لم تكن الابادة التي ارتكبها نظام الاسد الاجرامي ضد المدنيين العزل من ابناء الشعب السوري في الغوطة الشرقية وتحديدا في مدينة دوما الباسلة ،التي هاجمها النظام قبل يومين باسلحة الدمار الشامل – الغازات السامة –حيث أفادت مصادر طبية وميدانية بارتفاع عدد ضحايا غارات النظام السوري بغاز الكلور على دوما لـ 150 قتيل وإصابة المئات من الأطفال والنساء بالاختناق جراء الهجمات بالغازات السامة.
وكانت قد سبقت دوما بالتعرض لقصف النظام الوحشي بالغازات مدينة شيخون وحلب ومدن اخرى سقط فيها الاف الشهداء من الاطفال والنساء والشباب الابرياء .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 شخصاً لاقوا حتفهم في دوما نتيجة الاختناق الناجم عن دخان من أسلحة تقليدية أسقطتها طائرات النظام. وإن 70 شخصاً عانوا من صعوبات في التنفس.
ومن جهتها، ذكرت الجمعية الطبية السورية الأمريكية، وهي منظمة إغاثة طبية، إن قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وإن هجوماً ثانياً باستخدام الغازات ومنها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاوراً.
وقال باسل ترمانيني، نائب رئيس الجمعية المقيم في الولايات المتحدة، لرويترز، إن عدد قتلى الهجوم الكيماوي بلغ 35 شخصاً. وقال عبر الهاتف ‘نتواصل مع الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية’.
في الوقت نفسه، أشارت تنسيقية مدينة دوما إلى سقوط عشرات القتلى وإصابة أكثر من 1000 بحالات اختناق، بينهم أطفال ونساء، مساء اليوم السبت، نتيجة قصف بالغازات السامة، نفذته قوات النظام على مدينة دوما المحاصرة، في غوطة العاصمة دمشق الشرقية.
وأكد الدفاع المدني في ريف دمشق أن قوات النظام استهدفت مدينة دوما ببرميل متفجر، يحوي غازات سامة، ما أدى إلى إصابة مئات المدنيين بحالات اختناق.
وعلى الفور توالت
توالت ردود الفعل الدولية والعربية والأمريكية التي تدين مجزرة الكيماوي في مدينة دوما والتي راح ضحيتها العشرات إضافة إلى أكثر من ألف مصاب جراء قصف نظام الأسد الأحياء السكنية في المدينة.
ودعت بريطانيا (الأحد) إلى ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في التقارير التي تشير إلى وقوع هجوم كيماوي جديد في مدينة دوما، حيث طالب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان صحفي نظام الأسد وداعميه روسيا وايران إلى ‘وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء’.
وقال إن ‘التقارير التي أظهرت وقوع عدد كبير من الضحايا في الهجوم الكيماوي بمدينة دوما مقلقة وفي حال أثبتت صحتها ستكون دليلاً آخراً على وحشية نظام الأسد وتجاهل داعميه للقوانين الدولية’، حسب وكالة الأنباء الكويتية.
بدوره أدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الهجوم الكيماوي في دوما ووصفه بأنه استخدام لا يمكن تبريره ‘لوسائل إبادة’. وقال البابا في ختام قداس في ساحة القديس بطرس ‘ليس هناك حرب طيبة وحرب سيئة، لا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة’.
وحث ‘الجيش والزعماء السياسيين على اختيار مسار آخر، هو المفاوضات، التي تعتبر الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقود إلى السلام وليس القتل والدمار’، وفق ما نقلت رويترز.
من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس استخدام الكيماوي في دوما بـ ‘البغيض’ وأكد أن الهجوم يستوجب إجراء تحقيق شامل.
وفي أول رد فعل عربي على مجزرة الكيماوي في دوما، ذكرت الخارجية السعودية عبر حسابها في تويتر: ‘نعبر عن قلقنا البالغ وإدانتنا الشديدة؛ للهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما بالغوطة الشرقية في سوريا، وراح ضحيته عشرات المدنيين من النساء والأطفال’.
وأكدت الخارجية السعودية بتصريحها على ‘ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254،’ وشددت الخارجية على ‘أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا’.
