23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

لم يكن في بالي ان اتناول هكذا عنوان ولكن بعد اعادة قراءتي لرواية باولو كوبلو (الرابح يبقى وحيدا) وهو صاحب الرواية الشهيرة (الخيميائي) بقيت في ذهني مفردة الرابح بكافة معطياتها , ومعها ولد هذا السؤال (متى يربح الوطن) في خضم ما يجري في العراق اليوم من تقاطعات واضحة بين الكتل السياسية والتي تتكأ تارة على سلوكيات تسقيفية للاخرين واخرى تعزف على وتر مقيت اسمه الطائفية وضمن هذا السيناريو ابحث عن الوطن هذه المنظومة التي لابد للجميع ان يلقي بياضه عند عتبته التي تسع الجميع .
فالمطالع والمتابع لهذا السيناريو من اجل تبيان هوية الرابح سيجد ان الوطن هو اخر الرابحين وان الوطن اخر المستفيدين فعندما تشتغل منظومة الرقمنة لصالح المكون والحزب والطائفة فما الذي يبقى للوطن , وضمن هذا السيناريو اذا اصطدمت مصلحة المكون والحزب والطائفة بمصلحة الوطن عموما فانه يتم نحر الوطن عند اعتاب ذلك المكون من دون ان تكون هناك ادنى مبالاة , فالفهلوي كما نفهم من معظم السياسيين والبرلمانيين في هذه المرحلة هو من يحصل على اكبر عدد من المكاسب حتى ولو كانت هذه المكاسب تاكل من جرف الوطن , المهم ان يكون ممسكا باحد الكراسي وهذا يؤمن له المال والسلطة والظهور المتكرر على شاشات التلفزة الفضائية وليذهب الوطن الى ما لا نعرف حتى وان هاجرت امواله الى المصارف الخارجية حتى وان بيع نفطه دون مقابل الى الغير حتى وان ازداد فقراءه حتى وان اعدمت ارصفته بحجة الترميم حتى وان ازدادت ديونه حتى وان اسودَ مطره حتى وحتى وحتى وحتى يربح الوطن ابقى اطلق هذا السؤال (متى يربح الوطن) ؟