23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

مجلس حسيني النبي محمد(ض) في الكتب المقدسة

مجلس حسيني النبي محمد(ض) في الكتب المقدسة

ما بالُ عَيني لا تَنامُ كَأَنَّما *********كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ

جَزَعاً عَلى المَختارأَصبَحَ ثاوِياً .**يا خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى لا تَبعُدِ

وجهي يَقيكَ التُربَ لَهفي لَيتَني******غُيِّبتُ قَبلَكَ في بَقيعِ الغَرقَدِ

نورً أَضاءَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها ******..مَن يُهدَ لِلنورِ المُبارَكِ يَهتَدِ

صَلّى الإِلَهُ وَمَن يَحُفُّ بِعَرشِهِ ****.وَالطَيِّبونَ عَلى المُبارَكِ أَحمَدِ

بسم الله الرحمن الرحيم

“الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ” ( الأعراف 157) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذا المجلس سنتحدث عن موضوعين مهمين في شخصية الرسول (ص) وحياته الشريفة .. الموضوع الأول: معنى كلمة الأمي ..لأنها أخذت مجالا كبيرا في كتب التفسير واختلفت فيها الاراء .. والموضوع الثاني : قوله تعالى :”يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ” وفي واقع الحال لا يوجد اسم للنبي في التوراة والانجيل. وهذه النقطة أصبحت مرتكز للهجوم على القران الكريم وعلى النبي.

• الرأي الأول : الأمي : الذي لا يقرآ ، ولا يكتب ، وتبنى هذا الرأي أغلب المفسرين من مدرسة الصحابة ، وهو رأي فيه نظر ؛ لأنَّه مردود عقلا ؛ لأنَّ القراءة والكتابة صفة كمال وعدمها صفة نقص ، ومحال عقلا أن يتصف بها من هو منتهى الكمالات ، وذكرت المصادر التاريخية بوجود جماعة من قريش يحسنون القراءة والكتابة ، فإن قلنا أنَّ النبي لا يقرأ ولا يكتب فيكون أولئك الذين يقرئون ويكتبون أفضل منه ، وهذا محال عقلا أن يوجد شخص أفضل من محمد (ص)من الأولين والآخرين ، فضلا عن أمته ، وما أصدق ما قاله حسان بن ثابت : واحسنُ منك لمْ ترَ قطُّ عيني *** وأجملُ منكَ لمْ تلدِ النِّساءُ..

• الرأي الثاني : الأمي : المنسوب إلى (أُمِّ القُرى = مكة) ؛ ويؤيد هذا الرأي روايات رويت أئمة أهل البيت (ع) نذكر روايتين في هذا الباب ،على النحو الآتي:الرواية الأولى رواها (الصفار القُمِي) :وهو من أصحاب الإمام الحسن العسكري(ع) في كتاب (بصائر الدرجات) ، وهو أحد مصادر الحديث عند الشيعة في القرن الثالث الهجري ، ومن نتاج مدرسة(قم الحيثية) ،نص الرواية ، قال سالت الصادق (ع): يا بن رسول الله لم سمي النبي الأمي قال: ما يقول الناس ؟ قال : قلت له يزعمون إنما سمى النبي الأمي ؛ لأنه لم يكتب. فقال: كذبوا عليهم لعنهم الله أنى يكون ذلك والله يقول في كتابه “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” فكيف يعلمهم مالا يحسن ، والله لقد كان رسول الله(ص) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لسانا وإنما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة و مكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى? وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ?”.

**الثانية رواها الصدوق (الابن) أو الصدوق الثاني محمد بن علي بن بابويه القمي في كتاب (علل الشرائع) ، وهو من مصنفات الشيعة في القرن الرابع الهجري .نص الرواية هو : عن الجواد (ع) ( قلت: إن الناس يزعمون أن رسول الله (ص)لم يكتب ولا يقرأ فقال : كذبوا لعنهم الله أنى يكون ذلك وقد يكون وقد قال الله (عز وجل “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ? [ الجمعة / 2 ] ، فكيف يعلمهم الكتاب والحكمة ولا يحسن أن يقرأ ويكتب ؟ قال : قلت فلم سمي النبي الأمي ؟ قال : لأنه نسب إلى مكة وذلك قول الله (عز وجل ? وَكَذَ?لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى? وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ? فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ? .*من المعلوم أنه هناك فرق بين أنَّه لا يحسن القراءة والكتابة ، وبين أنَّه لم يمارس القراءة والكتابة قبل البعثة ، وكذلك لم يمارس القراءة والكتابة علناً بعد البعثة ، فكان يتخذ الكتبة فيملي عليهم الكتب والرسائل والعهود ونحوها

*** الرأي الثالث : الأمي : من لا عهد له بكتاب سماوي ، .واليهود يطلقون على أي أمة غير أمتهم لقب (الأمة الأمية) ) . وقد كتب المؤرخ سعيد أيوب كتابا بعنوان: ( الانحرافات الكبرى) يقول كانوا يطلقون هذا اللقب على ولد إسماعيل مقابل ولد إسحاق ، لأن النبوات والكتب السماوية كانت في أولاد إسحاق ، دون أولاد إسماعيل فيكونون أميين حيث لم يأتهم نبي ولم ينزل لهم كتاب . وقد بشرت التوراة بنبي ليس من إسحاق بل من ولد إسماعيل ، فيكون هذا النبي من الأميين ..اي لا عهد له بكتاب سماوي .. وهذه شهادة له انه لم يتلقى كتاب ولم يعلمه احد سوى الله تعالى ..

*-** في كتاب (إقبال الأعمال) في حديث طويل : ثم صار القوم إلى ما نزل على موسى صلى الله عليه وآله فألفوا في السفر الثاني من التوراة إني باعث في الأميين من ولد إسماعيل رسولا انزل عليه كتابي وابعثه بالشريعة القيمة إلى جميع خلقي ، أوتيته حكمتي وأيدته بملائكتي وجنودي يكون ذريته من ابنة له مباركة باركتها ثم من شبلين لهما كإسماعيل وإسحاق ، أصلين لشعبتين عظيمتين أكثرهم جداً جداً، يكون منهم اثني عشر فيما أكمل بمحمد (ص) وبما أرسله به من بلاغ وحكمة ديني واختم به أنبيائي ورسلي فعلى محمد(ص) وأمته تقوم الساعة . إقبال الأعمال [ ابن طاووس / إقبال الإعمال ،ج 22 / 339 – 340 ]؛

### لذا فكل الآيات القرآنية التي وردت فيها صفة الأمي كوصف لرسول الله(ص) كانت في سياق خطاب أهل الكتاب وخصوصاً اليهود ، قال تعالى:” وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا” وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ ﴾، يَعْنِي: الْعَرَبَ .. معنى الاية ﴿ أَأَسْلَمْتُمْ ﴾، لَفْظُهُ اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ أَمْرٌ، أي: أسلموا،( فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ﴾، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ(ص) هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: أَسْلَمْنَا، فقال لليهود: أتشهدون أن عزيزا عبده ورسوله؟ فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ عزيز عبدًا، ثمن َقَالَ لِلنَّصَارَى: أَتَشْهَدُونَ أَنَّ عِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ عِيسَى عَبْدًا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ ﴾، أَيْ: تَبْلِيغُ الرِّسَالَةِ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ الْهِدَايَةُ ..فان الله عالم بمنْ يُؤْمِنُ وَبِمَنْ لَا يُؤْمِنُ. { واللّه بصير بالعباد} أي هو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة ..

*** هنا ياتي سؤال: ورد في القران آيات تبين ان الهداية والضلالة من الله ! منها قوله تعالى :” فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ” وقوله تعالى ” وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ” (النحل، 16) أليس هذه النصوص تؤيد مبدأ الجبرية الذي قال به معاوية .. وسار عليه التيار السلفي الآن ..؟

** الجواب على هذا الموضوع يحتاج الى تفسير موضوعي .. ويعني التفسير الموضوعي ان تاخذ في القران كل كلمة وكم مرة وردت .. وما أعطت من علوم وآراء وتستخلص المعنى من الاية المراد تفسيرها .هذا يسمى تفسير موضوعي. اما الهداية وتسمى العامة تعمّ كل الموجودات عاقلها وغير عاقلها ، وهي على قسمين:

أ ـ الهداية العامة التكوينية : وهي ان الله خلق كل شيء وجهيزه بما يهديه إلى الغاية التي خلق من اجلها : قال سبحانه {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ} أي انه جهّز كل موجود بجهاز يوصله إلى الكمال ،مثلا النبات مجهز بأدقّ الأجهزة التي

توصله في ظروف خاصة إلى تفتح طاقاته ، فالحبّة المستورة تحت الأرض ترعاها طاقة داخلية وعوامل خارجية كالماء و النور إلى أن تصير شجرة مثمرة ..ومثله الحيوان والإنسان ، فهذه الهداية عامة لجميع الأشياء ليس فيها تبعيض و تمييز. قال سبحانه: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}.و قال سبحانه : { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}وقال سبحانه: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}.. إلى غير ذلك من الآيات الواردة حول الهداية التكوينية التي ترجع من الحق تعالى .بما أودع اللّه فيه من الأجهزة التي توصله إلى الغاية المنشودة ، من غير فرق بين المؤمن و الكافر . قال سبحانه : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}.

