19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

مجرد لهاث خلف الوهم

مجرد لهاث خلف الوهم

لم ينجم الانتظار الطويل والمر لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للمساعي الاوربية الخاصة بتدارك أوضاعه والحد من التأثيرات السلبية للعقوبات الامريکية وإنقاذ الاتفاق النووي، هذا الانتظار لم يحقق أية نتيجة تذکر بل وإنها قد سجلت أکبر إنتکاسة نوعية لها من خلال فشل مبادرة الرئيس الفرنسي وهو ماجسد حدة الازمة القاتلة التي تعاني منها طهران ولاسيما بعد أن أدرکت بأن کل الطرق تقود في النهاية الى کبح جماحها وإنهاء طموحاتها للحصول على القنبلة الذرية.
محاولات النظام الايراني من أجل فتح ثغرة في جدار الرفض الدولي بوجه برنامجه النووي، لم تعد تجدي نفعا کما کان الامر قبل وعشية المفاوضات التي جرت لإبرام الاتفاق النووي عام 2015، إذ يبدو واضحا بأن البلدان الغربية صارت ليس تنتبه فقط لتحذيرات وتأکيدات السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وإنما باتت تأخذ بها وتتصرف على أساسه، وهو مايتجسد في رفض المحاولات والمساعي المشبوهة التي يبذلها النظام من أجل إفشال الضغوط الامريکية والتي کان آخرها رفض العرض الاخير الذي حمله معه الى نيويورك والذي لم يکتف الاوربيون برفضه وإنما إنتقده أيضا بشدة کما تجسد ذلك في تصريحات المستشارة الالمانية أنجيلا ميرکل.
تزايد الانتقادات الملفتة للنظر من جانب قادة وأوساط النظام الايراني السياسية والاعلامية للمساعي الاوربية والتحامل عليها بصورة غير مسبوقة، يأتي بسبب قناعتهم بأن الاوبيون لم يعد يرضون بأن يکونوا”حصان طروادة” أو کطابور خامس للنظام الايراني فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووي، خصوصا بعد أن توضح لهم بأن هذا النظام يسعى وبصورة واضحة من أجل مواصلة مساعيه السرية للحصول على القنبلة الذرية وإنه يقول شيئا ويفعل شيئا آخرا، ولذلك فإن الدول الاوربية التي أصدرت عشية تواجد روحاني في نيويورك البيان الالماني ـ الفرنسي ـ البريطاني الخاص بإتهام النظام الايراني بشن هجمات أرامکو، فإنها قد وجهت من خلال ذلك رسالة واضحة المعالم لطهران الى جانب ماقد قيل إنهم”أي الاوربيين”، قد وجهوا إنذارا سريا للنظام الايراني بشأن إحتمال إنسحابهم من الاتفاق النووي في حال إستمرار الاخير بخروقاته.
يبدو إن طهران بدأت تصحى من غفوتها بالتعويل على المساعي الاوربية بعد أن علمت بأن الاوربيين لم يعد بإمکانهم أن يقدموا شيئا من دون مقابل، وإنهم لايساعدون طهران لکي تتجاوز محنتها وتعود مجددا لتعاود نشاطاتها، ومن هنا فقد أدرکت طهران أخيرا بأنها تجري خلف وهم وإنها لن تتمکن أبدا أن تخدع الاوربيين مرة أخرى!