18 ديسمبر، 2024 9:58 م

مجلس حسيني – القبلة الأولى (بين الكعبة وبيت المقدس)

مجلس حسيني – القبلة الأولى (بين الكعبة وبيت المقدس)

بسم الله الرحمن الرحيم

(سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُواْ عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ )..

من هم السفهاء وما معنى كلمة سفيه ..؟ السفاهة هي خفة في الحركة . وفي القول ان يعمنل شخص حركات غير لائقة اجتماعيا فيسمونه سفيه , وحين يتكلم بكلمات غير دقيقة وغير رصينة فيسمى سفيه اذن السفاهة بالشكل والقول للذكر والأنثى .

قوله تعالى : ( سيقول السفهاء ) الجهال ( من الناس ما ولاهم) أي حولهم ( عن قبلتهم التي كانوا عليها ) بيت المقدس القبلة تعني مقابلة .. مثلا نقول فلان قباله فلان, فعل من المقابلة , الآية الكريمة, نزلت في اليهود ومشركي مكة حين طعنوا في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة ، فقال اليهود لمشركي مكة : تردد على محمد أمره فاشتاق إلى مولده وقد توجه نحو بلدكم … إذن هو وأصحابه راجعون إلى دينكم فقال الله تعالى : ( قل لله المشرق والمغرب ) ملك له والخلق عبيده وكل شيء صائر أليه وهو الآمر الناهي .. ونحن عبيد مطيعون .

**** فنزول الآية كان بسبب تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة .. لنسمع أراء أخرى في الموضوع : اشتملت الآية على معجزة, وتطمين قلوب المؤمنين, من ثلاثة أوجه, صفة المعترض …

الأولى : صفة المسلم لحكم الله في دينه. فأخبر تعالى أنه سيعترض السفهاء من الناس,..ومعنى الناس :اسم للمجموع من بني آدم ، واحد يسمى إِنْسَانٌ من غير لفظ اسمه فكل فرد إنسان.. ثم اخذ الاسم معنى الفُضلاء دون غيرهم ، نقول فلان عنده انسانية أي كل صفات الكمال جمعت فيه فيسمى انسان …وهذا مراعاةً لمعنى الإِنسانيّة ، وفي التنزيل العزيز : البقرة آية 13 وَإذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ)..

ولما كان القران نازلا للناس بالأساس والذي يحمله إنسان والذي يعتقد به إنسان , لذلك أطلق على من لا يعير أهمية للعقائد الحقة كلمة سفيه , أي غير متزن العقل ..

الوجه الثاني :.. (هم الذين لا يعرفون مصالح أنفسهم) بل يضيعونها ويبيعونها بأبخس ثمن, وهم اليهود والنصارى, ومن أشبههم من المعترضين على أحكام الله وشرائعه، وذلك أن المسلمين كانوا مأمورين باستقبال بيت المقدس, مدة مقامهم بمكة كما يقول بعض الكتاب , وهناك روايات تقول ان النبي(ص) صلى باتجاه الكعبة .. ثم بعد الهجرة إلى المدينة, نحو سنة ونصف – لما لله تعالى في ذلك من الحكم ,وحكمته تقتضي أمرهم باستقبال الكعبة، فأخبرهم أنه لا بد أن يقول السفهاء المعترضون من الناس:{ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا } نحو بيت المقدس، أيُّ شيء صرفهم عنه؟ هذا الاعتراض على حكم الله وشرعه فاخبرهم بوقوعه, وانه سيقع من قبل من اتصف بالسفه, قليل العقل, والديانة، فلا تبالوا بهم, لانه قد علم مصدر هذا الكلام، فالعاقل لا يبالي باعتراض السفيه, ولا يهتم برأيه :…

الوجه الثالث :.. دلت الآية على أنه لا يعترض على أحكام الله, إلا سفيه جاهل معاند، وأما الرشيد العاقل, فيتلقى أحكام ربه بالقبول, والانقياد, والتسليم كما قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }.. اذن الاعتراض البشري هو بسبب السفه كما تصفه الاية المباركة …