هذا يسمى الفيض الإلهي الذي يأخذ بيد كل مخلوق في النظام ،لا يختص بموجود دون موجود ، غير أن كيفية الهداية و الأجهزة الهادية لكل موجود تختلف حسب اختلاف درجات وجوده . وقد أسماه سبحانه في بعض .. شيء داخلي في الانسان يدفعه الى كماله وهدايته .. يسميه القران « الوحي »:{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}..

من الهداية التكوينية في الإِنسان العقل الموهوب له ، المرشد إلى الخير والصلاح فالتفكر و التدبر خير دليل على وجود الهداية العامة في الإِنسان ، وإن كان قسم من الناس لا يستضيء بنور العقل و لا يهتدي بالتّفكّر و التّدبّر.

ب ـ الهداية العامّة التّشريعية : إذا كانت الهداية التكوينية العامة أمراً نابعاً مما أودع اللّه في الإنسان من أجهزة تسوقه إلى الخير و الكمال ،فالهداية التشريعية هي الهداية الشاملة للإنسان العاقل المدرك ،حيث يحتاج الى طاقة خارجية تفيض على عقله لمسات تؤدي الى الهداية التامة .. مثل النبته فيها هداية تاتيها مكملات من الخارج التراب والماء والهواء والنور,تفيض على النبته كي تكمل نموها .

كذلك الإنسان ..له عقل للهداية يفكر به ويتدبر , ويرسل الله له الأنبياء وينزل الكتب السماوية ,ثم أوصياء وخلفائهم و العلماء والمصلحين و غير ذلك.قال تعالى:{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }.. وأمرنا ان نطيع النبي ..قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ }..﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ).يقول المفسرون من المذاهب الإسلامية :

” أهل الذكر في المجتمع اليهودي هم علماء اليهود الأحبار ، وفي المجتمع المسيحي الرُهْبان. وهذه مصيبة ورأي واضح ان يدعوا القران ان نتبع الرهبان والأحبار .. ولكن لم يرد أي تفسير ان سمي الخلفاء والحكام إنهم أهل الذكر . “إذن كيف تم اعتبارهم في قوله تعالى : وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم “..؟ اما رأي الأمامية في قوله تعالى فاسألوا أهل الذكر ..

رَوَى ابن جرير الطبري في تفسيره بسَنَده عن جابر الجعفي ، قال : لما نزلت ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ قال علي(ع) : ” نحن أهل الذكر ” ..

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ الباقر(ع) عن قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( ص) : ” الذِّكْرُ أَنَا ، وَ الْأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ” ، وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ ثم قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(ع):” نَحْنُ قَوْمُهُ ، وَ نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ “.. وهناك رواية مهمة حري ان نعرفها ..

سال محمد بن مسلم الأمام الباقر(ع) عِنْدَنَا من يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَه تعالى( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى ؟فقَالَ الإمام الباقر(ع) ” إِذاً يَدْعُونَكُمْ إِلَى دِينِهِمْ ” . ثم ضرب بيده على صدره وقال : ” نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَ نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ ” الكافي : 1 / 210 ، إلى غير ذلك من الآيات الواردة في القرآن الكريم التي تشير إلى أنَّه هدى الإِنسان ببعث الرسل ، و إنزال الكتب ، و دعوته إلى إطاعة أُولي .. وهم الأئمة ، والرجوع إلى أهل الذكر.

** إذن الهداية جاءت عن طريقين .. الأول في الخلقة التكوينية .. أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .. هذه القضية واضحة وقد تحدث بها أصحاب التفسير وكل العلماء ممن كتب عن الخلقة التكوينية ..شبيه الشيء مُنجذب إليه ..!

