18 ديسمبر، 2024 6:18 م

مجلس حسيني اضواء على حياة الامام زين العابدين{ع}

مجلس حسيني اضواء على حياة الامام زين العابدين{ع}

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،******وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،*********هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،*********بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه،*** العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،******* لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ

إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها:*** *******إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ،****** رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ*****كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ،*أوْ قيل:من خيرُ أهل الأرْض قيل: هم

في هذا المجلس المبارك اتعرض الى نبذة من حياة الامام زين العابدين {ع}. هو من بيت يمثلون عدل الكتاب وجده من عرج به الى السماء. وجده الاخر قسيم الجنة والنار. وجدته سيدة نساء العالمين.

, لا يمكن الإحاطة به ..ولكن نسلط الضوء على جزئية من حياته الطيبة الكريمة .. قيل للمتنبي لماذا لم تمدح عليا{ع} ومدحت غيره. وانت ابن الكوفة فقال : تركتُ مدحي للوصيِّ تعمداً * إذ كان نوراً مستطيلاً واطالا .. وإذا استطال الشيءُ قامَ بذاتهِ *** ووصف صفاتُ الشمس تذهبُ باطلا .

اذن لا يمكن أن اصف الإمام زين العابدين(ع) خلقه تقواه وعدله وشجاعته وقرابته من الرسول (ص)،وامام زين العابدين {ع} من هذه الشجرة اليانعة المعطاء.. ……. اختلف المؤرخون في اسم امه : ذكر المجلسي في بحار الأنوار: أن اسم امه(شاه زنان) توفيت في نفاسها بالإمام زين العابدين(ع) بعد ولادته فتزوج الإمام الحسين (ع) اختها {شهربانو} بعد أن قتل زوجها محمد بن أبي بكر في مصر.. ورد في التاريخ رواية ان شهربانو ام الامام زين العابدين{ع} كانت من اسرى فارس بعد معركة القادسية .. لنراجع التواريخ ليتبين لنا حقيقة كذب المؤرخين.

المعلوم ان معركة القادسية كانت سنة 15 هج . في زمن عمر بن الخطاب . وقالوا انه تم اسر بنات كسرى يزدجر اخر ملوك الفرس . وان عمر زوج بناته لثلاثة رجال .فوقعت شاه زنان زوجة للحسين{ع} واختها شهربانو لمحمد بن ابي بكر. والثالثة لعبد الله بن عمر. .نراجع التاريخ نجد الحقائق التالية :خلافة عمر, بدأت في 13هـ /14هـ واستمرت عشر سنوات وتوفي سنة 23هـ ، في خلافته .معركتان فاصلتان ، معركة القادسيّة سنة 15هـ ، ومعركة ـ نهاوند ـ كانت في سنة 20هـ ..كان عمر عبد الله بن عمر 30 سنة في أول خلافة أبيه ،.هذا العمر مقبول ، السنة لا يذكرونه مطلقا لموقفهم من الفرس عكس الشيعة.

اما محمد بن ابي بكر كان عمره 5 سنوات في خلافة عمر لأنه ولد سنة 10هـ أي أنه لم يتجاوز 7 سنوات وقت معركة القادسية .اما عمر الحسين {ع}كان عمره تسعة الى 10 سنوات خلافة عمر باعتبار كان مولده في سنة 4هـ ، فلو سلمنا ان الحسين {ع} تزوج وهو لم يبلغ الحلم سنة 15 هج .. فان ولادة الامام زين العابدين كانت في سنة 38 هجرية .. اذن زواج الحسين من شاه زنان كونها من سبي الفرس في معركة القادسية غير صحيح . لعل هذا البحث ومتابعة تاريخ. يوضح سبب الاختلاف الذي يقع فيه المؤرخون في اسم السيدة أم الإمام زين العابدين بين (شاه زنان) و(شهربانو) ومن المرجح أن تكون السيد شاه زنان أمه وشهربانو خالته التي ربته

**روى جمع من المؤرخين أن الإمام أمير المؤمنين (ع)لما ولي الخلافة أرسل حريث بن جابر والياً على جانب من المشرق فبعث إليه بابنتي يزدجر بن شهريار فنحل شاه زنان إلى ولده الحسين (ع)فولدت له زين العابدين (ع)، ونحل الأخرى إلى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم.

