لمعت خلال السنوات الماضية في الساحة العراقية أسماء اعتبرها الكثيرون خاصة أهل السنة أنها سبب دمار البلاد وجريان أنهار الدم فيها وقد يكون ذلك الصواب، ولا ننكر وجود مؤيدين ورافضين لها ومساندين ومنددين لأعمالها، والصفة المشتركة لهذه الأسماء أنها تابعة لإيران، وهذا ما أثار حفيظة أهل السنة منذ البداية.
اقتربت الانتخابات وبدأ التصويت وظهرت النتائج وبين التزوير والحرق والتحقيق وإعادة الفرز وفاز من فاز، وبدأت التحركات للتحالفات، وبدأت معها التنازلات السرية والعلنية، فظهر أمام أعيان أهل السنة ما أدهش الكثير وزادهم غرابة وهو جلوس الخصوم معاً على طاولة التحالفات، وقد تصدر خميس الخنجر هذا المشهد وبدأ اللغط وأصابت الكثيرين خيبة أمل، وآمنوا بعدم تغيير شيء ولاحدوث أي أمل لمنشود مرتقب نحو الأفضل، وأكثر مازاد الطين بلة ظهوره مع هادي العامري الذين يتهم من قبل الجميع بمفقودي الصقلاوية ومختطفي الرزازة ومقتل الكثير في المحافظات السنية والعاصمة بغداد.
ولكن ربما تنازل كثيرون عن ظنهم السيء بخميس الخنجر بعد النتاجات التي خرج بها أثناء تنقلاته بين الكتل الشيعية وقادتها ونخص بذلك ظهوره مع زعيم منظمة بدر هادي العامري، فقد استطاع هذا الرجل الخروج بتهدئة غير مسبوقة تماماً بين خطوط التحالفات، بل وتقارب واضح جداً يمكن أن ينعكس إيجابياً على الأرض وخاصة بحقن الدماء، واستطاع أيضاً امتصاص غضب الكثير من الذين اعتدنا على ضجيجهم وعلى رأسهم المالكي، فالهدوء وتقارب وجهات النظر ثمار هي بمثابة الخطوة الأولى نحو التغيير.
قاد الخنجر تحالف المحور الوطني وباختصار تبين مدى قوته وأوضح دليل على ذلك خسارة أسامة النجيفي بعد ابتعاده عن حلبة وسياسة الخنجر، ومازاد وضوح قوته دعمه لمحمد الحلبوسي الذي استطاع الظفر برئاسة مجلس النواب، وهو الساعي لذلك، هذه القوة كانت نافعة مثمرة أضفت شيئاً غير مسبوق على التحركات السياسية في الساحة العراقية.
فتبرئة الخنجر من الشبهات التي أحاطت به ربما لا تحتاج للكلام والدفاع، فقد جاءت الأعمال والنتاجات درع أمان وصورة واضحة المعالم للعيان، أن رئيس تحالف المحور الوطني عراب سياسي ظهر حديثاً وحقق كثيراً.