23 ديسمبر، 2024 4:00 م

مجزرة ألتون كوبري قضية رأي عام…!

مجزرة ألتون كوبري قضية رأي عام…!

هناك شيء أسمه ( صناعة الحدث ) وهذه  تختص بأفتعال  ألأزمات  وتضخيمها (سياسية كانت أو أقتصادية أو أجتماعية أو ما الى ذلك من سبيل) حقيقية أم وهمية تروم الى تحقيق أهداف أستراتيجية في أحقاق حق أو أحقاق باطل أو أبطال حق ، ونحن هنا في غنى عن فتح أبواب جهنم علينا من  سرد  قضايا باطلة  أرتقت  الى المحافل الدولية وأخذت مكانتها من الرأي العام العالمي ، لكني سأتناول مثالا تافها ، فمقتل فنانة في مخدع عشيق أومعجب  تهوّل  وتثار  حولها  ألف  علامة  أستفهام لتتناولها الصحف والمجلات والفضائيات بالصوت  والصورة  ومن  كافة  الزوايا وتنشر صورا من الأرشيف وتثار مسائل عالقة لسنوات مضت  من  حياة  المجني عليها حتى تخرج  القضية  من مسارها  الحقيقي  لتصبح  قضية  أقتصادية  تضر بمصلحة البلد وراءها رجال أعمال كبارتدعمهم أجندات خارجية فأذا بنا أمام قضية سياسية كبرى ، نعم هكذا تصبح قضية  القتل  هذه  أهتمام  وحديث  الشارع  ربما لسنوات وتثار بين الحين والآخر فتقوم الدنيا لأجلها ولا تقعد ..!  أما نحن أصحاب القضايا الحقيقية والمجازر التي أرتكبت بحق شعبنا عبر التاريخ ومازالت ليس لنا منها الا أن نتذكّرها ساعات قلائل في حشود صغيرة  تبدأ  بقراءة  سورة  الفاتحة والترحم على أرواح الشهداء وتنتهي بكلمة في المناسبة ..!
لاياسادة ما هكذا تمر الذكريات الأليمة ..ذكريات القتل  العام  البشعة  وأقربها  الى أنفسنا تأريخيا ذكرى شهداء مجزرة ألتون كوبري والتي راح ضحيتها أكثر من مائة من خيرة رجالنا وشبابنا في الثامن  والعشرين من  آذار سنة  ( 1991)  وعلى  يد جلاّدي النظام السابق وبعشرات القصص الوحشية وبدون أية تهمة ،  بل  وان  فيهم من أنتزعوا عنوة من أحضان أمهاتهم ولميتجاوزوا العقد الاول من أعمارهم .. قتلوا رميا بالرصاص ودفنوا في مقابر جماعية تاركين وراءهم مآسي بأضعاف  أعدادهم ،قتلوا بوحشية وهمجية  جون  وجه  حق  ولو  كانوا  اليوم  على  قيد  الحياة  لكان  منهم ومن نسلهم شبابا رجالا تعتد بهم الأمة لما تمر بها  اليوم  من  ويلات ، أليست هذه جريمة نكراء بحق الشعب التركماني وبحق هذه المدينة التي كانت صغيرة  في مساحتها كبيرة في معانيها وموقعها من قلوب التركمان حيث كانت ومازالت  معقلا من معاقل التركمان  ففيها  جسرين  أثريين  منها  أخذت  المدينة   أسمها  وتزينت برسمهما ، فهل نكتفي بساعات قلائل لذكراهم ؟ ما هذه السذاجة..!  وما  هذا  الوفاء للشهداء؟ أين نحن من تسويق قضيتنا ؟ هل أتشحت شوارعنا  في  كركوك  بلافتات سوداء وكذا في مناطق توركمن أيلي تذكّرنا وتذكر من بهم صمم وتذكر العالم أجمع عبر وسائل الاعلام التي ستشد أنتباهها أذا كانت مخطوطاتها  معبرة  عن  هولها  ؟ ناهيك عن المطالبة بحقوقهم وحقوق أسرهم المادية والمعنوية وما لحقهم من أضرار ،هل طرقنا أبواب المنظمات الدولية لحقوق الأنسان؟ هل أقمنا دعاوى على الجناة ؟ هل أوصلناها الى المحافل الدولية؟ كم من معارض للصور في بلدان العالم عن هذه المجزرة أقمنا؟ هل بكيناهم في ميادين الحرية في العالم كما  يفعل  الآخرون  ؟  هل أسمعنا أصواتنا للقاصي والداني مثل الباقين ؟ هل  تمكنا  من  أن  نفهم  العالم  بأننا أصحاب حق وأرض وقضية؟  هل..وهل..وهل… ؟  فمتى  أذن  ياساسة  التركمان وعامتهم تجد قضايانا مكانا لها في  الرأي  العام  العالمي  ؟  نحن لا نريد  أن  تمر الذكرى بزيارة المقابر والوقوف على الاطلال لتطييب خاطر  الشهداء  فهذه  عادة موروثة لمن قضى نحبه بين أهله ، لا لنت أستشهدوا وقتلوا  ظلما..لا  لمن  أريقت دماؤهم وأزهقت أرواحهم غدرا في مجازر يندى لها جبين البشرية جمعاء، لا  لمن دفنوا جميعا في حفرة وأن التأريخ سوف يذكر ،  وأرواح الشهداء  سوف  تقاضينا جميعا وتسأل ماذن فعلتم لأهلتا وماذا عن أمهاتنا الثكالى  وأراملنا وأطفالنا اليتامى ، فبماذا نجيب ؟
عاشت  أمتنا  حرة  كريمة  والمجد  والخلود  لشهدائنا  الأبرار  في  عليين  .