في ليالي آذار 2003 انساب أفعوان (زنجي ـ أبيض) فوق رمال الصحارى المتشنجة ، تكسّرت تحت اندفاعاته قشرتها الأرضية المعشوشبة ، انساب الأفعوان من حيث الساحل وضفاف الأنهار ومداخل المحافظات العراقية الرخوة ، نافثاً سموم أنيابه في خريطة الجسد العراقي ، تهشم الجسد المتماسك ، انسابت بين تشققاته الفئران والجرذان والصعاليك المنحشرة ، عشعشت وتلاقحت وباضت بين المدن والقرى والقصبات ، أنجبت وليداً غريباً اسمه (الإرهاب) !!!
كبرَ الوليدُ الغريب ، وتزوّج من بنات آوى المختبئات تحت أحراش الدنس ، فأنجبن منه الصعاليك والمرتزقة الأغراب ، تزوّج هؤلاء من إناث أنجبهنَّ الانخداع ، فصار العراق خراب !!!
والحالة هذه ؛ حتى أنتبه المناضلون والمجاهدون ، فتواءموا وانتظموا بمجلس حكم واحد .. منصف .. وفقاً للحروف الأبجدية بالضبط !.. بعدما تم اختيار الأكبرهم سنا مشكورين !.. ففرحنا ؛ وحمدنا الله تعالى على نعمته التي أنعمها علينا بهم ، إذ غاب عصر الدكتاتوريات ، وأشرقت شمس الوحدة والتآخي والحكومة التعددية المنسجمة ، التي جلّ اهتمامها رفع الحيف والظلم والجبروت والتسلط عن كاهل العراقيين كافة !..
وما هي إلا سُنينينات ؛ 2003..2004..2005 وإذا بالجماعة يتناطحون تناطح الوحوش الكاسرة لأجل الكراسي والمناصب ، وكأنهم جاءوا لكي يحكموا ، لا أن يتوحدوا بحكومة وطنية تخدم العراق والعراقيين ، فإذا بالأكراد يقيمون سلطان إقليم كردستان ، وإذا بالسنة يعلنون إقليم سنستان ، وإذا بالشيعة يعلنون إقليم شيعستان، وإذا بالتركمان يعلنون إقليم تركمستان ، وإذا بالإيزيدين يعلنون إقليم إيزيدستان ، وإذا بالأكراد الفيليين يعلنون إقليم فيلستان ، وإذا بالمسيحيين يعلنون إقليم مسيحستان ، وإذا بالصابئة يعلنون إقليم صابئستان ، وإذا بالبصرة تعلن إقليم بترودولارستان ، وإذا بإقليم كردستان يعلن حكومة نفطتصديرستان ، وإذا بالرمادي تعلن عرعرستان ، وإذا بالموصل تعلن شرقاطستان ، والناصرية تعلن جبايشستان ، والعمارة تعلن إقليم هورستان ، والسماوة تعلن إقليم ساوستان ، وإذا بالشيعة يعلنون إنقساماتستان ، والسنة يعلنون إنفصالاتستان ، والأكراد يعلنون غرورستان .
أمريكا تضحـــــــــــــــــــــــــك !!!
العراق يبكــــــــــــــــــــــــــــي !!!