18 ديسمبر، 2024 9:15 م

متى ينفض الصدر عباءته

متى ينفض الصدر عباءته

تغريدات السيد الصدر أصبحت مجسات يستشعر بها المواطن بمدى قربه او بعده من الخطر .

نحن مازلنا بعيدين عن الانتقال لطريق الديمقراطية ، فما زلنا نسعى في مرحلة الانتقال من فوضى الكيانات الطائفية المسلحة الى الكيانات السياسية المدنية ، لقد حشرت الديمقراطية حشرا داخل هذه المرحلة ،صحيح ان هنالك ممارسات ديمقراطية مثل الانتخابات الا انها مشوهة تماما لان نتائجها في النهاية تكون رهينة لهذه الكيانات الطائفية المسلحة . لذلك علينا ان لانبالغ بتمنياتنا فمازلنا نعد العدة لمفهوم المواطنة .

قد تكون بوادر التحول الى كيانات سياسية تتمثل في التحالفات الحالية مثل تحالف الاصلاح وتحالف البناء فكلاهما يدعيان تخليهما عن الطائفية وتمسكهما بالعمل السياسي الا ان هذا يبقى ادعاء ويفتقد للارادة الحقيقية، صحيح أن كل تحالف فيه انتمائات مختلفة الا انهما مازالا يعملان وفق مبدأ المكون وحصص كل طائفة ، لذلك نقول اننا مقبلون على صراع مابين المجاميع الطائفية المسلحة وبين قوى تسعى للعمل السياسي وفق المفاهيم الوطنية .

تغريدات السيد الصدر تنسجم مع القوى الوطنية الساعية للديمقرطية المجتمعية وتتطابق معها احيانا ولكن هذه القوى تنتظر موقف واضح من قبل السيد الصدر ، فلايمكن السير بأتجاهين مختلفين بآن واحد ، التيار الصدري يسعى لترويض المكونات و بالوقت نفسه يغازل القوى الوطنية الديمقراطية التقدمية .

متى مانفض الصدر عباءته واتخذ قرار المعارضة فأنه يعجل الانتقال للعمل السياسي الوطني ولانقصد ان التحول السياسي لايمكن تحقيقه الا بأشارة من الصدر بل انه واقع حتماً وفق حركة المجتمع المطلبية لكنه يُسرع به ، ومتى مانفض الصدر عباءته وتحول للمعارضة حينها تبدأ المعارضة الشعبية الجماهيرية بزخم كبير بشرط ان تكون بقيادة القوى الوطنية الديمقراطية وبدعم من السيد الصدر .
كل مايجري اليوم هو محاولة ابطاء التحول السياسي والبقاء بساحة المحاصصة الطائفية والعائلية عبر وعد كتلة سائرون بسلسلة من الاصلاحات المستقبلية الغير مجدية وهذا مايدركه القاصي والداني .