ثم إن يزدجر كان حياً طيلة خلافة عمر وتوفي بعد وفاته، قتل في مرو سنة (30 هـ) في السنة السادسة من خلافة عثمان . وشاه زنان وشقيقتها اختفتا بعد مقتل أبيهما حتى خلافة أمير المؤمنين{ع} فلما ولى “حريث بن جابر”على بعض مناطق فارس, ظفر بهما، وبعث بهما إلى الإمام (ع)..

** اجمع المؤرخون ان ولادته : كانت الخامس من شعبان سنة ( 38 ) هجرية ، أيام خلافة جده أمير المؤمنين (ع) ولد في المدينة المنورة .ومدة عمره : (57) سنة ، وكان عمره في واقعة الطف بكربلاء (23) سنة .مدة إمامته : ( 34 ) سنة أي من يوم عاشوراء سنة ( 61 ) هج و حتى سنة (95 ) هج في يوم الخامس والعشرين من محرم .

** أهم الأحداث في إمامته: تسلم الإمام علي بن الحسين (ع) الإمامة من أبيه الحسين (ع)في كربلاء الدامية حيث دخل عليه أبوه (ع) قبل استشهاده وأوصاه، وكانت آخر وصية أوصاه قال يا بني أوصيك بما أوصى به جدك رسول الله (ص) علياً (ع) حين وفاته وبما أوصى به جدك علي (ع) عمك الحسن (ع) وبما أوصاني به عمك.. إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلّا الله .ولم ير اباه لعدها الا مذبوحا على رمال كربلاء .

فشاهد (ع) مصرع أبيه وعمومته وأخوته وسبي عماته وأخواته من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام .كما شاهد عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية وهما ينكثان بالقضيب ثنايا أبيه في الكوفة والشام تشفياً وانتقاماً.. **إضافة إلى هذه المآسي التي شاهدها الإمام (ع) في كربلاء والكوفة والشام كذلك شاهد أحداث مأساوية جرت بعدها على يد السلطة الأموية فعاش الظلم والانحراف في الامة . واكبر المصائب واقعة الحرة ..

واقعة الحرة في المدينة حدث قتل وانتهاك للحرمات من الأمويين, عندما رأى أهل المدينة استهتار يزيد بالدين والأخلاق والمقدسات وشربه الخمر جهراً، ندموا لعدم نصرة الحسين {ع} أعلنوا نقضهم لبيعة يزيد. وولّوا عليهم عبد الله بن حنظلة . وطردوا عامل يزيد على المدينة وحصروا جميع بني أمية في دار مروان فأرسل إليهم يزيد, المجرم مسلم بن عقبة المري فجرت معركة ضارية قتل قائدهم عبد الله بن حنظلة ومعه أولاده الثمانية ثم دخل مسلم بن عقبة بجيشه إلى المدينة المنورة فارتكبوا فيها جرائم ما يندى له الجبين .وقد قضت هذه الواقعة على البقية من آل أبي طالب في المدينة فتجدّدت أحزان الامام, هذه الواقعة جرت سنة (62هـ) بعد سنة واحدة من واقعة الطف.: قُتل في المعركة خلق كثير من الناس من بني هاشم وقريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس, فممن قتل من آل أبي طالب: عبد الله بن جعفر زوج العقيلة زينب{ع}, وعدد من ابناء علي بن ابي طالب {ع} وأكثر من تسعين رجلاً من قريش ومثلهم من الأنصار وأربعة آلاف من سائر الناس ممن أدركهم الاحصاء دون من لم يُعرف. قال ابن قتيبة الدينوري في كتاب الإمامة والسياسة: إن عدد من قُتل من أبناء المهاجرين والأنصار والوجوه بلغ ألفاً وسبعمائة ومن سائر الناس عشرة آلاف سوى النساء والأطفال !! .ثم ينقل ابن قتيبة إحدى الصور كثيرة عن جرائم الجيش الاموي ومسلم بن عقبة . فيقول:

دخل رجل من جند مسلم بن عقبة على امرأة نفساء من الأنصار ومعها صبي يرضع:سالها هل من مال ؟ فقالت: لا والله ما تركوا لنا شيئاً. فقال: والله لتخرجن إليَّ شيئاً أو لأقتلنك وصبيك هذا, فقالت له: ويحك إنه ولد ابن أبي كبشة صاحب رسول الله (ص) فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه من حجرها وضرب به الحائط فانتثر دماغه على الأرض !!

