منذ ان وجدنا على ارض العراق ونحن نعيش الماّسي عشرات تتلوها عشرات نداوي جرحا وتبقى جروح تنزف والى متى … .عاش شعبنا العراقي تحت وطاّة الظلم والقسوة والفقر والمذله والهموم والاضطهاد والقهر والاستلاب من اجل انفار من الانتهازيون والخونة المارقون والعملاء النفعيون الذين استطاعوا اقناع القطيع الضال بأنهم يمثلونهم ويدافعون عن مصالحهم يدافعون عن دينهم عن قوميتهم عن طائفتهم عن مستقبلهم وعن حقهم بالعيش في حياة حرة كريمة ولكن متى ………..
في الاوساط العربية ظهرت الاحزاب القومية بمسمياتها ومن القوميون العرب وحزب البعث كما ظهرت الاحزاب الدينية مثل الاخوان المسلمين والدعوة وحتى الله جلى وعلا اسس له حزب يدافع به عن حقوقه ومصالحه في العراق وكما جرى للعرب حصل لللاخوة الكورد فظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني او كان الاحرى ان يسمى الحزب البرزاني حيث الملا مصطفى هو المؤسس وزير دفاع جمهورية مهاباد التي اعدم فيها القاضي محمد ولا ندري كيف تسنى لذلك القائد الافلات من حبل المشنقه ليكون بعد ذلك الحبيب المقرب والسكين الذي استعمله شاه ايران في توجيه الطعنات الى ظهر العراق الذي يرفض هو وزمرته الانتساب اليه نقل عثمان محمود في كتابه الموسوم تقييم سيرة الثورة الكورديه جزء من الحديث الذي دار بين شاه ايران والملا مصطفى بعد اتفاقية الجزائر حيث ابلغ الشاه الملا انه ملتزم بالاتفاقية التي وقعت بينه وبين صدام حسين وكان رد الملا – نحن شعبك ومادمت راضيا عن اتفاقية الجزائر التي تؤمن مصالح ايران التي هي وطننا الام فلا يوجد لدينا شيء ضدها ونحن رهن اوامرك اذا قلت لنا موتوا نموت او عيشوا نعيش ونأمل ان تستمر رعايتكم لنا – وهكذا استمرت مسيرة هذا الملا من عام1946 وحزبه ومن ورث لهم النضال الفستوكي فمرة مع ايران واخرى مع امريكيا ومع اسرائيل وبريطانيا وحتى مع صدام حسين الذي انقذه من الموت المحقق هو وزمرته وكان جزاء الاحسان بكان بل وكل من يقف ضد استقرار العراق وتقدمه لقد تقاسمت كوادر الحزب البرزاني المنافع والمناصب كما التوئم الاخر حزب الاتحاد الطالباني اما السواد العام من اخوتنا الكورد فنصيبهم الاختفاء القسري والموت اذا اعترضوا على سوء الاوضاع والمعاناة بل سعى الحزبان الى توجيه الاجيال الجديدة الى الحقد على العراق وشتمه والبراءة منه والى متى التغليس يا الاحزاب التي سلطتها المخابرات الامريكية والايرانية ……
بعد عام 2003 ظهر مسعود طرزاني وهو يضع علم كردستان خلفه دون العلم العراقي على الاقل للمجامله وبعد ان ضج الضجيج بدا يضع العلم العراقي الى جانب علم كردستان وتطورت الاحداث ليعلن عن استفتاء الانفصال عن العراق ويعلن النتائج المشابهة لاستفتاء عزت الدوري بانتخاب القائد صدام99.9 كما ظهر مجموعة من المدفوعين الى حرق العلم العراقي ووضعه تحت الاقدام في نفس الوقت الذي يرفع العلم الاسرائيلي ملوحين به امام الكامرات لقد اقدم مسعود وجلال حتى على قتل وتصفية العناصر الوطنية التي كانت تحتمي بهم هربا من نظام صدام وتمثل سندا لهم …
من الملاحظات التي شاهدتها بالصدفة حينما كنت في اربيل لمراجعة القنصلية الكندية لاستكمال اوراق سفري الى هناك استاجرت تكسي الى وفي الطريق بدأت حديثي بالضد من صدام حسين وفوجئت بالرد القاسي من سائق التكسي وقال لي بالحرف الواحد – عمي صدام خوش ادمي – وفي الطريق شاهدت ارض شاسعة وسط محيط كله بنايات حديثة يتوسطها شارع ذهابا وايابا وسألت السائق لماذا هذه الارض الشاسعة متروكه اجاب عمي هاي الارض تعود الى – كوسرت رسول – يا للمهازل حين وصولي الى المجمع سالت الحرس عن القنصلية الكندية اجاب الرجل انه يفتحون الساعة 10 وعلي الانتظار بالباب وكان الرجل مؤدب جلب لي كرسي واعطاني قنينة ماء وجرى الحديث بيننا وحين اطمئن لي قال لي بالرف الواحد – عمي والله اني استنكف البس هذه الملابس ولكن اريد ان اعيش انا وعائلتي كما قال لي العراق يحتاج الى رجل قوي عادل يساوي بين ابناء العراق وكل هاي الاحزاب تعمل لمنتسبيها وخاصة الكبار – من خلال مسيرتي الحياتيه في هذا البلد وصلت الى نتيجة ان النسبة الكبرى من الاحزاب تعمل لمصالحها الخاصة بالدرجة الاولى وحين الاستيلاء على مقاليد الحكم والسلطة تسوم باقي المواطنين سوء العذاب ويعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية او اثالثة او الرابعة فالى متى يستمر هذا الحال ….