ـــــــ*** وجوه الهجوم على الإسلام , لتشويه صورة الاسلام تتخذ الهجمات إشكالا عدة , منها ما هو موجه للقران .. وما هو موجه للنبي محمد(ص) بل لعموم الأنبياء , ومنها ما هو موجه للقوانين الإسلامية ( كل القوانين الإسلامية يهاجمهما السفهاء من الناس) ومنها ان القبلة التي نصلي باتجاهها ليس لها ذكر في القران , وهي ليست قبلة حقيقية بل هناك قبلة غيرها في عكه , لان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا لا تعني مكة بل عكه , وهي موجودة الآن بإسرائيل , ويصلي باتجاهها طائفة من اليهود ترفض الصلاة باتجاه بيت المقدس , وفرقة البهائية حولوا القبلة نحو عكه بإسرائيل ويصلون أليها …

**** قبل فترة ظهر معمم يقدم برامج مسجلة يعارض فيها المشهور عند العلماء المسلمين , مرة يكذب التاريخ الهجري , ومرة هاجم تاريخ الإسلام , وأيد نظرية ان القبلة لم تكن موجودة على الأرض , وأنها لم تكن قبلة للمصلين قبل الإسلام , ومصادر هذا الرجل كلها من الكتب المقدسة والتلمود اليهودي وما كتبه اليهود عن الأديان..

ــــ من اين جاءت الفكرة ان القبلة لم تكن في مكة .؟ :اخر من كتب حول الموضوع دان جيبسون… طرح العالم الكندي دان جيبسون نظرية تقول هل نشأ الإسلام في “البتراء”؟

فمن هو دان جيسون : ولد في عائلة من المؤرخين من أصول بريطانية وكندية، حيث كان جده ووالده مهتمين بتاريخ الكتاب المقدس لأسباب دينية.ولكن جيبسون زار الجزيرة العربية في بداية العشرينات من عمره. (بعد إنهائه دراسة اللاهوت) فقضى بقية حياته بحثاً في تاريخ الجزيرة العربية. عاش متنقلا بين كندا والشرق الأوسط مع عائلته ..

في البداية بدأت أبحاث جيبسون تنصب حول تجارة العرب الأنباط في الفترة بين (300 ق.م – 500 م). كانت دراسته حول أثبات وجود تناقض بين السجل الأثري والتاريخي للجزيرة العربية. اعتمد في دراسته على نصوص القرآن والكتاب المقدس, ورفض الرجوع للقصص التقليدية عن تاريخ مكة، كما يفعل العديد من الباحثين الإسلاميين المعاصرين. وقد ركز أبحاثه على وجود تناقض الروايات التقليدية للاسلام .. في عام 2011 وبعد عشر سنواتٍ من البحث، نشر كتابه “القرآن والجغرافيا”… وكانت نتائج أبحاث جيبسون تقول : المراجع الجغرافية في القرآن تثبت أن بيت الله الحرام (المدينة المقدسة للمسلمين) هي البترا وليست مكة. لغاية سنة 724 ميلادية كان اتجاه القبلة للمساجد كلها تشير نحو البترا في جنوب الأردن، وليس في القدس أو مكة. ويمكن استبعاد احتمال خطأ بناة المساجد القديمة، بسبب دقة هندستها وكذلك تجمعها جميعاً في نقطة واحدة وهي البترا. وفي عام 1977 كتب عالمان أجنبيان هما كرون وكوك، أن أقدم المساجد لم تكن موجهة نحو مكة المكرمة.ولكن بعد عام 822 ميلادية، اتجهت جميع المساجد لمكة المكرمة دون استثناء. لا تتشابه أوصاف مكة بالقرآن والأحاديث النبوية مع الواقع. كما لم تكن مكة المكرمة تقع على أي طريق تجاري في زمن الرسول محمد، وهذا ما أكدته الباحثة أجنبية أخرى باتريشيا كرون سنة 1987. بالإضافة لذلك لا يوجد أي سجل أثري لمكة منذ القرن السابع الميلادي. وذكرت الأبحاث التي أجريت على النباتات، أن النباتات المذكورة في القرآن لم تنمو أبداً في مكة.( ولم يكتبوا اسم النباتات التي ذكرها القران انها تنمو في مكة ) القران ذكر ان ارض مكة لا ينمو فيها زرع , فمن اين جاءت العالمة باسماء النباتات ..؟

