مجلس حسيني الكتل التي حاربت ولاية الامام علي{ع}
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
أزِفَ الكَرْبُ واستُبيحَ الذِّمارُ ////// مُذْ قضى حيدرٌ وحَلَّ الدَّمارُ
غِيلَ مَنْ كانَ بلسماً للبرايا ////////والجميلَ الخِلاق فهو المنارُ
قُتِلَ البَرُّ والأمامُ المُواسِي /////// بِفدا النفْسِ في الوغى كرّارُ
بابُ علمِ النبيِّ خيرُ البرايا///////// //// معهُ الحقُّ تابِعٌ دَوّارُ
هو زَوجُ البتولِ اُمِّ أبيها //////////// هو بدرُ الدُّجى به يُستَنارُ
يا بلاءً صَبَّ الشُّجونَ علينا//////////هدَّنا الفَقدُ فالرزايا كِبارُ
يا حبيبَ الإلهِ في كلِّ حينٍ ///////// يا فتى خيبرٍ بَكاكَ الفِقارُ
يتبادر سؤال في نفوس المؤمنين يال محمد{ص} لماذا حروب ال البيت{ع} ومحبيهم وشيعتهم دون بقية الصحابة..؟.. رغم ان جميع من عرف ال البيت يعلم ان الله فرض حبهم على المسلمين ..ثم ان عليا {ع} لم يذكر التاريخ انه استأثر بمال او شيئا من حطام الدنيا دون بقية المسلمين.!! في فترة حكمه بل العكس كان ازهد الناس.. وهو الحق يشهد له الاعداء قبل الاصدقاء ..ورصيده سيل من الاحاديث الشريفة تبين انه مع الحق والحق معه.. يقول عبد الباقي العمري في قصيدة عنه.
أنت العلي الذي فوق العلا رفعا /// ////// ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا
وأنت باب تعالى شأن حارسه //////////// بغير راحة روح القدس ما قرعا
وأنت ذاك البطين الممتلىء حكما ///////// معاشرها فلك الافلاك ما وسعا
وأنت نقطة باء مع توحدها /////////// بها جميع الذي في الذكر قد جمعا
وأنت والحق يا أقضى الانام به ///////غدا على الحوض حقا تحشران معا
** للجواب على مجموع الاسئلة التي تتعلق بموضوع الحرب ضد الامام علي{ع} وابناءه ومحبيه وشيعته, لابد ان نتصفح التاريخ من جوانب تتعلق بالموضوع.. اولها سبب كره علي وابناءه عليهم السلام دون بقية الصحابة…. الحوادث التاريخية التي مرت على البعثة النبوية تبين ان الامام علي{ع} كانت حياته { جاذبة وطاردة} جذبت له محبين . وطرت الانتهازيين والوصوليين عن حياته,[ لان حب علي والنفاق لا يجتمعان] يقول تعالى :{ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} قَالَ عَلِيٌّ(عَ): «لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّنَا وَ حُبُّ عَدُوِّنَا فِي جَوْفِ إِنْسَانٍ ،إِنَّ اللَّهَ تعالى يَقُولُ:( مٰا جَعَلَ اللّٰهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ). وهذا واضح جدا. الذين ابغضوه احفادهم ورثوا كرهه والذين احبوه ورث ابناءهم حبه . فما هي مبررات الحب والحقد في قلوب الناس ..؟ الجواب حياة الامام علي{ع} تنقسم الى قسمين
**. الاول: منذ اسلامه الى يوم استلامه الخلافة ..سيرته تلك الفترة سواء في مكة او المدينة كان هو القاسم المشترك بينه وبين جميع المسلمين بعدد من قتل من القبائل في سبيل الاسلام. هو وابوه دافعا عن النبي {ص} وحفظا حياته من كيد المشركين. علي هو السد الذي حامى الاسلام ومنع من انهيار دين الله على يد المشركين عامة واهل مكة . حتى اعداءه الذين حاربوه وقتلوه وهي الجهة المسؤولة عن اغتياله. اجتمع يوما أعدى ثلاث أعداء لأمير المؤمنين (ع) وهم معاوية و ابنه يزيد و عمرو بن العاص (عليهم ما يستحقون من اللعن وسوء العذاب) واتفقوا على منح جائزة لأفضل بيت شعر يقال في أبي تراب (ع) وبدأ معاوية فقال :
خير البرية بعد أحمد حيدر**** فالناس أرض و الوصي سماء/ فقال يزيد :
ومليحة شهدت لها ضراؤها.**** والفضل ماشهدت به الضراء.فقال عمرو بن العاص :وفضائل شهدت بها أعداؤه..والفضل ما شهدت به الأعداء..