نعود الى شركاء الوطن الذين اقر لهم دستور ثورة تموز عام 1958 الشراكة بالوطن وتم تكريم الملا ناكر الجميل كما اطلق عليه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم فبعد ان سمح له العوده الى الوطن ومنحه راتب يزيد عن راتب الزعيم شخصيا واسكنه دار نوري السعيد وطلب الملا من الزعيم السلاح لحماية قريته وجماعته لان المجتمع الكردي حين ذاك مجتمع عشائري وفعلا تم تزويده بالسلاح فكان باكورة حصوله على السلاح قتل شيخ الزيبارين واعلان التمرد على الثورة بموجب الاوامر الخارجية المعادية لثورة تموز وحين حصل انقلاب شباط الاسود 1963 اتى وفد برأسة المقبور اليوسفي والتقى بالانقلابيين في دار الاذاعة ليهنئهم بنجاح الانقلاب ويقول نصا اليوم التقت بندقية الثورة العربية ببندقية الثورة الكردية ….
لقد نزف الدم العراقي عربيا وكرديا مسلما ومسيحيا وبقية الاديان والقوميات من خلال الاعمال الصبيانية التي تحركها الاصابع الاجنبية لاعداء العراق وبات لزاما على كل مواطن شريف يدعي انتسابه لتربة هذا الوطن وقف هذا النزيف الذي جعل العراق يتقهقر الى الوراء ويعيش ابناءه الحسرة ويرنون ان يكونوا مثل بقية شعوب الارض ….
انني ادعو كمواطن عراقي يشده بوطنه ذرات التراب في ارض العراق وقطرات ماء دجلة والفرات ان يوضع حد لهذه المأساة لقد اجرم هذان الحزبان بحق العراق بما يفوق ما قامت به من تدعي الاحزاب الاسلامية والقومية في الجزء العربي بان يصار الى دعوة الامم المتحدة للاشراف على استفتاء الاخوة الكورد على الانفصال تحت عنوان – هل انت مع وحدة العراق او الانفصال عنه – وتكون النتيجة ملزمة للحكومة المركزية وحكومة الاقليم وان كان مع الانفصال فيكون الانفصال بالمحافظات الثلاثة ولا شبر غيرها كما ورد في الدستور اما المادة 140 التي حشرت بعد المصادقة على الدستور فتبعتها على من حشرها واذا كان الاستفتاء مع العراق فيلزم الاقليم بتسليم كل موارد الاقليم الى الحكومة المركزية وباشراف مركزي وللاقليم مثل بقية محافظات العراق وتوزع الايرادات حسب النسب السكانية وبلا لف ولا دوران ولينتهي اللعب على الحبال ان الحل النزيه النابع من الحرص على الوطن بشرف واخلاص هو طريق الخلاص لكل العراقيين من الظلم والاضطهاد وليس سكان غرب ووسط وجنوب العراق بأفضل حال من سكان الاقليم ولم يعد العراقي يحتمل اكثر مما احتمل لقد كانت الاحتجاجات الاخيرة في الاقليم والتي من المؤكد سوف تتطور الى العنف الاكثر ولا يحل العنف والقتل والقسوة الازمة التي يعاني منها الحزبان الكرديان او ما يماثلها الاحزاب في غرب ووسط وجنوب العراق التي نهبت كل شيء كما مثيلاتها في الاقليم والحل هو الرجوع الى الشعب وتنفيذ مطالبه وحقوقه والنصر دائما وابدا حليف الشعوب