22 ديسمبر، 2024 3:55 م

مجلس القضاء الاعلى فوق كل الشبهات

مجلس القضاء الاعلى فوق كل الشبهات

ربما لأول مرة اكتب عن القضاء العراقي و لم أتردد لوهلة في وضع نقاط الصدق على حروف الواقع بكل تجرد و بلا ضغوطات او توجيه من مؤسسة او شخصية مؤثرة ، لأنني اؤمن ان قدسية المهنة الصحفية و الإعلامية اكبر من ان تلوث بفتات و نفايات او ترخص ببضع كلمات تقال عبر منصات او شاشات برامج تهتز مع كل اهتزاز ديمقراطي او تغيير حكومي ، أسوة بباقي المؤسسات الحكومية و غير الحكومية .
مجلس القضاء الأعلى هو الانفراد و الاستثناء الوحيد الذي بقي ثابتاً صلباً بأساسه السليم و الصحيح عبر أزمنة و عقود خلت ، و لا يزال نظيف السريرة، هو من الشعب و إليه ، لم يخضع لحزب او ميليشيا او حكومة ، هو فوق كل المسميات و العناوين، و صِمَام أمان البلد و الحافظ للدستور و القوانين ، و فوق كل الشبهات و الاتهامات ، محافظاً على استقلاليته و نزاهته و رصانته، لم يلوث او يدعم بمال الأجنبي ، و لم ينجر لأجندات خارجية كان ضحيتها الكثير من دعاة الوطنية ، حينما رسموا للمواطن البسيط واقعاً ( سرمدياً ) مظللاً بشعارات الكذب و التزييف و الافتراء ، ظنوا انها ستعبر على المتلقي بكل سهولة لكنها سرعان ما انكشفت بفضيحة مدوية ، لان شمس الحقيقة لا تحجب بغربال و ان ظلام الوجوه و القلوب لن تنظفها صالونات التجميل الإعلامي مهما علا تزميرها بالدروس الوطنية الزائفة .
منذ سقوط النظام السابق و ليومنا هذا و القضاء العراقي يكافح و يصارع و يواجه في مختلف الصعد و بكل الاتجاهات ، بغية الحفاظ على البلد من الانزلاق نحو هاوية العصابات و القبلية و الهجمات البربرية ، في وقت كانت بعض الاقلام الرخيصة و الالسن غير النظيفة تتنعم باموال الخارج و تفتح الصحف الورقية لتمرير رغبات و سياسات أولياء نعمتهم ، هدفها هدم المجتمع و الاعراف و التقاليد و النيل من المؤسسات الرصينة و النزيهة .
هذه الحقائق التي نعرفها و يعرفها الجميع مهما علت أصوات النشاز و ان مررت هذه الأصوات عبر منصات حكومية بقصد او بدونه و سيبقى مجلس القضاء الاعلى خط احمر ، و فوق كل الاتهامات و الشبهات .
[email protected]