** وقد أباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام {ولم يبق بعد هذه الواقعة بدري}! واغتصبت النساء وفضت 1000 بكر من بنات المسلمين .ثم امرهم بالبيعة ليزيد على أنهم عبيد له فبايعوه على ذلك وأموالهم مسلوبة ورحالهم منهوبة ودماؤهم مسفوكة ونساؤهم مهتوكة ..ولو فعل غير الامويين هذه المجزرة لأخرجوهم من الاسلام.

اما موقف الإمام من الواقعة.؟؟ هذه الأحداث الفظيعة شاهدها الإمام زين العابدين (ع) كانت تزيد جراحه, ويتلقّاها بقلب كسير. ولكن بينت حقيقة كرامة وموقف اهل البيت{ع} تلك الروح الكبيرة الرحيمة حتى لأعدائهم , فعندما هرب مروان بن الحكم من المدينة نحو الشام ترك عياله في مدينة جاء مروان الى عبد الله بن عمر بأن يترك عياله وحرمه عنده فأبى عليه، فكلم الإمام علي بن الحسين (ع) فوافق على ذلك. أي روح أعظم من هذه الروح ؟ وأي قلب أكبر من هذا القلب ؟**

** بقيت عائلة مروان في رعايته إلى أن انتهت المعركة وسلم من تمسك بهم وامن من التجا اليهم . يذكر المؤرخون إن الذين انضموا إلى علي بن الحسين{ع}يزيدون على أربعمائة عائلة, يقول الزمخشري: إنه لما أرسل يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لقتال أهل المدينة واستباحتها كفل الإمام زين العابدين أربعمائة امرأة مع أولادهن وضمّهن إلى عياله وقام بنفقتهن وإطعامهن إلى أن خرج جيش ابن عقبة من المدينة. *** في هذا المشهد الدامي يحاول الكاتب الاموي ان يلمع صورة بني امية في عيون التاريخ فيقول الطبري: إن يزيد (أوصى مسلم بن عقبة بعلي بن الحسين خيرا). ولو سلمنا وصدقنا الطبري الاموي مرة واحدة في دفاعه عن بني امية وخاصة يزيد لانه دائما يبرر له سقطاته .. نقول:

{لم يكن يزيد بعيد عن دماء أهل البيت (ع) أو مراعياً لهم حرمة النبي حتى يوصي بالإمام زين العابدين .. او بدماء جميع المسلمين من اجل السلطة والحكم ..بل لأنه أحس بوطأة جريمته التي ارتكبها في كربلاء بحق الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وأدرك حجم الأخطار التي أصبحت تهدد عرشه

*** من اهم الامور التي بينها الامام في خطبته بالكوفة : اولا كشفت خطبتة في الكوفة عن أمور، أهمها: إنّها كشفت الحقائق التي حاول بنو أمية سترها بان هذه قافلة السبايا ليسو من ال الرسول{ص} .. واوضح كلمة في ذلك نداءه : «من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا ».

ثانيا : شرح الوقائع التي وقعت في العاشر من محرم وكان محورها قتل الحسين وأهل بيته وأصحابه وهتك حرمة النبي… ثالثا :..الإدانة الواضحة للذين دعوا الحسين إلى العراق وتخلوا عنه وحاربوه، ووصمهم بالغدر والمكر والخيانة. فكانت هذه الخطبة وثيقة تاريخية تبين موقف الحسين وسبب استشهاده وموقف الامويين من الاسلام .