وفي وقت سابق حمّلت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام على مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن ‘نظام بشار الأسد وداعميه يجب أن يحاسبوا وأي هجمات أخرى يجب أن تمنع فورا’. وأضافت أن ‘روسيا بدعمها الثابت للنظام تتحمل مسؤولة هذه الهجمات الوحشية’.
وكررت نويرت اتهامات أميركية سابقة إلى موسكو ‘بخرق بالتزاماتها حيال الأمم المتحدة كجهة ضامنة’، وشككت في التزام الكرملين إنهاء الأزمة. وقالت إن ‘حماية روسيا لنظامالأسد وإخفاقها في وقف استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يدعوان إلى التساؤل بشأن التزامها تسوية الأزمة وأولويات منع انتشار الأسلحة’، داعية موسكو إلى المشاركة في الجهود الدولية لمنع وقوع هجمات مماثلة.
وأفاد مراسل أورينت (محمد عبد الرحمن) نقلاً عن مصادر في جيش الإسلام أن مفاوضات نهائية حول دوما تجري مع الروس الآن، عقب المجزرة الكيماوية في المدينة، التي راح ضحيتها العشرات، وأكثر من ألف مصاب. وأضاف المراسل أن وفداً روسياً دخل عبر ممر الوافدين لمدينة دوما لإجراء مفاوضات مع جيش الإسلام.
وارتكب نظام الأسد مجزرة كيماوي في مدينة دوما (السبت) راح ضحيتها بحسب مصادر 42 مدنياً جرى توثيقهم بعد العثور على جثامينهم جراء اختناقهم بغازات سامة نتيجة سقوط براميل على عدة أحياء في المدينة، إضافة إلى 1000 حالة اختناق في حصيلة أولية نشرها تباعاً المكتب الإعلامي للدفاع المدني.
يذكر أن مراسل قناة (العالم) الإيرانية في سوريا (حسين مرتضى) تنبأ قبل ساعات بحدوث ما أسماها ‘مفاجآت’ في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وظهر (مرتضى) في تسجيل مصور وهو يقف على مشارف مدينة دوما مبدياً سعادته لرؤية الصواريخ والقذائف التي كانت تتساقط خلفه على الأحياء السكنية في المدينة التي تحوي أكثر من 100 ألف مدني.
وقال ‘الاقتحام الكبير لم يبدأ بعد، والقصة أكبر من الدخول البري، وما سيشاهدونه لم يتوقعوه أبدا’ وأضاف ‘هناك شيء سيرونه أول مرة’، في إشارة مباشرة إلى أن النظاميحضر شيئا كبيرا لأهالي دوما الذين توعدهم (مرتضى) في التسجيل ذاته بأنهم لن يجدوا باصات تنقلهم إلى الشمال السوري، بحسب تعبيره.
كما كشف مقطع فيديو قيام عناصر مدفعية النظام باستهداف مدينة دوما بعشرات القذائف، حيث ردد أحد عناصر النظام عبارة ‘الله يحرقك يا دوما’، بينما ردّد الضابط المشرف على إطلاق القذائف ‘رح تندمي يا دوما’.
وقال مراسل أورينت في المدينة محمد عبدالرحمن ايضا ، إن أعداد الضحايا قابلة للارتفاع وأن هناك عددا من المدنيين لم تتمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.
ونشرت تنسيقية مدينة دوما مقطع فيديو يظهر عشرات القتلى الذين قضوا نتيجة قصف ميليشيا النظام لمنازل المدنيين بالغازات السامة.
وتبين الصور ظهور حالات تسمم على الأطفال والنساء الذين فارقوا الحياة نتيجة استنشاق الغازات السامة في ظل عجز فرق الدفاع المدني عن تقديم أي نوع من المساعدة نتيجة القصف المستمر وتدمير أغلب النقاط الطبية في المدينة المحاصرة منذ سنوات.
