بسم الله الرحمن الرحيم

{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } صدق الله العلي العظيم [المؤمنون 99 – 100]

حين يموت الميت نعلم انه ودع الدنيا , وانتقل الى عالم البرزخ .تتوقف الأنفاس ويحين موعد الانتقال يتمنى كل مفرط لو رجع الى الدنيا .. يبقى الجسد بيننا , ونقول خرجت روحه من جسده . نحاول من خلال هذا البحث في ثنايا القران الكريم ان نتعرف على الامور التي تهم الناس كافة ..

**اولا : اين ذهبت الروح ..؟ وهل يشعر جسد الميت بعد خروج روحه .ام ان مسؤولية الجسد انتهت .؟

**ثانيا : هل ان الموتى يأكلون ويشربون في قبورهم ..وهل يسمعون بكاء الاهل ويعرفون من يبكيهم ومن يدعون له .

** هل يشعر الميت بأعماله التي تتعلق بحقوق الناس, خاصة ظلم الناس او اعتداء على الدم والمال والعرض .. او بالغيبة والشتام وغيرها.؟

** ثالثا : ما هي الاشياء التي تفيد الميت في قبره , وهل يمكن ان يتواصل الحي مع الميت وهما في عالمين مختلفين .وعشرات الاسئلة تقول هل ان الميت يصل اليه النشاط الدنيوي بعد موته , او لا يفيده عمل اهله..؟

*)(*في المفهوم السائد .إن الميت يودع الدنيا ويتم دفنه . في قبر باعتبار انه انتقل الى عالم يسمى” عالم البرزخ ” حين ندفنه هل انتهى كل شيء يخصه الا اقامة الفاتحة .. المهم وضعناه في القبر ويترك بدون أي تواصل كأنه أله عاطلة يبقى ينتظر صيحة القيامة …

** ثم اين تذهب روح الإنسان بعد الموت؟ قبل الاجابة اود ان ابين ان القران الكريم ينفرد بعلوم لم تتطرق اليها الشرائع السماوية .يظهر ان هناك حوار يجرى بين ملك الموت والميت .. وهو قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ.. ياتيه الجواب ” كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ” اذن هنا لحظة موت الانسان الى يوم المبعث وفيها حوار.

” هذه اللحظة عبر عنها امير المؤمنين{ع} في احدى خطبه. قال: هل فاده الاقارب او دفع عنه النواحب . وقد تجلى له ملك الموت, فاشار الى اذنه فاصمها, فصار ينظر الى اهله ولا يسمع رد جوابهم , ثم اشار الى عينه فأطفئها, ثم استل منه روحه , وتركه جيفة بين اهله ..

* اذن حقيقةَ الإنسانِ بروحِه لا ببدنِه ،لأنه يتبعثر البدن, اوربما لا يقبر اصلا . كالغريق او الذي يتناثر جسده بالتفجيرات وغيرها ولكن الرّوحَ لا تفنى بفناءِ الجسدِ وإنّما تنتقلُ الى عالمٍ آخر هوَ البرزخُ، قالَ تعالى:” اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا وَالَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيهَا المَوتَ وَيُرسِلُ الأُخرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى” روحُ الإنسانِ تبقى حيّةً بعدَ خروجِها منَ الجسدِ ،معنى أنّها حيّةٌ{ أنَّ لهَا عقل وإدراك}، ويدلُّ عليهِ في قولِه تعالى قصّةِ حبيبٍ النّجّارِ( : (قِيلَ ادخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيتَ قَومِي يَعلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكرَمِينَ) تبين الاية ان حبيب النجار في عالمِ البرزخِ يتمنّى أن يعلمَ قومُه ما أنعمَ اللهُ عليهِ {والتّمنّي تعني منهُ } ومعنى المنة هي رغبة محببة في النفس للحصول شيء يسر الانسان .. او نقوله لمجيء انسان معين له محبة في القلب .. وفي القران امثلة كثيرة كقوله تعالى : ” يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا “..