يقولون : البترا في الأردن تتطابق تماماً مع أوصاف القرآن في كثيرٍ من التفاصيل. وكانت البترا أيضاً مركز الحج العربي قبل نشأة الإسلام. ادعائه بأن المخطوطات الأولى للقرآن لا تحتوي على الآيات التي تدل على تغيير القبلة مثل الآية (144 سورة البقرة)، والآية الوحيدة التي ذكرت فيها مكة بالقرآن (الآية 24 من سورة الفتح). كان هجوم المكيين على المدينة المنورة من الشمال، في حين أن مكة تقع بالجنوب من المدينة. المسافات المكورة بالقرآن تكون أقرب بالمعنى للبتراء.على هذه الأسس بنى جيبسون نظرية أن النبي محمد لم يعش ولم يولد في مكة المكرمة وإنما في البترا. وقبل جيبسون اقترحت باتريشيا كرون ومايكل كوك سنة 1977، أن ميلاد الإسلام يجب أن يكون في شمال غرب شبه الجزيرة العربية…

ما هي الآية 144 من سورة البقرة ..؟ يقول تعالى : وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا” هو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم في تفسير الجلالين::. «وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة» بالحديبية «من بعد أن أظفركم عليهم» فإن ثمانين منهم طافوا بعسكركم ليصيبوا منكم فأخذوا وأتي بهم إلى رسول الله (ص) اسرى فعفا عنهم وخلى سبيلهم فكان ذلك سبب الصلح . ما علاقة تاريخ مكة بتفسير دان جيبسون .؟ ما هو الا خلط للأوراق , وحقيقة ان الذين يصدقونه جيبسون وأمثاله لا يكلفون أنفسهم قراءة تفسير القران وما استشهد به دان جيبسون وأمثاله .. ثم لأعود لتاريخ البتراء وهل فعلا كانت قبلة عند العرب المشركين .؟

***** أول الموضوع في البحث لهذه القضية ان نتعرف من هو أقدم الأنبياء ..؟

لا يختلف اثنان ان نبيّ الله آدم(ع) انه أقدم الأنبياء ثم أعقب أحد أبنائه النبوّة، هو شيث (ع) وجاء بعدهم إدريس ثم نوح(ع) .. ولا احد ينكر ان نوح اتصفت في حياته حادثتان , صنع السفينة والطوفان .. وان الطوفان هو الذي ادى الى طمر الكعبة بالطين , وحينما جاء دور إبراهيم(ع) جاءه الأمر ان يظهر الكعبة من تحت الطمر .. إذن تاريخ الأراضي المقدسة في الكتب المقدسة كلها تقول ان الكعبة اول ارض خلقها الله وجعلها قبلة للناس .. وكان بين ادم وبين نوح ألف عام أي عشرة قرون ..وبين نوح وبين إبراهيم(ع) عشرة قرون , ولو اردنا ان نستمر الى حقبة انبياء بني إسرائيل داود وسليمان ووصولا الى زكريا ويحيى ثم موسى وعيسى ..

كم يكون بين موسى وعيسى وبين نوح وإبراهيم .. من هو الأقدم .. هنا يتبين ان الأعمال التي ذكرتها الكتب المقدسة وذكرها القران تبين ان ما قام به ادم وإبراهيم أقدم بكثير مما ذكره دان جيبسون وغيره من المعممين الذين تحدثوا في الفضائيات او في مقاطع نشرت على الفيسبوك ان عكا او البترا أقدم من الكعبة المشرفة …الان لنعود الى تاريخ الكعبة ومن بناها ..؟

****++: أقوال العلماء فيمن بنى الكعبة والمسجد الأقصى أولاً ، وذِكر الراجح منها للبحث .

________________________________________

السؤال: يقول الله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) هل وضع البيت كان أثناء مراحل خلق الله للأرض ودحيها وقبل السماء ؟ أم بعد فراغ الله من خلق الكون كله ؟ وكيف كان الوضع ؟ هل كان بناء ؟ أم قواعد على الرمل ؟ ومن كان الواضع ؟ هل هو الله ؟ . ويقول الله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ) أي االاسس والأركان كانت موجودة من قبل إبراهيم ؟ اذن من بنى البناء الأول ؟ . الجواب ياتي في دراسة تاريخية وتبصرة مركزة ..

مقدمة للأجوبة ..اولا : بعض الناس يسأل عن شيءٍ غيبي لم يرد فيه نص من الشرع ..وبعض الناس يسأل أسئلة تعجيزية لا يريد من ورائها إلا تضييع أوقات وإحراج طلبة العلم ، وفي النهاية لا يوجد إجابة على مسائله ولا يقتنع.. فخير ما يُفعل معه أن تُذكر قواعد الشرع ومهماته ، ويوكَل علم ما لا نعلم إلى الله سبحانه وتعالى .

ثانياً: وضع البيت الحرام في الأرض لم يكن فيما يظهر لنا مع خلق الأرض ، ولا بعد دحيها ، وليس هو من وضع الله تعالى مباشرة ، بل كان الله تعالى هو الآمر ببنائه ، (وهو المقدِّر منذ الأزل) أن يكون ذلك البيت في تلك البقعة ، وقد جعل الله تعالى مكة بلداً حراماً يوم خلق السموات والأرض ، وقِدَم تحريم البلدة لا يعني وجود البناء في ذلك اليوم .اي ان الارض المخصصة للكعبة جعلها الله حرما لبيته قبل بناء البيت .!!عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ(ص) يَوْمَ افْتَتَحَ مَكَّةَ ( فَإِنَّ هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ9..

قال ابن حجر: ” ولا معارضة بين هذا وبين قوله الآتي في الجهاد وغيره حيث أن ( إبراهيم حرَّم مكة ) ؛ لأن المعنى : أن إبراهيم حرَّم مكة بأمر الله تعالى لا باجتهاده ، أو أن الله قضى يوم خلق السماوات والأرض أن إبراهيم سيحرِّم مكة ، أو المعنى : أن إبراهيم أول من أظهر تحريمها بين الناس وكانت قبل ذلك عند الله حراماً ، وهو أول من أظهره بعد الطوفان” .

** مهم ** رويت أحاديث وآثار تبين أن الكعبة كانت صخرة في الماء ، وأن دحي الأرض كان من تحتها ، وأنها مخلوقة قبل الأرض بألفي سنة ، بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٥٤ – الصفحة ٣١٥وكل ذلك لا يخلو من ضعف ، ثم يقول رجل دين سعودي )وما صح منه فمأخوذ عن بني إسرائيل) واخيرا يجيب هذا العالم السعودي فلا يدرى على وجه اليقين : كيف كان حال بيت الله الحرام أول ما وضع يعني لا توجد عنده رواية .. نحن هل نعرف رواية لتاريخ الكعبة..

هناك روايات في تراث المسلمين كثيرة تبين ان الكعبة خلقت قبل الارض كلها .. فقد ذكر انها كانت فوق الماء , قبل خلق السموات والأرض …

لان الثابت ان الله خلق العالم في ستة أيام، ابتداؤها يوم الأحد والاثنين؛ لقوله تعالى: ” أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ” . وخلق الجبال يوم الثلاثاء، والماء والشجر يوم الأربعاء، والسماء يوم الخميس، والشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم يوم الجمعة، ولذلك سمي يوم الجمعة؛ لأنه جمع فيه خلق كل شيء قاله الشعبي حكاه الشهرستاني في ” أعلام النبوة ” له، وقال الكسائي في ” بدء الدنيا ” له: أول ما خلق الله تعالى اللوح ثم القلم ثم الماء. قال: وكل شيء لا يفتر عن تسبيحه في وقت عن وقت إلا الماء، وتسبيحه: اضطرابه.اي حركته, ***** قيل انه بدأ بخلق السموات قبل الأرض يوم الأحد والاثنين؛ لقوله تعالى: ” فقضاهن سبع سماوات في يومين ” وقيل: خلق السماء دخاناً قبل الأرض، وفتقها سبعاً بعد الأرض؛ لقوله تعالى: ” ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ” وخلق فيهما كلاماً نطق بذلك، فنطق من الأرض من موضع الكعبة، فوضع الله تعالى فيها حرمه، ونطقت السماء في موقع مقابل الكعبة في الارض .. وفي هذا إشارة إلى اتصال حرمة البيت المعمور علوياً بحرمة البيت الحرام سفلياً، وسيأتي الكلام عليه. وقيل: خلق الله الأشياء من يوم الأحد إلى يوم الخميس، وخلق في يوم الخميس ثلاثة أشياء: السماوات والملائكة والجنة، إلى ثلاث ساعات بقيت من يوم الجمعة، فخلق في الساعة الأولى الأوقات، وفي الثانية الأرزاق، وفي الثالثة خلق آدم عليه السلام.

