24 مايو، 2024 12:06 ص
Search
Close this search box.

مجتمع الجامعات.. إلى أين.. ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقول الشاعر:

قم للمعلم و أكفه التبجيلا       كاد المعلم أن يكون رسولا

و المعلم كمفردة.. إختصت بكل شخص يندرج تحت سلك التعليم و يمارس هذه المهنة و لا تقتصر حيث نفهم الأشخاص الموقرين الذين يقومون بتعليم المرحلة الإبتدائية، حيث هو المعلم في الإبتدائية و المدرس في الثانوية و الأُستاذ في الجامعة.و يخوض الطالب مراحل رسالته الدراسية في الحياة برفقة هؤلاء الثلاثة الأفاضل حيث أجواء الدراسة و العلم من جانب و ضروفه المحيطة من جانب آخر. و هكذا حتى ينهي مسيرته التعليمية و بحسب تأثير ظروفه المحيطة على إصراره و عزيمته. و يضرب لنا التأريخ أمثلة كثيرة على أشخاص صارعوا ضروفهم المحيطة و تغلبوا عليها و أصبحوا أسماءاً لامعة بريقها كألنجوم في المساء. و تستمر مسيرة المعلم جيلاً بعد جيل و مرحلة تلو الأخرى حتى يرى تلميذ الأمس قد أصبح زميله اليوم في نفس المهنة السامية، ليكمل مسيرته التعليمية و يُنشئ جيلاً جديداً.

هكذا يبقى المعلم كما عهدناه الشمعة التي تحترق لتنير درب الأجيال.. و لكن أي أجيال؟؟ أهي أجيال الفيس بوك؟ أم أجيال الآي فون؟ أم أجيال الستلايت؟ عندما كنت طالباً في المرحلة الجامعية الأخيرة ظهر لأول مرة في بغداد الهاتف النقال ((الموبايل)) و لم نكن نكترث له بقدر الأكتراث لفوائده، و مدى ما يساهم به من التواصل مع الأهل و الأصدقاء ضمن ظروف قاسية أحاطت ببلدنا العزيز. و لم نكترث لألوانه الزاهية و لا لشاشتة التي تعمل باللمس، و لم نسمع بالفيس بوك بعد و لم نكن نشاهد في قنوات الستلايت غير الأخبار و المسلسل العربي كما هو الحال اليوم، فالمسلسل إذا فُوتت مشاهدته في الليل يُشاهد صباحا في قاعة الكلية و إذا أردنا التواصل مع أحدهم, فأثناء المحاضرة الموقرة و خلال شرح الدكتور نقوم بلمس شاشة الهاتف المحمول عدة مرات لسخرية ما على الواتس آب، و إذا أردنا ((التفياك)) بين قائمة المعارف و الأصدقاء نسجل دخولنا بعنوان المحاضرة و إسم الكلية و موقعها على الخارطة. و كل هذا يحصل و ((المربي الفاضل)) يمارس مهنته التعليمية الموقرة، فأي مجتمع هذا الذي يبتعد عن العِلم ليضحك على تفاهات؟ و أي مجتمع جامعي هذا الذي ينشغل عن التعَلم بالثرثرة؟ ألا يكون هذا إستخفافاً بالعلم؟ و نكراناً للجميل؟ و أي جميل؟ جميلٌ صادر من شخص كاد أن يكون رسولا. و ياليت مجتمعاتنا اليوم في الجامعات تقتصر على هكذا إنشغال، فالمودة و الشعر المستعار ((الباروكة)) و ألوان هذا الموسم و الموسم القادم هي شغلنا الشاغل حيث إننا إبتعدنا كل البعد عن مواد هذا الفصل الدراسي و مواد الفصل القادم و معدلات السعي السنوي. و عندما يوشك عامنا الدراسي على الإنتهاء نذهب متذللين للأساتذتنا ((و لا جني جنت أصنف ع الدكتور بالفايبر من جان يشرح لي)) و ندعو له بالموفقية و سلامة عائلة الكريمة، و ندخل موضوع المروءة و النخوة و قد نضطر لأرسال الوساطات أملاً بعلامات نحن نعتقد أنها مفتاح النجاح في الإختبار النهائي.

لماذا لا نختصر الطريق.. و نعطِ الرسول حقه منذ البداية في إحترام قدسية عِلمه.. حفظً لكرامتنا و ماء وجهنا..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب