18 ديسمبر، 2024 6:59 م

مثقفون وأدباء وعلمانيون ..لكنهم طائفيون حد العظم!!

مثقفون وأدباء وعلمانيون ..لكنهم طائفيون حد العظم!!

منذ ان بزغ فجر الخليقة ، لم يشهد العراق عصرا مغمسا ببحور الدم وقطران الطائفية اللعين ، مثلما شهده هذا الزمن الرديء الذي نعيشه الان من ملامح مرحلة غاية في السوداوية، يقف على رأس حربتها مثقفون واعلاميون وادباء كبار على مستوى عال من الحرفية وإتقان الصنعة!!
أجل..العصر الذي نعيشه الآن، هو من أسوأ العصور في تاريخ البشرية إجراما وتحريكا للاحقاد والضغائن، لم تشهده حتى عصور البريرية والهمجية والتخلف الأعمى والجهل المريب،الذي يصل حد إستباحة القيم وانتهاك المحرمات!!
علمانيون ، أو ممن يدعون العلمانية، أو كانوا يدعون انهم يمقتون الطائفية  ، واذا بهم يشربون الان من كؤوسها المترعة وينهلون من بحور دمها مايروي عطشهم الى السنين العجاف المختبئة داخل نفوسهم ، ليفجروا ملامح سلوك من الإجرام والحقد على الآخر غريب في أشكاله وألوانه القبيحة، المثخنة بسكاكين الغدر التي لاتدري متى تفتك بجسدك لتحيلك أشلاء، لا لشيء سوى انك تدعي العراقية الاصيلة، او يشم من رائحتك بقايا من ( وطنية ) ، تقاوم بها الزمن الأغبر اللعين!!
وقوى كانت محسوبة على اليسار ، كانت تتغنى بأمجاد جيفارا ، ولينين ، وكاسترو وماركس ، وكل ابطال التاريخ المؤثرين ، ذوي السمعة الطيبة ، تحولت بقدرة قادر الى أكثر عناصر اليمين المتطرف غلوا في تأجيج نيران الطائفية والحقد الأعمى وفي صب الزيت على لهيبها لتزداد إشتعالا!!
بعضهم كان يدعي انه ( سفير الكلمة الطيبة ) وآخر قائم بأعمال ( مملكة الشعر) وثالث في ولاية ( حريم السلطان )  واعطى ( البعض ) منهم لأنفسهم ( منازل ) أدبية وثقافية عليا ما أنزل الله بها من سلطان ، وحسبه ( البعض ) هكذا وفرحوا بما كانوا يدعون حمله من قيم وافكار خيرة في ظاهرها، ولكن ما ان إنغمسوا في لعبة تأجيج الطائفية، حتى وجدوا فيها فرصتهم للظهور المميز، ليحملوا راياتها وليبشروا بالزمن الجديد، زمن ذبح العراقيين ووأدهم، لأن هذا ( البعض ) منهم  لم يغير من طباعه ومعدنه الأصيل ليلتقي أو يتناغم مع الجوقة والنغمة السائدة، وعلى نطاق واسع هذه الايام ، وترى كبار المثقفين او ممن هم محسوبون على جمهرة الثقافة يحملون معاول الطائفية وينبشون بقبور الكراهية والحقد الأعمى، علها تتحول الى براكين تقتل وتفتك بكل من لايلتقي معهم في التوجهات ويتناغم معهم في ترديد مايسعون لفرضه على الملأ من أفكار ورؤى وتوجهات ينفر منها كل طامح الى الحرية والى الكرامة والى بقايا إنسانية مستباحة بين ركام الموت الذي هو لغة الهوية العراقية هذه الايام!!
ما يشهده العراق اليوم فاجعة أليمة وكارثة تحدق بالأجيال يتطاير شررها كنار في الهشيم، تحركها أفاعي الشر وغربان الموت ، وهي تفتك بالعراقيين لأن هناك من بقي حتى الآن من يرفض ان يدخل في لعبة تأجيج الطائفية والمشاعر العدائية حد إبادة الآخر والغائه من الوجود!!
غريب أمر هذا الزمن العراقي البائس اللعين..وهو الزمن نفسه الذي أنتج لنا اجيال داعش والميليشيات وعصابات الجريمة، توزع على العراقيين الموت المجاني وحسب الطلب ونوع التقطيع، ومن لايساير هؤلاء الأشرار عليه ان يرحل مرغما، والا يواجه قدرا لايحمد عقباه..!!
وهذه المرحلة التي نعيش أيامها السود هي كل ما أتحفنا به الزمن اللعين من حقبة ستبقى الاجيال تلعن أيامها السود ، بكل قبحها ومرارتها وسوداويتها ..لكن رب السموات والارض لابد وان تكون لديه ( حكمة ) في هكذا خلق..هي ( مرحلة ) أبعد مايكون من الاقتراب من الخالق سبحانه وتعالى !!
وهناك من السذج والناس البسطاء من يدعي ان هذه المرحلة انما يريد الله ان يقرب بها من آجال البشر ، وان ( يوم القيامة ) قاب قوسين او أدنى..لكن البشرية ستعيش سنوات وعقود وربما لقرون..عندها قد يأتي (يوم المحشر) زمنه بعد ان ينفخ ( ملك الموت ) بالبوق، لتلقى مليارات البشر حتفها الموعود وتصعد أرواحها الى ( الرفيق الأعلى ) بعد ان كان البعض منهم ينتمي الى ( أحزاب ) يقودها ( رفيق ) وتؤمن بالاشتراكية والألحاد طريقا للبشرية ، وقد تحول بعض ( رفاق الأمس ) بقدرة قادر الى ( أئمة ) يضعون العمائم على رؤوسهم في النهار ، وما ان جن الليل حتى تحولوا الى ( الحانات الحمراء ) و( علب الليل ) وينهلوا من ( عرق السيد ) مايروي عطشهم  حد الثمالة!!
وقد لايخلق الله جلت قدرته بشرا من هذا النوع ، ويغلق صناعة البشر ويجعلها من ذكريات الماضي، لكل لايعيد سبحانه إنتاج ( جينات ) و ( كروموسومات ) من النوع الذي ذكره لنا ( أستاذ ) علم النفس العراقي موفق الربيعي، وهو ما لا يرتضيه خالق الكون جلت قدرته ان يعيد خلقه مرة أخرى!!