ينظر جميع أطياف الشعب العراقي الى أهمية التحالف الوطني ويعتبره نخبة العمل السياسي انه جزء مهم وأساسي في الحياة السياسية ، بل وتعده الكيانات الاخرى السنية او الكردية بالرغم من الاختلاف معه في بعض السياسات الا انه يعد ضمانة ومصد يمكن الرجوع اليه ،ولكن ما يؤسف له ان هذه المؤسسة تصبح فاعلة فقط بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة ، وينتهي دورها المحوري عند هذا الحد ، الامر الذي يفقدها الدور الرئيسي في حماية العملية السياسية ، خصوصاً وان جميع الكيانات السياسية تنظر للتحالف كونه جزء مهم في العملية السياسية الجارية في البلاد .
التحالف الوطني لا يعد صمام امان للشيعة فقط بل هو مفتاح الحل للسنة والأكراد على حد سواء ، ولو كانت هناك جدية فعلاً في الانتهاء من مناقشة رئاسة التحالف ، ولكن التسويف والمماطلة اوصل الامور الى هذا المنعطف الخطير في تاريخ العراق الجديد ، وسقوط ثلاث محافظات بوقت قياسي مرعب بيد العصابات الداعشية .
هذه المؤسسة والكيان الأكبر في العملية السياسية والذي ينظر اليه الآخرون المنقذ للبلاد وشعبه يعاني التمزق بين مكوناته ، فكلا يغني على ليلاه دون وجود رؤية او جهد واضح للمشاكل والازمات التي تعصف بالبلاد ، الامر الذي جعل من قضية أحياءه من جديد امر في غاية الصعوبة والتعقيد ، خصوصاً مع الخلاف والاختلاف الفكري بين أعضاءه وتياراته السياسية والحزبية .
الساحة السياسية تمر بأصعب ظروفها خصوصاً مع التهديد المباشر لداعش على مدن البلاد ، وخصوصا بغداد ، ولا توجد اي بوادر لحلحلة المشاكل وانتخاب رئيس للتحالف الوطني ، والانتهاء من هذا الملف الذي اشك انه سيجد النور يوما ، ويبقى علينا ان نتساءل عن أهمية هذا التحالف الذي ولد ميتاً ، وعدم قدرته على انتخاب رئيسه فكيف سيعالج ويفك شفرات الأزمات في البلاد ، واذا ما تم الإصرار على هذا الامر ، لماذا لا يصار الى تفعيل دور الائتلاف الوطني بكياناته السياسية ليعود الى الحياة السياسية ، ويثبت القدرة على الوقوف امام المشاكل التي تعصف بالبلاد ، لهذا ينبغي ان تكون هناك ارادة قوية امام ارادة التسويف والمماطلة ، تسعى الى الوقوف بحزم امام الإرادات التي تحاول إيقاف عجلة التغيير في البلاد، وأما اذا كان هذا التحالف هو ميت أصلاً لماذا السعي في تضليل الرأي العام والجمهور في وجود كيان يتنفس ، فإعلان موته هو أفضل الحلول .