علي هو الثقة والمعتمد من الله ورسوله لذلك كلفه النبي {ص}بالمبيت في فراشه ليلة الهجرة .. فكرمته السماء باية تقرأ اناء الليل واطراف النهار فالتف بِبُرْدَتِهِ، وَبَاتَ (عَ)مُوَطِّناً نَفْسَهُ عَلَى الْقَتْلِ،وَ جَاءَتْ كتلةْ قُرَيْشٍ ،يُرِيدُونَ قَتْلَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)لاَ يَشُكُّونَ أَنَّهُ مُحَمَّدٌ (صِ) ،فَقَالُوا :أَيْقِظُوهُ ،لِيَجِدَ أَلَمَ الْقَتْلِ ويَرَى السُّيُوفَ تَأْخُذُهُ؛ فَلَمَّا أَيْقَظُوهُ رَأَوْهُ عَلِيّاً سألوه اين محمدا.؟ اجابهم وهل ترتموني قيما عليه ..تَفَرَّقُوا فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ(ص)،فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ:” وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ رَءُوفٌۢ بِٱلْعِبَادِ “هذه المجموعة وابناءهم الذين هموا بقتل النبي محمد{ص} بعد 23 سنة هم من قتلوا محمدا واستمر مسلسل القتل لهذا البيت الطاهر[ ورفع شعار من قبل معاوية ” الا قتلا قتلا دفنا دفنا ” وفي يوم العاشر من محرم ــ لا تبقوا لآهل هذا البيت باقية ــ ولما طلب العباس ماء للاطفال قالوا له. لو كانت الارض كلها ماء تحت ايدينا ما سقيناكم منه قطرة .وابيات ابن الزبعري التي رددها يزيد .. لست من خندف ان انتقم من بني احمد ما كان فعل.. لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل.. عشرات الادلة تبين الحسد والغل في قلوب القرشيين.
ترى ما هو السبب..؟ لماذا انحصر الثأر والعداوة والحسد في بيت محمد وعلي عليهما السلام. الجواب واضح كل هذا الحسد الذي ادى الى قتل اهل البيت {ع} هو موقف هذه الاسرة الشريفة الكريمة من تبليغ الدين. وهل الحروب التي جرت في حياته ببدر واحد والخندق وحنين وخيبر. وغيرها كلها كان قائدها ومنفذها والسيف الذي اذاق المشركين الذل والهوان هو محمد وعلي{ع} وكان الله يسدد هذا الرجل بايات عديدة تيزه عن بقية الخلق اجمعين . مثلا الناس يكرمون ويطعمون الطعام لوجه الله الا ان عليا توثق عطاءه في اطعام الفقراء:( إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا*عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا*يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا* وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا* إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا* فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا*وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا* مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا).
وتطرزت حياة علي فخرا وشرفا وعلما وعدلا وكرامة فزاد الحقد عليه وعلى ال بيته وشيعته .. هذا التاريخ يبين ان المكيين ومعهم بعض الاعراب لازالوا يغترفون من دماء ال محمد ومحبيهم .. يقول المرحوم هاشم الكعبي: //أهوى رباك وكيف لي بمنازل// حشدت علي ضغائناً وحقودا/// لو شئت أن تعطي حشاي صبابة//فوق الذي بي ما وجدت مزيدا بشر أقل صفاته ان عاينوا//منهن ما ظنوا به المعبودا//وصفات فضل اشكلت معنى فلا//اطلاق يكشفها ولا التقييدا//سبقت مكارمك المكارم مثلما //ختمت لفخار عمرك الترديدا //فليحسد الحساد فضلك أنه//شرف يزيد على المدى تجديدا…!!!
