20 ديسمبر، 2024 6:50 ص

مجازر الشيعة في العراق والهولوكوست

مجازر الشيعة في العراق والهولوكوست

لقد عانا الشيعة في العراق منذ بزوغ نور الإسلام على هذا البلد الى هذه الأيام ، فقد حدثنا التاريخ على التضحيات التي قدمها أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام بل أصبح الطغاة الذين قاموا بهذه المجازر من الشهرة بأن تضرب بهم الأمثال بالقسوة والإستهتار بدماء المسلمين كالحجاج بن يوسف الثقفي ، ولم توقف هذه الأعمال الإرهابية نضال أتباع أهل البيت عليهم السلام من أجل حياة أفضل أو بناء دولة تحترم حقوقهم ومعتقداتهم ، كانت هناك محاولات ولكنها كانت محدودة كالدولة البويهية في بغداد والإمارة المزيدية في الهاشمية (الحلة) والدولة الحمدانية (الموصل من ضمنها) وغيرها ، ولكن الحلم الكبير الذي كان يراود أغلب أتباع أهل البيت عليهم السلام هو تغير الحكم في العراق كاملاً  من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي الذي يعتمد في حكمه على صناديق الأنتخابات ، وتم ما كان يصبوا إليه شيعة العراق في عام 2003 عندما سقط الصنم وبزغت شمس الحرية في سماء العراق بعد مئات السنين من حكم الأقلية الجائر ، وبعد هذا التغير الكبير تكالبت المخالب على العراق وشعبه وكل له هدفه وغايته منها ما هو طائفي بغيض كالسعودية وقطر والأردن بالإضافة الى تركيا ومنه ما هو يريد إفشال التجربة الأمريكية في المنطقة كسوريا وإيران وكل من هؤلاء الفرقاء له سلاحه وجنوده على أرض العراق من أجل تنفيذ ما يريد على أرض الواقع ، فكانت الجبهة الطائفية اشد فتكاً وإجراماً في الشعب العراقي حتى أصبح العراق ساحة حرب حقيقية بل في بعض الأيام أكثر قساوة من الحروب في أشد ساعاتها ، وبدأت المجازر تحصد العشرات يومياً بل في بعض الأحيان يصل عدد الضحايا في الشهر الواحد الى 4000 شهيد وقد ذكرت منظمة إيراك بادي كاونت البريطانية إن عدد القتلى في العراق منذ عام 2003 الى 1622013 حوالي 170 ألف قتيل ، ولكن بالرغم من هذا الكم الهائل من الجرائم التي يتعرض لها الشعب العراقي نلاحظ جميع من تصدى للحكم لم يستثمر ورقة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها هذا الشعب علماً جميع هذه الجرائم مسندة بأدلة مادية لا يمكن دحضها بأي حال من الأحوال بل الكثير منها مدعم بالصوت والصورة كما هو الحال في كارثة جسر الأئمة التي ذهب ضحيتها أكثر من  1200 شهيد غرقاً في لحظات والعالم جميعه ينظر إليهم عبر شاشات التلفاز بالإضافة الى مجزرة سبايكر التي ذهب ضحيتها على أقل التقادير 1700 شاب بدم بارد وقد شاهد العالم هذه الفاجعة عبر مقاطع الفديو التي نشرها تنظيم داعش الإجرامي ، علماً لقد أستثمر اليهود محرقة الهولوكوست التي تدور حولها الشبهات بل دحضها كلياً المفكر الفرنسي جارودي ولكن اليهود أصروا على هذه المحرقة وقدموا الأدلة المفبركة التي تثبت ذلك للعالم ، ومع هذا الإصرار والتصميم حصل اليهود على كل ماكانوا يتمنوه من هذه المحرقة بل أكثر مما كانوا يرجوا وهو قانون معاداة السامية الذي يتعقب كل من يقف ضد اليهود برأي أو موقف وقد ذهب ضحية هذا القانون المفكر الفرنسي جارودي نفسه ، ولكن اليهود كان عندهم قيادات تعرف ماذا تعمل من أجل شعبهم ومصلحتهم العليا على الرغم من عدم توفر الأدلة التي تثبت المحرقة ؟؟؟؟؟ ، ولكن بالمقابل المجازر التي حصدت الألأف من شيعة العراق مدعومة بأقوى الأدلة والمستندات ولكن لا يملك الشيعة في العراق قيادات تعمل من أجل مصلحة شعبها كما هو الحال مع اليهود ، حتى أصبح الدم الشيعي أرخص الدماء بل أصبح هذا الدم معتادٌ على رؤيته كل يوم في الشوارع والأنهر ، قتل بعض المواطنين من الأقليات كالأزيدية والمسيحية والتركمان بالإضافة الى السنة يهتز لها العراق وفي كثير من الأحيان تهدد العملية السياسية برمتها نتيجة هذه الجرائم وجريمة مسجد مصعب بن عمير أكبر مثال على ذلك على الرغم من أن المجرمين من إرهابيّ داعش ولكن القيادات السنية تريد إستثمار كل موقف وإن كان كاذباً من أجل جني بعض المكاسب لقواعدهم الشعبية ، ولكن السؤال المحير والمخجل في نفس الوقت لماذا لم تستثمر قياداتنا الشيعية كل هذه الجرائم من أجل الدفاع عن الأغلبية الشيعية في المحافل الدولية ومن ثم إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شيعة العراق ، اليهود لم يملكوا في محرقة الهولوكوست أي دليل حقيقي وواضح مجرد أكاذيب ولكنهم كانوا يمتلوكون قيادات عندها غيرة وضمير حي لا يهدئ عند معاناة شعبها ، وفي المقابل الشيعة في العراق عندهم جميع الأدلة الدامغة التي تثبت المجازر التي تعرضوا لها ولكنهم لا يمتلكون قيادات عندها ضمائر حية تعمل من أجل المصلحة العليا بل أغلب قياداتهم لا يمتلكون الغيرة التي  تجعلهم يدافعون عن حقوق قواعدهم الشعبية ، حتى اصبحت هذه الجرائم في خبر كان واصبحت الأغلبية الشيعية أضعف مكون في العراق نتيجة فقدان القيادة الحقيقية الواعية التي تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات