23 ديسمبر، 2024 12:40 ص

متى يصحو المجتمع من ترويج الأباطيل !!

متى يصحو المجتمع من ترويج الأباطيل !!

الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها . دائماً ما تكون هذه الأخبار مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار . وتمثل هذه الشائعات جُزءً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها .

ومن الشائعات من يصنعها المجتمع بنفسه خصوصاً للأمور المزمع أو المترقب حدوثها وذلك بكثرة ترديدها و السؤال عنها تنخلق شيئاً فشيئاً هذه الشائعات .

فللشائعات آثار نفسية وحسية بالغة فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة في حين أنها لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية , وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد إسعار نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها , فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صواباً وقد يدعمها أحياناً بعض الوجهاء ورجال الدين , وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد , قال الامام الصادق عليه السلام : (من روى على مؤمن .. رواية يريد بها شينه .. وهدم مرؤته .. ليُسقطه من اعين الناس .. اخرجه الله من ولايته ، الى ولاية الشيطان .. فلا يقبله الشيطان ..) (السرائر ج3ص643 ) فهم يحاربون من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر لإصلاح هذه الأمة ..

ففي الآونة الأخيرة وبعد سقوط بعض المحافظات العراقية بيد الدواعش الإرهابيين التي هي عبارة عن مؤامرة من الساسة الفاشلين تضاف إلى مؤامراتهم ضد عراقنا الغالي ,فعمدت بعض الجهات السياسية إلى تشويه وإسكات صوت الحق الوطني المحقق الأستاذ الصرخي الحسني من خلال ترويج الشائعات بين المجتمع بأن الصرخي ينفي وجود الدواعش معتمدين على جزء مقتطع من محاضرة مدتها ساعتين وهو جزء من كلامه حول تلك الأزمة ,فمثل هؤلاء هم الحاضنة الحقيقية لتنظيم داعش وهم من يريدون له البقاء حتى تستمر مصالحهم ويستمر فسادهم وتستمر سرقاتهم وتبقى نار الفتنة الطائفية التي أوقدوها مشتعلة ,فقد تصدى المحقق الأستاذ لإفشال مخططات الساسة المفسدين وعلى رأسهم الدواعش التكفيريين من خلال محاضراته في العقائد والتاريخ وبالتالي استئصال الفكر الداعشي من جذوره .

يذكر أن المحقق الأستاذ تصدى للفساد والمفسدين وكشف مخططاتهم الاستعمارية لتقسيم العراق ونهب خيراته, لوطنيته وحرصه على وحدة العراق وشعبه المظلوم .

ولقد حذرتنا السنة المطهرة أيضًا كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ».

وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم من تلقف الشائعات والترويج لها صريحًا في قول الله جل وعلا: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [سورة الحجرات : الآية 6] فسمى الله ناقل الشائعة فَاسِقًا، ولا يخفى دور الفاسق في الإفساد في الأرض، وحَقٌّ على من سمع الشائعة أن يتثبت وأن يتأكد من صحة الخبر، وعليه أن يسأل نفسه هل في إعلانه مصلحة أم أن المصلحة في الكتمان؟!