23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

مجتمع العدل والأستقرار

مجتمع العدل والأستقرار

تعيش المجتمعات في اوطان لم تختارها بل وجدت نفسها فيه بالتولد والأنتماء فالوطن ليس اختيار بل قدر ولذلك في الأزمات وحينما يتعرض المجتمع للمخاطر يغير وطنه بل ان اساس المجتمعات البدوية هو اللاوطن
اجريت استبياناً بسيطاً على موقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان هل بمقدور الشعب العراقي انتاج حكومة وطنية تعمل على خدمته وصيانة ارضه وثرواته وكانت نتيجة الأستفتاء كلا فلايزال العراق تحت تأثير ارتدادات التغيير والسلطة التي نتجت عنه بما حملته من عقد واختلالات وبما صممته من قوانين وديمقراطية تخدم بقاؤها بالسلطة خدمة لعرابيها .
ماهو الحل اذن ؟ هل سنبقى نأن لعقود وقرون نعيد تدوير حكامنا وأزماتنا وخلافاتنا ونتقهقر بارتداد مرعب نحو الوراء محطمين الارقام القياسية بالبؤس والفقر وغياب الحقوق والتخلف والبلاد الأسوء للعيش والأكثر فساداً ؟ الجواب بكل تأكيد كلا ! فالمجتمع المريض قد يتعافى بسرعة وقد يثور بلحظة ويكفر بكل القوانين ويحطم كل القيود .
السؤال الأهم هو متى ؟ وكيف يتعافى المجتمع ؟ ماهي الخطوات ؟
بعد مرور اربعة عشر عاماً على الأحتلال اجرى العراق ثلاث دورات انتخابية تمثل عمق تاريخ الديمقراطية فيه وكانت مخرجات الدورات الثلاث هي نفسها فالناتج كان برلمان فاسد يشكل غطاء شرعياً لحكومة افسد ونحن على ابواب الدورة الأنتخابية الرابعة التي لن تكون مخرجاتها على نحو افضل من سابقاتها فنفس الاحزاب ونفس التحالفات بنفس اليافطات الطائفية ستعود لتعتلي منصة الحكم ويستمر مسلسل الفساد والنهب وبنحو متصاعد ويستمر انحدار الشعب نحو البؤس والانتهاكات على نحو متصاعد ايضاً .
المجتمع الذي يتمكن من التغيير بعيد كل البعد عن المجتمع العراقي الذي نشهده اليوم ولا أود ان اذكر حجم الأعتلال في جسد المجتمع الحالي ومدى التردي الذي وصل له لكني ساذكر البعض من ركائز المجتمع الذي يمتلك زمام المبادرة في التغيير واختيار البرلمان الحقيقي الذي يوفر له عيش كريم في وطن العدل والمساواة
المجتمع المنتج لبرلمان متعافي يجب اولاً ان ينعم بالأمن والهوية الموحده التي تتخذ من خيمة الوطن عنوانها الواحد ولأجل ذلك ينبغي ان تبنى ركائز التغيير التي اوجزها بما يلي :
1. زيادة الوعي الجمعي
2. مواجهة ونبذ السلوكيات الفاسدة بكل جوانبها ( اخلاقية ،طائفية ، عنصرية ،اتكالية ، ادارية )
3. تطوير الأمن المجتمعي وتفعيل سلطة القانون .
4. تغيير المفاهيم نحو العمل وتحويل المجتمع الى مجتمع غير ربحي يرى ان العمل هو خدمة وواجب والأستنارة بالتجارب المجتمعية التي حولت وانتشلت دولاً كاليابان والمانيا .
5. الأيمان والثقة بالقدرة على التغيير .
من خلال التفكير بالعوامل آنفة الذكر أرى بإن مجتمعنا لايزال بعيداً جداً عن امكانية التغيير وحينما ننظر الى الشباب العراقي وهو الجيل القادم نصاب بإحباط أكثر من خلال حجم الأختلال في السلوك والتفكير والنظرة المستقبلية خصوصاً ان التعليم والمدرسة هما اساس التغيير والتربية الصحيحة وهذا ما افرزته التجربة اليابانية التي حولت مجتمعاً مهزوماً الى مجتمعاً يقتدى بإنجازاته خلال اقل من نصف قرن وكان خط الشروع في ذلك هو التعليم الممنهج .
ختاماً ان الديمقراطية في بلدنا زائفة وصورية منحت حصانة بتقنين المفوضية والأنتخابات والأحزاب لتؤدي الى سيطرة نفس الأحزاب على السلطة والثروة اما الحديث عن التغيير فهو امل بعيد فالتغيير يبدأ بالمجتمع والمجتمع لن يتغير لوحده بل يجب ان يقاد الى التغيير ولهذا حينما اراد الله وهو القادر المقتدر ان يغير مجتمعات اوغلت بالفساد والتردى ارسل لها الرسل مسندين بالوحي والكتب كي يقودوهم للتصحيح والتغيير وهكذا ليبين لنا ان المجتمعات تتغير بأجراءات وسلوكيات وقدوات وبرامج وليس بالتمني والدعاء .