** ومن الادلة على نعيم البرزخ قولُه تعالى: ( وَلاَ تَحسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَموَاتاً بَل أَحيَاء عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم ” هنا جاءت كلمة فرحين .هل الفرح في عالم البرزخ يشبه الفرح عندنا في الدنيا..؟

(ــــــ) المعروف عن الموت هو بطلان الشعور والحركة , بينما الاية تبين ان الشهداء في سبيل الله ..{أحياء} وفي فرح. بقوله : {فرحين بما آتاهم الله}الفرح ضد الحزن, والاستبشار هو ما يسر من الخبر, المعنى: انهم في حالة سرور بما لهم من بشرى هناك لذلك يتمنون ان ياتي اخوانهم واحبابهم من بعدهم على اثارهم . أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

ومن ذلك يظهر أن المقتولين في سبيل الله تأتيهم أخبار المؤمنين الباقين في الدنيا. فيقارنون بنعيم الدنيا ونعيم البرزخ . فيتمنون لهم اللحاق بهم . ويطمئنونهم ان حياة البرزخ لا خوف ولا حزن ولا الم على المؤمنين ..

وثانياً أن هذه البشرى دلالة على بقاء الإنسان بعد الموت الى يوم القيامة, نستدل على ان عالم البرزخ من عالم الدنيا جاء في قوله تعالى: {يستبشرون بنعمة من الله وفضل}.

** النعيم في البرزخ : النعمة هو كل خير يصل الى الانسان في حياته وبعد مماته اولها نعمة التمسك في الدين .لان هذه النعمة تنتقل معك بكل فوائدها من الحياة الدنيا الى البرزخ ثم الاخرة .. وفي الدنيا تاتي النعمة في المال وموارده سواء في الارض او البحر. والنعمة تأتي في الجاه والاحترام في المجتمع .. وفي السمع والبصر والعلم وطاعة الابناء لأهلهم , فهي نعمة على الابناء والاهل على حد سواء. ومن اسماء الله تعالى المنعم . جاء في قوله «وأما بنعمة ربك فحدث”.. ومن اكبر النعم علينا القران الكريم وولاية اهل البيت{ع}..

**وعندنا رّوايةِ مشهورةِ عِن النّبيّ(ص) للمُشركينَ المَقتولينَ الذينَ ألقوا في قليبِ بدرٍ, وقف عليهم وقال لهم بأسمائهم. قال ابن إسحاق : عن أنس بن مالك ، قال : سمع أصحاب النبي{ص} رسول الله من جوف الليل وهو يقول : يا أهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام – فعدد من كان منهم في القليب – هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا . فقال له عمر بن الخطاب: يا رسول الله ، أتنادي قوما قد جيفوا ؟! فقال : ما أنتم بأسمع منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني . رواه الإمام أحمد .

وكذلكَ سلامُنا على رسولِ اللهِ (ص) في نهايةِ كُلِّ صلاةٍ، إذ لَو لَم تكُن هُناكَ صلةٌ بالنّبيّ بعدَ وفاتِه فما معنَى سلامُنا عليه.

(****) في تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيمَ القُمّيّ (ج2/ص94)، البرزخُ هوَ أمرٌ بينَ أمرينِ وهوَ الثّوابُ والعقابُ بينَ الدّنيا والآخرةِ وهوَ قولُ الإمامِ الصّادقِ (ع): واللهِ ما أخافُ عليكُم إلّا البرزخَ. وفي الخصالِ للصّدوقِ (ره) (ص120) بإسنادِه إلى زينِ العابدينَ (ع) في قولِه تعالى: (وَمِن وَرائِهِم بَرزَخٌ.)(هوَ القبرُ وإنَّ لهُم فيهِ لمعيشةً ضنكاً واللهِ إنَّ القبرَ لروضةٌ مِن رياضِ الجنّةِ أو حُفرةٌ مِن حُفَرِ النّار)

**اذن القبر والبرزخ هو اول منازل الاخرة عَن رسولِ اللهِ (ص) (إنَّ القبرَ أوّلُ منازلِ الآخرةِ فإن نجا منهُ فما بعدَهُ أيسرُ منهُ وإن لَم ينجُ منهُ فما بعدَهُ ليسَ أقلَّ منه). هذا يعني ان مرحلة البرزخ مقدمات للجزاء, وهو قول النبي{ص} ” القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار”. بعدَ الموتِ تكونُ أرواحُ المؤمنينَ في نعيمٍ وسرورٍ على عكسِ أرواحِ الكافرينَ والمُنافقينَ فإنّها تعيشُ في حياةٍ ملؤها الكآبةُ والعذابُ

