يقول عالم الاجتماع علي الوردي : وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع في مجتمع واحد يؤدي الى الانفجار عاجلا ام اجلا مهما طلي هذا التفاوت في الثروة بطلاة من الدين او الخلق او الشرف , لذا كانت هذه الحقائق الاجتماعية من اهتمامات عظماء امتنا الاسلامية , فرائد العدالة الإنسانية الأول الامام علي بن ابي طالب (ع) له مقولات مشهورة بهذا الصدد منها (ما جاع فقير الا ما متع به غني) (لو كان الفقر رجلا لقتلته) فكان يساوي بالعطاء بين المسلمين وغيرهم كما هو معروف في حادثة الرجل المسيحي المسن في مدينة الكوفة …عمر بن الخطاب قال لو استقبلت من امري ما استدبرت لاخذت فضول اموال الاغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين , اما الصحابي الجليل ابو ذر الغفار ي فقال عجبت لمن ليس في بيته طعام ولا يخرج شاهرا سيفه , والحق كل الحق تجسد في هذا الكلام فالمعوز الذي لا يملك في بيته شيئا مضطر ان يكذب ويخدع ويسرق وحتى يقتل .
لقد قراءت قديما قصة طريفة ومؤلمة للكاتب المبدع مهدي قاسم بعنوان جامعة الزبالة كانت تدور احداثها حول امراة تخرج في جنح الظلام فيرتاب جيرانها لخروجها المتكرر حتى وصل الامر بهم ان يطرودها من المنطقة في حين حقيقة هذه المراة المسكينة كانت تذهب للمزابل لتبحث عن طعام لسد رمق اطفالها الايتام … الى اخر القصة , لقد تاملت كثيرا واستعرضت حال الفقراء والمعدمين الذين اصبحوا الاعم الاغلب في عراقنا الجريح هؤلاء نصيبهم من الحياة الجوع والمرض والحرمان , ففي اطراف العاصمة بغداد ترى احياء مبنية من صفائح العلب والطين وهناك عوائل بلا مأوى ومشردة من جراء الارهاب الذي عبث بمنازلهم وممتلكاتهم .
انني ارى رجالا ونساءً يبحثون في المراعي عسى ان يجدوا حبات من الحنطة وبعضهم يبحث في البساتين عن حشف التمر بعد انتهاء موسم جنيه , هذا هو حال فقراء العراق ونصيبهم من الحياة , وهذا هو واقع عراق الامس واليوم كل شيء فيه افراط وتفريط فالغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا اما اموال العراق وموارده النفطية فكانت تذهب للحروب في زمن الطاغية واليوم تذهب لجيوب الفاسدين والمفسدين ممن تبوء مواقع المسؤولية ليشتروا بها شقق وعمارات في لندن والامارات ودول الجوار .
ان المشكلة كما قلنا الغني في العراق يزداد غنى فالوجوه الكالحة التي عبثت بمقدرات الناس في زم الطاغية من تجار الجملة الذين اتوا باردء السلع واقحموها في السوق والذي بعضهم تورط في تهريب صهاريج النفط بل حتى في تجارة الاسلحة لصالح النظام , اليوم يذيقون الفقراء غصات الموت البطيء بسلعهم الفاسدة .
لقد ازداد اعداد الاغنياء بفعل الحواسم والفرهود الذي اطال عموم مرافق الدولة فاضيف كم جديد الى الكم السابق ولكن هؤلاء الكم الجديد اشد قسوة واقل مروءة واردء خلق فزاد بطرهم وانتشرت مفاسدهم وعظمت جريمتهم لانعدام الواعز الاخلاقي والديني وغياب سلطة القانون , والا يفترض من الدولة ان تسال هؤلاء من اين لكم هذا كله ؟ وعبر هذه الفترة القصيرة من شركات وعمارات واسهم في البنوك هذا هو واقع العراق الجديد الغني يملك المال والجاه والنفوذ وبعضهم يملك السلطة بل اغلبهم , لقد شبه علماء الاجتماع الغنى المترف بالحاكم المستبد فكيف يكون حالنا اذا اصبح اغلب المسؤولين من يبحث عن الغنى فانتشر الفساد والافساد !!؟ وبلغ الاستبداد حدا لا يطاق.
العالم المتحضر عالج حالة الفقراء من خلال الضرائب المفروضة على الاغنياء واعتبر التهرب من اداءها جريمة كبرى فازال صيغة التطرف بين الحالتين فضمن للفقير حياة حرة كريمة لن تجد متسولا محتاجا الى مال وغذاء في بلدانهم قط .
