للعشق فليذهب إلى كربلاء , هناك مشاعر فياضة بصور الحب والعشق غارقة في التاريخ القديم المليء بالحزن والألم، وشعائر الحزن لدى العاشقين واضحة بالدموع الجلية …

أجريت دمعي مذ مررت بكربلا اه كربلاء … فجرى كسيلا من هضاب مرسلا … لا بدعه لو أمحلت ما قد أمحلا …. تبتل منكم كربلا بدم … ولا تبتل مني بالدموع الجارية …___

دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ * ونواظري تبكي لأي رزيةٍ **سالت عليك دموعها لمحــبةٍ **تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ**لكنما عيني لأجلك باكية ـــــــــــ

  تقرا مقتل القاسم بن الحسن {ع} .. والنعي  ..لزمت ركابه سكينة وعمته بحلقه تشمه **ومن الخيم مدهوشة طلعت تنادي أمه **يبني يا جاسم هالوكت **حيلك لعمك ضمه ** لهل يوم أنا ذاخرتك                مالك تخيب ظنوني ** هز الرمح وتجنى يا والده ددعيلي ** رايح انا يا والده من غير ما تكليلي .. عمي وحيد بكربلا المن اضمه الحيلي ** انت وعمتي زينب لمن اغير انخوني ..(قالها) أوصيك يمه وصيه         تسمعين لفظ اجوبي …شبان لو شفتيهم بالله ذِكري شبابي … محروم من شمّ الهوا من دون كل صحابي عطشان أنا يا والده حين الشرب ذكريني  …

طلع جاسم من الخيمة واوجب يم علي الاكبر , لكاه مخضب بدمه وجسمه على الثرى مطبر . كعد يمه وجذب ونه وصب الدمع واتحسر .. يكله ضلتي شنهي وعمي واكف ومحتار … اجه العمه ووكف يمه وصب الدمع علخدين , يكله اسا درخصني حله موتي يعمي حسين .. وحك راسك لجولنها , لو تلتم علي صوبين , اريدن ثار ابن عمي اريد اليوم اخذ الثار ..يكله حسين يعيوني نيتكم اضل وحدي .. بس انت وابو فاضل ناصر ما بقى عندي .. وهاي الحرم مريوعه محسرة تضل بعدي .. انت وداعت الله روح , واحنا بالاثر خطار { جاء الى امه يبشرها}.

يكلها للمعركه رايح دكومي ودعيني ,, واتزودي مني كبل ما تفاركيني .. وداعت الله بعد لا تترقبيني .. رايح انا ولا ارجع للصواوين .. تكله يعكلي ثياب عرسك فصلتها , وجني اخسرت حسبات كلبي اللي احسبتها ,, كل الوسف زفة شبابك ما شفتها .. مثلك ولد يبني يلكي وين ..

يكلها يحره حجايتج هذي بعيده .. بثياب العرس تحجين واحنا بحريبه , عمري تكوض وكلمن يروح لنصيبه .. وانا اعتقد شخصي بعد ما تشوفين … شبكت عليه تقبله وتجذب الونه .. تكله يعقلي الموت ما لك بد منه .. وداعت الله يا شباب الما تهنه … الحمد لله رب العالمين ..

أحدث المقالات