وفي ذات السياق نددت زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي بالمجزرة الجريمة التي وصفت بانها ابادة جماعية ضد الشعب السوري وكتبت في تغريدة على موقع ‘تويتر’، اليوم الأحد بشأن القصف الكيمياوي الإجرامي على دوما:
القصف الكيمياوي الإجرامي على دوما وقتل الأطفال والنساء دون رحمة يجرحان ضمير الإنسانية المعاصرة. أعزّي الشعب السوري من صميم القلب وأحيّي صموده التاريخي.
على المجتمع الدولي أن يضع حدا لجرائم الأسد وخامنئي ضد الشعب السوري.
يجب وقف حمّام الدم في دوما. النظام الحاكم في إيران هو المسبّب الرئيسي للمجازر في سوريا. على المجتمع الدولي أن يتخذ اجراءا حازما لوقف هذه الجريمة الحربية. التقاعس أمر مخجل ويفتح الطريق لاستمرار هذه الجرائم.
يجب وقف حمّام الدم في #دوما. النظام الحاكم في #إيران هو المسبّب الرئيسي للمجازر في #سوريا. على المجتمع الدولي أن يتخذ اجراء حازما لوقف هذه الجريمة الحربية.التقاعس أمر مخجل ويفتح الطريق لاستمرار هذه الجرائم.
وكما حمل الائتلاف الوطني السوري روسيا مسؤولية المجزرة دانت الولايات المتحدة بشدة المجزرة معتبرة ان روسيا تتحمل مسؤولية بسبب ‘دعمها الثابت’ للنظام السوري.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن عشرات الأشخاص بينهم أطفال أصيبوا السبت بحالات اختناق إثر قصف جوي شنته قوات النظام السوري على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وتحدثت ‘الخوذ البيضاء’، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، عن قصف جوي بـ’غازات سامة’. ونفت دمشق ذلك.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت ان ‘نظام بشار الاسد وداعميه يجب ان يحاسبوا واي هجمات اخرى يجب ان تمنع فورا’. واضافت ان ‘روسيا بدعمها الثابت لسوريا تتحمل مسؤولة في هذه الهجمات الوحشية’.
وكررت نويرت اتهامات اميركية سابقة الى موسكو ‘بخرق التزاماتها حيال الامم المتحدة كجهة ضامنة’، وشككت في التزام الكرملين انهاء الازمة.
وقالت ان ‘حماية روسيا لنظام الاسد واخفاقها في وقف استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا يدعوان الى التساؤل بشأن التزامها تسوية الازمة واولويات منع انتشار الاسلحة’، داعية موسكو الى المشاركة في الجهود الدولية لمنع وقوع هجمات مماثلة.
بينما اعتبر المرشح الرئاسي الأمريكي الأسبق، السيناتور الجمهوري جون ماكين، الأحد، إن ‘التقاعس الأمريكي جرَّأ نظام بشار الأسد على شن هجوم كيميائي على الشعب السوري (في بلدة دوما بالغوطة الشرقية)’، مطالبا الرئيس بـ’رد حاسم’ على هذا الهجوم.
وأضاف، في بيان نشره عبر حسابه على ‘تويتر’، أنّ بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين ‘سمعوا ترامب عندما أشار الأسبوع الماضي إلى خطة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ومن ثم تجرأوا لارتكاب هجوم كيميائي’.
وفي بيانه، أيضا، اعتبر ماكين أنّ ‘الجرائم ضد الإنسانية أصبحت علامة لنظام الأسد’.
وطلب السيناتور الأمريكي من ترامب ‘ردا حاسما’ على الهجوم الكيميائي الذي شنته قوات الأسد على بلدة دوما، مساء السبت، إسوة برده على الهجوم الكيميائي الذي شنه النظامالسوري على بلدة خان شيخون السورية في محافظة إدلب (شمال) العام الماضي.
وتابع: ‘يتعين عليه (على ترامب) أن يفعلها ثانية، ويثبت أن الأسد سيدفع ثمنا باهظا على جرائمه’.
والأحد، توعد ترامب المسؤولين عن الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية بدفع ‘ثمن باهظ’.
وحمل في تغريدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا وإيران مسؤولية ‘الفظاعة’ في دوما لدعمهم الأسد، مؤكدا أن ‘حماية المدنيين لابد أن تظل أولوية مطلقة’.