مرة اخرى ينتهك مجلس (( النواب )) العراقي حقوق الانسان في العراق ….بتصويته على قانون يمنع فيه بيع الخمور .. وفرض غرامات على منتهكي ومخالفي هذا القرار لا تقل عن عشرة ملايين دينار ….
ربما تناسى (( النواب)) ان في العراق اديانا مختلفة وقوميات مختلفة وطوائف مختلفة وهذا ما يتعارض مع مواد الدستور التي تمنح الفرد حريات مختلفة …ثم ان العراق في دستوره ليس بلدا دينيا كالسعودية وافغانستان وايران حتى تفرض فيه مثل قرارات كهذه … وتشرع فيه مثل تشريعات كهذه ..
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يفكروا في البحث عن وسائل جديدة لتوريد العملة للدولة ورفع مستوى الاقتصاد العراقي ؟؟
اما كان الاجدر بهم ان يبحثوا عن طرق ناجعة للقضاء على الفقر في العراق رغم الموازنات الانفجارية التي كانت عليها خزينة الدولة لاتنتي عشرة سنة مرت ؟؟ .
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يبحثوا عن توفير فرص عمل للبطالة التي استشرت في البلاد بين الشباب ؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يزيدوا من الدرجات الوظيفية لتعيين اكبر عدد ممكن من الخريجين ؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يشرعوا قوانين تجبر الجهاز التنفيذي بالبلد على انشاء انفاق ومجسرات وجسور واكساء شوارع جديدة للقضاء على الزحامات اليومية الخانقة وتجميل صورة بغداد العمراتية ؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يصوتوا على بناء مولات للتبضع وانشاء مساحات خضراء ترفيهية للعائلة العراقية ؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يشرعوا قوانين تجبر الفلاحين على الزراعة لانتاج الفواكه والخضر وعدم تكليف الحكومة مبالغ طائلة في استيرادها من الخارج ؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يحثوا الحكومة على بناء وحدات سكنية واطئة الكلفة للفقراء من العوائل العراقية ؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يحثوا وزارة التربية على توفير الكتب المنهجية الدراسية وتوزيعها على الطلبة بشكل كامل كي يستقر الطلبة في التدريس ..؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يهتموا بالطفل العراقي ويهيئوا له حاضرا جميلا ويبنوا له مستقبلا اجمل ؟؟؟؟
اما كان الاجدر بالبرلمانيين ان يخففوا من ايفاداتهم خارج العراق ويقللوا من عمليات (( البواسير )) و ((النواسير )) وتجميل ((الاجهزة التناسلية )) لهم ولزوجاتهم ؟؟؟
اما كان الاجدر بهم ان يحثوا البنوك على منح المواطنين قروضا سهلة الحصول دون تعقيدات للاستفادة منها في بناء المنازل واقامة المشاريع وغيرها من القوانين التي تخدم الناس بشكل مباشر وتزيد من رفاهيتهم ونحن شعب نستحق الرفاهية لامتلاكنا النفط اولا ولاننا شعب انهكته الحروب ثانيا ؟؟
. ثم مالذي حصل حينما كانت بارات ومحال الشرب منتشرة في كل محافظات العراق ؟؟؟
هل حدثت انتهاكات من قبل مرتادي تلك البارات والنوادي ؟؟؟
هل قاموا بانقلاب (( زحلاوي )) على الحكومة مثلا ؟؟؟
انا عشت تلك الفترة وهذه ورايت عكس ذلك اذ لم يحصل اي شى ولم تسجل اية خروقات ….ثم مالذي ستجنونه من وراء ذلك ؟؟
هل ستزيدون اعداد المصلين مثلا ؟؟؟
وما الذي سنجنيه لو ازدادت اعداد المصلين ؟؟
انا اقول لكم اذهبوا الى الاسواق واماكن البيع في كل مكان ستجد اغلب البائعين يصلون وعندما تنتهي صلاتهم يبيعونك مالا يعجبك من الخضر والفواكه ويمنحونك ما لايؤكل ويغلقون الاكياس….. ويا ويلك لو رفضت ما ابتاعوك سيسمعونك ما لا تستسيغه الاذن من الالفاظ والعبارات ….!!!
ثم انا اعلم علم اليقين ان 75 % من اعضاء البرلمان يحتسون الخمر … وهؤلاء لا خوف عليهم فان حصصهم من الخمر تاتيهم بالطائرات . وان الذي دفعهم الى التصويت على مثل قانون كهذا هو خوفهم من الاحزاب الدينية المسلحة . فلا نبق اذن نتلاعب ببعض ونلعب على بعض .. دعوا الخلق للخالق . واتركوا كل شئ مفتوحة ابوابه ولا تفرضوا على الناس ما لا يتناسب مع اختياره او حريته …. لان هذا القرار لا يجعل محتسي الخمر يتركون شربه ولا يزيد من عدد المصلين ……. والعبرة اخواني ليس بزيادة عدد المصلين .. بل بزيادة نشر العدل والمساواة وحب الجار ومساعدة المحتاج . ونشر السعادة ما استطعنا بين شعبنا ولكن لا بهذه المشاريع ولا بهذه القرارات فمثل هذه القرارات (( لا تسمن ولا تغني عن جوع )) . وهذا ابو نؤاس يقول قبل اكثر من 1300 عام ::
دع المساجد للعباد تسكنها واجلس على دكة الخمار واسقينا
ما قال ربك ويل للذي شربا بل قال ربك ويل للمصلينا .
او مثلما قال الاعشى في عصر ما قبل الاسلام
في فتية كسيوف الهند قد علموا
ان هالك كل من يحفى وينتعل
نازعتهم قضب الريحان متكئا
وقهوة مزة راووقها خضل
الاعشى هنا يتحدث عن رفاق الشرب وهم اصحاب فلسفة في الحياة بأن الانسان كله فان سواء اكان غنيا ام فقيرا وقد شبه ذلك بقوله (( ان هالك كل من يحفى وينتعل )) اي الغني والفقير .. والقهوة هنا الخمرة ..
يا اخوتي ان كان هنالك من يشرب وان كان هنالك من يصلي هذه ليست مشكلتنا الان ولا تحتاج الى تشريع قوانين تمنع او تؤيد . فهل ان تادية الصلاة مثلا تحتاج الى تشريع قانون من مجلس (( النواب)) ؟؟ همنا اكبر ومشكلاتنا اوسع وامامنا طريق طويل في اعادة اعمار بلادنا واعادة اللحمة الوطنية بين ابناء شعبنا الواحد وتكريس روح الوطنية وزرعها في نفوس الناشئة وتعليمهم حب الوطن …. ولا نحتاج ابدا الى تشريع قوانين لمنع الخمر او ابقائها ….. يبدو ان شاربي الخمر هم مشكلة العراق الكبرى الان بل ربما ان التحقيق في قضية ضياع الموصل وتسليمها الى الدواعش بين ان شاربي الخمر هم من ادخلوا الدواعش الى العراق وتجب محاسبتهم بغلق محال بيع المشروبات والنوادي ؟؟ ربما من يدري ؟؟ لقد اضحيت مهزلة المهازل يا مجلس (( النواب)) العراقي ..