قرأنا وعشنا تجارب انتكاسات الشعوب وعرفنا ان نهضتها بدأت بعلماءها ومثقفيها حيث حملوا الرسالة وأدوها بشكل مكن شعوبهم من القيام من جديد وهنا يبرز الدور الريادي للمثقف في مجتمعه، واما انتكاستنا التي نمر بها فعلى من يا ترى تقع مسؤولية دفعها بعد ان شهدنا فراغاً واضحاً لدور مثقفينا: فمنهم من عاش في عزلة وكأن الامر لا يعنيه وقد يكون له اسبابه وسنناقشها في سطور أخَر، أما كلامنا الان فعن المثقفين (المتثاقفين) الذين تصدروا الساحة الثقافية واليوم يشار لهم بالبنان ليس لانهم مثقفين فعلاً لا ولكن لانهم يدعون الثقافة ويكذبون بهذا وانطبق عليهم القول (كذب ثم كذب حتى يصدقك الناس) إذ صاروا وباء يهدد المجتمع بعكس ما ننتظره من المثقف لاننا لم نرهم رفعوا اصواتهم لدفع ضرر ولا لاحقاق حق بل دوت في آذاننا اصواتهم صادحة برفض غلق النوادي اليلية (الملاهي) ومحال بيع الخمور.. فهم حين يجتمعون في مهرجانِ او ندوة ثقافية وكأنهم شعراء من الجاهلية الاولى متجمعين في خمارة حتى صارت العوائل تهرب من هكذا تجمعات لما تراه فيها من موبقات.. وكيف للناس أن يصدقوا بأن هؤلاء مثقفون وهم يفتقدون لأبسط مقومات الثقافة فهم يُذهبون عقولهم بالخمور ويلهثون لاشباع شهواتهم فاذا ذهب العقل فأين يا ترى ستنزل الثقافة..؟ ولم نِصفُهُم بالمثقفين لسواد عيونهم ام لجمال طلتهم البهية ؟ وقد يطول لسان احدهم وبالقول بأنها (حرية وديمقراطية ولنا ان نفعل ما نشاء) فيأتيه الرد بأن لك الحرية ان تفعل ما تشاء بنفسك لكن ليس من الحرية أن تدنس الصرح الثقافي وليس من الديمقارطية الصاق افعالك بها، وأن كنتم مثقفين فعلاً فأرونا ما تقدمون لمجتمعكم ان كنتم صادقين … ونهاية القول (نحن نظلم الثقافة حين نصفكم بها) .
(ملاحظة / ونحن نعلم بوجود مثقفبن افذاذ ونتشرف بهم وهذه السطور لا تشملهم لا من قريب ولا من بعيد)