***=: اما فيما يخص قوله تعالى :” الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ” يقول علماء التوراة والانجيل ان اسم النبي محمد(ص) غير مكتوب في كتبنا .. وقد تمسكوا بهذا النص واعتبروه نقطة ضعف في القران الكريم ..

(***) كتب احد المحللين كتابا بعنوان “تأملات في ذكر النبي في الكتب السابقة”، يقول فيها حسب ما جاء في سورة الأعراف 157: ” قال بعض المتشددين المُسلمين أن النبي (ص) قد ذكر اسمه كاملا (محمد بن عبد الله) في التوراة،ولكن اليهود أخفوا الاسم عن التوراة !( لكن الحقيقة اسم النبي لم يذكر في التوراة بهذه الصراحة أبدا لأنه لو ذكر هكذا لتسمى اليهود بهذا الاسم على الأقل تبركا به)..

لو افترضنا أنهم أزالوها بعد وفاة موسى (ع) لسقطت تلك الآية القرآنية والعياذ بالله تعالى؛ لأن الآية تنص على يجدونه؛ أي اليهود المخاطبون بزمان النبي وما بعده؛ لأن الفعل يجدونه فعل مضارع وليس ماضياً والمضارع يفيد، وكما نعرف، البقاء والاستمرار، فكيف نجد اسم محمد في التوراة؟..

ــــــ لماذا لم يذكر الله أسماء الأنبياء في القران إلا خمسة وعشرون نبي فقط .. في حين الروايات تقول ان عددهم مائة وعشرون ألف نبي . ؟ في حال أنّ القرآن الكريم صرّح بأنّ من ذكرهم هم رسل الله ولا رسل سواهم، أو على الأقل نعرف أنّ ثمة رسل موجودون بالفعل ولم يذكرهم »وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا…

وأنّ هؤلاء الأنبياء سواء الذين ذكرهم القران أو الذين لم يذكرهم قد أرسل كل واحد منهم بلسان قومه: »وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.”.

** الجواب على ذلك .:.. إنّ إعداد قوائم تتضمن جرد أسماء الأنبياء يعني أننا أمام سجلات النفوس، ..! أمّا إذا ذكر القران شيئا من أحوالهم وقصصهم فالأمر يقتضـي تدوين موسوعات تاريخية،وبعدة أجزاء ..يعلم الله عدد أجزائها .. ربما يستوجب طول عمر الإنسان ليطلع عليها، .. في كلتا الحالتين يخرج الكتاب الكريم عن كونه كتاب هداية ليكون إمّا سجّلاً للنفوس أو كتاباً تاريخياً. هذا فيما يخص الأنبياء فقط , لأننا لو أردنا ان نذكر أسماء الأنبياء ودورهم في الحياة , ودور أوصياءهم , فأننا نحتاج الى مكتبة كبيرة .. وهذا عقلا مرفوض ان يكون الكتاب المقدس مكتبة متجولة لان هذا يستوجب ان نكتب تاريخ مسلسل لآلاف السنين .. ناهيك عن حوادث وحروب وشخصيات رسالية .. هذا يستوجب ان نكتب اكثر من مليون إنسان .

(***) ولكن القران أشار الى صنفهم وسنخهم , وأنهم رسل الله الى الناس , وهذا الأسلوب يمثل قمة الإبداع والحكمة في توصيل معلومات إلى الناس عن طريق ما يألفونه .. واليك التوضيح .. ما هي الأشياء التي يألفها الناس بالتسمية ..؟.

ــــــــ(الأَلقاب ثلاثة: لقب تشريف، ولقب تعريف، ولقب تسخيف، هو المقصود بقوله (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾لذلك الله لم يذكر اسم النبي في التوراة صراحة (محمد بن عبد الله)(ص)هكذا بل أشار إليه، والآية القرآنية واضحة تقول: “الًذينَ يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل”،..!! والمكتوب ليس شرطا ان يكون بالاسم . لان الوصف يؤدي في اغلب الحالات إلى الغاية ..

ولكن صفة النبي ووصف زمانه ومكان ظهوره،لا بد ان يذكرها القران .. وقد ذكرها في الكتاب المقدس( التوراة والإنجيل ) كما يذكر باقي الأمور الغيبية الأخرى، هذه الأمور بصفته واخبار الغيب عنه لازالت في الكتاب المقدس .. ولكن اليهود يعتقدون أن الإشارات تخص نبيّا منهم من بني إسرائيل فأبقوا عليها ,وظلوا يحتفظون بالآيات والإشارات على أنها ستهديهم إلى مبعوث آخر الزمان، ولما بعث النبي (ص)ورأوا أن تلك العلامات تدل عليه أنكروه وقالوا إن النبي الخاتم هو من اليهود .. كما إنهم أنكروا نبوة عيسى (ع) ولم يصدقوا قوله .!! “ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد” لما جاءهم احمد كذبوه وحاربوه .. قالوا هذا سحر مبين” ..

*** هذه الآية تدل دلالة واضحة أن النبي لم يذكر اسمه أبداً بدليل أنه سمي أحمد، وهي صفة من صفاته وليس اسمه؛ يقولون :الأولى والأجدى كان أن يقول برسول يأتي من بعدي اسمه محمد، وأسم احمد هنا يدل على الصفة .. وليس على الاسم ، فالسمي تعني الصفة،.. جاء في سورة مريم ” واصطبر لعبادته، هل تعلم له سمياً” (سورة مريم 65)”.السمي تشير الى الله تعالى .. سمي وليس الاسم ..

*** ظهر تنظيم قبل اقل من 100 عام , حركة اسمها القاديانية , أوالأحمدية وهي دين جديد،في أواخر القرن19 م بقاديان الهندية، بمباركة الإنجليز .المؤسس ميرزا غلام أحمد القادياني ..بدأ نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم ادعى أنه المهدي المنتظر, ثم المسيح الموعود، يقول في ذلك.

” إن المسلمين والنصارى يعتقدون أن المسيح ابن مريم(ع)رفع إلى السماء بجسده ,وأنه سينزل في اخر الزمان . هذه عقيدة خاطئة، الحقيقة ان المراد من النزول ليس نزول المسيح بجسده ..بل هو استعارة بقدوم شخص مشابه لدعوة المسيح، “”وأني انا ذلك الشخص (حسب الإلهام من الله تعالى ألي)!!.

نشاط الدين وحوزتهم الآن في تل أبيب .. يدعي علماءهم أن نبي الإسلام مذكور بالكتب المقدسة أمر مخالف للمنطق؛والنظرية القرآنية خطأ ..لا تصمد أمام معتقدات نزول المسيح (ع) فعقيدة نزول المسيح تنقض نظرية التبشير بنبي تذكره الكتب المقدسة..(أطروحة تبين ان الرجل كان يدعي انه المهدي المنتظر .. ثم انكر الفكرة المهدوية بالتمام .. وجعل موضوع نزول السيد المسيح هي إيحاء وليس جسدا كما يعتقد المسلمون بنزول المسيح .. ثم هو المعني . الغريب انه أنكر وجماعته ان السيد المسيح(ع) يكون نزوله قبل المهدي وظهوره”)..هذا تلاعب بالألفاظ من الجماعة .. المهم الترويج لاحمد غلام القادياني هو من يوحى أليه وهو السيد المسيح (ع).

ــــــــــ*** مهمة : ينقسم اسم العلم إلى ثلاث أقسام,هي ( الاسم والكنية واللقب .

1 – الاسم : يسمى به المولود عند ولادته .هو علامة على المسمى بدون مدح أو ذم.

2 – الكنية : ما كان في أوله “أب” أو “أم” “أبي علي و”أم محمد ” .قد تكون الكنيةُ(كنيةً ولقباً )إذا كانت تدل على المدح مثل “أبو الجود” أو الذم مثل “أبو لهب” وهذا ذكره القران بالكنية فهي لقب باعتبار إشعارها بِالمدح أو الذم .. فهي كنية من وجه ولقب من وجه آخر .

3 – اللقب : ما جعل علما مشعراً بمدح أو ذم.

الاسم : لكل إنسان اسم يميزه عن غيره،يكون كالهوية بالنسبة له، ولولا الأسماء لاختلطت حياة الناس صعبةً التعامل مع بعضهم ، بمجرد أن يُولد الطفل يقوم الأبوان اختيار اسمًا له، ويسجّلون اسمه في الأحوال المدنية، ليصبح الرمز والهوية..

الكنية :المقصود بالكُنية هو ما يسبق ب(أب) أو (أم)، كقولنا أبو محمد وأم محمد، والهدف من الكُنية عادةً هو تعظيم مكانة الشخص وقيمته وإجلاله وزيادة في احترامه، وخاصة لمن هم في عمر كبير، فالعديد من الناس يُفضّلون أن يُذكروا بكُنيتهم لا بأسمائهم،. وأحيانا يكنى بابن ,,ّ انا ابن مكة ومنى .. انا ابن المذبوح بشط الفرات .. انا ابن مصلى بملائكة السماء مثنى . وعادة الكنية تقال لأشراف القوم.

**اما اللقب هو مدح لصفة يتصف بها الشخص ، او انتماء لجهة معينة كالعشيرة او عمله ونشاطه او صفة تعلقت به .. عاهة او غيرها بخل او كرم .فالألقاب في اللغة العربية إمّا تكون محمودة أو مذمومة،ألقاب قبيحة يتصف بها الأشخاص نظراً لصفاتهم القبيحة، فالتنابز بالألقاب حرمها الله تعالى في كتابه الكريم، كقوله تعالى: ( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ)، ومن الألقاب المذمومة مثل الأحدب ، والأعرج، والأحول وغيرها من الألقاب التي قد تُؤذي صاحبها….

إذن القران ،،،،، حين يتحدث عن النبي محمد(ص) لا يخرج عن الأطر الثلاثة .أما بالاسم , او بالكنية او باللقب .. وكل هذه التوصيفات تدل على شخص الرسول (ص).

**** جاء في رؤيا إبراهيم (ع) كونه وإتباعه محطِمون للإمبراطورية الرابعة المذكورة في (سفر دانيال في التوراة ) وهي الإمبراطورية الرومانية مذكورة في مقالة – “مملكة الله الدولة الإلهية” . تشير بعض النصوص الى صفاته , (في خلقه وخلقه وسيرته) كذلك نجد اغلب صفاته في التوراة في سفر أشعيا وسفر المزامير … ومكرر تتكلم هذه الأسفار عن أربع صفات لنبي آخر الزمان:أولاً: كونه صاحب شريعة. وكونه محارب منتصر.ثالثاً: له علاقة وثيقة بالصحراء.رابعاً: له علاقة حميمة بالحمد… موضوع الصحراء وعلاقته بها .. وموضوع الحمد ..صفتان ذكرناهما لا تخلو منهما نبوءة مسيحانية (لها علاقة بالمسيح المنتظر، نبي آخر الزمان). وهي تشير الى النبي محمد (ص) ..

(**) هناك طائفة من اليهود اسمهم ( طائفة الأسينيين) التي انعزلت عن بقية اليهود مائة عام قبل ميلاد المسيح ذهبوا إلى( صحراء البحر الميت )كشفت اثارهم ومخطوطاتهم حديثاً .. المخطوطات تبين أخباراَ عن علاقة نبي آخر الزمان بالصحراء فخرجوا لانتظاره هناك ..

= أما عن “الحمد” فقد جاء في سفر أشعيا ..انه عبد الله, وهذا رد على من يدعي ان النبي عيسى او موسى ابن الله , او فيه جزء من الإلوهية .. في حين القران يقر ويبين ان النبي محمد(ص) هو عبد الله باكثر من موضع . كذلك لقب “المختار” أو المصطفى وهو لقب شهير عند المسلمين للنبي محمد (ص) .. وذكرت بعض المواضع في الحجاز في كتب اليهود والنصارى ولكن باسماء تختلف عن اسماء مكة والمدينة .. اسماء اندثرت مثل . ديار قيدار وسالع وهي مواضع في الحجاز. يقول النص “وليهتفوا من قمم الجبال ويمجدوا الرب” …. لا يفعل ذلك إلا حجاج المسلمين أتباع محمد(ص)فوق جبال عرفات ويسبحون ويكبرون.

هناك اشارة يتهرب منها المفسرون اليهود والنصارى , وهي النبوءة بانتصاره على عبادة الأصنام وهذا لا يحتاج لتعليق. فعيسى لم يلتق في حياته بعباد أصنام. أما محمد فقد ظهر في شعب يعبد الأوثان وانتصر عليه .. هذا ما أكدته مخطوطات البحر الميت – كتاب ريا إبراهيم –.. ــــــــــــــــــــــــــ(( وفاة النبي (ص))…

وفاة النبي (ص) كانت في سنة 11 هـ كما تحدثت أغلب المصادر، ولكن الاختلاف في اليوم والشهر. أهل السنة يقولون بأنه قبض في شهر ربيع 1 بينما الشيعة يقولون في شهر صفر يوم 28 .. هذا ليس مهما .. ولكن الانقسام في الأمة وقع في حدث وفاة الرسول (ص)لذا يُعد حجر الزاوية لانقسامهم إلى فريقين:

الأول: المؤيدون لخلافة أبي بكر الذي تَعيّن في اجتماع السقيفة، وهم الذين خضعوا للأمر الواقع وشكّلوا الأغلبية( فيما بعد وسمّوا بـأهل السنة والجماعة).