قال الثعلبي في كتابيه ” العرائس ” ، و ” التفسير ” حين ذكر بدء الأرض : إن الله تعالى خلق جوهرة خضراء، ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماءً، فخلق الأرض من زبده، والسماء من بخاره، فأول ما ظهر على وجه الأرض مكة. ثم المدينة، ثم بيت المقدس، ثم دحى الأرض منها طبقاً واحداً، ثم فتقها بعد ذلك وكذلك السماء؛ لقوله تعالى: ” أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ” . هذه المعلومات شحيحة على الناس لقلة مصادرها , ولكن هي موجودة , غير ان من لا يؤمن بالقران ولا بالنبي محمد(ص) واهل بيته الذين هم عدل الكتاب لا يمكنه ان يلم بتاريخ الارض وتاريخ الكعبة المشرفة .. وهو بالاساس لا يعترف بالقران وينظر الى الايات نظرة شك وريبة , فلا يؤمن بمصدر التاريخ القراني .,. ثم تقول الروايات ان أول من سكن الأرض بعد الجن يعني الجن والملائكة خلقوا قبل ادم ..فجاء آدم وذريته إلى زمن نوح عليه السلام، ثم قسم نوح الأرض بين أولاده: سام وحام ويافث:…

ثالثاً:*** معنى ” الوضع ” في قوله تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) الوضع ماذا يعني ..؟ مرة يكون الوضع ولادة ومخاض , ومرة الوضع تعني الحرب ,منها القول : ووضعت الحرب أوزارها .. أي نشبت وهاجت .. والوضع مرة إنزال الشيء في مكان محدد , ولو جمعنا الوضع أي الإنزال , والوضع التأسيس .. وضع الحجر الأساس .. أي ابتداء التأسيس بمعنى التأسيس ، وتدل الكلمة على تقريب البيت ودنوه لانتفاع الناس به في الطاعة والعبادة ، وجاءت كلمة ” الرفع ” في فعل إبراهيم وإسماعيل (ع) تشريفاً لهما .لان الرفع تعني في الغالب الشرف الكبير .. كقوله تعالى 🙁 فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ).. قال الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله – :

ومعنى ( وُضع ) أسّسَ وأثْبِتَ ، ومنه سمّي المكان موضعاً ، وأصل الوضع : أنَّه الحطّ ، ضدّ الرفع ، ولمَّا كان الشيءُ المرفوع بعيداً عن التناول : كان الموضوع هو قريب التناول ، فأطلق الوضع لمعنى الإدناء للمتناول ، والتَّهيئة للانتفاع .” التحرير والتنوير ” ( 4 / 12 ) .

**الكلام عن الأولية في الآية ( أول بيتٍ )عن أول بيت بني لعبادة الناس وهدايتهم ، وليس أول بيت بناه الناس مطلقا . ويدل على ذلك حديث أبي ذَرٍّ(رض) قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ : (هو المسجد الْحَرَامُ ) … فالبناء هو المسجد ، والظاهر أنه هو القبلة –هذا الحديث يفسر قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) ويدل على أن المراد بالبيت بيت العبادة لا مطلق البيوت ، وقد ورد ذلك صريحاً عن علي(ع): قال : ” كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله ” . ” فتح الباري ” ( ج 6 / 408 ) .

رابعاً:اختلف العلماء فيمن بنا البيت أولاً على أقوال ، أشهرها :

اولا : أن منهم من قال : إنهم الملائكة – وهو قول أبي جعفر الباقر(ع) بناء الملائكة فحين نزل آدم (ع)والكعبة موجودة، والمسجد الحرام موجود على هذه الأرض، فرغم أنّ المنطقة كانت قاحلة ولا يوجد بها أحد إلّا أنّ بيت الله كان واقفاً في وسط الدنيا يجملها ويحميها،…

ثانيا :.. الاعتقاد السائد أنّ الله أرسل الملائكة على الأرض من أجل أن يقوموا ببناء هذا الصرح العظيم، ورفع أساساته ، ليكون شاهدا على تاريخ عظيم، وعندما جاء آدم(ع) ، كانت الحياة صعبة جداً، مع بداية التأقلم مع الوضع الجديد، قام آدم (ع) بإعادة ترميم الكعبة ليوقفها بشكل واضح،وكانت مشيئة الله سبحانه الطوفان يهدم الكعبة بعد أن بدأت الأرض تعمر، ويتكاثر الناس، ويتوالى التاريخ عليهم، فمات آدم، وبدأ أبناؤه يحيون الأرض، بدأت الحياة تختلف، فجاء نوح(ع) على قوم كانوا يعتقدون بعدم وجود إله على وجه الأرض، وأن الكون قد قام ببناء نفسه من تلقاء نفسه، وكانوا يتطاولون على نبي الله نوح (ع) ونال السخرية من قومه، فيأمره الله أن يبني سفينةً حتى اكتمل بناء السفينة ويحمل عليها من كل زوج اثنين، ويأمر الله الأرض بأن تنشق ليخرج من بطنها ماء عظيم لا يوقفه أحد إلا الله سبحانه، ودمرت كل شيء واقفا على الأرض، وتدمرت الكعبة بالكامل، وانتهت قصة نوح (ع) وبقيت الكعبة بحاجة للبناء مجددا.وتوالت الأيام والسنين ليأتي نبي الله إبراهيم(ع) وزوجته وابنه إسماعيل ليدعو الله أن يجعل هذا بلداً آمنا، ومن وقتها الى يومنا والماء ينحدر من بين أرجل إسماعيل (ع) …

{{ لننظر الى الفترة الإبراهيمية }} ……

من المتواتر أن الذي بنا الكعبة إبراهيم الخليل (ع) وأول من سكنها ابنه إسماعيل وجرهم من قبائل اليمن .. ولكن جملة من ايات الذكر الحكيم تشير الى ان الكعبة كانت مبنية قبل ابراهيم (ع) ويؤيد هذا الرأي العديد من الروايات عن أئمة اهل البيت (ع) فالايات كقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي ببكة) الاية واضحة في ان الكعبة هي اول بيت وضع لعبادة الله اما من يقول : ان بكه هي عكا , فلا يوجد دليل على هذا القول في القران ولا رواية ..

*** لم أجد تاريخا لعكا إلا عند الذين يهاجمون الإسلام وحمل هؤلاء رأي البهائية , لأنهم يصلون إلى يومنا هذا باتجاه عكا , وحين جاءت كلمة بكه في القران حرفوا المعنى لصالحهم , وتاريخ عكا كما تذكر الأدبيات اليهودية الآن تقول إنها مدينة أثرية وتجارية ليس أكثر ..

وقد أعلنت منظمة يونسكو العالمية عن إدراج عكا بقائمة مواقع التراث العالمي ويوجد في المدينة مركز ومعبد لأبناء الديانة البهائية ويعتبر من أهم المعابد البهائية وتوجد هناك أيضا حدائق بهائية.ومدارس لتعليم الدين البهائي . فموضوع اعتبار ان بكه هي عكا وإنها قبلة العرب قبل مكة , لا يوجد أي دليل على صحة هذا الرأي إلا رأي البهائية .

نعم هناك رأي إن عكا أصبحت قبلة لان فيها دار عبادة يهودية ( هي المعتمدة لدى البهائيين) حين خرجوا من التيه بعد عبورهم البحر وتاهوا في سيناء , وبعد سنوات سيطروا على يبوس التي هي القدس.. كانوا يتعبدون في بين احد الحاخامات واعتبروا ذلك البيت قبلتهم ..!! فما علاقتنا نحن المسلمون بهذا التصرف ..؟

(*****) الان لنرجع الى تاريخ الارض وكيف خلقها الله .. ونعتمد الثقلين في تحديد خلق الأرض .. دحو الأرض وولادة الأنبياء : ليلة ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة تتنزل رحمة الله تعالى على العباد ,ففيهما دحيت الأرض” ونُصبت الكعبة،” وهبط آدم(ع) . وولد فيها عيسى بن مريم(ع) ووُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ ( ع) المصدر. تهذيب الأحكام ج1| 306 وسائل الشيعة : 10 / 450.. ومصدرهم حديث الصَّيقل عن الإمام الرضا (ع).وورد في وسائل الشيعة ج 10 .

**قال الإمام الصادق (ع): إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة . نور الثقلين ج الخامس 502 ص: … وعن الإمام الرضا (ع) قال: ان علّة وضع البيت (أي الكعبة المشرّفة) وسطَ الأرض؛ أنّه الموضع الذي مِن تحته دُحيت الأرض… وهي أوّل بقعةٍ وُضعت في الأرض؛ لأنّها الوسط، ليكون الغرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء.المصدر عيون أخبار الرضا (ع)ج90:2 ـ وعشرات الأحاديث وخطب الإمام علي (ع) في موضوع دحي الأرض وخلقها وموضع الكعبة حيث دحيت الأرض من تحت الكعبة .. وهذا يبين ان الكعبة هي أول نقطة في خلق الله للأرض…

وفي خطبة للإِمام أمير المؤمنين(ع) في نهج البلاغة، وهي المسماة بالقاصعة، يقول: «أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أختبر الأولين مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ إِلَى الآخرين مِنْ هذَا الْعَالَم بِأَحْجَار.. فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ … ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ(ع) وَوَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ. ..

*** ولو رجعنا إلى القران :.. يقول تعالى: ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) مما يؤكد وجود هذه القواعد قبلهما وعمله كان رفع هذه القواعد.اي ان البيت كان موجودا …رواية : قال الحلبي سُئل أبو عبد الله (ع) عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي (ص) قال نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب قال لموسى حيث تزوج « عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ» ولم يقل ثماني سنين، وإن آدم ونوحا حجا وسليمان بن داود قد حج البيت بالجن والإنس والطير والريح وحج موسى على جمل أحمر يقول لبيك لبيك، وإنه كما قال الله « إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ» وقال « أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» وإن الله أنزل الحجر لآدم وكان البيت موجودا …

**** عن زرارة قال سئل أبو جعفر (ع) عن البيت أكان يحج إليه قبل أن يبعث النبي (ص) قال نعم لا تعلمون أن الناس قد كانوا يحجون ونخبركم أن آدم ونوحا وسليمان قد حجوا البيت بالجن والإنس والطير ولقد حجه موسى على جمل أحمر يقول لبيك لبيك فإنه كما قال الله تعالى « إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي ببَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ..+++++ فمن ينكر هذا الرأي ويعتبر ابراهيم هو من بنى البيت اليك ادلة من القران على لسان إبراهيم ان البيت المبارك موجود ..

والقرائن القرآنية والروائية تؤيد أن الكعبة بنيت أوّلا بيد آدم، ثم انهدمت في طوفان نوح، ثم أُعيد بناؤها على يد إبراهيم وإسماعيل.يقول الشيخ ناصر مكارم شيرازي في تفسيره الامثل:

نفهم بوضوح من خلال آيات الذكر الحكيم أن بيت الكعبة كان موجوداً قبل إبراهيم، وكان قائماً منذ زمن آدم. تتحدث الآية 37 من سورة إبراهيم تقول: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِي زَرْع عِنْدَ بَيْتِكَ الْمحَرَّمِ).هذه الآية تدل على أن بيت الكعبة كان له وجود حين جاء إبراهيم مع زوجه وابنه الرضيع إلى مكة ..

راي علماء الازهر : قال الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن أول من بنى الكعبة المشرفة ليس سيدنا إبراهيم كما يظن الكثيرون. وأكد خلال حديثه الأسبوعي على الفضائية المصرية، إن جمهور العلماء رأوا أن آدم (ع) هو من بنى الكعبة، منوهًا بأن هناك أناسًا كثيرين يظنون أن إبراهيم (ع)هو من بنى الكعبة، أو أنشأها، ولكن الصحيح أن إبراهيم لم يبنِ الكعبة، وإنما رفعها بعد أن تحطم البناء، فكانت هناك قواعد مبنية في الأرض، بناها آدم(ع)..

دليل اخر في القران بوجود البيت قبل ابراهيم : عن الكعبة المشرفة يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}.فالقرآن لم يقل: وإذ يبني إبراهيم البيت أو ينشئ مثلًا، وإنما قال: يرفع، وهو دليل على أن هناك قواعد كانت موجودة في الأصل. إسماعيل ، وهاجر في مكة ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) يدل على أنه كان مبنيّاً واندرس ، كما يدل عليه قوله هنا ( مَكَانَ الْبَيْتِ ) ؛ لأنه يدل على أن له مكاناً سابقاً كان معروفاً ، ” أضواء البيان ” ( 4 / 296 ) .

5. كون الكعبة قِبلة الأنبياء قبل إبراهيم عليه السلام .قال ابن عادل الحنبلي : دلت الأقوال على أن الكعبة كانت موجودةً في زمان آدم(ع) ، ويؤيده أن الصلوات كانت لازمةً في جميع أديان الأنبياء ؛ لقوله : ( أولئك الذين أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ادم وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ* إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً ) ..

لما كانوا يسجدون لله : فالسجود لا بد له من قِبْلَةٍ ، فلو كانت قبلة شيث وإدريس ونوح موضعاً آخر سوى القبلة : لبطل قوله : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) ، فدلَّ ذلك على أن قبلةَ أولئك الأنبياء هي الكعبةُ …

***** استقبال إبراهيم(ع) مكان الكعبة من أجل الدعاء قبل بنائه لها ، وتسميته للبيت ووصفه بأنه محرَّم . جاء في حديث ابن عباس المشهور : ” … فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ : الله الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَتْ : إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ ثُمَّ دَعَا بِهَذه الْكَلِمَاتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ رَبِّ ( إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) حَتَّى بَلَغَ ( يَشْكُرُونَ

والثنيَّة ” مكان مرتفع .وهذا الحديث نصٌّ في أن دعاء إبراهيم عليه السلام هذا إنما كان قبل بناء البيت ؛ خلافا لمن ذهب إلى أن هذا الدعاء جاء بعد بنائه البيت ،

**** النبي محمد (ص) قال المفسرون :في مدّة إقامته بمكّة كان يصلّي في المسجد الحرام بحيث إنّ بيت المقدس كان يكون محاذياً للكعبة؛ وبعبارة أُخرى يصلي بمكّة إلى بيت المقدس إلاّ أنه كان يجعل الكعبة بينه وبينها ولا يصلي في غير المكان الذي يمكن فيه هذا .

الذي يترجح لنا : أن باني البيت هو آدم (ع) والذي كان من إبراهيم هو تجديد بنائه ورفعه بعد أن تهدم بالطوفان أو بغيره ، ومما يدل على ذلك : قوله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ )، ولا يُعهد إليهما بتطهير البيت إلا وهو موجود قبلهما .قال الأستاذ عبد الكريم الخطيب :آدم هو الذي أنشأه وأقامه ، فهو أقدم من إبراهيم بأزمان بعيدة ، وفى هذا يقول اللّه تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ففى قوله (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) إشارة إلى أنه كان بيتا للّه قبل أن يعهد اللّه إلى إبراهيم وإسماعيل بتطهيره من الأوثان التي عبدها العابدون فيه ). قوله تعالى ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) . قوله تعالى ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ .. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: قوله ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ) أي : هيأناه له ، وعرَّفناه إياه ؛ ليبنيه بأمرنا على قواعده الأصلية المندرسة ، حين أمرْنا ببنائه ، كما يُهيأ المكان لمن يريد النزول فيه …..

**** ( هناك رواية تقول ان الله تعالى ينظر الى زوار الحسين يوم عرفة قبل ان ينظر الى زوار عرفة ) يقول المشككون والمعترضون : ان حج بيت الله هو دعاء وطلب من أبو الأنبياء وعلمنا بأنها ركن من أركان الإسلام.. والبيت كما جاء في القران .. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) فكيف ينظر الله الى زائر الحسين قبل ان ينظر الى زوار عرفات.؟ أي ينزل له الثواب.

**** الفرق البين : ان الكعبة مكان وزمان .. مكان شريف طاهر فيه شعائر وله اعمال طواف وسعي وتقصير وغيره , ولا يمكن ان يكون العمل مقبولا في الحج الا بالمكان والزمان ..

*** وهناك ما هو أفضل من الكعبة **** هو القران الكريم .. لانه كلمة الله العليا .. وقد تعدى كثير من الفاسقين على الكعبة وشعائرها وعلى القران ككتاب ولكن تبقى كلمة الله هي العليا ..وكذلك وردت أحاديث ان تهديم الكعبة اهون عند الله من قتل مسلم او قتل إنسان …. ولكن لا يوجد تفريط ولو بكلمة من كلمات الله تعالى .. فهناك فرق فرق بين اللب والجلد..

وأعمال الأنبياء كلها انصبت في ابقاء كلمة الله العليا , فيكون كل عمل متوجها لله ياخذ فضلا متلازما مع شرف كلمة الله .. فكيف لم يقول : الهي تركت الخلق طرا في هواك وايتمت العيال لكي اراك ولو قطعوني في الحب اربا .. لما مال الفؤاد الى سواك …

لا يمكن ان يكون الحسين اكثر كرما من الله .. ولا يمكن ان يكون الحسين اكثر عطاء من الله .. وقد قدم كل شيء ثم قال بلسانه .. لقد شاء الله ان يرى نسائي سبايا .