23 نوفمبر، 2024 2:54 ص
Search
Close this search box.

مجرد كلام اختبار لـ (الوطنية)… 

مجرد كلام اختبار لـ (الوطنية)… 

تتواصل عمليات تحرير الموصل التي توقع بعض المحللين انها ستحسم خلال فترة قصيرة ، لكنها – وكما يبدو من تداعيات الأحداث- ستستمر شهوراً اخرى ..فالموصل مدينة كبيرة وقد استغلت داعش وجودها فيها لسنوات لتغيير الكثير من معالمها وتفاصيل الحياة فيها ووصمتها بطابعها المتطرف فضلا عن تأمين وجودها فيها بحفر انفاق وممرت سرية ..والموصل ايضا مدينة ملونة الأطياف وتكثر المطامع حولها وترافق تحريرها هواجس وتكهنات عديدة حول ما سيكون عليه وجه المدينة وخارطتها بعده ومن سيكون له الفضل في تحريرها ومن ستكون له الحظوة في تحصيل مكاسب اكثر من وراء ذلك … قبل ايام اثار فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي حول قتل الجيش العراقي لطفل من اطفال الموصل ثم سحقه بدبابة ردود فعل شديدة ومتباينة ، فهناك من اعتبر قتل الطفل بهذه الطريقة البشعة جريمة بحق الجيش العراقي خاصة وان الفيديو ينقل صورة مسلحين يرتدون الملابس العسكرية ، وهناك من دافع بقوة عن الجيش واعتبر الفيديو وسيلة داعشية جديدة استخدمتها داعش ببراعة لتشويه صورته نظرا لما عرف عن داعش من استخدامها الإعلام لتسويق افكارها ورؤاها خلال فترة وجودها في العراق وسوريا … وبغض النظر عما اذا كان الفيديو صادقاً او مفتعلاً ومدبراً من جهة تسعى الى خلط الأوراق والتشكيك في نوايا الجيش العراقي الذي يضحي بدماء ابنائه من اجل تحرير الموصل من شراذم داعش ، فماحصل يصور ببساطة ماستكون عليه المرحلة المقبلة التي ستحفل بالكثير من التداعيات والمؤامرات والملابسات والمفاجآت ذلك لأن مدينة الموصل ليست كغيرها من المدن التي وقعت تحت سيطرة داعش وماسيعقب تحريرها لن يكون واضح المعالم بوجود كل تلك القوى التي تتقاسم القتال فيها وستحاول ان تتقاسمها هي ايضا اضافة الى الأيدي الممتدة اليها من الخارج لاقتطاف ثمرة تخليصها من داعش .. يمكن ان نشبه مدينة الموصل حاليا بامرأة جرى اغتصابها بوحشية وامضت سنوات تحت رحمة مغتصبها لدرجة انها حملت بعضا من ملامحه ، لكنها وفي اعماقها ظلت تهفو الى حلول يوم الخلاص من سلطته لتنتقم لشرفها المهدور وتستعيد حياتها …وتعيش الموصل اليوم فرحة اقتراب اليوم الموعود ، لكنها وحين ستشهد اندحار مغتصبها ومصرعه ، لن تستعيد توازنها وستظل منكسرة ومشوشة لأنها ستحتاج الى فترة تأهيل تزيل عنها كل ماعلق بها من ادران داعش وافكارها وترد اليها احساسها بكرامتها وطهارتها ..ستحتاج الموصل في الفترة المقبلة الى تعاون اهلها وتآلفهم وتكاتفهم فلن ينقذها الا اتفاقهم على ادارة مدينتهم بما يحقق لها التوازن ويمدها بالقوة لمواجهة الأطماع الخارجية ..وتحتاج مدينة الموصل قبل ذلك الى اتفاق القوى الحاكمة في البلد على اعادة هوية المدينة اليها من خلال الاهتمام بمشاكلها الجديدة ..إعمارها ، إعادة اهلها النازحين اليها ، التعامل بذكاء مع بقايا الأفكار الداعشية التي داعبت رؤوس البعض وتاثروا بها لطول فترة تواجد داعش في المدينة ..وسيكون على السياسيين العراقيين ان يوحدوا انتماءاتهم وتوجهاتهم.

تحت خيمة واحدة مع اقتراب الانتخابات لعبور الطائفية والمحاصصة وان تكون البداية مع الموصل لأن الفشل فيها يعني فشل ملامح الدولة مستقبلا.. علينا اذن ألا نصدق كل ماتسوقه وسائل الاعلام في مايخص معركة (تحرير الموصل) فكل ماسنراه او نسمعه من مفاجآت سيهدف الى زعزعة ثقتنا ببعضنا ونحن نخوض اصعب اختبار لوطنيتنا فيها

أحدث المقالات

أحدث المقالات