والثاني: الموالون لأهل البيت على رأسهم علي بن أبي طالب(ع) وهم الذين أصبحوا في الأقلية وسُمّوا بأتباع آل بيت الرسول (ص) وعرفوا بـشيعة علي.

*** مجريات ما قبل الوفاة : حسب المصادر التاريخية ما إن ظهرت آثار المرض على رسول الله ، حتى طرأت للأمة أمور لم تكن في الحسبان. فبدأت مخالفات لأوامر الرسول تبرز إلى العلن , والأجواء توحي وكأن امرا سيقع .. وقد حدثت فعلا حوادث في اخر حياته الشريفة تركت اثرا الى اليوم على الامة ..

منها جيش أسامة : حين مرض النبي بعث أسامة على جيش لمواجهة الروم، حيث قُتل أبوه قبل مدة في معركة مؤتة والحادثة الثانية منع النبي من كتابة وصيته التي لو كتبها لن تضل الامة بعده ابدا .ولم يتمكن ان ينفذ هذان الامران .. ثم حدثت قضية السقيفة بالتزامن مع وفاته (ص) .. فتخلفوا عن جيش اسامة .. ومنعوه من الكتابة وعدوا على أمير المؤمنين(ع) يخلعون ما البسه الله ورسوله ..

هناك رأيان، فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه فيه وقبض: الراي الاول: موت الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي وفاته ودفنه هناك.هذا الرأي يستند إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، وهي ما ذكره (البخاري ومسلم).

وانه مات في حجرها .. وفي رواية عن عائشة قالت: “إن مِن أنعُم الله عليَّ أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري وفي رواية اخرى ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر. المصدر الطبقات الكبرى ابن سعد ص 232 …

. الراي الثاني : ما نقل على لسان علي(ع) في كلامه وخطبه من أن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي. الصحيح من سيرة النبي، العاملي، ج 32، ص 336 نقلاً عن البحار للمجلسي، ج 22، ص 528 مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 116.

حسب روايات لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم تذكر مكان تواجده بالتحديد على قول مشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة، فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله.وفي قول انه ذهب لعشيرة بني اسلم ..

ما رواه ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: توفي رسول الله (ص)، ورأسه في حجر علي… يقول علي (ع)مات رسول الله(ص) وراسه في حجري ..اخرجوا النساء من الغرفة التي مات فيها الرسول .فجاء الحسن والحسين ورموا انفسهم على صدر رسول الله. فرفعهم الامام .. فقال له النبي دعهما يا علي , ازود منهما ويتزودان مني ثم عرق جبينه وبانت حالته , فوضع علي (ع) فمه على فم رسول الله يشمه ويقبله .. ثم رفع راسه وقال للهاشميين(عظم الله لكم الاجر مات رسول الله).. فارتفع البكاء والصراخ .. فجاءت فاطمة ونادت وا اباه يا رسول الله …

تنادي يبو الحسنين يا حلو الجهامه غَمّضْ اعيونه وشيل عن راسه العمامه

سافر أو خلانه عگب عينه يتامه اشلون الصبر من بعد عينك يا شفيه

چانت زهيه بنور ابو ابراهيم الاوطان وحلّت علينه من عگب عينه الاحزان

إفراگك صعب يلمصطفى يا نور الأكوان هاي الخلگ نصبت على إمصابك عزيه

نصبت على إمصابك عزيه أو تهمل العين تبچي او تحن وتنوح يا خير النبيين

ما ذا على من شمّ تربة أحمد ***أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا

صبّت عليّ مصائب لو أنّها*****صبّت على الأيّام صرن لياليا

ــــ هنا موقف وموقف اخر يوم وقفت على قبره :

فاطم على قبر النبي وكفت تنادي **** بخبرك باللي جره يا خير والي

يا المصطفى فينا الوصية خالفوها **** وبنتك يبوبه عكب عينك ما احشموها

ابجي على كسر ضلعي وضربة العين …. لو ضربة البسمار صدري وكسر ضلعين

وحرك بيتي وكود ابو حسين ……. من هل المصايب يبويه شيب افوادي .