23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

مثلي لا يبايعُ مثله

مثلي لا يبايعُ مثله

رسمَ الامام الحسين (عليه السلام) برفضه مبايعة يزيد بن معاوية اللعين باستخدام قول المثل بالمثل و ليس الشخص بالشخص بان الرفض جاء لتحريك مشاعر و احاسيس الناس و تنبيه الامة الاسلامية بالمخاطر الكبيرة التي تتعرض اليها من قبل حاكم اهل الظلم و الضلالة ممن عاثوا بالأرض الفسق و الفساد والمتظاهرين بالإسلام جاعلين منه غطاء لحكمهم المشؤوم، وجاء رفض المبايعة من قبل سبط الرسول (صلى الله عليه واله) سيد شباب اهل الجنة الداعي الحفي والناصر للحق ومعدن الرسالة ضد شخص فاجر ظالم شارب للخمر ناشر للفسق والفجور وبالتأكيد كمثل الامام الحسين (عليه السلام) لا يبايع مثل هذا الشخص.
وبهذا الرفض اوضح لنا وجسّد لنا سيدنا ومولانا ابو عبد الله (عليه الصلاة والسلام) عدم التقاء الحق بالباطل وعدم الاتفاق بين اهل الخير المطالبين بالحق و اهل الشر تحت اي ضغط من الضغوط او اي ظرف لان نهج النور يختلف عن نهج الجهل وان اهل الخير لا يخضعون للباطل حتى و ان وصل الامر الى قتلهم وسبيي عيالهم فلا بد للحق من ان ينتصر ولو بعد حين فقال عليه السلام مخاطباً مروان بن الحكم 🙁 على الإِسلام السَّلام إذا بُلِيَت الأمة بِراعٍ مثل يزيد ، و لقد سَمِعتُ جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان ، فإذا رأيتُم معاوية على منبري فابقروا بَطنَه)، وقد رآهُ أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا ، فابتلاهم الله بيزيد الفاسق).
ان الادراك الفكري لعامة الناس الذين كانوا يجهلون مشكلة الانحراف الذي تتعرض اليه الامة السلامية فقد كان المسلمون المخلصون و على راسهم كبار الصحابة الموالين لأهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) يدركون ما هم عليه من تحمّل هذه المسؤولية الكبيرة في مواجهة هذا الفساد المستشري في اركان المجتمع و الطبقة الحاكمة فانطلقوا مناصرين لنهضة و ثورة الامام الحسين و اهل بيته (عليه السلام) باذلين فيها الغالي و النفيس حتى نالوا شرف الشهادة مع سيد الشهداء (عليه السلام)، و هذا ما تعانيه الشعوب في هذا الوقت الحاضر من قلة المدركين للانحلال و الانحراف الفكري و الحضاري و الثقافي والاجتماعي الذي يواجهه الجيل الحالي و الاجيال القادمة فهناك من يبعث بالتضليل الفكري العام من خلال بث الافكار و تشويه المعتقدات عبر نشر مناهج ّ من بنية و نظرة الاسلام حسب المصالح الشخصية و ربطوا الدين بأفعال الناس و بسبب هذا صار الاسلام الان يعاني من هجمات كثيرة لدخول البعض من المحسوبين على الدين في السياسة الفاسدة و تلطخ يديهم بالكثير من القضايا المشبوهة ، فنحن الان بحاجة الى وقفة كوقفة مماثلة لوقفة الامام الحسين و اهل بيته وصحبه (عليهم الصلاة والسلام) ضد هذا الظلم والاستبداد والدكتاتورية لقمع هذا الفساد الذي نخر في مفاصل المجتمع والحكم وصار الاسلام غطاء لكثير من الافعال التي يرفضها رجال الحق والسير على نهج الثورة الانسانية الحسينية القوية المعبّرة عن كل معاني الحرية والسلام والتخلّص من الفسق والفجور والعار لتقودنا الى صلاح هذه الامة.