(هل يسمع الميت من يزوره..؟ حين يقبض الله روح الانسان يذهب إلى الله تعالى ولا يأخذ معه شيء غير عمله .. وهذا من العوامل الغيبية التي لا يعلمها إلا الله وحده وعندما يذهب شخص إلى زيارة شخص عزيز عليه أو يمر على القبور ويرمي السلام عليهم فإن الميت يرد عليه السلام. وأيضًا يشعر به وهذا دليل على أنه يسمع من يزوره،وهذا ورد عن النبي {ص} أنه قال: من مر على قبر أخيه وعلى قبر رجل كان يعرفه في الدنيا ثم سلم عليه فإنه سوف يرد عليه السلام، وأيضاً لما سأل علي بن ابي طالب زوجته وابنه لماذا لا تكثرين البكاء على النبي فأجابته وقالت ألم أخبرك، قال لا، قالت ما من ليلة بقيت فيها إلا وجاءني أبي رسول الله وقال يا فاطمة لقد أوجعني بكائك في قبري. كما أن الميت يسمع كلام من يقرا له على قبره دعاء او عتاب ..

** تعرف على شكل حياة الميت في القبر كيف تكون هذا المقال: حياة الميت في القبر كيف تكون ,وهل يشعر بمن يزوره في القبر لأنه يؤنسه في وحدته كما يرد عليه السلام، جاءت أحاديث كثيرة تدل على أن الميت يشعر بمن يزوره، وانه يرد السلام ..قال بريدة كان رسول الله {ص}يعلمهم عندما يخرجون إلى المقابر.فكان يقول لهم السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله لاحقون)، وكذلك عملها مع المشركين كما اسلفنا في قليب بدر.

**** ـــ اما تفاصيل حياة الميت بع اربعين يوم من الموت : روح الميت 40 يوم وماذا بعد الموت هل يسمع الميت كلام الحي .اختلف العلماء في هذا على أقوال كثير ولكنهم أخذوا بالأدلة والآراء التي يقولها الرسول، إن الميت يسمع لأهله ومن يزوره ويفرح بمجيئهم ويحزن على حزنهم وعلى معاصيهم ويدعو الله لهم.

وقال الرسول{ص} عندما يفرغون من دفن أحد (كان يقول لهم ادعوا لأخيكم فهو الآن يسأل)، وكان أحد الصحابة ضرب قبرا هدمه وهو لا يحس به قبر وعندما علم إنه قبر انسان قرا له سورة الملك وختمها ثم ذهب إلى النبي واخبره ما حدث معه .فقال له الرسول إن سورة الملك هي المنجية التي تنجيه من عذاب القبر … كما ان الميت عندما يعلم بأن ابنه شرير يدعو له الله، والموتى يفخرون بالكفن الذي يكون فيه فإن كان من نوع جيد فانهم يفخرون وإن كان من النوع الرديء فإنهم يحزنون.

*** فلسفة غسل الميت : وهل الميت يسمع عند غسله .. غسل الميت هو من الأشياء التي حدثنا عليها الشرع وأمرنا بأن نغسل الميت ونطهره ويطيبه بطيب، فمن توفي من المؤمنين أو المسلمين لابد أن يغسل لذلك يوجد اسئلة كثيرة. فهل الميت يسمع وهو يغسل أم لا…؟ جاءت أحاديث من السنة، ومنها ما جاء في القرآن، قال الرسول (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه لا يسمع إلا قرع نعال).وأهل العلم يقولون إن الميت لا يمكن أن يسمع أثناء غسله واستدلوا على قوله (وما أنت بمسمع من في القبور)، ويقولون أن هذا الدليل يدل على أن الميت لا يسمع أثناء غسله أو لا يسمع عندما يزوره شخص بأن يسمع فقط النعال وهي ذاهبة بعد دفنه. هذا راي يسند الى عقلية كاتبه من ابناء المذاهب.

اما الشيعة يقولون: الرِّفْقُ بِالمَيْتِ عِنْدَ تَغْسِيلِهِ مِنَ المُسْتَحَبَّاتِ المَنْصُوصِ عَلَيْهَا فِي الشَّرِيعَةِ; وَذَلِكَ احْتِرَامًا لِلمَيْتِ; لِأَنَّ حُرْمَةَ الأَمْوَاتِ كَحُرْمَتِهِمْ أَحْيَاءٌ. جَاءَ عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَ): إِذَا غَسَّلْتُمْ المَيْتَ مِنْكُمْ فَأَرْفِقُوا بِهِ وَلَا تَعْصِرُوهُ وَلَّا تَغْمِزُوا لَهُ مَفْصَلًا. ..جَاءَ عَنْ ابْنِ قُدَامَةَ فِي “المُغْنِي”: وَيُسْتَحَبُّ الرِّفْقُ بِالمَيْتِ فِي تَقْلِيبِهِ، وَعَركِ أَعْضَائِهِ، وَعَصْرِ بَطْنِهِ، وَتَلْيِينِ مَفَاصِلِهِ وَسَائِرِ أُمُورِهِ احْتِرَامًا لَهُ فَإِنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالحَيِّ فِي حُرْمَتِهِ. أَمَّا تَشْرِيحُ المَيْتِ المُسْلِمِ فَقَدْ ذَهَبَ الفُقَهَاءُ مِنْ الفَرِيقَيْنِ إِلَى عَدَمِ جَوَازِهِ إِلَّا لِضَرُورَةٍ كَأَنْ يَتَوَقَّفَ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ أَمْرٍ مِنْ اخْتِصَاصٍ طِبِّيٍّ، أَوْ رَفْعِ شُبْهَةٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا إِنْقَاذُ نَفْسٍ مُحْتَرَمَةٍ فِي المُسْتَقْبَلِ. وَهَذَا المِقْدَارُ دَلَّتْ عَلَيْهِ مَرْوِيَّاتُنَا صَرَاحَةً، كَمَا فِي مُوَثَّقَةِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ يَسْأَلُ الإِمَامَ الكَاظِمَ (عَ): عَنْ المَرْأَةِ تَمُوتُ وَوَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا؟ قَالَ: يُشَقُّ بَطْنُهَا، وَيُخْرَجُ وَلَدُهَا. انْتَهَى .. لان هُنَا تَوَقَّفَ إِنْقَاذُ الجَنِينِ عَلَى شَقِّ بَطْنِ الأُمِّ المَيْتَةِ فَأَجَازَ الإِمَامُ ذَلِكَ.َأَمَّا كَوْنُ المَيْتِ يَتَأَلَّمُ مِنْ هَذَا التَّشْرِيحِ أَوْ لَا، فَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ مَحَلَّ الأَلَمِ وَعَدَمِهِ هُوَ الرُّوحُ، وَهِيَ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ البَدَنِ فَلَا مَجَالَ لِتَأَلُّمِ المَيِّتِ بِعَمَلِيَّةِ التَّشْرِيحِ هَذِهِ، وَإِنَّمَا هِيَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ الغَايَةُ مِنْهَا المُحَافَظَةُ عَلَى حُرْمَةِ المَيْتِ وَعَدَمُ انْتِهَاكِها، فَحُرْمَةُ المُسْلِمِ مَيْتًا كَحُرْمَتِهِ حَيًّا.َأَمَّا سَمَاعُ المَوْتَى لِلكَلَامِ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِمَنْ يَزُورُونَهُم وَيَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَيْهِمْ، فَهُوَ أَمْرٌ ثَابِتٌ عِنْدَ الفَرِيقَيْنِ، وَقَدْ تَوَاتَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ.الا الوهابية ..!!

*** هل يسمع الميت من يزوره عند الشيعة قالوا أهل الشيعة نعم الميت يسمع من يزوره لأنه يؤنسهم، كما أنه ينتفع بدعائهم و يفرح فرحا شديداً كفرح الطفل بالهداية، وقالوا إن قبر الأم والأب يعدوا مكان لاستجابة، حيث إذا أراد الشخص شيئا يذهب إلى قبر أبيه وأمه ويدعو لهم.

ثم يدعو بالشيء الذي يريده فسوف يستجيب له الله لدعائه وذلك ما قاله الشيعة، يرويه أيضاً بسند عن محمد بن مسلم (قال قلت لأبي عبد الله الموتى نزورهم قال نعم، قلت فيعلمون بنا إذا أتيناهم، فقال إي والله إنهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم و يستأنسون اليكم).

***هل يعرف الميت من يدعو له : قال أهل العلم أن الشخص المتوفى في يعلم الشخص الذي يدعو له لأن الدعاء هذا يعتبر ثواب، وهذا الثواب يذهب إلى الميت وينتفع به، حيث روى عن رسول الله قال (أن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول رب أني لي هذه الدرجة، فيقول بدعاء ولدك لك)، فالصدقة على الميت والدعاء له يرفع درجات، وهو يريد كل هذا سيعلم من الله تعالى من قام بالدعاء له أو من قام بعمل صدقته لو لذلك يشعر و يعلم الميت بمن يدعو له. وقد زار الامام امير المؤمنين مقبرة وادي السلام وقال: في نص زيارتهم .. ” السَّلامُ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، مِنْ أَهْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، يَا أَهْلَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، بِحَقِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، مِنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، يَا لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، بِحَقِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ اغْفِرْ لِمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ . ..

ثم تكلم عن الدفن :. ونقل الجنازة لثلاث مراحل الى ان تنزل القبر . ثم التلقين .. والقاء التراب .. ثم التلقين الاخير وقراءة الفاتحة.

قال الشيخ عباس القمي في ذلك: «ومن المعروف أن الأجساد الطاهرة بقيت ثلاثة أيام مرمية على الأرض دون دفن، ونقل عن بعض الكتب أنها دفنت بعد عاشوراء بيوم واحد، وهذا مستبعد؛ ذلك أن عمر بن سعد كان لا يزال في اليوم الحادي عشر لدفن القتلى من عسكره؛ وكان أهل الغاضرية قد ارتحلوا من نواحي الفرات خوفاً من ابن سعد، وبهذا الاعتبار فهم لا يجرؤون على العودة بهذه السرعة».حين حضر الامام السجاد الى كربلاء لدفن الاجساد عاونه بنو اسد قال لهم: أمّا الحفيرة الأولى ففيها أهل بيته، وأمّا الحفيرة الثانية ففيها أصحابه، وأمّا القبر المنفرد ممّا يلي الرأس الشريف، فهو حامل راية الحسين عليه السلام حبيب ابن مظاهر.

ثمّ أقبلنا لنعينه على جسد الحسين{ع} وإذا به يقول لنا: أنا أكفيكم أمره، فقلنا: يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلّنا اجتهدنا على أن نحرّك عضواً من أعضائه فلم نقدر عليه، فبكى وقال: إنّ معي من يعينني عليه، ثمّ جثى على الأرض وبسط كفّيه تحت ظهره الشريف وهو يقول: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.وقيل إنّه قال: يا بني أسد عليّ بحصيرة!! قالوا: ما تصنع بها. قال: لأضع عليها أوصال الحسين {ع} المقطّعة، فناولوه حصيرة جمع عليها أوصال الحسين .. ثم أخذ يبحث قريباً من جسد الحسين عليه السلام عن شيء لم يكن يدري ما هو، وإذا به ينحني إلى الأرض فيحمل إصبعاً كان قد قطع من أصابع الحسين ثمّ وضعه في محلّه من يد أبيه الحسين وأنزل أباه في قبره وحده لم يشرك معه أحداً من بني أسد. (العادة عندما يودّع الميّت يقبّل في جبينه! أو يوضع الخدّ على خدّه! ولكن الحسين عليه السلام كان جثّة بلا رأس، فكيف ودّعه الإمام زين العابدين ع ؟!)..قال بنو أسد: فرأيناه قد وضع خدّه على نحره الشريف، وهو يبكي ويقول: طوبى لأرض تضمّنت جسدك الشريف، أمّا الدنيا فبعدك مظلمة، وأمّا الآخرة فبنورك مشرقة، أمّا الحزن فسرمد، وأمّا الليل فمسهّد، حتّى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت مقيم بها، وعليك منّي سلام الله يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته. وقبل ان يضع عليه اللِّبن وقيل: وضع الطفل الرضيع إلى جنب والده في قبره، بناءً على وصيّة الحسين{ع}قال له: بني إذا جئت لمواراة الأجساد وسِّد رضيعي إلى جنبي.

بويه الطفل خلّه اعلى صدري .. وبهداي حط نحره اعلى نحري لا ينثلم جرحه يذخري .. تدري يبويه كون تدري .. نار السهم بكليبي تسري… كاللهم بعد واحد جزانا وفات .. كالوله بطل ضل على المسناة .. نادى وجذب ونه ويجذب الحسرات .. يسوك المراير مرخص بسومه ..

يعمي اخلاف عينك يسرتنا اعداك …هذا الواك تشيل الواك .. بطل مرايرنا بطل جنب الشريعة .. مذبوح بجن ذبحته والله فجيعة .. حتى من الزندين جفينه كطيعة .. من شوفته تلوح الشهامة وشدة الباس .. ونظن عليه الفارس المعروف عباس .. لجنه بلا جفوف والجثة بلا راس.