وحين نتصفح تاريخ الجهاد والذب عن الاسلام , نجد عليا في قمة من قدم حياته الشريفة واهل بيته في سبيل كلمة { الله} وبسببها جاهد وقتل كل من تطاول على ما انزل من السماء ,,فقتل فرسان العرب في بدر واحد يوم انهزم المسلمون وجبرائيل ينادي { لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار} وفي يوم الخندق يتقدم الى عمر بن ود العامري ويشيعه الرسول بأعظم وسام{الهي ان اردت ان تعبد فانصر هذا الغلام} وحين قتل علي عمر بن ود تباشر وجه محمد{ص} وضل يردد {ان ضربة علي عند الله افضل من عبادة الثقلين}.واستمرت سلسلة البطولة والشجاعة النادرة بالمقابل صارت النفوس لا تطيق اسمه وجرت عقيدتهم بقتل كل من يحمل في قلبه ذرة حب لعلي وال علي. وكان النبي{ص} يعرف جيدا ما سيلاقيه ابو الحسن من بعده فكان يبلغهم ويصحح مواقفهم :قال:(إنَّ الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولو وافى القيامة بذنوب الثَّقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب (ع) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر)ثم قال :النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).المصادر :(مائة منقبة ابن شاذان )، ص177، المنقبة المائة (الأمالي، الشيخ الصدوق، ص201، ح10 ..
// آل النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ خَير الوَرَى/// وَأَجَلّهُم عِنْدَ الإلَهِ مَكَانًا ///قَوْمٌ إِذَا أَصْفَى هَوَاَهُمْ مُؤْمِنٌ /// يُعْطَى غَدًا مِمَّا يَخَافُ أمَانًا/// قَوْمٌ يُطِيعُ اللهَ طَائِعُ أَمرهُم//وَإِذَا عَصَاهُ فَقَدْ عَصَى الرَّحمَانا// وَهم الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَحُبُّهُمْ// يَوْمَ الْمَعَادِ يُثْقِلُ المِيزَانَا// وَتَوَالَتِ الأخبَارُ أَنَّ مُحَمَّدًا //بوَلائِهِم وَبِحِفْظِهِمْ أَوْصَانَا ـــــــــ المرجلة الثانية: عندما طبق الحق بتفاصيله يوم استلم الخلافة . دَعُونِي وَالْـتَمِسُوا غَيْرِي؛ فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَأَلْوَانٌ؛ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ،وَلا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ، وَإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَالْـمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَاعْلَمُوا أَنِّي إنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ; وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِـمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً! ماذا تعني كلماته
(هؤلاء كانوا يعتقدون بخلافته كاعتقادهم بخلافة غيره، ولا يرونه منصوباً ومنصوصاً عليه من قبل الله تعالى بحيث تكون طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله كالنبيّ (ص)، فلم يكن حينئذٍ واجباً عليه قبول رئاستهم فلا مانع أن يقول: دعوني والتمسوا غيري لإمامتكم المصنوعة، وأمّا كونه وزيراً لهم خيراً لهم من إمارته، لأنّه لو خرجوا عليه في إمارته لكفروا بخلاف ما لم يكن حاكماً مبسوط اليد… يعتبر كافر.بما قال فيه الله تعالى ورسول الله{ص}. لان الله اكمل دينه بولاية علي بن ابي طالب.
واول اجراء قام به علي {ع} رفع الامتيازات والرواتب الخيالية والذهب والفضة التي توزع على كبار الصحابة .. وقرب الفقراء واليتامى . فلما عرفوا سياسته ومساواته بين الجميع واسقاط الامتيازات قامت ضده ثلاث حروب هي الجمل وصفين والنهروان.بعدها استشهد حين تم تنفيذ مؤامرة اغتياله من الحزب الاموي ومات شهيدا سنة 40 هـ ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك..
هناك حرب رابعة شنت ضد علي وابناءه{ع} بعد استشهاده بضربة اللعين ابن ملجم. .متى واين ومع من كانت الحرب الرابعة ؟الحرب الرابعة ابتدأت ساعة وفاة رسول الله (ص) وستنتهي حال ظهور ولده القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف لان ما جرى على اهل بيت النبوة واتباعهم هو ما يجري اليوم وسيجري غدا علينا ، ويحاول علمائنا ايجاد المخرج الشرعي حتى تكون افعالنا واقوالنا شرعية والشرعية هذه نستمدها من قول وفعل وتقرير المعصوم{ع}ومن هنا لنا هذه الوقفة البسيطة مع حديث لامير المؤمنين عليه السلام من صلب واقعنا .
**رواية صالح بن ميثم التمار ( رحمه الله ) : وجدت في كتاب ابي ( رض) يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين {ع} فقال لنا : ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا في قلبه ، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا ، ونعرف بغض المبغض لنا ، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم ..
