22 ديسمبر، 2024 11:24 م

فرضت على نفسي مراراً الا أكتبُ في السياسة، ولا حتى أتكلم بها خوفا على صحتي النفسية والجسدية، ولله الحمد قد نجحتُ في ذلك لمدةلا بأس بها، الا ان العيش بمجتمع مثل المجتمع العراقي الذي أصبح فيه حتى الطفل يتكلم سياسة، صعب جداً ان تكون بمعزل عن هذاالموضوع، فقد تشبعت عقولنا سياسة من فرط الازمات والمشاكل التي سببتها الطبقة السياسية التي جاءت بها أمريكا من حاويات المدنوولتها على العراق والنتيجة هذه، لا أحد يستطيع ان يحصي هذه المشاكل ولا الازمات، فهي تزيد يوما بعد اخر وتدفع العراق الى الخلف،ومعاها تسحب خيرة من ابناءه الابطال الى اللحود، فقط لانهم يحبون العراق ويقولون لا لكل دخيل من السراق وصولاً الى القتلة والمجرمينوالفاسدين.

وصلنا اليوم الى مرحلة مجانية الموت، بحيث ان اي انسان بأمكانه الموت بطريقة يريدها وهنا استعرض طريقتين شهيرتين للموت، وهنا نعملوفق قانون الاضداد، اي لكي تعيش لا بد ان تموت والعكس صحيح، فاليوم هناك اجراءات حظر تجول وقائي كبيرة، اضافة الى فرضغرامات على المواطنين، للحد من انتشار فيروس كورونا الذي يفتك بالناس يومياً، الا انه يلاحظ توجيه واشغال الرأي العام بعيداً عن الموضوعالرئيسي الا وهو اللقاح، فبدلا من توفير اللقاح الذي كثرت انواعه ومناشئه، وحصل عليه ملايين الناس حول العالم، نحن لا نزال في طورالحظر الذي لا يزيد المواطنين الا نقمة على الحكومة ومؤسساتها، ولنكون منصفين لا بد من تقديم شكر جزيلا لدولة الصين على منحهاالعراق 50 الف جرعة من لقاحها المحلي التي سمعنا عنها ولم نراها، وايضاً لابد من شكر الامارات على ارسالها لقاحات الى الطبقةالسياسية بشكل سري وفق ما افادت به بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصادرها.

الجانب الثاني من الموضوع هو القتل والتغييب شبه اليومي، الذي زاد حدة منذ بداية ثورة تشرين والى اليوم، فمن يقول برأيه يقتل، ومنيحتج يقتل، ومن يقول لا يقتل، ومن يكتب ومن يعمل ومن يرفض.. الجميع في خانة القتل يوضوعون، لماذا؟ لأنهم يريدون حياة كريمة، كأيمواطنين في دول اخرى، الا انهم ولسخرية القدر يوفرون فرص للعمل لا تقدر بثمن للقتلة، لدرجة لا يمر اسبوع من دون اغتيال ناشط اورصاص حي ضد المتظاهرين في محافظة ما، الرصاص الحي اصبح تعبيرا منهم عن الاحتجاج بسبب ضغط العمل.
لذا كواقع مثل الواقع العراقي يتحرك الفاعلين في المجتمع وفق احتمالية انا التالي، لان الموت اصبح شيء بسيط وطبيعي جداً وسطالصراعات السياسية والسلاح المنفلت والتقصير الحكومي في كافة المجالات، وهنا يصبح الموت مجاني ومتاح للجميع ولله الحمد.