حال العرب ..
في هذا الزمن الأغبر يخوض المسئولون العرب في الوحل لا قدرة لهم على الخروج يتهافتون لنيل رضا الآخرين ، والآخرين ممتنعين ، ارض العرب مشاعة ، كل الغرباء يدعون إن لهم حصة فيها ..!! الأمر أصبح مباح ..!!
استطاع الصهاينة أولا إن يسلبونا قلب الأمة وتمركزوا على شواطئ البحر الأبيض من سوريا حتى العقبة منذ أكثر من ستين عام يسرحون ويمرحون بين أغصان الزيتون والليمون والبرتقال الذي يغزو أسواق أوربا ، يصدرون للعالم السلاح والتكنولوجيا ، ويتحكمون بالاقتصاد ، لان لديهم قادة يعملون لمصلحة شعبهم .. ولا زال العرب ينعتوهم بالدولة اللقيطة !! ولا يخجلون من تخلفهم ..؟؟!!
ويقطن الفقراء والعمال من أصحاب ارض فلسطين في المخيمات والزبال وحصار وجوع .. عدا الذين أسعفهم الزمن ..؟؟.إما الخيام فلا نجد من برفعها رغم الزمن الطويل..؟
، وخلال السنين الماضية استول الغرباء على بعض من أراضي العرب ونهبت ثرواتهم ومواردهم ، وقطعت عن دولهم مياه الأنهار ،وكذلك السيطرة على الجزر والمضايق الإستراتيجية في البحر الأحمر وعدد أخر في الخليج العربي وغيرها .. وشاع التدخل الأجنبي بالإضافة إلى تدخل كل منهم بشئون الأخر للإضرار به .. وأكثر القادة منشغلون بنماء ثرواتهم الشخصية وبناء إستراتيجية النزاع بين الدول العربية وتطويرها..؟!, وإنشاء المليشيات والفرق الطائفية والعنصرية ، حتى شملت النزاعات وخاصة على الحدود معظم الدول العربية ، كل ذلك بالتأكيد سيؤدي إلى تقسيم الأوطان بسبب السياسات العقيمة ، المنسجمة مع المخطط الاستعماري المرسوم للشرق الأوسط حتى أصبح الأمر سهل على البعض الولاء للغير دون حرج .
ألان وبعد خدر طويل .. أفاق شعبنا وشبابنا بالذات لتصحيح وإصلاح الوضع المزري الذي حل بالأمة ..
تونس – مصر – ليبيا – اليمن -وغيرها .. هل يأمل شعبنا العربي بنجاح هذه الثورات التي تبناها الشباب العربي ..؟؟
الواقع المنظور على الساحة إن قوى الظلام التي تسببت بتخلف بلداننا العربية طوال الزمن الماضي تحاول المستحيل ألان إن تحرف مسيرة هذه الثورات وتضغط من اجل إخضاعها لنمط سياساتها –وتشجيع أسلوب المحاور والنزاعات وخلق الفتن الطائفية ؟؟
القوى الاستعمارية المهيمنة على العالم تدرس تناقضاتنا وتعمل على إشعال الأزمات بيننا .. ثم ترقبنا ؟؟!! وبعدها تخطط للتدخل بأسلوب الناصح والمساعد !! لتحقيق ألأهداف المرسومة بالهيمنة على الشعوب ومواردها– وهنا يكمن الخطر ..؟؟
يجب إن نتذكر ما جناه شعبنا العربي من مآسي وآلام وتخلف طوال هيمنة القوى الاستعمارية المتنفذة بمعاونة أزلامهم في الداخل .. وان يدرك الشباب ويعي الظرف الحالي وما يتطلبه من تحصين أنفسهم من الجراثيم التي ينشرها الأعداء .. وان يأتلفوا فيما بينهم ومع كل قوى الشعب الوطنية الأخرى لتوحد المواقف من اجل وضع برنامج وإستراتيجية المرحلة القادمة للحفاظ على النصر الذي حققوه بإزالة الأنظمة الجائرة .. وان يتعظ الجميع من النكبات السابقة التي آذت شعوبنا وأثارها لا زالت حتى اللحظة ، كفانا نزاعات وتطرف وتخلف .. الغير استهان بنا ،؟ والتاريخ لا يرحم من أوصل العرب إلى هذا التشرذم .. وعلى الشباب إن لا يقعوا بالفخ كما وقع قبلهم آخرون وإمامهم تجارب عديدة يمكن الاستفادة منها .
( إياك تجني سكر من خنضل — فالشئ يرجع بالمذاق لأصله)
tariqaltaha@yahoo,com