لقبوه زملاؤه في المدرسة “تشانكو” وتعني “الخنزير” باللغة العربية، لأنه نادرا ما كان يستحم، انه الثائر الكوبي “أنستو أنسيتكيو غيفارا دلاسرنا” او “تشي جيفارا” تشي تعني الرفيق بالاسبانية، وهو من عائلة يسارية، ماركسي أرجنتيني المولد، كما انه طبيب وكاتب وانه (زعيم حرب العصابات) وقائد عسكري وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية.
لا تزال شخصية جيفارا التاريخية تنال التبجيل والاحترام، في العالم عند الياساريين بصورة خاصة حيث نرى الكثير من الشباب في العالم العربي يرتدي صورته المطبوعة على الملابس، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص والعديد من السير الذاتية والمذكرات والمقالات والأفلام الوثائقية والأغاني التي كتبت عنه. بل وضمنته مجلة “التايم” من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، في حين أن صورته المأخوذة من طرف ألبرتو كوردا والمسماة “غيريليرو هيروويكو”، أصل الاسم بالإسبانية ويعني باللغة العربية (بطل حرب العصابات).
اطلقت عليه مجلة تايم لقب (عقل الثورة)، وتمت ترقيته من قبل “فيدل كاسترو” إلى القائد الثاني في الجيش، باعتباره المحارب الوحيد في مرتبة قائد، إلى جانب “فيدل كاسترو” تميز جيفارا بالقسوة الشديدة، حيث قام بإطلاق النار دون تردد او رحمه، على مجموعة من الضباط المنشقين، وقام بمعاقبة الهاربين على أنهم خونة، وكان معروفا بارسال فرق الإعدام لمطاردة الذين يسعون للهروب بدون إذن منه، نتيجة لذلك أصبح جيفارا يُخشى لوحشيته وقسوته. خلال حملة حرب العصابات، وكان المسؤول عن تنفيذ أحكام الإعدام الفوري للرجال المتهمين بالتخابر او التجسس والفارين، بدون اي تأني في كثير من الأحيان.
لم يقدم “جيفارا” من اجل الثورة او من اجل شعبه اي فرد من افراد عائلته؟، كما ولم ينفق اي شيء من ما يملك من اجل الثورة؟، دعى الى الالحاد ومحاربة الدين ونكران وجود الله، ولكن الكوبيين لازالوا يستذكرونه ويستذكرون ثورته.
اما نحن كعراقيين نستكثر الذكرى والاحتفاء بشخصية عراقية قل نظيرها، مرجع وابن مرجع، كان والده زعيم الطائفة الشيعية في زمانه، رجل عرف بالجهاد ومناهضة الظلم والاستبداد، هاجر في سبيل الله من اجل رفع الظلم والحيف عن بشعبه، ترك الغالي والنفيس في سبيل نقل معانات العراقيين الى العالم، قدم الضحايا تلو الضحايا على مذبح الحرية، فاق تعداد ماقدمه المئة شخص ما بين علماء دين واساتذة واكادميين، نساء والاطفال، قدم اخوته ومع عائلاتهم بأجمعها، دعاه النظام الحاكم للمهادنه والمقايضه بإخوته قبال ترك المعارضة ضد سلطته، فأبى ذلك لا لأجل سلطة او جاه او مال لأنه كان يمتلكهم، فلا سلطة ولا جاه اعلى وارفع من المرجعية الدينية.
آية الله العظمى السيد “محمد باقر الحكيم” رجل الجهاد والنظال، رجل التضحية والكفاح، رجل قل نظيرة، قارع نظام “صدام” وحزب البعث الفاشي، بالسلاح والكلمة طيلة فتر حكمهم، اظهر مدى ظلمهم ووحشية نظامهم امام المحافل الدولية، عقد المؤتمرات والندوات في الخارج، دعى كل منظمات حقوق الانسان من اجل اطلاعها على جرائم حزب البعث بحق الشعب العراقي.
وآخر ما قدمه من اجل العراق روحه الطاهره، وذلك في اليوم الاول من رجب بعد صلاة الجمعة وهو صائم، بعد عودته من المهجر بأشهر قليلة، كل هذا الجهاد والتضحية التي قدمها شهيد المحراب من اجل العراق، الا يستحق منا ان نسذكره ونسذكر مواقفه المشرفة؟ الا يستحق ان نجعل له يوماً يحتفى بذكراه؟ لنطلع عليها الاجيال الجديدة التي لم تعاصره، هل ما قدمه من اجل العراق قليل ولا يكفي لنجعل اليوم الاول من رجب يوم رد الجميل لهذا المجاهد الصابر المحتسب لله، له ولعائلته المضحية، العائله التي لا يوجد نظير لها في العراق، لا بل في العالم اجمع لما قدمته من تضحيات جسام في سبيل الوطن، الا يستحق ان يكون يوم ذكرى رحيله ذكرى لكل شهداء العراق.