***فتنة الجمل والناكثين
كانت بيعة الناس لأمير المؤمنين{ع} بمنزلة صاعقة حلت على بني أمية وكل اعداء ال محمد .واخرون ساندوا وحاربوا عليا{ع} مثل طلحة والزبير يرى نفسه قريناً للإمام بل افضل منه .وكان لعائشة المقام المرموق لدى الخلفاء السابقين حيث كانت تتحدث كما تشاء. وكان معاوية يتصرف في الشام تصرف الحاكم المطلق الطامع السلطة على الأمة الإسلامية. .بنفس الوقت جاءت قرارات الإمام {ع} للإصلاح الشامل لانحراف الامة ضربة قاصمة لكل الكتل الانتهازية .. فتضررت كتلة { الناكثين}ومجموعات كانت تستغل مناصبها للحصول على الثروة الطائلة في عهد عثمان. ولهذا كان وجود الإمام {ع}في الخلافة يُعد تهديداً لمصالح الكتل السياسية المنحرفة .فقرروا إثارة الفتن للحيلولة دون استقرار حكم ولاية اهل البيت{ع}.فكانوا بداية يحرضون الناس على الخليفة الثالث، خاصة عائشة كانوا يتصورون ان قتل عثمان سيكون طلحة خليفة للمسلمين فكانت المفاجأة مبايعة الناس للإمام علي{ع}بالخلافة، فما كان منهم إلا أن أعلنوا الحرب على وصي رسول الله{ص} وخدعوا المسلمين بشعارات زائفة اشاعوا ان الذي قتل عثمان هم شيعة علي{ع}..فاندفع الاوباش وراءهم . وقتل من المسلمين سبعة آلاف إلى ما يزيد على ثلاثين ألف قتيل!
حاول الإمام {ع}أن يجنب الأمة المصائب وسفك الدماء، وراسل رؤوس الفتنة، فلم يلقَ تجاوباً، وبقي عليه السلام يأمل حتى آخر لحظة قبل نشوب القتال في أن يرتدع الناكثون عن غيهم، فلم يأذن بالقتال حتى شرعوا هم بذلك، فالتحم الجيشان في قتال رهيب، ووصل أصحابه إلى الجمل فعقروه، وانتهت فصول المعركة بانتصار جيش الإمام عليه السلام على مخالفيه. ***وبعد هذه المعركة تحرك الإمام نحو الكوفة ليتخذها مقراً له نظراً لكونها تشكل ثكنة عسكرية، حيث كان يقال لها كوفة الجند، ولتوسع رقعة العالم الإسلامي ولقربها من الشام حيث يتحصن معاوية، ولوقوف أهل الكوفة مع الامام علي{ع}.ـــــــــــــ. معاوية وحرب صفين ــــــــــــ
شرع معاوية بمعاونة عمرو بن العاص، بعد استقرار الإمام {ع}في الكوفة يخطط لمواجهة الإمام والقضاء على حكومة ولاية اهل البيت{ع}، وقامت خطته الخبيثة على التشبث بقميص عثمان كشعار لتحريك مشاعر الاوباش وعبأ أهل الشام للحرب. ورغم أن الإمام أكثر من مراسلة معاوية ومحاورته لإدخاله في بيعته، لكن رد معاوية كان هو الحرب والسعي للقضاء على الإمام وحكومته بكل وسيلة.
بداية جرت مناوشات بين جيشي الإمام ومعاوية وحصلت هدنة بينهما، ثم جاءت اوامر من معاوية فالتحما في معركة رهيبة في صفين قُتِل فيها عمار بن ياسر، وأربعة وعشرون صحابياً بدرياً واستمر القتال أياماً عديدة قُتل فيها عدد كبير من الجانبين. وانتصر أصحاب الإمام{ع}بصبرهم وتفانيهم من أجل الحق، وبدت الهزيمة على أهل الشام، فأشار عمرو بن العاص على معاوية برفع المصاحف على الرماح. وكانت هذه الدعوى المضللة سبباً لاختلاف جيش الإمام{ع}فهاج الناس وكثر اللغط بينهم. وحاول الإمام إفهام الناس, كان يقول انها كلمة حق يراد بها باطل.. اعصبوا هذا الامر براسي ولكن وانطلت الخديعة على قسم كبير من جيش الإمام وتمردوا عليه ولم يعد باستطاعته أن يفعل شيئاً. وقد وصف حاله بقوله: “لقد كنت أمسِ أميراً فأصبحت اليوم مأموراً، وكنت بالأمس ناهياً فأصبحت اليوم منهياً” .انتهت المعركة بخدعة التحكيم التي ثبت فيها ابن العاص ىمعاوية في الحكم بينما رفع ابو موسى الاشعري برفع عليا من الخلافة وهذا من مساويء الدهر ان يكون الاشعري وامثاله يحكمون على علي{ع}وأفرزت معركة صفين ظهور الخوارج الذين كانت صفاتهم تحجر العقول والتمسك بالظواهر والتعصب وعدم التمييز بين الحق والباطل، وسرعة التأثر بالشائعات. وصدَقَ رسول الله{ص}في وصفهم عندما قال: “يخرج فيكم قوم تحقِّرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية” ـــــــــ المواجهة مع الخوارج ــــــــ
تجمعت قوات المارقين قرب النهروان. وحاول الإمام عليه السلام مراراً ردعهم عن فكرتهم وسعيهم للحرب، فلم يجد فيهم إلا الفساد والجهل والإصرار، فعبأ جيشه ونصحهم كما هو شأنه في كل معركة، وبعث إليهم رُسُله، وبين أنه كره التحكيم وعارضه، لم يرع المارقون لقوله وطالبوه باعلارن توبته باعتباره مذنبا. وهجم الخوارج وهم يتصايحون: “إن الحكم إلا لله… الرواح الرواح إلى الجنة”. ولم تمضِ إلا ساعة حتى أُبيدوا عن أجمعهم، ولم ينجُ منهم إلا أقل من عشرة، ولم يُقتل من أصحاب الإمام عليه السلام إلا أقل من عشرة أشخاص كما اخبر اصحابه بالنتيجة. {مجمل هذه المعارك وموقف امير المؤمنين سواء في قتل اباء واجداء هؤلاء او موقفه من توزيع الثروة والمال } خلقت ردة فعل لدى التيارات المكية بكره علي{ع} وابناءه باعتبارهم يمثلون الحق فاصبح الحقد والكره والعداوة يتوارثها الابناء من الاباء الى يومنا …
يا قائد الفقراء نحو شواطيْ ****** خضراء فيها ما استلذ وطابا
ان كان غيرك في الشراب سميره ***** اثنين انت جعلتهم احبابا
قرص الشعير وملحة يا سيدي ***** وبها غزوت مشاعرا ولبابا
فاستأنفت المؤامرات لاغتيال الامام {ع} من قبل ابناء واحفاد وعشائر
الكتل التي اجتمعت في سقيفة بني ساعدة وتم لهم تنفيذ الاغتيال ليلة 19 من شهر رمضان سنة 41 هـ … لان الامام تعرض خلال حياته الى عدد كبير من المؤامرات والاغتيالات والنفاق وكل اعمال الخسة استعملوها ضده . ولم تنجح مؤامراتهم الا هذه الليلة ..
وهناك قصة شائعة تقول ان عبد الرحمن بن ملجم وجماعة اجتمعوا ليخلصوا الاسلام من ثلاثة الامام علي {ع} اولا ومعاوية وعمر بن العاص وكان نصيب الامام عبد الرحمن بن ملجم. هذه الرواية غير دقيقة لان المؤامرة كانت من الشام وتعاون بها من مصر عمر بن العاص ومن العراق …………لغرض التخلص من الامام علي {ع} تمت الاستعانة بالبغي قطام وبالخارجي .ابن ملجم وكان عمر بن العاص يعتمد على قطام بالتجسس على انصار الامام علي في الكوفة يذكر لنا التاريخ انها كتبت الى ابن العاص تبلغه بأسماء انصار الامام علي في مصر بعد مقتل محمد ابن ابي بكر عامل الامام علي على مصر وكانت مراسلاتها مع ابن العاص سببا في قتل العديد من انصار اهل البيت{ع} فكانت من المنفذين هي وابن عمها واحد المؤيدين لها خرجوا هذه الليلة الى جامع الكوفة من بيت قطام متجهين الى موقع الجريمة. وقد حضر الاشعث بنفسه .وتجمعت كل مسخ الارض في مسجد الكوفة لتنفيذ جريمة الاغتيال ..
تقول العقيلة زينب كان ابي يفطر ليلة عند اخي الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد ابن جعفر.. فلما كانت ليلة التاسع عشر من رمضان كان افطاره عندي يسجل لنا التاريخ بعض اللقطات عن الساعات الأخيرة تقول العقيلة زينب .لما حان افطاره قدمت له طبق فيه لبن وخبز شعير وملح . فنظر الي وقال بنيه متى رايتي اباك ياكل طعامين في طبق واحد.. اردت ان ارفع الملح فأشار الى اللبن .. ففطر امامنا بقرص شعير وماء وملح ومسح على بطنه وقال ” بعدا لمن ادخلته بطنه النار” ثم قام الى الصلاة فلم يزل راكعاً وساجداً ،يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وينظر الكواكب ويقول : « والله ما كَذبت ولا كُذبت هي الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله » .ثم يعود الى مصلاه ويكثر من قول « انا لله وانا اليه راجعون ويستغفر الله كثيراً » .تقول مولاتنا زينب : لما رايته الليلة قلت : يا أبتاه مالي اراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ كأنك تنعى نفسك ؟ .قال : بنيّة قد قرب الأجل وانقطع الأمل.. قالت : فبكيت : فقال لي : يا بنيّة لا تبكي فإني لم أقل لك ذلك الا بما عهد اليّ جدك .نام قليلا .وانتبه ثم استرجع كثيرا.. سالته ابه اراك اكثرت الاسترجاع .. قال بنيه هومت عيناي فرايت ملكا اخذ حجرين من جبل ابي قبيس وجاء بهما الى الكعبة فضرب احدهما بالآخر فلم يبق بيت من بيوت المحبين الا ودخله من تراب ذلك الحجر.. قلت وما تفسير رؤياك. قال ان صدق ظني فان اباك مقتول هذه الليلة . فلما لاح الوقت أتيته اناء فيه ماء ، فأسبغ الوضوء ،ولبس ثيابه ، لما اراد ان يخرج .. خرجن وراءه اوزات كانت قد اهديت للحسن صحن في وجهه لم يحدث ذلك من قبل فقال) « لا اله الا الله صوائخ تتبعها نوايح وفي غداة غد يظهر القضاء .فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟قال : يا بنية ما منا أهل البيت من يتطير، ولكن قول جرى على لساني ، ثم قال :يا بنية بحقي عليك أطلقي من لا يقدر على الكلام ، اذا جاع أو عطش ، خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض .فلما وصل الى الباب فعالجه ليفتحه ، فتعلق مئزره بالباب فانحل ميزره حتى سقط ، فأخذه وشدّه وهو يقول : أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا ..ولا تجزع من الموت * اذا حــل بناديكا, كما أضحكك الدهر* كذاك الدهر يبكيكا .ثم خرج وهو يقول:اللهم بارك لنا في الموت، قلت: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك هذه الليلة ! قال : يا بنية ما هي الا دلالات للموت يتبع بعضها بعضاً . . ثم فتح الباب وخرج .وكان لا يخطو خطوة الا ذكر الله تعالى حتى وصل المسجد .. وسار يجلس النائمين وهو يقول الصلاة الصلاة يا عباد الله .. وحان وقت الاذان فاعتلى الماذنة ورفع الاذان ونزل متوجها نحو المحراب .. انزل ذوابة من عمامته وشرع في صلاة االنافلة سجد السجدة الاولى ورفع راسه .. ثم سجد السجدة الثانية . واذا باللعين يعلوه بالسيف على راسه . فسقط على الارض وهو يقول ” فزت ورب الكعبة” وسمع صوت الهاتف بين السماء والارض تهدمت والله اركان الهدى انفصمت والله العروة الوثقة . قتل اتقى الاتقياء قتله اشقا الاشقياء .
يون الگلب عل اللي طاح بالمحراب/// اويلي وسال دم الراس صار اخضاب
وغدت تنحب عليه كل الاحباب /وصرخ جبريل ينعه بصوته داحي الباب+
صاحت يبويه اشهل مصيبه ///////////// مـطبور والـهامه خضيبه
راح الأبـو وامـنين اجيبه
هـالليلة ابـونه امسى ابشده /////// او جرحه الذي ابراسه مضهده
والـسم لـعد جـسمه تـعده //////////// وابـروحه اشوفه ايلوج وحده
لـونكم يـخوتي تـجعدونه /////// او جـرح الـبراسه تشدونه
بـهداي بـس لا تـلچمونه او شـنهو اليهيسه اتسايلونه
بـلكن اصـوابه اتعالجونه او عيناك بس تغمض اعيونه
الــوادم بـعدما يـعرفونه او عـند الـشدايد يـخذلونه