فقراءنا من يحل مشكلتهم ؟ مؤسسات الدولة لا نعتقد انها قامت بالدور المطلوب فالشبكة الاجتماعية عشش فيها الفساد والرشوة والمحسوبية .
اننا اذا اردنا ان نقيم حالة الفقر فهناك اكثر من وسيلة متاحة لذلك ومنها كم عائلة لا تملك منزلا؟ كم شخص اكمل دراسته الجامعية منذ 20 سنة ولازال يحلم بالتعين ؟ كم شخص غير قادر على تحصيل نفقة سنته؟ كم شخص لا يستطيع ان يكمل دينة بالزواج ؟
بطريقة الية بسيطة لو اجرينا استبيانا لهذه الاسئلة الاربع فسنرى رقما مخيفا .
البعض ربما يقول الدين والتدين كفيل بحل هذه المشكلة ولكن هذا الكلام صحيحا لو كنا في عصر علي وسلمان وعمار وابو ذر ولكن اعتدنا ان لا نسمع من رجال الدين وخطباء المساجد اي اهتمام في هذا ربما الوعظ والارشاد فقط ناسين ان العدل الاجتماعي لا يتحقق بالوعظ وان الغني الظالم يظلم ويستمر في ظلمه للفقير البائس الا ان يجد ردعا او يهدد, وكان لسان حالهم يقول للفقير اصبر على بلواك فان لك الجنة .
لابد من التعاون بشكل جدي كمواطنين ومؤسسات دولة ومؤسسات دينية لاجتثاث حالات الفقر والعوز في المجتمع العراقي , وان تضع الدولة قيود على استثمارات الاغنياء وتوجها وفق الطريق القانوني والاخلاقي بعيدا عن الجشع والاحتكار كما نطالب بان يكون عراقنا خاليا من الغنى الفاحش والفقر المدقع لانهما عورتان تعيقان تقدمنا.
وفي النهاية لو كان لابناء الوسط والجنوب اقليم ميزانيته السنوية 50 مليار دولار فهل يبقى فقير في هذه المنطقة؟ وهل تبقى بطالة وهل يبقى ابناء البصرة ليس لديهم ماء للشرب؟ وهل تبقى دماءنا تنزف واموالنا مستباحة ؟ الجواب تاخذوه من تجربة اقليم كردستان .
Raji_ali_1961@yahoo.co.uk
يقول عالم الاجتماع علي الوردي : وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع في مجتمع واحد يؤدي الى الانفجار عاجلا ام اجلا مهما طلي هذا التفاوت في الثروة بطلاة من الدين او الخلق او الشرف , لذا كانت هذه الحقائق الاجتماعية من اهتمامات عظماء امتنا الاسلامية , فرائد العدالة الإنسانية الأول الامام علي بن ابي طالب (ع) له مقولات مشهورة بهذا الصدد منها (ما جاع فقير الا ما متع به غني) (لو كان الفقر رجلا لقتلته) فكان يساوي بالعطاء بين المسلمين وغيرهم كما هو معروف في حادثة الرجل المسيحي المسن في مدينة الكوفة …عمر بن الخطاب قال لو استقبلت من امري ما استدبرت لاخذت فضول اموال الاغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين , اما الصحابي الجليل ابو ذر الغفار ي فقال عجبت لمن ليس في بيته طعام ولا يخرج شاهرا سيفه , والحق كل الحق تجسد في هذا الكلام فالمعوز الذي لا يملك في بيته شيئا مضطر ان يكذب ويخدع ويسرق وحتى يقتل .
لقد قراءت قديما قصة طريفة ومؤلمة للكاتب المبدع مهدي قاسم بعنوان جامعة الزبالة كانت تدور احداثها حول امراة تخرج في جنح الظلام فيرتاب جيرانها لخروجها المتكرر حتى وصل الامر بهم ان يطرودها من المنطقة في حين حقيقة هذه المراة المسكينة كانت تذهب للمزابل لتبحث عن طعام لسد رمق اطفالها الايتام … الى اخر القصة , لقد تاملت كثيرا واستعرضت حال الفقراء والمعدمين الذين اصبحوا الاعم الاغلب في عراقنا الجريح هؤلاء نصيبهم من الحياة الجوع والمرض والحرمان , ففي اطراف العاصمة بغداد ترى احياء مبنية من صفائح العلب والطين وهناك عوائل بلا مأوى ومشردة من جراء الارهاب الذي عبث بمنازلهم وممتلكاتهم .
