22 ديسمبر، 2024 11:43 م

نَشر احد الاصدقاء على صفحته في الفيس بوك فديو يوضح كيف يتم صناعه سياره (BMW ) وعند مشاهدتي له أبهرتني الدقه الفائقه في التكنولوجيا والمراحل الالكترونيه وخطوط الانتاج الرائعه الى ان يكتمل تصنيعها وتصبح جاهزه لطرحها في الاسواق . بنفس الوقت شعرت بمراره والم وحزن شديد اذا وضعنا أنفسنا بالمقارنه بين بلد المنشأ المانيا التي أنهارت بعد الحرب العالميه الثانيه وبين بلدي العراق الذي دُمر بعد الاحتلال والغزو ، هنا توقفت وتذكرت تلك العجوز الالمانيه التي كانت تقف في طابور لتوزيع المواد الغذائيه وجاء احد الشباب الذي اراد ان يأخذ حصته دون ان يقف بأنتظام وينتظر دوره ، فقالت له كلمتها بأن (المانيا هُزمت في الحرب فلا نريد ان نخسر اخلاقنا حتى لانفقد كُل شئ )
ثم أنطلقت المانيا ببناء الانسان واستطاعت ان تنهض من جديد وتتفوق على دول العالم بجوده صناعتها في مجالات كثيره .
ثم شرد ذهني في الخيال ليذهب الى دوله اخرى عندما نتكلم عنها نصفها بأنها من كوكب اخر وهي اليابان ، التي ضُربت بقنابل نوويه في (هورشيما وناكازاكي ) ، فلا يتوقع اكثر المتفائلين ان دوله دمرتها القنابل النوويه تكون اليوم من اعظم الدول في مجال الصناعه والتكنولوجيا والاقتصاد ، ولكن الأسس الصحيحه لأي نهضه او تطور هو كيفيه بناءالانسان على اسسس علميه وتربويه ،فقد وضعوا المنهاج ورسموا الطريق وساروا عليه بخطوات صحيحه فكانت مرحله الدراسيه الابتدائيه هي تعليم الاخلاق فقط وكيفيه التعامل الانساني الراقي والمحترم .
اضافه لبناء الانسان الذي ساعد هذين البلدين في النهوض من جديد عامل اخر هو الحكومه النزيهه والشعب الواعي الذي لايضع المسؤولين بمنزله الألهه وانما هو واحد منهم مؤتمن عليهم يدير امور بلدهم اذا اخطأ يتم محاسبته ضمن القانون حاله حال اي مواطن ،
هنا اتسأل هل تمكن العراق بعد ٢٠٠٣ ان يضع منهاج علمي لبناء الانسان واستغلال الثروات بطريقه تضمن تطور البلد والنهوض به ؟
هل من حكموا وتحكموا بمصير هذا الشعب كانوا اهلاً للثقه ؟
وهل تعلم المواطن العراقي الدرس بعد التجارب التي مر بها ليتمكن من اختيار الاصلح بعيداً عن النعرات الطائفيه والمذهبيه والعرقيه ؟
وهل فهمنا اللعبه جيداً وعرفنا ان اغلب من يعتلون المنابر مستغلين الدين غطاء لتخدير العقول وتمرير اجندات سياسيه قذره ؟
وهل ؟ وهل ؟ وهل؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟
أذا تمكنا الاجابه على تسأولات كثيره وتعلمنا الدرس وبدأنا من جديد بدايه صحيحه حينها سوف ينهض العراق ويحق لنا ان نقارن انفسنا مع بقيه الدول والى ان يحين هذا الوقت سوف تبقى عيوننا تدمع وقلوبنا تتمزق على بلد دُمر ونام اهله ولن يستيقظ منهم احد .