ـــــــ اما خطبته الثانية في الشام :.. قَالَ صَاحِبُ الْمَنَاقِبِ رُوِيَ أَنَّ يَزِيدَ أَمَرَ بِمِنْبَرٍ وَخَطِيبٍ لِينال من علي والحسين عليهما السلام . فَصَعِدَ الْخَطِيبُ الْمِنْبَرَ وأَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي عَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ ومدح مُعَاوِيَةَ ويزيد فَصَاحَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: “وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ فَتَبَّوأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ”، ثُمَّ قَالَ: “يَا يَزِيدُ ائْذَنْ لِي حَتَّى أَصْعَدَ هَذِهِ الْأَعْوَادَ، فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ لِلَّهِ فِيهِنَّ رِضاً وَ لِهَؤُلَاءِ الْجُلَسَاءِ فِيهِنَّ أَجْرٌ وَثَوَابٌ”؟فَأَبَى يَزِيدُ عَلَيْهِ ذَلِكَ .فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ ائْذَنْ لَهُ فَلْيَصْعَدِ الْمِنْبَرَ، فَلَعَلَّنَا نَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ: إِنَّهُ إِنْ صَعِدَ المنبر لاْ يَنْزِلْ إِلَّا بِفَضِيحَتِي وَبِفَضِيحَةِ آلِ أَبِي سُفْيَانَ! فَقِيلَ لَهُ: وَمَا قَدْرُ مَا يُحْسِنُ هَذَا؟! فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ زُقُّوا الْعِلْمَ زَقّاً. فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً أَبْكَى مِنْهَا الْعُيُونَ وَأَوْجَلَ مِنْهَا الْقُلُوبَ.

فقال:: الحمد لله الذي لا بداية له ، الدائم الذي لا نفاد له ، والآخر الذي لا آخر لآخريّتة له ، الباقي بعد فناء الخلق ، قدّر الليالي والأيّام ، وقسّم فيما بينهم الأقسام ، فتبارك الله الملك العلاّم ،ايّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنّها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حالا بعد حال ، قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية ، الذين كانوا أطول منكم اعمارا وأكثر منك آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ،أكل التراب لحومهم وبدّد أوصالهم اتطمعون بالبقاء بعدهم . هيهات هيهات لابد لكم من اللحوق بهم ، فتداركوا ما بقي من اعماركم بصالح الاعمال ، وكأني بكم وقد نقلتم من قصوركم الى قبوركم فرحين غير مسرورين ، فكم من فرح قد استكملت عليه الحسرات حيث لا يقال نادم ،فهم في منازل البلوى همود وفي عساكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامّة..

« أيّها الناس ، اُعطينا ستّا ، وفضّلنا بسبع : اُعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضّلنا بأنّ منّا النبي المختار ، ومنّا الصدّيق ، ومنّا الطيّار ، ومنّا أسد الله وأسد رسوله ، ومنّا سيّدة النساء ، ومنّا سبطي هذه الاُمّة ، ومنا مهديها ايها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكّة ومنى .أنا ابي زمزم والصفا. أنا ابن من حمل من حمل الركن بأطراف الردى. أنا ابن خير من ائتزر وارتدى. أنا ابن خير من انتعل واحتفى.أنا ابن خير من طاف وسعى. أنا ابن خير من حجّ ولبّى. أنا ابن من حُمل على البُراق في الهوا.أنا ابن من اُسري به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرائيل الى سدرة المنتهى.أنا ابن من دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى.أنا ابن من صلّى بملائكة السما مثنا أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى. أنا ابن محمد المصطفى. أنا ابن عليّ المرتضى….

أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا آله إلاّ الله.أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين.أنا ابن صالح المؤمنين ، ووارث النبيّين وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين ، وزين العابدين ، وتاج البكّائين ، واصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل ياسين ، ورسول ربّ العالمين.أنا ابن المؤيّد بجبرائيل ، المنصور بميكائيل.أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، والمجاهد أعداءه الناصبين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأوّل من أجاب واستجاب لله ، من المؤمنين ، وأقدم السابقين ، وقاصم المعتدين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكمة العابدين ، ناصر دين الله ، ووليّ أمر الله ، وبستان حكمة الله ، وعيبة علم الله ، سمح سخي ، بهلول زكيّ أبطحي رضي مقدام همام ، صابر صوّام ، مهذّب قوّام قاطع الأصلاب ، ومفرّق الأحزاب ، أربطهم جنانا ، وأطلقهم عنانا ، وأجرأهم لسانا ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدّهم شكيمة ، أسد باسل ، يطحنهم في الحروب ـ إذا أزدلفت الأسنة ، وقربت الأعنّة ـ طحن الرحى ، ويذروهم ذرو الريح الهشيم ، ليث الحجاز ،وكبش العراق ، مكّيّ مدنيّ ، أبطحي خيفي عقبيّ ، شجريّ مهاجريّ ، من العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، وأرث المشعرين ، وأبو السبطين ، الحسن والحسين ، ، ذاك جدّي امير المؤمنين .انا ابن عديمات العيوب انا ابن نقيات الجيوب أنا ابن فاطمة الزهرا. سيدة النساء .. ثم ابكى العيون بكلماته انا ابن المذبوح بكربلا ..انا ابن راسه من العراق الى الشام يهدى,انا ابن المقطع العرى . انا ابن العطشان حتى قضى. انا ابن من هتكت حرمته وسلبت نعمته . وقتل رجال وسبي عياله . انا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا تراث . انا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا .. ولم يزل يقول : « أنا أنا » حتى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد من وقوع الفتنة ، فأمر المؤذّن أن يؤذّن ، ليقطع على الامام كلامه . فلمّا قال المؤذّن «الله أكبر! » قال علي بن الحسين : كبّرت كبيرا لا يقاس ولا شيء أكبر من الله.فقال المؤذن : « أشهد أن لا إله إلاّ الله! » قال علي : شهد بها شعري وبشري ، ولحمي ودمي ، ومخّي وعظمي.

فلمّا قال : « أشهد أن محمدا رسول الله! » التفت علي من على المنبر الى يزيد وقال : يا يزيد ، محمد هذا جدّي ام جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت. وإن قلت إنّه جدي ، فلم قتلت عترته؟ ثم نزل الامام من المنبر وتفرق من كان في المجلس . يقول المنهال جئت للامام مسلما عليه . قلت كيف امسيت يا ابن رسول الله. قال امسينا كمعشر بني اسرائيل يقتلون رجالهم ويستحيون نساءهم . امست العرب تفتخر على العجم بان محمدا منها . وامست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها . وامسينا ال محمد مقتولين مشردين .. بينما هو يكلمني اذ خرجت امراة من الخربة وهي تقول الى اين يا نعم الخلف. فتركني وذهب اليها ليردها . فسالت عنها فقيل هذه عمته زينب.

لسان حالها يبني بخطبتك هذي رفعت راسي.. وفحمت كل طاغية ولكلبه قاسي .. يبني الك ولهلك هاي المنابر والكراسي .. ومرت الايام وبقيت الجذوة والجمرة في قلب الامام حتى لقب بالبكاء .. روي أنّه دخل عليه يوماً أبو حمزة الثماليّ فوجده حزيناً كئيباً، فقال له يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقلّ؟ سيّدي إنّ القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة، فالتفت إليه الإمام زين العابدين{ع}وقال: شكر الله سعيك يا أبا حمزة، هل رأت عيناك أو سمعت أذناك أنّ علويّة سبيت لنا قبل يوم عاشوراء؟ قتل الرجال لنا عادة، ولكن هل سبي النساء هل هي لنا عادة؟ هل حرق الخيام لنا عادة؟ والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهن يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء ومنادي القوم ينادي، أحرقوا بيوت الظالمين وهنّ يلذن بعضهن ببعض وينادين: واجدّاه وا محمّداه..

قلبي يبو حمزة تراه تفطّر وذاب ــــ مثل المصيبه اللي دهتني محّد انصاب ذيك البدور اللي ابمنازلهم يزهرون ـــــــ والليل كله من العبادة ما يفترون

سبعة وعشرة عاينتهم كلهم اغصون ـــــ فوق الوطية مطرّحين بحرّ التراب

وأعظم مصيبة زيّدت حزني عليّه ــــــ شاهدت جسم حسين تحت الاعوجية

كلبي انكسر من ركبوا زينب سبيّه ـــــ حسرى ومن المصايب راسها شاب

ما نكست راسي لاجل فقد الأماجيد ــــ ما گصروا بالغاضريّة زلزلوا الميد

لكّس راسي دخول زينب مجلس ايزيد ــــ هذا اللي هضمني والقلب من شوفته انعاب

الشيخ عبد الحافظ البغدادي