انني ارى رجالا ونساءً يبحثون في المراعي عسى ان يجدوا حبات من الحنطة وبعضهم يبحث في البساتين عن حشف التمر بعد انتهاء موسم جنيه , هذا هو حال فقراء العراق ونصيبهم من الحياة , وهذا هو واقع عراق الامس واليوم كل شيء فيه افراط وتفريط فالغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا اما اموال العراق وموارده النفطية فكانت تذهب للحروب في زمن الطاغية واليوم تذهب لجيوب الفاسدين والمفسدين ممن تبوء مواقع المسؤولية ليشتروا بها شقق وعمارات في لندن والامارات ودول الجوار .
ان المشكلة كما قلنا الغني في العراق يزداد غنى فالوجوه الكالحة التي عبثت بمقدرات الناس في زم الطاغية من تجار الجملة الذين اتوا باردء السلع واقحموها في السوق والذي بعضهم تورط في تهريب صهاريج النفط بل حتى في تجارة الاسلحة لصالح النظام , اليوم يذيقون الفقراء غصات الموت البطيء بسلعهم الفاسدة .
لقد ازداد اعداد الاغنياء بفعل الحواسم والفرهود الذي اطال عموم مرافق الدولة فاضيف كم جديد الى الكم السابق ولكن هؤلاء الكم الجديد اشد قسوة واقل مروءة واردء خلق فزاد بطرهم وانتشرت مفاسدهم وعظمت جريمتهم لانعدام الواعز الاخلاقي والديني وغياب سلطة القانون , والا يفترض من الدولة ان تسال هؤلاء من اين لكم هذا كله ؟ وعبر هذه الفترة القصيرة من شركات وعمارات واسهم في البنوك هذا هو واقع العراق الجديد الغني يملك المال والجاه والنفوذ وبعضهم يملك السلطة بل اغلبهم , لقد شبه علماء الاجتماع الغنى المترف بالحاكم المستبد فكيف يكون حالنا اذا اصبح اغلب المسؤولين من يبحث عن الغنى فانتشر الفساد والافساد !!؟ وبلغ الاستبداد حدا لا يطاق.
العالم المتحضر عالج حالة الفقراء من خلال الضرائب المفروضة على الاغنياء واعتبر التهرب من اداءها جريمة كبرى فازال صيغة التطرف بين الحالتين فضمن للفقير حياة حرة كريمة لن تجد متسولا محتاجا الى مال وغذاء في بلدانهم قط .
فقراءنا من يحل مشكلتهم ؟ مؤسسات الدولة لا نعتقد انها قامت بالدور المطلوب فالشبكة الاجتماعية عشش فيها الفساد والرشوة والمحسوبية .
اننا اذا اردنا ان نقيم حالة الفقر فهناك اكثر من وسيلة متاحة لذلك ومنها كم عائلة لا تملك منزلا؟ كم شخص اكمل دراسته الجامعية منذ 20 سنة ولازال يحلم بالتعين ؟ كم شخص غير قادر على تحصيل نفقة سنته؟ كم شخص لا يستطيع ان يكمل دينة بالزواج ؟
بطريقة الية بسيطة لو اجرينا استبيانا لهذه الاسئلة الاربع فسنرى رقما مخيفا .
البعض ربما يقول الدين والتدين كفيل بحل هذه المشكلة ولكن هذا الكلام صحيحا لو كنا في عصر علي وسلمان وعمار وابو ذر ولكن اعتدنا ان لا نسمع من رجال الدين وخطباء المساجد اي اهتمام في هذا ربما الوعظ والارشاد فقط ناسين ان العدل الاجتماعي لا يتحقق بالوعظ وان الغني الظالم يظلم ويستمر في ظلمه للفقير البائس الا ان يجد ردعا او يهدد, وكان لسان حالهم يقول للفقير اصبر على بلواك فان لك الجنة .
لابد من التعاون بشكل جدي كمواطنين ومؤسسات دولة ومؤسسات دينية لاجتثاث حالات الفقر والعوز في المجتمع العراقي , وان تضع الدولة قيود على استثمارات الاغنياء وتوجها وفق الطريق القانوني والاخلاقي بعيدا عن الجشع والاحتكار كما نطالب بان يكون عراقنا خاليا من الغنى الفاحش والفقر المدقع لانهما عورتان تعيقان تقدمنا.
وفي النهاية لو كان لابناء الوسط والجنوب اقليم ميزانيته السنوية 50 مليار دولار فهل يبقى فقير في هذه المنطقة؟ وهل تبقى بطالة وهل يبقى ابناء البصرة ليس لديهم ماء للشرب؟ وهل تبقى دماءنا تنزف واموالنا مستباحة ؟ الجواب تاخذوه من تجربة اقليم كردستان .
Raji_ali_1961@yahoo.co.uk