23 ديسمبر، 2024 1:17 م

مجتمع الخرزة…هل العراق بلد مسحور؟

مجتمع الخرزة…هل العراق بلد مسحور؟

(‬ الشيطان قوي في المجتمعات الضعيفة فقط)
‫……………………………………………..‬
تحول المعلق  الرياضي للفضائية العراقية الرسمية الى مدفع رشاش للكلام السلبي والتحريض اثناء المسابقة بين العراق والامارات ودعى بالشر على الحكم واهله ولم يستثن حتى عشيرته ثم عاد ليعتذر باريحية وقد سمعت الاساءة كما الاعتذار وكأن المرء امام شخصيتين مختلفتين تماما.
ينسب الى عراقي يهودي اسمه ابراهيم عوديا هاجر الى اسرائيل وظل يحن الى بلده كلمات في الشعر الشعبي تقول
اراعي المارعى ودي وداري
وانا واعي اش راح يجرالي وداري
ماادري شلون عفت اهلي وداري
وجيت امشي ورا اللي خان بية

نلاحظ ان هذا الانسان يعي في ( الشطر الثاني) الحوادث التي ستجري عليه لكنه يعجز في( الشطر الثالث) عن اكتشاف كنه القوة التي تتحكم بقراراته واللاادرية كثيرا ماتتكرر في كلام العراقي بكلمة ( مدري) او (ماادري) فقد تلتقي بقاتل معذب الروح يقول لك والله انا للان لاادري لماذا قتلت فلانا واخر يقول لك والله انا ماادري شنو جابني على هاي المصيبة وثالث يقول بصياغة قريبة هسه انا ياهو مالتي وتورطت ومثل هؤلاء من يشارك في انقلاب عسكري او حرب اهلية او نزاع قبلي او بيتي او سرقة او قطيعة رحم او هجر صديق او ذلك الذي يؤسس بنيانا شريرا وسط المجتمع، وتشيع في اوساط العراقيين جمل من قبيل ماادري شنو ردت اسوي او ماادري شنو بية اليوم كما اننا نسمع عبارات غامضة من قبيل وزني الشيطان او ساعة شيطانية او وازاني ابليس ولايغيب عن الغناء العراقي رصد اللاادرية حيث تقول اغنية مشهورة
اش جابني
اش وصلني يمك
وفي احيان يقع الانسان تحت تاثير قوة تتحكم بكامل كيانه وتسيره كما لو انه الة اذ تقول اغنية اخرى
غصبا عليه الروح جابتني اشوفك
ولانه يلقى الهوان والذل يطلب العقوبة لهذه الروح.
زيد لها بالاهات بلكت تعوفك
ومن الشائع استخدام عبارة ( شجاك) و ( شنو صارلك) و ( شحزمك) و ( شمالك) وكلها تستخدم للسؤال عن امر غامض كان محركا للسلوك.
من المشخص جدا انفصال افعال العراقي عن ارادته وهو في حالات غير قليلة يرد ذلك الى وقوعه ضحية لمن ورطوه والمشخص ايضا ان العراقي يفعل اولا
ثم يفكر بما فعله لاحقا وقاعدته ( سوي والله كريم) فيما نجد ان القاعدة عند الشعب الالماني ( دنكن اوند شافن) اي فكر ثم افعل.
 عندما تفكر باسباب اراقة الدماء وازهاق الارواح في العراق ليس اليوم بل منذ قرون يخامرك شك بان هناك روح شريرة تسحر الناس وتجعلهم يتصرفون
بدون وعي مسبق بتصرفاتهم اننا امام مايشبه اناس تحت التنويم المغناطيسي.
ان فرضية العقل الجمعي في تفسير زيادة معدل الشرور بالمجتمع لاتستوعب الحال لكثرة الشرور الفردية.
اننا لانتحدث هنا عن الجريمة فهي لصيقة بالتاريخ الانساني والانسان كائن مجرم بالطبع ومسالم بالتطبع ولولا القوى الرادعة لاصبحت هناك دكاكين يباع فيها اللحم البشري وماقتل من البشر بايدي البشر يفوق بما لايقاس مقتل البشر بالحوادث الطبيعية انما مقصدنا السؤال عن الانفصال بين ارادة المرء وسلوكه فالانسان العراقي يعتقد بنفسه الخير وهو بالفعل اميل للطيبة ويحرص على سمعته كانسان مسالم ومحترم محبا للاخرين فيما نرى في سلوكه الكثير من الاضطراب وقد اتهمت هذه الشخصية ظلما بالازدواجية والحال انها واقعة تحت تاثر قوى السحر الاسود اذ من المرجح ان تكون الحضارات القديمة التي تاسست على الارض العراقية قد عرفت فنونا من السحر واستدعت الكثير منه ونتيجة تعرضنا لتلك الحضارات دون فهم كيفية التعامل معها قد جعلنا تحت تاثيرات خارجة عن ارادتنا تملي علينا الخمول والتخلف والسلوك العدواني والميل الى السلبية.
ان كون الشخصية العراقية غير منطقية ولايمكن معرفة مالذي تريده من الحياة وصعوبة التعامل معها ورفضها لكل شئ ثم قبولها باي شي يحتاج الى كثير تامل.
لسنا في معرض الادانة او اصدار الاحكام انما اصبحت الشرور صورة نمطية لتاريخنا وفاق عدد ضحايا بعضنا البعض امثالها في اي تجمع بشري اخر والامر غير متوقف ابدا على الضحايا القادمين من زقاق السياسة او الحروب انما مجتمعنا يمكن وصفه بانه معملا لانتاج الجثث اذا غضضنا البصر عن العنف ضد الاطفال والنساء والحيوانات والعلل الاخلاقية الاخرى كسرقة المال العام.
مصطلح (سحر الشرق) مطروق في الكتابات الغربية وعمل الادب على حرف مدلوله الاصطلاحي فقربه الى الجمال بينما اعتقد انه صاعد من قعر العوالم الغامضة اذ كانت الحياة في الشرق مركزها الروح والسحر وفي بلادنا نزل السحر على الملكين ببابل هاروت وماروت ونحن الى الان لانريد الاقتراب من دراسة تلك الحادثة وفهم ابعادها وما اذا كانت تؤثر بحياتنا.
الاحجار السحرية واقع تقره حياتنا اليومية فنحن بحق مجتمع ( الخرزة) انما لايوجد متبرع ينزل هذا الواقع الى مستوى البحث الاكاديمي والجدل العلمي ، مجتمع التميمة والحرز والعمل
والمطوعة والعرافة والدروشة والحجاب والسحر بكل مسمياته.
لاننسى اننا عادينا الامم الاكثر تقدما في مجال السحر ومن غير المستبعد ان امة ما سلطت علينا الارواح الشريرة عن طريق السحر.
الاحجار السحرية في المانيا او اديال شتاين وهي تسمية عامة للاحجار الكريمة  لها عالمها الخاص وحدث ان دخلت متجرا متخصصا بها فقلت للبائع بلغة فيها الكثير من المرارة
هل يوجد لديكم حجر للحظ
فان حظي كما لو انه ينام في فندق خمس نجوم.
البلدان مثل الاشخاص تماما انها حظوظ والعراق ارض غير محظوظة بسكانها رغم غناها او ان سكانها يؤثر عليهم طالع الارض.